الجزيرة:
2025-07-27@23:44:19 GMT

لماذا سيتراجع الاقتصاد الروسي في عام 2024؟

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

لماذا سيتراجع الاقتصاد الروسي في عام 2024؟

موسكو- من غير المرجح أن يتمكن الاقتصاد الروسي من تكرار التعافي في النمو الاقتصادي الذي حققه خلال العام المنصرم، بل على العكس، فسيعاني في العام الحالي من تراجع واضح، كما خلص إلى ذلك التقرير الذي أصدره مؤخرا معهد التنبؤ الاقتصادي التابع لأكاديمية العلوم الروسية.

وحسب التقرير، يُتوقع أن ينخفض ​​معدل نمو الإنتاج الصناعي في أبريل/نيسان ومايو/أيار المقبلين، على سبيل المثال، 3 مرات مقارنة بمؤشرات العام المنصرم.

وتأتي الخلاصة الصادرة عن أهم مركز للدراسات الاقتصادية في البلاد مغايرة للنتائج التي حققها الاقتصاد الروسي العام الماضي، والتي تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي نسبة 3.5% وجاء بمثابة مفاجأة للكثيرين.

ويتلاقى مع المركز في هذه الخلاصة -وإن بتقديرات مختلفة بشكل طفيف- صندوق النقد الدولي الذي كان قد حسّن توقعاته للنمو الاقتصادي الروسي للأشهر الثلاث الأخيرة من عام 2023 بينما خفض توقعاته لعام 2024 من 1.5% إلى 1.3%.

يأتي ذلك بينما يشعر مراقبون روس بالقلق أيضا بشأن احتمال تراجع عائدات التصدير الروسية العام المقبل بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية وتباطؤ الاقتصاد العالمي خلال العام الحالي، ناهيك عن احتمال تعرض البلاد لرزمة جديدة من العقوبات الغربية.

نتائج فاقت التوقعات

وكانت روسيا حققت في العام المنصرم نتائج فاقت حتى توقعات البنك المركزي ووزارة التنمية فضلا عن مراكز الدراسات الاقتصادية. وقال الرئيس فلاديمير بوتين إن اقتصاد بلاده أصبح الأفضل في أوروبا وتفوق على الاقتصاد الألماني.

بوتين قال إن اقتصاد بلاده أصبح الأفضل في أوروبا وتفوق على الاقتصاد الألماني (الفرنسية)

وقبل عام واحد، سادت فكرة استمرار انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الروسي في عام 2023 بين الأوساط الاقتصادية في أوروبا، وكان النقاش وقتذاك ليس الانخفاض من عدمه بل كم سيكون هذا الانخفاض، لكن الاقتصاد الروسي أظهر انتعاشا قويا، وصل إلى مستويات عام 2019.

تباين في الديناميكيات

ويعزو الخبير الاقتصادي فيكتور لاشون أسباب التراجع المتوقع في معدلات النمو إلى أسباب، من بينها خارجية، كالمشاكل المالية العالمية المتراكمة والتداعيات التي سيتسبب بها التراجع في الصادرات وأسعار النفط، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر وملموس على الميزان التجاري إلى درجة التدهور.

لكن العامل الرئيسي، كما يوضح لاشون في حديث للجزيرة نت، هو انخفاض الواردات بسبب ضعف الروبل المتوقع في الخريف وتباطؤ الطلب المحلي تحت تأثير تشديد السياسة النقدية.

وللإشارة، فقد كان البنك المركزي رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 16%.

ويتابع لاشون بأنه إذا كانت في البداية ثمة مبالغة في تقدير التأثيرات السلبية للعقوبات على الاقتصاد، فإن المعادلة انقلبت بعد ذلك، وتحولت إلى عملية استخفاف بتأثير العقوبات والتقليل من شأنها. لكن الواقع سيتغير خلال العام الحالي، وسيصبح تأثير القيود ملموسا أكثر.

سيناريوهات هجينة

لكن مع ذلك، يعتقد أن تفاقم الصراع الأميركي مع الصين واحتمال قطع إمدادات الطاقة عن الصين من الجنوب (من أفريقيا والشرق الأوسط وأستراليا)، سيكون في مصلحة روسيا وتعزيز اقتصادها، إذ ستشكل هذه الخطوة تهديدا جديا لمصنع العالم (الصين) وسيترك العالم كله بدون أي منتجات.

ويرجح بأن تستفيد روسيا من هذا السيناريو الجذري، لأنها ستكون مستعدة لتزويد الصين بالنفط والغاز بكميات كبيرة، وهو ما من شأنه أن يجعل بكين أكثر استعدادا لبناء خط أنابيب الغاز العملاق "قوة سيبيريا – 2".

أسباب جيوسياسية

أما فلاديمير أوليتشينكو، الخبير في المعهد الأعلى للاقتصاد فيرى أن استمرار الصراع الأوكراني يشكل المصدر الرئيسي للمخاطر بالنسبة للاقتصاد الروسي.

ويشير أوليتشينكو في حديثه للجزيرة نت إلى "مخاطر خارجية" ترتبط بشكل أساسي بالعقوبات الجديدة وتشديد القيود الحالية. وقد يؤدي ذلك إلى تشويه ميزان التجارة الخارجية إلى حد كبير، وذلك كنتيجة لانخفاض سقف أسعار النفط والحظر الجديد على الصادرات الروسية، وما يتبعه من تراجع لعائدات التصدير وحتى الواردات، إذا شددت "الدول الصديقة" الحدود والضوابط على إعادة التصدير.

علاوة على ذلك، توجد مخاطر داخلية تكمن في الزيادة المحتملة في الاضطرابات السياسية في الفترة التي ستسبق الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مارس/آذار المقبل، فضلا عن تصعيد الصراع الأوكراني إلى حدود أوسع.

عصب الإيرادات

ويقول أوليتشينكو إن أوكرانيا أغلقت بالفعل خط الأنابيب على الخط الجنوبي، ولا تمر الإمدادات إلا عبر الفرع الشمالي. كما أن الإمدادات إلى أوروبا عبر السيل التركي توقفت تقريبا عام 2023.

ويتابع بأن هذه كانت محاولة لمنع عبور الغاز من خلال فرض حواجز إضافية (رسوم)، يمكن أن تؤدي إلى أن يصبح الغاز الروسي باهظ الثمن، وليس من المربح شراؤه.

كما يعتبر أولتشينكو أن سيناريو التوقف الكامل لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطي الأنابيب (التيار الأوكراني والتركي) محتمل للغاية وهو ما يمكن أن يلعب دورا إضافيا في الإبطاء من وتيرة النمو الاقتصادي في روسيا.

وحسب رأيه فإن الولايات المتحدة ستضغط على أوكرانيا لمنع العبور بمجرد انتهاء "موسم التدفئة"، لإخراج روسيا من سوق خطوط الأنابيب الأوروبية.

يشار إلى أن هنغاريا التي لا تريد أن تفقد الغاز الروسي تدخلت ضد بلغاريا، التي سعت لفرض ضريبة إضافية على عبور الغاز الروسي المتدفق عبر التيار التركي بمبلغ 111 دولارا لكل ألف متر مكعب، وقامت بودابست بالتهديد بأنها ستمنع دخول بلغاريا إلى منطقة شنغن في حال قامت بذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاقتصاد الروسی الغاز الروسی

إقرأ أيضاً:

لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟

لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
لأنها صناعة الإنجليز الذين لم يدخلوا السودان كمستعمرين ولكن تلبية لمطالبة الآلف من السودانيين الذين كانوا يعيشون تحت وطأة الظلم والفقر والحكم القسري للخليفة عبد الله الذي أنقلب على وصايا الامام المهدي. دولة 56 هي التي بدأت بإنهاء حكم الخليفة عبد الله التعايشي الذي نقض عهد المهدي وانقلب على الخلفاء وكان ينتوي توريث ابنه بإيعاز من أخيه يعقوب. لم تكن دارفور نفسها خاضعة التعايشي آنذاك بل كانت أركان المهدية تقوم على جيش يتكون من مجموعة جيوش بولاءات مختلفة فحسب الوثائق البريطانية للعام 1891 في ارشيف السودان بجامعة درم البريطانية كان جيش الخليفة يتكون من 46 الف مقاتل منهم
8000 تعايشة
12000 رزيقات
3000 حمر وهولاء يعتبرونه الخليفة عبد الله قائدهم المباشر
10,000 جعليين
8000 من قبائل متفرقة من مديرية بربر
7000 من دنقلا وهولاء يعتبرونه الخليفة محمد شريف قائدهم المباشر
3000 من عرب كنانة وهؤلاء يعتبرون الخليفة علي ود الحلو قائدهم المباشر.
وطبعا الجميع يعلم أن تمردا قد قام في امدرمان ضد الخليفة في العام 1892 بقيادة الخليفة شريف ومجموعة من عمد بربر احتجاجا على الضرائب ومصادرة الأراضي وغيرها من الإجراءات التعسفية التي فرضت عليهم و المواطنين في مناطقهم. مجموعة من العمد كانت قد سافرت إلى مصر ونقلت احتجاجاتها وتذمر المواطنين وقد أخمد الخليفة عبد الله التمرد و حبس الخليفة شريف. هذة الوثائق طويلة ويمكن الرجوع لها في الرابط ادناه. ولكن الشاهد فيها إن الجلابة الذين يتم اتهامهم بإحتكار الامتيازات التاريخية هم في الواقع من كانت ترتكز عليهم الدولة المهدية ولكن والصراعات الداخلية التي حدثت نتيجة لسوء اداراة الخليفة عبد الله ورغبته في توريث الحكم هي ما عجلت بسقوط حكمه على يد الإنجليز لتتأسس دولة 56 على انقاض المهدية.
سبنا امام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • العشرية السوداء”.. كتاب جديد  يوثق عقدًا من الانهيار الاقتصادي
  • لماذا يقول ملك بلجيكا الحقيقة ويجبن بقية ساسة أوروبا ؟
  • قطر تهدد أوروبا بقطع إمدادات الغاز
  • لماذا يبدو الاقتصاد الأميركي متماسكا رغم التحذير من سياسات ترامب؟
  • لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • قطر تهدد بوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا
  • صحيفة تشير إلى احتمال وقف ضخ الغاز المسال من قطر إلى أوروبا وتكشف السبب
  • أكثر 10 اقتصادات سياحية في العالم للعام 2024 (إنفوغراف)
  • المغرب يتوقع تسارع النمو الاقتصادي إلى 4.5% خلال 2025