من 10 نقاط.. تفاصيل الخطة الأوروبية لوقف الحرب على غزة والتمسك بحل الدولتين
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
تمكنت يورونيوز من الحصول على خارطة الطريق المكونة من 10 نقاط والتي أعدها جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لتمهيد الطريق أمام "حل شامل وموثوق" للصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وتحدد الوثيقة، التي لم يتم الإعلان عنها بعد، ومن المقرر أن يناقشها وزراء خارجية الكتلة خلال اجتماع يوم الاثنين، سلسلة من الخطوات الإجرائية التي يعتقد بوريل أنها يمكن أن تحقق السلام في قطاع غزة في نهاية المطاف، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، وضمان الأمن على المدى الطويل في المنطقة.
المصدر: euronews
كلمات دلالية: بروكسل غزة حركة حماس بلجيكا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة المهاجرين قتل ألمانيا إسرائيل طوفان الأقصى مهاجرون قصف غزة حركة حماس فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة المهاجرين قتل الصراع الإسرائیلی الفلسطینی یعرض الآن Next حل الدولتین فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب ينتشل إسرائيل من الهاوية ويدفع العرب اليها فهل ينقذون أنفسهم؟
بلغة المسرح السياسي تدخل المؤلف الأمريكي كالعادة لإنقاذ إسرائيل شخصيته المفضلة في الرواية من السقوط إلى الهاوية. حبك بلد آرثر ميللر واحدة من أخطر تحولات الدراما التاريخية في الشرق الأوسط مقترحا ما سمي بخطة ترامب التي هي في الأصل خطة رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي مع مساحيق تجميل أضافها ويتكوف، وكوشنر، وبلير على الخطة الأصلية التي تم استعارة روائحها من صندوق الانتداب السامي، وعصر وزراء المستعمرات والدولة للشرق الأوسط.
خلال الأسبوعين الأخيرين تتالت المشاهد التالية، لكن الفصل الأخير وكلمة النهاية يمكن أن تفلت من جبروت المؤلف إذا امتلكت الشخصيات الأخرى الإرادة لتحدي انحيازه لشخصيّته الشريرة. المشهد الأول إسرائيل على وشك السقوط في الهاوية: مئات الملايين حول العالم يصلون ويدعون لنحو ٥٠٠ من أشهر وأكثر الشخصيات في العالم أخلاقية وإنسانية وهم يمخرون عباب المتوسط في خمسين سفينة لأكبر أسطول سلمي عرفته البشرية لكسر حصار حرب التجويع الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة وفي نفس الوقت عشرات الدول تعلن في الأمم المتحدة اعترافها بدولة فلسطين، وتقرر دول أخرى قطع روابطها الدبلوماسية أو التجارية أو الأكاديمية مع إسرائيل، وتنسحب دول من مسابقات فيها فريق رياضي أو غنائي إسرائيلي. باختصار أصبحت إسرائيل دولة منبوذة والدولة المكروهة الأولى في العالم، وسقطت أسطورة الضحية، لتحل محلها صورة البلد والجيش قاتل الأطفال. ثم بعد اعتدائها على الدوحة صارت هي العدو وليست إيران، وسقطت نكتة أن إيران هي الخطر. باتت اتفاقيات إبراهام وممر بهارات وحتى كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة مترنحة. ليس هذا فقط، بل ضاعف انحياز أمريكا لدولة تضرب سبعة بلدان في وقت واحد بتصاعد مؤشر كراهية الشعوب العربية للعم سام كما لم يحدث من قبل منذ غزو العراق. والأخطر من ذلك باتت الحكومات العربية المرتبطة بواشنطن مهددة بقسوة في عمرها الافتراضي، وشرعيتها السياسية.
المشهد الثاني فرقة الإنقاذ السريع: يعترف الرئيس ترامب بدوافعه كمؤلف في الانعطافة الحادة التي أدخلها على مجرى الرواية من مسار إعطاء الضوء الأخضر لنتنياهو لاحتلال مدينة غزة، والقضاء عسكريا على حماس مهما اتسعت حقول القتل الفلسطينية لمسار إعلان خطة «للسلام»! فيقول: لقد تمادى نتنياهو، وذهب بعيدا في حربه على غزة، وأصبحت إسرائيل في عزلة دولية، وأنا من سأخرج إسرائيل من هذه العزلة. بل بشكل ضمني يعترف بأن هذا المسار الدرامي الجديد لن ينقذ إسرائيل من السقوط الوشيك في الهاوية كدولة فحسب، ولكن أيضا يعطيها بالدبلوماسية ما فشلت في تحقيقه بالحرب. يقول ترامب قلت لنتنياهو هذه «الخطة» فرصتك لتحقيق الانتصار!!
المشهد الثالث: مشهد الخداع خطة الإنقاذ انقسمت إلى لقطتين لزوم الدبلوماسية العامة، واجتذاب فلاشات الكاميرات فصل بينهما أقل من أسبوع. اللقطة الأولى تجمع لقادة ٨ دول إسلامية وعربية يمثلون نحو نصف العالم الإسلامي ديموغرافيا مع ترامب أطلعهم فيه على الخطوة، وحصل على موافقتهم عليها. في اللقطة الثانية هو ونتنياهو ومؤتمر صحفي مشترك له يعلنان عن الخطة رسميا.
أعلن وزير الخارجية الباكستاني رسميا وسربت مصادر في قطر ومصر أن ما أعلن عنه ترامب ليس هو ما اتفق عليه مع العرب والمسلمون. بعبارة أخرى؛ تعرض هؤلاء القوم لخديعة جديدة للمرة الألف من الغرب. وأخذ قسم من الدول الثماني على الأقل خطوة للوراء متحدثين عن أن الشيطان، بل مئات الشياطين مدفونة في الاتفاق، وأن الإبهام والغموض والتعبيرات المطاطية والفضفاضة في كل ما يتعلق بالطرف الفلسطيني هم سادة الخطة بينما حصول إسرائيل على كل ما تريده -بل تتمناه- محدد وملزم بمواقيت ومواعيد محددة.
مشهد الانقلاب على الخط الدرامي للخطة: إضافة إلى ما يمكن وصفه بمشهد الإفاقة الجزئي الذي فجره مشهد الخديعة وتقديم خطة مختلفة: أحبطت المقاوم الفلسطينية وحركة حماس خصوصا توقعات المؤلف برفض الخطة، وتحويلها هي -لا إسرائيل- إلى زاوية العزلة الدولية ينهال عليها الجميع باللكمات لا سيما العرب والمسلمين. انثنت حماس تحت ضغوط جاء بعضها من أقرب الأطراف أيديولوجيا إليها، ولكنها لم تنكسر. بحنكة سياسية أعلنت قبولها للخطة على طريقة (نعم ولكن) داعية إلى التفاوض حول شروط تنفيذ كل بند من بنودها، بل أحالت جزءا منها إلى قرار فلسطيني وطني جامع يضم السلطة مشترطة على الوسطاء أن تكون موافقتها مرهونة بتعهدها باستضافة حوار لجميع الفصائل.
المشهد الرابع بين تحدي المؤلف أو قبول نهايته بالسقوط بدلا من إسرائيل: في اليوم الذي ينشر فيه هذا المقال ربما تستضيف إحدى المدن المصرية كل الشخصيات المشاركة في مشهد الشرق الأوسط الجديد والذي سيتحدد نهايته على قاعدة وحيدة؛ فهل سنشهد تصارع إرادات حقيقي بين هذه الشخصيات، أم سيستمر نهج الخضوع للمؤلف؟ بعبارة أوضح لقد خلق هامش مناورة للعرب والفلسطينيين بسبب عدة عوامل. مرونة حماس وتفويتها الفرصة على واشنطن وتل أبيب للادعاء أنها هي التي تعرقل وقف الحرب ودخول الغذاء لغزة. واكتشافهم لخديعة الفارق بين ما اتفق عليه معهم وما أعلنه ترامب ونتنياهو وما ترتب على ذلك من تبين الهاوية التي يدفعون إليها بدلا من إسرائيل، وأيضا إدراك لمخاطر هائلة على أمن واستقرار ومصالح بعضهم كدول وليس فقط على الفلسطينيين.
السؤال هو: هل يستغل العرب هذا الهامش في التوقف أولا وقبل كل شيء عن اعتناقها فكرة واشنطن وتل أبيب الخاطئة من أن التخلص من المقاومة في غزة سيجلب لهم السلام وراحة البال، ويلقي من على ظهورهم عبء القضية الفلسطينية للأبد. استخدام نهج التفاوض العلمي بخبرات حقيقية، وإعداد وخرائط تضع أمام الأمريكيين أصحاب الخبرة فهما عربيا صحيحا لما يسمى في علم التفاوض بالأزواج المتبادلة والمتكافئة من التنازلات، أو المكاسب لكل طرف، وليس فوزا دائما لطرف وخسارة دائمة للطرف الآخر الذي هو عادة الطرف العربي والفلسطيني.
فالإفراج عن الرهائن فلسطينيا لا بد أن يقابله إنهاء الحرب، والانسحاب من القطاع في مدى زمني يتوافق معه خروج الاحتلال بتسليم آخر جثة الأسرى الإسرائيليين. فصل غزة عن الضفة مرفوض، وحكم القطاع حتى تتسلمه سلطة وطنية هو للفلسطينيين في حكومة تكنوقراط اقترحتها مصر. أما نزع سلاح المقاومة فيقابله خطة للحل النهائي لا تزيد على ٣-٥ سنوات بقرار ملزم من مجلس الأمن بقيام الدولة الفلسطينية يتضمن جدولا صارما، ومراقب دوليا؛ لإزالة المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وانسحاب قوات الاحتلال إلى حدود الرابع من يونيو. وليس في ذلك اختراع جديد؛ فحتى بلير الذي أقحم في قصة غزة إقحاما وافق كرئيس حكومة بريطانيا على حل نهائي لإيرلندا الشمالية يستوعب (شين فين) وكل المقاتلين في العملية السياسية قبل أن يوافق المقاتلون الإيرلنديون على إلقاء سلاحهم، وكذلك فعل المؤتمر البوسني الأفريقي لتفكيك نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. يحتاج العرب لإرادة سياسية أو نوبة صحيان وإلا وجدوا أنفسهم في قاع الهاوية.
حسين عبد الغني كاتب وصحفي مصري