اقترح مسؤول أمريكي سابق إقامة مشاريع استراتيجية في سيناء لتوفير الماء والكهرباء لقطاع غزة وفي ذات الوقت لتشغيل أهالي القطاع فيها.

 

ويأتي هذا الاقتراح كأحد اقتراحات ومخططات كثيرة طرحت لإيجاد حل لأزمة قطاع غزة من منطلق توفير الأمن للاحتلال الإسرائيلي وقطع أي صلة بين الاحتلال وقطاع غزة.

 

وبالطبع فإنها دائما ما تقترن هذه الاقتراحات والمبادرات بإنهاء أو القضاء على حركة حماس وإبعادها عن المشهد تماما في قطاع غزة.

 

وبحسب ديفيد شينكر، مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن المدير السابق لشؤون دول المشرق والمساعد الأعلى في سياسة البنتاغون الخاصة بدول المشرق العربي، فإن مسألة تهجير أهالي قطاع غزة إلى سيناء لا يمكن أن تتم بعد أن وضعت القاهرة الأمر في خانة الخطوط الحمر.

 

لكن برأي شينكر في مقاله في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فإن ذلك لا ينفي أن "مصر تستطيع من دون شك استضافة مبادرات حاسمة تساعد أهالي القطاع على إعادة بناء غزة، وتدريب أفراد الأمن، وتحلية المياه، واستبدال الوظائف التي لم تعد إسرائيل مستعدة لتوفيرها".

 

يعتقد شينكر أنه "بغض النظر عن التوصل إلى تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين أم لا، فمن غير المرجح أن يحصل فلسطينيو غزة على تصاريح للعمل في إسرائيل مجدداً؛ ففي أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر، أفادت التقارير بأن قطاع البناء الإسرائيلي قدم التماساً إلى الحكومة الإسرائيلية للسماح للشركات بتوظيف ما يصل إلى 100 ألف هندي ليحلوا محل العمال الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية. وفي أعقاب هجوم "حماس"، علقت إسرائيل أيضاً بيع الكهرباء والمياه لغزة. وقد استؤنفت إمدادات المياه، لكن من غير الواضح إلى متى".

 

ويعتقد شينكر أنه "بعد الحرب، فقد تتحفظ إسرائيل بشأن مواصلة العمل كالمعتاد، وقد تفضل بالأحرى قطع جميع علاقاتها مع القطاع المضطرب".

 

وهنا يأتي دور مصر، بحسب مقترح شينكر، "فالاقتصاد المصري الضعيف يحول دون إمكانية تقديم مساهمات مالية للفلسطينيين في غزة، ولكن إذا تم دعمه من قبل دول الخليج، فهناك الكثير الذي يمكن للسيسي أن يفعله لدعم غزة في مرحلة ما بعد "حماس"، وربما حتى تحقيق الربح لمصر في معرض ذلك".

 

ويقترح شينكر بناء منشأة لتحلية المياه ومحطة لتوليد الطاقة في شبه جزيرة سيناء من أجل تلبية احتياجات غزة، ويمكنها بيع الكهرباء والمياه للفلسطينيين.

 

وبحسب المقترح فإنه يمكن لمصر أيضاً أن "تساعد العمال الفلسطينيين من خلال توفير تصاريح عمل يومية، في البداية، يمكن لهؤلاء العمال المشاركة في بناء هذه المرافق. ولاحقاً، ربما يمكنهم إيجاد عمل في مناطق اقتصادية جديدة تقع في سيناء بالقرب من رفح".

 

وبالطبع فإن الولايات المتحدة دائما موجودة، حيث يقترح شينكر أن بإمكان واشنطن تحفيز هذه المبادرة من خلال إقامة مناطق صناعية مؤهلة - مثل تلك التي تم إنشاؤها بعد اتفاقيات السلام الإسرائيلية مع مصر والأردن؛ يتم فيها تصنيع المنتجات بمواد مصرية وتجميعها من قبل يد عاملة فلسطينية وبيعها معفاة من الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة وأوروبا.

 

وبالإضافة إلى هذه المساعدة، فإن بإمكان مصر، إذا طُلب منها، أن توافق على تدريب قوات الأمن التابعة "للسلطة الفلسطينية"، والتي تأمل منها واشنطن أن تملأ الفراغ بعد هزيمة "حماس" في النهاية.

 

ولا ينسى شينكر الجزرة دائما فـ"أمام القاهرة احتمال آخر مفيد ومربح وهو إتاحة الفرصة لشركات البناء المصرية لتكون في طليعة عملية إعادة بناء غزة".

 

بهذا المقترح يعتقد شينكر أن "مصر ستضرب عصفورين بحجر واحد، حيث تستطيع مصر أن تلعب دوراً رائداً في مساعدة الفلسطينيين، وبإمكان السيسي أيضاً، من خلال اضطلاعه بدور مثمر في غزة ما بعد الحرب، أن يخفف من الانتقادات الموجهة إليه في الكونغرس الأمريكي، من بينها تلك المتعلقة بإعادة انتخابه في كانون الأول/ ديسمبر، وهي انتخابات تُعتبر على نطاق واسع غير حرة وغير نزيهة".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول أميركي يكشف سبب تراجع جي دي فانس عن زيارة إسرائيل

قال مسؤول أميركي رفيع إن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس اتخذ قرار عدم زيارة إسرائيل لأنه لا يريد أن تُفسَّر زيارته، سواء في الدولة العبرية أو في دول المنطقة، على أنها دعم من إدارة ترامب لتوسيع العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي في غزة، في وقت تضغط فيه واشنطن للتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في القطاع.

ونقل موقع "واللا" العبري عن المصدر قوله إن نائب الرئيس الأميركي كان يفكر في زيارة إسرائيل، يوم الثلاثاء، لكنه تراجع عن الفكرة بسبب حجم الدمار الذي تسببت فيه العملية العسكرية في غزة.

وأوضح أن القرار لا يُعتبر خطوة للضغط العلني على إسرائيل، مشيرًا إلى أن فانس برّر رسميًا إلغاء الزيارة بـ"أسباب لوجستية".

وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ، يوم الجمعة، إدخال قوات إضافية إلى قطاع غزة لتنفيذ عملية "مركبات جدعون"، التي تهدف إلى استعادة السيطرة الكاملة على القطاع، ونقل نحو مليوني فلسطيني إلى "منطقة إنسانية"، وهدم معظم المباني.

 

وبحسب مسؤولين إسرائيليين، أبلغت الإدارة الأميركية الحكومة الإسرائيلية، يوم السبت، أن فانس يدرس المرور بإسرائيل بعد انتهاء زيارته إلى الفاتيكان، كما جرت محادثات إضافية بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين يوم الأحد، للتحضير للزيارة. وبعد ذلك بساعات، أفادت القناة 12 بأن فانس قد يصل الثلاثاء. لكن بعد ساعات قليلة، نفى مسؤول كبير في البيت الأبيض تلك الأنباء خلال حديث مع الصحفيين المرافقين لفانس في روما.

وقال المسؤول: "رغم أن جهاز الخدمة السرية وضع خططًا لوجستية محتملة لزيارة عدة دول إضافية، إلا أنه لم يُتخذ أي قرار لإضافة محطات جديدة لرحلة نائب الرئيس الأميركي، كما أن القيود اللوجستية حالت دون تمديد الزيارة إلى ما بعد روما. نائب الرئيس سيعود إلى واشنطن يوم الإثنين".

 ورفض مكتب دي فانس التعليق على البيان، في حين كشف مسؤول أميركي مطلع لموقع "واللا" أن الأسباب اللوجستية لم تكن السبب الحقيقي وراء تراجع فانس عن زيارة إسرائيل.

وأضاف أن فانس ناقش الأمر مع فريقه وعبّر عن قلقه من أن تُفسر الزيارة على أنها موافقة أميركية على توسيع العملية العسكرية، سواء من قبل إسرائيل أو دول المنطقة، ولذلك قرر عدم التوجه إلى إسرائيل.

في غضون ذلك، تسعى إدارة ترامب إلى التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب في غزة، ويؤدي إلى إطلاق المزيد من الرهائن، ويسمح بإدخال مساعدات إنسانية لتفادي المجاعة وتفاقم الأزمة.

وبضغط من الإدارة الأميركية والدول الأوروبية، قرر المجلس السياسي-الأمني الإسرائيلي يوم الأحد استئناف إدخال المساعدات إلى غزة عبر القنوات القائمة، إلى حين إنشاء آلية إنسانية جديدة.

وكان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قد قدّم الأسبوع الماضي اقتراحًا محدّثًا لصفقة تشمل تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار إلى إسرائيل وحماس، ويواصل الضغط على الطرفين لقبوله

مقالات مشابهة

  • الرئاسة السورية تنفي إدعاء سفير أمريكي سابق حول الشرع (شاهد)
  • سفير أمريكي سابق: دربنا الشرع.. والرئاسة السورية تنفي (شاهد)
  • دُعيتُ لإدخاله عالم السياسة.. تفاعل على ما قاله سفير أمريكي سابق حول لقائه بالشرع عام 2023
  • مسؤول أمريكي يحذر من الاستخفاف بالحوثيين ويقول إن جيش بلاده يراقب سلوكهم
  • مسؤول أميركي يكشف سبب تراجع جي دي فانس عن زيارة إسرائيل
  • إسرائيل تُصادق على إقامة جدار على الحدود مع الأردن
  • توجه مصري لتدشين ممر تنمية بين شمال سيناء وجنوبها.. ما موقف إسرائيل؟
  • نائب يقترح تحصيل 10 مليارات جنيه سنويًا من المدارس الخاصة لتمويل بناء مدارس جديدة
  • غزة تباد.. عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين بقصف إسرائيل منازل وخيام
  • "قمة بغداد": رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين وإدانة اعتداءات إسرائيل على سوريا ودعوة لحل سياسي في السودان