سام ألتمان.. رائد الأعمال ومفجر ثورة شات جي بي تي
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
في عالم التكنولوجيا وريادة الأعمال، يمكنك أن تسمع عن الكثير من الشخصيات التي غيرت مسار العالم وكان لها بصمة كبيرة في تاريخ التكنولوجيا، وحتى مستقبلها، وما هي عليه في يومنا هذا.
وعند الحديث عن الذكاء الاصطناعي، لا يمكن أن نغفل عن اسم سام ألتمان الذي برع في مجال الاستثمارات وريادة الأعمال؛ من الأعمال المدفوعة وحتى الخيرية، كما ساهم في نشأة العديد من الشركات ومراكز الأبحاث التي كان أشهرها شركة "أوبن إيه آي".
هو رجل أعمال أميركي ولد في ولاية شيكاغو. وهو من مواليد 22 أبريل/نيسان 1985، واشتهر بأنه رئيس شركة واي كومبينيتور، وذلك منذ 2014 وحتى 2019، هذا بالإضافة إلى أنه الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي بدءا من 2019.
ولد ألتمان في عائلة متعلمة، والدته طبيبة جلدية. أما والده فكان سمسار عقارات. لديه أربعة أشقاء وهو الابن الأكبر بينهم. التحق سام بمدرسة خاصة في مدينة "لادو" الواقعة في ولاية ميسوري التي نشأ فيها.
في الثامنة من عمره حصل على حاسوبه الأول وهو آبل ماكنتوش، ومن هنا بدأت مسيرته التعليمية والمهنية. كما انضم إلى جامعة ستانفورد لدراسة علوم الحاسوب، إلا أنه بعد عامين تركها ولم يحصل على أي شهادة منها.
حياته المهنيةكانت بداية حياة سام ألتمان المهنية في الـ19 من عمره، حيث شارك في تأسيس تطبيق التواصل الاجتماعي المعتمد على الموقع والذي يسمى لوبت في عام 2005، وحصل من وراء ذلك على ما يقارب 30 مليون دولار.
شركة واي كومبينيتوروفي عام 2011 انضم سام ألتمان إلى شركة واي كومبينيتور التي تقدم الدعم للشركات الناشئة، لكنه لم يتفرغ للعمل بها بشكل كامل. وبعد فترة قصيرة في عام 2014 عُين رئيسا للشركة مما جعله مسؤولا بشكل كامل عن إدارة الشركة.
شركة هيدرازين كابيتالشارك ألتمان مع ريان كوهين بعد ذلك في إنشاء شركة رأس مال استثماري هي هيدرازين كابيتال المسجلة في عام 2012، وهي كذلك شركة استثمار مالية تخدم 6 ولايات. وتقع هذه الشركة في كاليفورنيا وتستثمر في الكثير من المجالات منها التعليم وبرامج المؤسسات وشبكات المستهلكين، وغيرها الكثير.
صندوق الدعم المالي ومختبر أبحاث واي كومبينيتورفي عام 2015 أعلن ألتمان عن صندوق الدعم المالي واي سي كونتينيوتي الذي يعد صندوق أسهم بقيمة 700 مليون دولار، ويسعى إلى دعم الشركات التي انضمت إلى واي كومبينيتور من حيث المال أو الاستشارات الفنية أو حتى توفير التوجيه الإستراتيجي.
وشغل ألتمان منصب رئيس الشركة، لينتقل فيما بعد إلى منصب رئيس مجلس الإدارة في 2019. وقبل ذلك بقليل قام ألتمان بالإعلان عن مختبر أبحاث غير ربحي سماه واي كومبينيتور ريسيرش، ومن ثم تبرع بملغ 10 ملايين دولار لتمويله.
وفي 2019، شارك ألتمان في تأسيس تولز فور هيومانيتي، وهي شركة تختص بتكنولوجيا الأمن المتعلقة بالتصديق والقائمة على مسح العيون لإثبات الهوية.
في 2015، شارك سام ألتمان مع إيلون ماسك الرئيس التنفيذ لشركة تسلا ومجموعة من أصحاب رؤوس الأموال الآخرين؛ في تأسيس شركة أوبن إيه آي التي بدأت مركز أبحاث غير ربحي ومنظمة تهتم بتطوير الذكاء الاصطناعي.
وبدأت الشركة بتمويل قدره مليار دولار، ومن ثم وبسبب نقص الموارد أنشأت أوبن إي آي شركة ربحية لسد الثغرات وتأمين التمويل اللازم لمركز الأبحاث. ودخل الجزء الربحي من أوبن إيه آي في شراكة مع شركة مايكروسوفت بلغت قيمته مليار دولار من قبل مايكروسوفت، وبلغت أسهم شركة مايكروسوفت والممولين الآخرين 49%، بينما بلغت أسهم شركة أوبن إيه آي ذاتها 49%.
وبلغ عدد الذين قاموا بتأسيس أوبن إيه آي 6 أشخاص هم: سام ألتمان وفويتشخ زاريمبا وجون شولمان وإيليا سوتسكيفر وغريغ بروكمان وإيلون ماسك. وهم الذين قاموا بتمويلها إلى جانب بيتر ثيل وخدمة أمازون ويب بالإضافة إلى شركة مايكروسوفت.
وكانت أبرز اخترعات الشركة روبوت الدردشة شات جي بي تي الذي أعطى ألتمان والشركة شهرة واسعة.
وفي 2023 قرر مجلس إدارة أوبن إيه آي إقالة ألتمان من الشركة كرئيس تنفيذي، وحتى الآن ما زالت أسباب إقالته غير واضحة. وبعد يومين من إقالته أعلنت شركة مايكروسوفت أن ألتمان سينضم إليها.
لكن ألتمان كان محبوبا جدا من موظفيه في شركة أوبن إيه آي، فبعد يومين أو أكثر من تنحيته من قبل مجلس الإدارة، هدد موظفوا الشركة (نحو 700 من أصل 750) أنهم سيقدمون استقالة جماعية إذا لم يعد ألتمان إلى الشركة. وبعد ذلك بفترة وجيزة أعلنت الشركة أنها ستعيد ألتمان مديرا تنفيذيا.
1 من 100تولى ألتمان أيضا منصب الرئيس التنفيذي لشركة ريديت لثمانية أيام، وذلك بعد استقالة الرئيس التنفيذي السابق لها.
كما ساهم في العديد من الأعمال الخيرية، فأثناء جائحة كوفيد19، شارك ألتمان في تأسيس مشروع كوفالينس الذي يهدف إلى تعزيز التجارب السريرية لدراسة وتقييم كفاءة العلاجات الطبية. وقام بذلك بالتعاون مع شركة التجارب السريرية تريل سبارك. كما حصل فيما بعد على شهادة الدكتوراه في الهندسة من جامعة واترلو في 2017.
واختير واحدا من 100 هم الأكثر تأثيرا في العالم في مجلة تايم، وواحدا من أفضل المديرين التنفيذيين في مجلة فوربس.
وفي خضم ثورة التكنولوجيا والابتكار التي شهدها العالم ومازالت مستمرة، برزت شخصية سام ألتمان كشخصية لامعة واستثنائية كان لها تأثير كبير على المشهد الريادي والتكنولوجي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شرکة أوبن إیه آی شرکة مایکروسوفت سام ألتمان فی تأسیس فی عام
إقرأ أيضاً:
مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال معقدة ومتعددة الخطوات
قالت شركة "أوبن أيه آي"، المطورة لروبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، إن استخدام المؤسسات للذكاء الاصطناعي تجاوز مرحلة الاختبار التجريبي، وبات يُستخدم الآن في العمليات اليومية بالتكامل مع أمور أخرى لسير العمل.
تُظهر بيانات جديدة من المؤسسة أن الشركات في الولايات المتحدة باتت تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال مُعقدة ومتعددة الخطوات بدلاً من مجرد طلب مُلخصات نصية مثلا. تُوضح الأرقام تغييرًا جذريًا في كيفية نشر المؤسسات للنماذج التوليدية للذكاء الاصطناعي.
يُشير أحدث تقرير لشركة "أوبن أيه آي" إلى أن أكثر من مليون عميل من الشركات يستخدمون هذه الأدوات الآن، والهدف الآن هو تحقيق تكامل أعمق.
يعني هذا التطور أن صانعي القرار أدركوا مكاسب إنتاجية ملموسة من خلال دمج الذكاء الاصطناعي.
أفضل مقياس لنضج نشر الشركات للذكاء الاصطناعي ليس عدد المقاعد، بل تعقيد المهام. فقد أفادت شركة "أوبن أيه آي" بأن حجم رسائل "تشات جي بي تي" قد زاد ثمانية أضعاف على أساس سنوي.
وزاد عدد المستخدمين الأسبوعيين لـ Custom GPTs والمشاريع (وهي أدوات تتيح للعاملين توجيه النماذج بمعرفة مؤسسية محددة) بنحو 19 ضعفًا هذا العام. تتم الآن معالجة ما يقرب من 20% من جميع رسائل المؤسسات عبر هذه البيئات المخصصة.
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية
وتُقدم البيانات دليلاً على توفير الوقت جراء استخدام الذكاء الاصطناعي. في المتوسط، يعزو المستخدمون ما بين 40 و60 دقيقة من الوقت المُوفَّر يوميًا إلى هذه التقنية. ويختلف التأثير باختلاف الوظيفة: إذ يُبلغ متخصصو علوم البيانات والهندسة والاتصالات عن توفير أكبر (بمعدل 60-80 دقيقة يوميًا).
أخبار ذات صلةتُشير "أوبن أيه آي" إلى ارتفاع الرسائل المتعلقة بالترميز في جميع وظائف الأعمال. فخارج أدوار الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والبحث، نمت استعلامات الترميز بنسبة 36% في المتوسط خلال الأشهر الستة الماضية. وتستخدم الفرق غير التقنية هذه الأدوات لإجراء تحليلات كانت تتطلب في السابق مطورين متخصصين.
وتُظهر بيانات الاستطلاع أن 87% من العاملين في تكنولوجيا المعلومات أفادوا بحل أسرع للمشكلات، بينما لاحظ 75% من متخصصي الموارد البشرية تحسنًا في مشاركة الموظفين.
يُبلغ المستخدمون، الذين ينخرطون في مجموعة واسعة من المهام (حوالي سبعة أنواع مختلفة)، عن توفير وقت أطول بخمس مرات مقارنةً بمن يقتصرون على استخدام ثلاث أو أربع وظائف أساسية. ترتبط الفوائد ارتباطًا مباشرًا بعمق الاستخدام، مما يعني أن خطة نشر "خفيفة" قد تفشل في تحقيق العائد المتوقع.
في حين كانت قطاعات الخدمات المهنية والمالية والتكنولوجيا من أوائل الجهات التي تبنت هذه الأدوات وتحافظ على أكبر نطاق استخدام، فإن قطاعات أخرى تتسابق للحاق بها. يتصدر قطاع التكنولوجيا بنمو قدره 11 ضعفًا على أساس سنوي، يليه قطاعا الرعاية الصحية والتصنيع بفارق كبير بنمو قدره 8 أضعاف و7 أضعاف على التوالي.
ولا يقتصر هذا الاستخدام للذكاء الاصطناعي على الشركات في الولايات المتحدة، حيث يشهد ارتفاعًا ملحوظًا على المستوى الدولي. وتُظهر أسواق مثل أستراليا والبرازيل وهولندا وفرنسا معدلات نمو في عملاء الأعمال تتجاوز 140% على أساس سنوي. برزت اليابان أيضًا كسوق رئيسية، حيث تضم أكبر عدد من عملاء واجهات برمجة التطبيقات للشركات خارج الولايات المتحدة.
وأظهرت أمثلة محددة في المتاجر زيادة في درجة رضا العملاء بمقدار 200 نقطة أساس عند استخدام الشركاء للذكاء الاصطناعي. علاوة على ذلك، عندما تفاعل العملاء عبر الإنترنت مع أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بأحد متاجر التجزئة، زادت معدلات التحويل بأكثر من الضعف.
في قطاع الأدوية، استخدمت شركة Moderna الذكاء الاصطناعي المؤسسي لتسريع صياغة ملفات تعريف المنتجات المستهدفة، وهي عملية تتطلب عادةً أسابيع من الجهود المشتركة بين مختلف الوظائف. وقلّصت الشركة الخطوات التحليلية الأساسية من أسابيع إلى ساعات.
ومع ذلك، فإن الانتقال إلى الذكاء الاصطناعي عالي الإنتاجية يتطلب أكثر من مجرد شراء البرمجيات؛ فهو يتطلب جاهزية مؤسسية.
مصطفى أوفى (أبوظبي)