رئيس القومي لثقافة الطفل: يعقوب الشاروني آخر جيل رواد أدب الطفل
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
قال محمد عبدالحافظ ناصف رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، إنّ الكاتب الراحل يعقوب الشاروني آخر جيل الرواد الذين وهبوا حياتهم للكتابة للأطفال، إذ اختارته اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب كشخصية الطفل لهذا العام، مشيرًا إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي خصصت جائزة للطفل وهي «جائزة المبدع الصغير».
وأضاف ناصف خلال حواره ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، المذاع عبر «القناة الأولى والفضائية المصرية»، من تقديم الإعلامية بسنت الحسيني: «القاعة الرئيسية ستشهد 5 ندوات رئيسة تتناول كل أعمال يعقوب الشاروني في المسرح والتاريخ ورواية اليافعين ودوره مع المواهب ودوره كمسؤول ثقافي، حيث أدار المركز القومي لثقافة الطفل».
وتابع: «يعقوب الشاروني طبق فكرة تواصل الأجيال بشكل جيد جدا، كما نشرت له الهيئة 7 كتاب ستعرض في المعرض بالإضافة إلى كتاب عن سيرته بعنوان في محبة يعقوب الشاروني من إعداد الكاتب الصحفي أحمد عبدالنعيم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أدب الطفل جائزة الطفل المبدع الصغير يعقوب الشاروني یعقوب الشارونی
إقرأ أيضاً:
صبري موسى.. حين ذهب الكاتب إلى الصحراء ليؤكّد أن الثقافة تُعزز الهوية المصرية
آمن صبري موسى، ذلك الكاتب الكبير الذي كان قلبه أشبه ببوصلة، بأن لكل ذرة رمل في مصر حكاية تنتظر من يصغي إليها. لم يرَ الصحراء فراغاً، بل فضاءً واسع الذاكرة، تختبئ في كثبانها الأساطير، وفي وديانها آلام البشر وأحلامهم. لذلك مضى إليها، وحصل على أول تفرغ تمنحه وزارة الثقافة لكاتب يقيم في الصحراء سنوات ممتدة، يعود منها بين حين وآخر مُحمَّلاً بما التقطته روحه من جمال وقسوة وكشف للحقيقة.
من هناك، من قلب القرى الحدودية، كتب موسى على صفحات روزاليوسف وصباح الخير عن صرخات الناس وصبرهم، وعن الحرمان الذي يجاور الكرامة، وعن أحلام بسيطة تعيش على أطراف خريطة الإهتمام. كان يطالب بأن ترى تلك المناطق بالعين نفسها التي يُرى بها قلب الوطن، وأن تُمنح ما تستحقه من حضور وإعتبار في المشهد الثقافي والتنموي.
واليوم، بعد عقود من تلك الكتابات النبوئية، تتجسد رؤى صبري موسى في مبادرات حيّة تتحرك على الأرض؛ لعل أبرزها مشروعات تعمير الصحراء وزراعتها وتحسين مرافقها، إضافة إلى ما يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي من اهتمام بالمحافظات الحدودية ووضعها على خريطة التنمية. وتأتي المبادرة الثقافية "أهل مصر"، التي تبنتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، لتكون جسراً يصل ما انقطع بين المركز والأطراف، بين صوت الدولة وقلب أبنائها.
لم تكن مبادرة "أهل مصر" مشروعاً عابراً، بل أصبحت منذ انطلاقها رحلة ممتدة تجوب المحافظات الحدودية عاماً بعد عام، حاملة في يدها ضياء الثقافة، وفي اليد الأخرى محبة الوطن. توجّهت إلى محافظات طال نداءها: البحر الأحمر، شمال وجنوب سيناء، مطروح، الوادي الجديد، أسوان وغيرها، لتغرس في أطفالها وشبابها ما يجعل الإنتماء شعلة لا تنطفئ.
تسعى المبادرة إلى ترسيخ الإنتماء الوطني عبر ورش وأنشطة تستعيد التراث الشعبي والفنون التقليدية لكل محافظة: الأغاني التي تُغنّى في الليالي الشتوية والصيفية، الرقصات الإحتفالية، والحكايات التي كانت الجدات يسردنها تحت ضوء القمر. إن إحياء هذا الموروث ليس فعلاً ثقافياً فقط، بل عودة إلى الجذور؛ فقد وجد المشاركون، خصوصاً الأطفال والشباب، أنفسهم أمام تاريخهم الحي، يلمسونه بأيديهم لا عبر الكتب، ويعايشونه في صوته ولونه وذاكرته.
وقد أثمرت المبادرة نجاحاً متنامياً عاماً بعد عام؛ فحيثما حلت في محافظة تركت أثراً يشبه نبضاً جديداً
أطفال اكتشفوا عالماً إبداعياً كان بعيداً عن متناولهم،
شباب أعادوا اكتشاف هويتهم في الأغاني واللوحات والرقصات،
نساء وجدن في الفنون مساحة للتعبير وتمكين الذات،
مجتمعات حدودية شعرت أن صوتها مسموع، وأن ثقافتها جزء أصيل من الهوية الوطنية.
ومن خلال مشاركتي في ملتقى أسوان لشباب المحافظات الحدودية، لفت نظري شغف الشباب بالتعرّف إلى تاريخهم وحضارتهم، وحرصهم على جمع المعلومات حول كل محافظة. كان تبادل الأفكار بينهم دليلاً واضحاً على وعي متفتح وإبداع حقيقي وبرزت مواهبهم في كل ورشة وكل نشاط، مؤكدة نجاح المبادرة في خلق بيئة محفّزة للإبداع والتواصل، وتحقيق العدالة الثقافية من خلال وصول الأنشطة إلى المناطق النائية
إن مبادرة "أهل مصر" تجسد رؤية الدولة في منح كل مواطن فرصة الوصول إلى الثقافة والفن والمعرفة بعيداً عن المركزية. كما تدعم البرنامج الرئاسي لتشكيل الوعي الوطني عبر خلق جيل واعى بهويته، منفتحٍ على تنوع ثقافات بلاده، قادرٍ على مواجهة الأفكار السلبية.
بين رؤية صبري موسى وحاضر الثقافة
هكذا يكتمل المشهد: ما حلم به صبري موسى في صحراء صامتة يتحقق اليوم بمبادرات تنبض بالحياة، تنقل الثقافة إلى حيث ينبغي أن تكون إلى الناس. فـ"أهل مصر" ليست مجرد أنشطة؛ إنها عودة الروح إلى الأماكن التي ظلت طويلاً على الهامش، وإعلان أن أبناء الحدود في قلب الحكاية المصرية.
إن مبادرة "أهل مصر" نموذج حقيقي لمشروع وطني يجمع بين الحفاظ على الهوية، وتمكين الإنسان، وتعزيز التبادل الثقافي بين المحافظات. وقد أثبتت التجربة، بفضل التنفيذ الراقي عبر وزارة الثقافة متمثلة فى هيئة قصور الثقافة، أنها تُثمر نتائج ملموسة، وتسهم في بناء جيل أكثر وعياً وثقة وإبداعاً.