قالت مجلة ناشونال إنترست إن العالم يتساءل كيف سيرد الحوثيون في اليمن على سلسلة الضربات المدمرة التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف لهم لردع هجماتهم على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، فهل يستهدفون مثلا القاعدة البحرية الأميركية في جيبوتي؟

وذكّرت المجلة -في تقرير لإميلي ميليكين- بالهجمات الأميركية البريطانية التي تهدف إلى إضعاف قدرات الحوثيين والعمل كرادع للهجمات المستقبلية، مرجحة أن الحوثيين سيبقون قادرين على شن هجمات بحرية، وأن تلك الضربات ستشجعهم على تكثيف هجماتهم على الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما على المدى القصير.

وبعد وقت قصير من الغارة على موقع الرادار، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن الهجوم الأميركي لن يردع الجماعة عن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل، وقال مسؤول حوثي آخر إن الجماعة وضعت قائمة أهداف تشمل القواعد الأميركية في المنطقة، يمكن أن تشمل القواعد الأميركية في السعودية والأردن والإمارات والبحرين والعراق والكويت وسوريا.

غير أن أحد الأهداف الواضحة لم تتم الإشارة إليه، وهو قاعدة كامب ليمونير للبحرية الأميركية في جيبوتي، رغم أنها تقع على بعد 80 ميلا من اليمن، وهي القاعدة الأساسية لعمليات القيادة الأميركية الأفريقية (أفريكوم) في القرن الأفريقي، وتستضيف حوالي 4 آلاف جندي من الولايات المتحدة والدول الحليفة، ويتم استخدامها للعمليات ضد الحوثيين منذ سنوات.

وإضافة إلى قاعدة كامب ليمونير، يستطيع الحوثيون -الذين يمتلكون، حسب زعمهم، صاروخا يعمل بالوقود السائل يصل مداه إلى 1200 ميل- استهداف مطار تشابيلي القريب، حيث قام الجيش بتشغيل مسيرات من طراز بريداتور وريبر منذ نقلها من ليمونير عام 2013.

ومع ذلك، إذا كان هناك شيء يبقي جيبوتي آمنة من هجمات الحوثيين -حسبما ترى الكاتبة- فهو دعم حكومتها الشرس لفلسطين منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقبل وقت طويل من الهجوم، إذ أكد رئيس الوزراء أن جيبوتي لن تسمح للولايات المتحدة بنشر منصات إطلاق صواريخ في البلاد أو استخدامها قاعدة لعمليات ضد الحوثيين، لأنها تعتبر الهجمات البحرية التي تشنها الجماعة "إغاثة مشروعة للفلسطينيين".

علاوة على ذلك، أعلنت جيبوتي أنها مترددة في المشاركة في التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة في عملية "حارس الازدهار" لمحاربة الحوثيين، كذلك كانت واحدة من الدول الخمس التي دعت المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمیرکیة فی

إقرأ أيضاً:

52 يوما من التصعيد.. ماذا خسر الحوثيون وواشنطن؟

على مدار 52 يوما، خاضت جماعة الحوثي صراعا مريرا مع التحالف الأمريكي الذي استأنف هجماته على اليمن في 15 مارس/ آذار الماضي، قبل أن يُعلن عن وقف إطلاق النار بين الجانبين بوساطة عمانية.

 

والثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية العمانية أن اتصالات أجرتها مسقط مع كل من الولايات المتحدة وجماعة الحوثي أسفرت عن "اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين".

 

وسبق ذلك بساعات إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات صحفية، أن جماعة الحوثي "أبلغت واشنطن بأنها لن تنفذ أي هجمات إضافية على السفن التجارية، وأن الولايات المتحدة ستوقف بدورها الهجمات على اليمن".

 

وأكدت جماعة الحوثي الاتفاق، واعتبرته في أكثر من بيان "انتصارا لليمن"، نافية مزاعم أمريكية تحدثت عن طلبها وقف غارات واشنطن أو أنها استسلمت بفعل الضربات الأمريكية.

 

ولا يشمل هذا الاتفاق إسرائيل التي فوجئت به، فيما توعد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، بشن مزيد من الهجمات على اليمن حتى دون مشاركة "الأصدقاء الأمريكيين"، بينما أكدت جماعة الحوثي، في أكثر من بيان، استمرار عملياتها المساندة لغزة وتوعّدت إسرائيل بالعقاب.

 

وفي ظل هذه التطورات المفاجئة، يُثار تساؤل حول ما الذي خسره الحوثيون والولايات المتحدة خلال هذه الفترة من الصراع؟

 

فيما يلي عرض لحصيلة هذا الصراع الدامي الذي شمل غارات أمريكية مكثفة وهجمات حوثية متكررة:

 

** خسائر الولايات المتحدة

 

تكبّدت الولايات المتحدة خسائر مادية كبيرة خلال هذه الحملة على الحوثيين، رغم أن مدتها لم تصل إلى شهرين، وفق ما ذكره إعلام أمريكي.

 

فقد نقلت شبكة "إن بي سي" الإخبارية عن مسؤولين أمريكيين الخميس، أن الحرب على الحوثيين كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار منذ مارس/ آذار الماضي.

 

وأفاد المسؤولون بأن الحرب مع الحوثيين كلفت الجيش الأمريكي آلاف القنابل والصواريخ، فضلا عن إسقاط 7 طائرات مسيّرة، وغرق مقاتلتين حربيتين.

 

واعتبر المسؤولون أن الجهود في عهد ترامب ضد الحوثيين جاءت بتكلفة باهظة واستنزفت المخزونات الأمريكية.

 

وبخلاف الخسائر العسكرية، تعاني الولايات المتحدة من خسائر اقتصادية أخرى جراء عرقلة الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر، لكن لا تتوفر أرقام بشأن تلك الخسائر خلال الفترة منذ مارس الماضي.

 

فوفقا لمقال نُشر على الموقع الرسمي للبيت الأبيض بعنوان "الرئيس ترامب يتصدى للإرهاب ويحمي التجارة الدولية"، خلفت أعمال "قطع الطريق" بالبحر الأحمر خسائر مالية كبيرة، إذ أدت إلى انخفاض حاد في حركة الشحن البحري عبر البحر الأحمر، من 25 ألف سفينة سنويا قبل الأزمة إلى نحو 10 آلاف سفينة فقط، بانخفاض قدره 60 في المئة.

 

وأجبرت الهجمات "حوالي 75 بالمئة من السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على إعادة توجيه مساراتها" حول قارة أفريقيا بدلا من عبور البحر الأحمر.

 

وأدى ذلك إلى إضافة نحو 10 أيام لكل رحلة، وتكاليف وقود إضافية تقدر بنحو مليون دولار لكل رحلة.

 

ووفقا لبيان البيت الأبيض، تسببت هذه الهجمات، التي أدت إلى ارتفاع أسعار الشحن، في زيادة معدلات التضخم العالمي للسلع الاستهلاكية بنسبة تتراوح بين 0.6 و0.7 بالمئة عام 2024.

 

وفيما يتعلق بالخسائر البشرية، تحطمت مقاتلة من طراز F/A-18F Super Hornet في البحر الأحمر، في 6 مايو/أيار الجاري بعد فشل نظام التوقيف أثناء محاولة هبوط على متن الحاملة.

 

تمكن الطياران من القفز بالمظلات وتم إنقاذهما، لكنهما أصيبا بجروح طفيفة.

 

وقبل ذلك في 28 أبريل/نيسان الماضي، سقطت مقاتلة أخرى من طراز F/A-18E في البحر أثناء مناورات لتجنب نيران محتملة من الحوثيين. وجراء ذلك، أُصيب أحد أفراد الطاقم بجروح طفيفة.

 

من جانبها، قالت جماعة الحوثي في تقرير مساء الخميس إن قواتها "كبدت العدو الأمريكي خسائر فادحة منذ منتصف مارس، تمثلت في إسقاط 8 طائرات من طراز MQ-9 (مسيرات كبيرة الحجم)، وطائرة استطلاع من نوع F360، بالإضافة إلى اعتراض طائرات شبح لأول مرة، ومقاتلات F-18، ما أجبرها على الانسحاب من الأجواء".

 

وأفادت بــ"تعرض حاملة الطائرات ترومان لـ24 عملية معلنة أجبرتها على الهروب إلى أقصى (شمال) البحر الأحمر، وإسنادها بحاملة الطائرات فيسنون".

 

وقالت: "تظل ترومان رمزا للفشل الأمريكي رغم التكتم الكبير الذي يحيط بملف الخسائر، حيث أُعلن خلال أسبوع واحد فقط عن سقوط طائرتين من نوع F18".

 

وذكرت أن "تكلفة الحرب العدوانية (للولايات المتحدة) تجاوزت 3 مليارات دولار (إذا تم حساب التكلفة الناجمة عن عرقلة الملاحة في البحر الأحمر)، بخلاف الخسائر المباشرة التي تجاوزت المليار دولار".

 

** خسائر الحوثيين

 

تكبدت جماعة الحوثي خسائر مادية كبيرة جراء الهجمات الأمريكية والإسرائيلية، دون وجود إحصائية إجمالية، باستثناء الخسائر الناجمة عن تدمير مطار صنعاء الدولي بغارات إسرائيلية الثلاثاء الماضي.

 

فقد أفاد مدير مطار صنعاء خالد الشايف، في تصريحات نقلتها قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أن خسائر الهجوم الإسرائيلي على المطار تُقدّر بنحو 500 مليون دولار.

 

وأوضح أن إسرائيل "دمّرت صالات مطار صنعاء بكل ما تحويه من أجهزة ومعدات، بجانب تدمير مبنى التموين بالكامل، و6 طائرات، 3 منها تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية".

 

كما تسبب غارات إسرائيلية على ميناء الحديدة الإستراتيجي (غرب) مساء الاثنين في وقف العمل به، قبل أن تعلن للجماعة استئناف الملاحة عبره الخميس.

 

وفي 17 أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت جماعة الحوثي سقوط 80 قتيلا و150 جريحا جراء غارات أمريكية استهدفت منشآت تخزين وضخ الوقود بميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة، ما أدى إلى تدميرها وخلق أزمة وقود في مناطق سيطرة الجماعة استمرت لأيام.

 

كذلك، تم تدمير مصنع إسمنت باجل في الحديدة ومصنع إسمنت عمران (شمال) بغارات إسرائيلية، دون تحديد كلفة الخسائر.

 

وعلى مستوى الخسائر العسكرية، ادعت الجماعة مرارا أن الغارات لم تؤثر على قدراتها العسكرية، رغم إعلانها المتكرر تشييع عناصر تابعين لها، بينهم ضباط، دون الكشف عن إجمالي القتلى.

 

وفيما يتعلق بالضحايا المدنيين، تم رصد مقتل نحو 280 مدنيا في عدة محافظات يمنية، فضلا عن إصابة المئات، بغارات أمريكية أو إسرائيلية، وفق رصد مراسل الأناضول استنادا إلى بيانات حوثية.

 

من جانبها، ادعت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، في 25 أبريل/ نيسان، أن ضرباتها "قتلت مئات من مقاتلي الحوثي وعددا من قادتهم".

 

وأضافت، في بيان أن عدد قتلى الحوثيين تجاوز 650.

 

وأشارت إلى أن "إطلاق الجماعة لصواريخ باليستية انخفض بنسبة 87 بالمئة، بينما انخفضت الهجمات بالطائرات المسيّرة ذات الاتجاه الواحد بنسبة 65 بالمئة منذ بدء العمليات".

 

** إجمالي الهجمات والغارات

 

أعلن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، مساء الخميس، في كلمة مصورة، أن إجمالي عمليات الجماعة المساندة لغزة خلال هذه الفترة بلغ أكثر من 131 عملية.

 

وأضاف أن هذه العمليات "تم تنفيذها باستخدام 253 صاروخا باليستيا ومجنحا وفرط صوتي وطائرات مسيّرة"، معتبرا أن هذا العدد الكبير من الهجمات تم رغم "العدوان الأمريكي المكثف على اليمن".

 

كما أعلن الحوثي أن "عمليات القصف الجوي والبحري الأمريكي على اليمن منذ 15 مارس بلغت أكثر من 1712 غارة وضربة بحرية".

 

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في 29 أبريل/ نيسان، "تنفيذ 1000 ضربة منذ منتصف مارس قتلت مقاتلين وقادة حوثيين وأضعفت قدراتهم".

 

واستأنفت جماعة الحوثي في منتصف مارس استهداف مواقع داخل إسرائيل وسفن متجهة إليها عبر البحر الأحمر، ردا على استئناف تل أبيب حربها على غزة.

 

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.


مقالات مشابهة

  • هل انتهى عصر القوة الأميركية الناعمة؟
  • 52 يوما من التصعيد.. ماذا خسر الحوثيون وواشنطن؟
  • فورين أفيرز: هكذا تفوق الحوثيون على الولايات المتحدة
  • الفارسي: كافة المحاولات التي سعت لتشوية القوات المسلحة كان مصيرها الفشل
  • مليشيا الحوثي تنشر تفاصيل وأرقام العمليات العسكرية التي نفذتها تجاه القوات الأمريكية وما تعرضت له من غارات جوية
  • تقرير يكشف تكلفة الضربات الأميركية على الحوثيين
  • مساعٍ أمريكية لتوسيع الاتفاق مع الحوثيين ليشمل سفن إسرائيل.. ووزير دفاع الأخيرة يتوعد الجماعة بضربة "موجعة"
  • وصف الرئيس الامريكي بالمهرج ..الحوثي : لم نترجّ ترامب لكي يوقف القصف ومستعدون للتصعيد في أي وقت
  • الحوثي: لم نترجّ ترامب لكي يوقف القصف ومستعدون للتصعيد في أي وقت / فيديو
  • الحوثي: لم نترجّ ترامب لكي يوقف القصف ومستعدون للتصعيد في أي وقت