حذّر العلماء من أن البشرية تواجه تهديدًا وبائيًا جديدًا وغريبًا، حيث أكدوا أن الفيروسات القديمة المُتجمدة في التربة الصقيعية في القطب الشمالي يمكن أن تتحرّر بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض وتطلق العنان لتفشي وباء كبير وخطير.

لقد تم بالفعل عزل سلالات من ميكروبات الميثوسيلا - أو فيروسات الزومبي كما تُعرف أيضًا - من قبل الباحثين الذين أثاروا مخاوف من احتمال حدوث حالة طوارئ طبية عالمية جديدة - ليس بسبب مرض جديد على العلم ولكن بسبب مرض من الماضي البعيد.

 

 

كيف يتصدى العالم للوباء القادم؟

ونتيجة لذلك، بدأ العلماء في التخطيط لإنشاء شبكة مراقبة في القطب الشمالي، من شأنها أن تحدد الحالات المبكرة لمرض تسببه الكائنات الحية الدقيقة القديمة.. بالإضافة إلى ذلك، توفير الحجر الصحي والعلاج الطبي المتخصص للأشخاص المصابين في محاولة لاحتواء تفشي المرض، ومنع المُصابين من مغادرة المنطقة.

وقال عالم الوراثة جان ميشيل كلافيري من جامعة إيكس مرسيليا : "في الوقت الحالي، تركز تحليلات التهديدات الوبائية على الأمراض التي قد تظهر في المناطق الجنوبية ثم تنتشر شمالًا".. "على النقيض من ذلك، لم يتم إيلاء سوى القليل من الاهتمام لتفشي المرض الذي قد يظهر في أقصى الشمال ثم ينتقل جنوبًا - وأعتقد أن هذا خطأ غير مقصود.. فهناك فيروسات لديها القدرة على إصابة البشر وبدء تفشي مرض جديد.

وقد أيدت هذه النقطة عالمة الفيروسات ماريون كوبمانز من مركز إيراسموس الطبي في روتردام: "نحن لا نعرف ما هي الفيروسات الموجودة هناك في التربة الصقيعية، ولكن أعتقد أن هناك خطرًا حقيقيًا من احتمال وجود فيروس قادر على التسبب في تفشي المرض - على سبيل المثال، شكل قديم من شلل الأطفال.. علينا أن نفترض أن شيئًا من هذا القبيل يمكن أن يحدث".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وباء ذوبان الجليد فيروسات

إقرأ أيضاً:

مدفون في الجليد.. كيف فقدت الـCIA جهازا نوويا فوق الهيمالايا؟

ارتكبت الولايات المتحدة واحدة من أكثر مغامرات الحرب الباردة تهورًا، في أحد أكثر الأماكن وعورة على كوكب الأرض، فيما تحاول جاهدة محوها من الذاكرة، بعد 60 عاما من فشل مهمة بالغة السرية لعملاء أمريكيين. ويخشى الملايين فى الهند ممن يعيشون على ضفاف نهر الجانج على حياتهم بسبب جهاز فقد في هذه المهمة.

صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت أن عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـCIA أضاعوا جهازا نوويا يحتوي على ما يقارب ثلث كمية البلوتونيوم المستخدمة في قنبلة ناجازاكي، أعلى جبال الهيمالايا في مهمة سرية للتجسس على الصين، ترفض الولايات المتحدة الإفصاح عنها رغم أنها وقعت عام 1965.

وسردت الصحيفة الأمريكية كيف اختارت وكالة الاستخبارات الأمريكية بعناية، فريقا من المتسلقين الأمريكيين، لمهاراتهم في تسلق الجبال واستعدادهم للتكتم الشديد، وقالت إن الفريق الأمريكي ورفاقه من الهنود جهزوا كل شي أسفل القمة من الهوائي، والكابلات، والأهم من ذلك، جهاز SNAP-19C، وهو مولد كهربائي محمول صُمم في مختبر سري للغاية ويعمل بوقود مشع، مشابه لتلك المستخدمة في استكشاف أعماق البحار والفضاء الخارجي.


التجسس على الصين
وأضافت الصحيفة، أن الخطة كانت بهدف التجسس على الصين، التي فجّرت آنذاك قنبلة ذرية، حيث أُصيبت وكالة الاستخبارات المركزية بالذهول، فأرسلت المتسلقين لتركيب كل هذه المعدات - بما في ذلك الجهاز النووي الذي يزن 23 كيلو غرامًا بحجم كرة شاطئية - على قمة العالم للتنصت على مركز التحكم الصيني.

ولكن بينما كان المتسلقون على وشك الوصول إلى القمة، انقلب الطقس فجأة، وهبت رياح قوية، ونزل الغيم، واجتاحت عاصفة ثلجية المكان، واختفت قمة الجبل الشاهق، المسمى "ناندا ديفي". ولإنقاذ حياة المتسلقين، اتُّخِذ قرار مصيري متمثل في ترك المعدات وإحكام غلقها لينطلق المتسلقون مسرعين إلى أسفل الجبل بعد إخفاء معدات وكالة الاستخبارات المركزية. وأكدت الصحيفة أن الجهاز لم يُرَ منذ ذلك الحين في 1965.

ما مصير الجهاز النووي الخطير؟
وتساءلت "نيويورك تايمز" عما حدث للجهاز النووي الأمريكي، الذي يحتوي على البلوتونيوم-239، وهو نظيرٌ استُخدم في القنبلة الذرية التي أُلقيت على ناجازاكي، وكمياتٍ أكبر من البلوتونيوم-238، وهو وقودٌ شديد الإشعاع؟، وأجابت أنه لا أحد يعلم. وتُرِك الجهاز النووي في المعسكر الرابع ولم يُرَ منذ ذلك الحين، وأوضحت أن جبل ناندا ديفي، المحاط بقمم شاهقة، يُعدّ من أصعب جبال الهيمالايا تسلقًا، واختارته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) لإطلالته على مئات الأميال عبر الحدود إلى الصين.

ولأن الأنهار الجليدية التي تعلو هذه الجبال تُغذي نهر الجانج، وحوضه المكتظ بالسكان، يخشى القادة المحليون من تسرب البلوتونيوم من الجهاز المفقود إلى أحد الأنهار، ما قد يُؤدي إلى تسمم السكان في المناطق الواقعة أسفل مجرى النهر.


 أمريكا ترفض الاعتراف بفشلها
وبعد ستين عامًا على فشلها الذريع على قمة ذلك الجبل، لا تزال الحكومة الأمريكية ترفض الاعتراف بحدوث أي شيء. كانت المهمة برمتها محاطة بالخداع منذ البداية. تكشف مجموعة من الملفات التي عُثر عليها مؤخرًا في مرآب بولاية مونتانا كيف نسج مصورٌ شهيرٌ من ناشيونال جيوغرافيك قصةً مُحكمةً للتغطية على العملية السرية، وكيف انهارت الخطط تمامًا على الجبل.

كما تكشف مقابلاتٌ مُطوّلةٌ مع الأشخاص الذين نفّذوا المهمة، ووثائقٌ كانت سريةً في السابق ومُخبأةً في أرشيفات الحكومتين الأمريكية والهندية، عن حجم الكارثة، والطرق التي حاول بها مسؤولون أمريكيون على أعلى المستويات، بمن فيهم الرئيس جيمي كارتر، التستر عليها بعد سنوات.

وتؤكد الوثائق حجم القلق الذي انتاب واشنطن ونيودلهي آنذاك، كما هو الحال الآن، كانت العلاقة بين الولايات المتحدة والهند مُعقدة. كان كلاهما قلقًا بشأن القدرات النووية الصينية المتنامية. وكان كلاهما يُراقب مطامع الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، وكلاهما يُدير رقعة شطرنج الحرب الباردة المُحفوفة بالمخاطر. وكما هو الحال اليوم، كان لدى البلدين، بوصفهما أكبر ديمقراطيتين في العالم، أسبابٌ للتعاون، لكنهما لم يثقا ببعضهما.

كان من الممكن أن يؤدي فقدان الجهاز النووي والمخاطر التي كان يمثلها إلى انهيار العلاقات بينهما. لكن تُظهر الملفات أن كارتر ومورارجي ديساي، رئيس الوزراء الهندي آنذاك، قد تجاوزا شكوكهما المتبادلة وعملا معًا سرًا، على أمل حل المشكلة، إلا أن ذلك لم يحدث.

نهر الجانج.. شريان الحياة لمئات الملايين
انفجرت الموجة الأولى من الفضيحة في سبعينيات القرن الماضي، وحتى الآن، وبعد مرور عقود، لا يزال الشعب الهندي يطالب بإجابات، ويخشى سكان القرى النائية في أعالي جبال الهيمالايا، والناشطون البيئيون، والسياسيون من أن ينزلق الجهاز النووي إلى مجرى جليدي ويُلقي بمواد مشعة في منابع نهر الجانج، أقدس أنهار الهند وشريان الحياة لمئات الملايين.

مقالات مشابهة

  • مدفون في الجليد.. كيف فقدت الـCIA جهازا نوويا فوق الهيمالايا؟
  • نجوم الفن بين المستشفى والمنزل | تفاصيل حرجة عن الحالة الصحية لأبرز الفنانين 4 منهم على فراش المرض
  • وفاة نحو ألف مريض في غزة بسبب تأخر الإجلاء الطبي
  • الصحة العالمية: وفاة 1092 مريضا في غزة بسبب تأخر الإجلاء الطبي
  • ترامب: غزو أوكرانيا يشبه فوز أمريكا في مباراة الهوكي معجزة على الجليد
  • خلل أثناء قفز مظلي من الطائرة بأستراليا كاد يتسبب بكارثة (شاهد)
  • طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم
  • غضب بمصر وإيران بسبب مباراة الفخر في كأس العالم.. ماذا نعلم؟
  • تعرف على حالات يمنع فيها التخطئ الخاطئ أثناء السير بالطرق
  • تحذيرات من وباء عالمي.. سلالة متحورة من الإنفلونزا تجتاح العالم