تبادل كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع القصف على مقرات رئيسية للطرف الآخر في العاصمة الخرطوم، دون ورود أنباء فورية عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن أعمدة الدخان تصاعدت حول مقري القيادة العامة للجيش السوداني وسط الخرطوم وسلاح المدرعات جنوبي غربي العاصمة. كما تصاعد الدخان حول مقار للدعم السريع جنوبي الخرطوم، خصوصا المدينة الرياضية.

ورجحت المصادر أن يكون ذلك بسبب تبادل القصف المدفعي بين الطرفين واستخدام الجيش السوداني الطيران المسيّر لمهاجمة مقار الدعم السريع.

وأمس السبت، قالت مصادر محلية للجزيرة إن الجيش السوداني قصف بالمسيرات حي المعمورة جنوب شرق مدينة الخرطوم، وحي الأزهري جنوبي الخرطوم، لاستهداف مواقع لقوات الدعم السريع.

ورصدت المصادر تصاعد أعمدة الدخان في موقعين على الأقل في الحيين، وذكرت أن الجيش السوداني قصف تجمعات لقوات الدعم السريع في الخرطوم بالمدفعية الثقيلة من مواقعه شمال مدينة أم درمان.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (يمين) وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (وكالات) ولاء للجيش

في سياق متصل، قال حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة وجيش تحرير السودان مني أركو مناوي إن قواته الموجودة في الولاية الشمالية تعمل بتنسيق تام مع الجيش السوداني، وهي جزء منه.

وأشار، خلال اجتماعه بحكومة ولجنة أمن الولاية الشمالية برئاسة والي الولاية عابدين عوض الله، إلى وجود ما وصفها بالأيادي الخارجية في إشعال حرب 15 أبريل/نيسان الماضي لأهداف وأغراض سياسية واقتصادية كانت نتيجتها تدمير البلاد، دون أن يشير إلى الجهة التي يعنيها بكلامه.

ونقلت عنه وكالة السودان للأنباء (سونا) قوله خلال الاجتماع إن "من أشعلوا الحرب أشعلوها من أجل الوصول إلى السلطة، واستخدموا في ذلك كل الوسائل غير الإنسانية". وأوضح أن متطلبات المرحلة المقبلة هي تأمين الطرق الرابطة بين الولاية الشمالية وإقليم دارفور والحدود مع ليبيا.

ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، تستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل، وفق تقديرات منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد)، كما تسببت في نزوح نحو 6 ملايين شخص داخل البلاد أو إلى دول مجاورة، حسب الأمم المتحدة.

لكن وكالة رويترز قالت أمس السبت إن تقريرا للأمم المتحدة قُدّم لمجلس الأمن الدولي أفاد بأن "بين 10 آلاف و15 ألف شخص قُتلوا في مدينة واحدة في ولاية غرب دارفور بالسودان العام الماضي في أعمال عنف عرقية نفذتها قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها (لم تحددها)".

وأمس السبت أيضا طلبت الخرطوم من مجلس الأمن الدولي أن يضطلع بمسؤوليته "تجاه الدول التي تغذي استمرار الحرب في السودان (لم تسمِّها) بتزويدها قوات الدعم السريع بالسلاح والدعم السياسي والإعلامي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی

إقرأ أيضاً:

حكومة كامل إدريس تقرر الانتقال التدريجي إلى العاصمة الخرطوم

حكومة السودان بقيادة الجيش ظلت تعمل من العاصمة الإدارية المؤقتة في بورتسودان منذ اندلاع الحرب منتصف ابريل 2023م.

بورتسودان: التغيير

أعلن رئيس الوزراء السوداني المعين حديثاً د. كامل إدريس، بدء عملية الانتقال التدريجي للوزارات والمؤسسات الحكومية إلى العاصمة القومية الخرطوم وفق جدول زمني مدروس.

ويأتي قرار إدريس بعد أقل من شهر على أدائه القسم رئيساً لمجلس الوزراء بعد أن تم تعيينه بقرار من رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 19 مايو الماضي بمرسوم دستوري.

ووفقاً لوكالة السودان للأنباء، فإن عملية الانتقال التدريجي ستتم وفق جدول زمني مدروس يراعي الجوانب الإدارية والفنية والبشرية، ويضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع، إلى جانب دعم خطط إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة.

وذكرت الوكالة أن القرار يأتي في إطار تنفيذ الرؤية القومية لتعزيز الحوكمة وتحقيق التنمية المتوازنة، انسجاماً مع الخطط الاستراتيجية الرامية إلى تفعيل دور العاصمة القومية كمركز إداري متكامل، وتخفيف الضغط الإداري والخدمي عن مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة.

وظلت حكومة السودان بقيادة الجيش تعمل من العاصمة الإدارية المؤقتة في بورتسودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف ابريل 2023م، حيث أُجبرت العديد من الوزارات والمؤسسات على الانتقال إلى مواقع بديلة بسبب تصاعد وتيرة القتال في العاصمة الخرطوم، قبل أن ينتقل مجلس السيادة وكامل الطاقم الحكومي إلى شرق البلاد.

وفي الثالث من ابريل الماضي، استأنفت حكومة ولاية الخرطوم عملها رسمياً من داخل مقرها بالعاصمة، عقب سيطرة الجيش على محلية الخرطوم وانسحاب قوات الدعم السريع.

وقال إعلام الولاية يومها، إن مبادرة الولاية جاءت تنفيذاً لدعوتها إلى الوزارات ووحدات الحكومة الاتحادية بالعودة إلى مقارها وتفقد أحوالها، وبادرت كأول جهة حكومية بعقد اجتماع اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة بمبادرة من رئيس اللجنة، والي الولاية أحمد عثمان حمزة في مقر أمانة الحكومة بالخرطوم.

وأعلن الجيش في 20 مايو الماضي، اكتمال سيطرته على ولاية الخرطوم بشكل كامل، مؤكداً خلو العاصمة من أي وجود لقوات الدعم السريع، بعد عمليات عسكرية متواصلة.

الوسومأحمد عثمان حمزة الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان بورتسودان حرب 15 ابريل 2023م د. كامل إدريس عبد الفتاح البرهان

مقالات مشابهة

  • عودة قوات الشرطة للعمل بحي الخرطوم 2 – فيديو
  • في نيالا خرج مصابي مليشيا الدعم السريع في تظاهرة احتجاجية طلباً للعلاج
  • الجيش السوداني وحلفاؤه يتصدون لهجوم عنيف في الفاشر
  • رئيس الوزراء السوداني يوجه بإجلاء رعايا بلاده من إيران
  • داير أوجّه رسالة صغيرة لأهلنا في الدعم السريع الحاربونا برعاية دول أجنبيّة؛ وللإخوة في تشاد
  • المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان ومصر.. صهر الجغرافيا في أتون الحرب
  • حكومة كامل إدريس تقرر الانتقال التدريجي إلى العاصمة الخرطوم
  • الجيش السوداني والدعم السريع يتنازعان السيطرة على منطقة المثلث الاستراتيجية
  • المثلث السوداني المصري الليبي.. هل يصبح مسرحا جديدا للصراع الإقليمي؟
  • ما تداعيات سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي بمساعدة حفتر؟