أظهر تقرير لشركة الاستشارات والاستثمارات العقارية "جيه إل إل"، نجاح اقتصاد دولة الإمارات في الحفاظ على مرونته في مواجهة الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، بينما شهد القطاع العقاري بالدولة نمواً قوياً في جميع فئات الأصول الرئيسية خلال عام 2023.

وتعليقا على التقرير الذي صدر تحت عنوان تحت عنوان "لمحة عامة على أداء سوق العقارات في دولة الإمارات خلال عام 2023"، قال فراز أحمد، مدير قسم الأبحاث في جيه إل إل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "يعتبر قطاع العقارات في الإمارات من أفضل القطاعات أداءً على مدار عام 2023، ولا سيما قطاعي المساحات المكتبية والوحدات السكنية حيث كانت هناك زيادة كبيرة في المخزون مدفوعة بالطلب القوي.

وفي ظل تركيز الحكومة على تعزيز وتنويع اقتصاد البلاد، من المنتظر أن تظل العقارات محركاً رئيسياً بفضل قوة الطلب والمناخ الاستثماري الملائم في البلاد".

وساهم الوافدون الجدد إلى السوق وكذلك الشركات القائمة التي تتطلع إلى توسيع نطاق أعمالها داخل الإمارات في نمو قطاع المساحات المكتبية.

ويسعى مطورو العقارات التجارية إلى الاستفادة من الطلب المتزايد من خلال طرح مشاريع جديدة.

كما اتخذت بعض المناطق الحرة في دولة الإمارات إجراءات استباقية لتوسيع نطاقها أو تدشين مشاريع جديدة داخل مناطقها.

وأدى تسليم حوالي 92 ألف متر مربع من المساحات المكتبية في دبي، أغلبها من المساحات من الفئة "أ"، إلى زيادة إجمالي مخزون السوق إلى 9.2 مليون متر مربع، ومن المتوقع دخول 44 ألف متر مربع جديدة خلال العام الجاري.

وفي حين ظل إجمالي مخزون السوق في العاصمة أبوظبي ثابتاً عند 3.9 مليون متر مربع في عام 2023، من المتوقع أن تشهد العاصمة دخول ما يقرب من 112 ألف متر مربع من المساحات المكتبية الجديدة خلال عام 2024.

وخلال الربع الأخير من عام 2023، ارتفع متوسط إيجارات المساحات المكتبية من الفئة "أ" في منطقة الأعمال المركزية في دبي بنسبة 15 بالمئة مقارنةً بالعام الماضي ليصل إلى 2425 درهماً إماراتياً للمتر المربع سنوياً، مسجلاً بذلك رقماً قياسياً جديداً وهو رقم أعلى من الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2016 بنحو 6 بالمئة.

كما انتعش نشاط التأجير، مما أدى إلى انخفاض معدل الشواغر في منطقة الأعمال المركزية إلى 8 بالمئة.

وفي العاصمة أبوظبي، استمر الطلب القوي في تعزيز نمو الإيجارات، إذ زاد متوسط إيجارات المساحات المكتبية من الفئة "أ" بواقع 12 بالمئة مقارنةً بالعام الماضي ليصل إلى 2000 درهم للمتر المربع سنوياً.

كما انخفض معدل الشواغر على مستوى المدينة انخفاضاً طفيفاً ليصل إلى 22 بالمئة.

ولا تزال السوق تميل بقوة نحو الملاك بسبب ارتفاع الإيجارات ومحدودية توافر المساحات عالية الجودة وزيادة عدد الاستفسارات عن المساحات.

ونتيجة لذلك، اضطر المستأجرون إلى إعادة تقييم متطلباتهم وتوسيع نطاق بحثهم ليشمل المناطق الثانوية التي من المحتمل أن يتوفر بها مخزون أقل جودة من المساحات المكتبية.

الطلب القوي على الحلول اللوجستية والتخزينية عالية الجودة يحفز قطاع العقارات الصناعية.

تماشياً مع جهود التنويع الاقتصادي، يشهد قطاع العقارات الصناعية في دولة الإمارات طلباً قوياً من الشركات الدولية التي تبحث عن منشآت صناعية عالية الجودة وقريبة من المنافذ والموانئ الجوية والبحرية.

ولا تزال المناطق الصناعية المعروفة في دبي مثل القوز والقصيص ورأس الخور هي الخيار الأول للكثير من المستأجرين، مما ساعد تلك المناطق في الحفاظ على شعبيتها وتسجيل معدلات إيجار وإشغال أعلى.

ولكن المناطق الصناعية الجديدة مثل مجمع دبي للاستثمار ومدينة دبي الصناعية تكتسب شهرة وزخماً متسارعاً.

وشهد الربع الأخير من عام 2023 ارتفاعاً في إيجارات المستودعات في معظم المناطق الصناعية، وسجلت المنطقة الحرة بجبل علي ومنطقة جبل علي الصناعية ومدينة دبي الصناعية أعلى معدلات الزيادة في الإيجارات مقارنةً بالعام الماضي بواقع 20 بالمئة و19 بالمئة و17 بالمئة على الترتيب.

ولا شك أن المبادرات الحكومية المختلفة التي تدعم نمو قطاعي الخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية كان لها دور كبير في تعزيز مستويات الطلب.

وفي العاصمة أبوظبي، تقع غالبية المخزونات خارج وسط المدينة في مناطق مثل مصفح ومدينة خليفة الصناعية (كيزاد) ومدينة أبوظبي الصناعية. وبسبب زيادة الطلب، ارتفعت إيجارات المستودعات في منطقتي مصفح بنسبة 32 بالمئة والمركز بنسبة 12 بالمئة مقارنةً بالعام الماضي.

ولا تزال النظرة الاستشرافية للسوق إيجابية، فمن المتوقع استمرار نمو نشاط التأجير على مدار عام 2024.

ومن المتوقع أن تشمل المحركات الرئيسية لهذا النشاط التجارة الإلكترونية، وشركات الخدمات اللوجستية للغير، وقطاع النفط والغاز، وقطاع الصناعات التحويلية.

في عام 2023، شهد قطاع منافذ التجزئة اعتماد مشغلي مراكز التسوق لاستراتيجية إدارة أكثر ديناميكية، بينما ركز الملاك على تعزيز تجربة العملاء لزيادة فترات بقائهم في مراكز التسوق مستفيدين من مفاهيم التجزئة التجريبية من خلال منافذ المأكولات والمشروبات وتطوير المساحات المشتركة.

ومن المتوقع ظهور مفاهيم مميزة جديدة، بما في ذلك "تيم لاب فينومينا"، لأول مرة في العاصمة أبوظبي خلال عام 2024، في حين شهدت دبي تركيزاً على إعادة تحسين أصول منافذ التجزئة لتتماشى مع اتجاهات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية المتطورة.

وشهدت دبي دخول نحو 123 ألف متر مربع من منافذ التجزئة خلال عام 2023 ليصل إجمالي المخزون في الإمارة إلى 4.8 مليون متر مربع.

ونتج معظم هذا النمو عن توسعة مركز تجاري إقليمي كبير قائم.

وخلال نفس الفترة، شهدت العاصمة أبوظبي دخول حوالي 250 ألف متر مربع إلى السوق ليرتفع إجمالي المخزون في الإمارة إلى 3.15 مليون متر مربع. وفي عام 2024، من المتوقع دخول 160 ألف متر مربع جديدة إلى سوق دبي، ونحو 19 ألف متر مربع إلى سوق أبوظبي.

وخلال الربع الأخير من عام 2023، ارتفع متوسط إيجارات مراكز التسوق الرئيسية والفرعية في المدينتين بنحو 5 بالمئة في المتوسط. وساهم نشاط التأجير القوي في انخفاض معدلات الشواغر، الذي انخفض إلى 16 بالمئة في دبي، بينما بلغ معدل الشواغر في أبوظبي 22 بالمئة بسبب إضافة منافذ تجزئة جديدة على مدار العام.

شهد قطاع الوحدات السكنية في دولة الإمارات نمواً ملحوظاً في المعاملات في السوقين الرئيسية والثانوية خلال عام 2023 وذلك بفضل الطلب القوي واستمرار نشاط المطورين.

ووفقاً لبيانات منصة "دبي بالس"، زادت قيمة المعاملات في دبي بنسبة 51 بالمئة، بينما زاد حجم المعاملات بنسبة 43 بالمئة خلال الفترة من شهر يناير إلى شهر نوفمبر من عام 2023.

وفي العاصمة أبوظبي، ساهم طرح عدد من مشاريع البيع على الخارطة في ارتفاع إجمالي قيمة المعاملات ارتفاعاً كبيراً بواقع 102 بالمئة سنوياً، بينما زاد حجم المعاملات بنسبة 77 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وشهدت العاصمة أبوظبي نمواً ثابتاً على مدار العام؛ ففي الربع الأخير من عام 2023، زادت أسعار البيع بنسبة 5 بالمئة وارتفعت الإيجارات بنسبة 2 بالمئة مقارنةً بالعام الماضي.

وفي دبي، ارتفع متوسط أسعار البيع والإيجارات ارتفاعاً كبيراً بنسبة 19 بالمئة في شهر نوفمبر 2023 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وقد واصل متوسط أسعار بيع الفلل في دبي مساره التصاعدي، مدفوعاً بالزيادة في الطلب ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في شهر نوفمبر، متجاوزاً أعلى مستوى مسجل في عام 2014 بنسبة 15 بالمئة.

وعلى مدار العام، شهدت دبي تسليم أكثر من 36 ألف وحدة، أغلبها من الشقق، مما رفع إجمالي المخزون في الإمارة إلى أكثر من 719 وحدة.

وشهدت العاصمة أبوظبي إنجاز أكثر من 5000 وحدة ليصل إجمالي المخزون من الوحدات المنجزة في الإمارة لما يزيد عن 284 ألف وحدة.

ومن المقرر تسليم ما يقرب من 34 ألف وحدة في دبي، وحوالي 8000 وحدة في العاصمة أبوظبي خلال عام 2024.

ومن المتوقع أن تستمر حالة الزخم التي يعيشها سوق الوحدات السكنية في دولة الإمارات خلال عام 2024.

ومع ذلك، سيتعين على المطورين الاستعداد لاستيعاب الارتفاع في أسعار الأراضي وتكاليف البناء، وهو ما سوف يرسخ التوجه نحو طرح وحدات أصغر من حيث المساحة وتدشين المشاريع في المناطق الثانوية.

حافظ قطاع الضيافة على حالة الزخم على مدار العام بفضل أجندة فعاليات متوازنة.

وقد استجاب المشغلون للانخفاض في تدفقات الزوار مرتفعي الإنفاق من خلال تنفيذ استراتيجيات أكثر ذكاءً لإدارة الإيرادات للاستفادة من مزيج الأعمال المتغير.

وفي عام 2023، شهد السوق دخول نحو 5000 غرفة في دبي، غالبيتها في الفنادق ذات الخمس نجوم، ليصل إجمالي المخزون من الغرف الفندقية في الإمارة إلى 153 ألف غرفة.

وفي العاصمة أبوظبي، أدى دخول 200 غرفة إلى ارتفاع إجمالي المخزون لما يزيد عن 32500 غرفة.

ومن المنتظر تسليم 7000 غرفة في دبي، وحوالي 700 غرفة في أبوظبي.

ووصل معدل الإشغال على مستوى المدينة في إمارة دبي إلى 77 بالمئة، وحافظت العاصمة أبوظبي على مستويات إشغال قوية بلغت 72 بالمئة خلال الفترة من بداية عام 2023 حتى شهر نوفمبر.

وعلى الرغم من انخفاض متوسط أسعار الغرف اليومية في دبي بواقع 2 بالمئة، ليصل متوسط السعر اليومي إلى 179 دولاراً، ساهمت الزيادة الإجمالية في عدد السياح الوافدين في الحفاظ على إيرادات جيدة للغرف المتاحة بقيمة 138 دولاراً.

وفي العاصمة أبوظبي، وصل متوسط أسعار الغرف اليومية إلى 143 دولاراً، وهو ما يعكس زيادة كبيرة بنسبة 20 بالمئة مقارنة بالمتوسط البالغ 143 دولاراً والمسجل خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وعلاوةً على ذلك، شهدت إيرادات الغرف المتاحة تحسناً سنوياً كبيراً بنسبة 25 بالمئة، لتصل إلى 103 دولاراً.

ولا شك أن الاستمرار في تطوير وجهات سياحية جديدة، مثل السعديات وجزيرة ياس، إلى جانب إدخال مفاهيم ترفيهية جديدة، سوف ينعكس بالإيجاب على أداء قطاع الضيافة، وأن يسهم في نمو القطاع على المدى الطويل في العاصمة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الإمارات العقارات التجارية دبي أبوظبي كيزاد مراكز التسوق عقارات الإمارات الاقتصاد الإماراتي القطاع العقاري قطاع العقارات نمو القطاع العقاري الإمارات العقارات التجارية دبي أبوظبي كيزاد مراكز التسوق أخبار الإمارات فی العاصمة أبوظبی فی دولة الإمارات ملیون متر مربع فی الإمارة إلى على مدار العام بالمئة مقارنة بالعام الماضی العام الماضی ألف متر مربع متوسط أسعار من المساحات ومن المتوقع خلال عام 2023 خلال عام 2024 شهر نوفمبر من المتوقع على مستوى الفترة من لیصل إلى فی دبی فی عام

إقرأ أيضاً:

توقعات بنمو الاقتصاد المصري بنسبة 5.1% وتراجع التضخم لـ 9.6%

رجح تقرير اقتصادي صادر من بنك الكويت الوطني، اليوم الأحد، أن يشهد الاقتصاد المصري نمواً بنسبة 4.7% في العام المالي الحالي، ذلك قبل أن يسجل الاقتصاد نمواً بنسبة 5.1% بالعام المالي المقبل 2026-2027.

وذكر تقرير بنك الكويت الذي يحمل عنوان «آفاق مصر» أن التضخم في مصر سيتراجع من متوسط 14% في عام 2025 الجاري إلى نسبة 11% في عام 2026، وتوقع البنك أن يبلغ متوسط معدل التضخم في العام المالي الحالي 2025-2026 نحو 12.6%، ذلك قبل أن يهبط التضخم خلال السنة المالية المقبلة حتى نسبة 9.6%

وبالنسبة لتحركات البنك المركزي المصري في ملف أسعار الفائدة، أفاد تقرير «آفاق مصر» الذي اطلعت عليه «الأسبوع»، أن البنك المركزي سيتوخى الحذر في خفض أسعار الفائدة مع إمكانية تقليصها بنحو 600 نقطة أساس خلال عام 2026.

وعزا توقع هبوط التضخم في مصر بدعم إلى نظام سعر الصرف الموثوق، وأسعار الفائدة الرسمية المرتفعة، إضافة إلى تراجع قيود سلاسل الإمداد، وانخفاض أسعار سلع الغذاء العالمية.

وأشار بنك الكويت إلى أن توقعات تراجع التضخم في مصر خلال عام 2026 أخذت في الحسبان الأثر التضخمي المؤقت لزيادة أسعار الوقود والنقل خلال عام 2025، موضحاً أن هذا الأثر سيبقى محدوداً بفضل استقرار الطلب وتحسن السيولة بالنقد الأجنبي.

وقال البنك في التقرير: من المتوقع أن يشهد الاقتصاد المصري مزيداً من التحسن خلال العام المقبل، مع انعكاس مكاسب جهود الاستقرار الكلي والإصلاحات الهيكلية في إطار برنامج صندوق النقد الدولي.

وأضاف: بعد إعادة ضبط السياسات في مارس 2024، بدأت الأنشطة الاستثمارية في الانتعاش، وتوسعت القدرات التصنيعية، وحصل قطاع السياحة على دفعة قوية في ظل استقرار سعر صرف الجنيه المصري وتوجه مالي واقتصادي واضح قائم على الإصلاح.

وتابع: رغم بقاء الالتزامات الخارجية على مصر كبيرة، وتقلب الأوضاع المالية العالمية، واستمرار ارتفاع أسعار الفائدة المحلية، فإن التدفقات المالية من القطاعات المختلفة، وتنوع مصادر التمويل، وتحسن مصداقية السياسات، توفر أساساً أكثر استقراراً وصلابة للاقتصاد المصري.

انتعاش النمو وزخم الاستثمار

وأورد: من المرجح أن يزداد النشاط الاقتصادي المصري قوة خلال فترة التوقعات، في ظل تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي من 4.7% في السنة المالية 2025/2026 إلى 5.1% في السنة المالية 2026/2027، مع انعكاس مكاسب الاستقرار الكلي على الاستثمار والاستهلاك والتجارة الخارجية.

ويرى أن يكون لـ «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية» والتي تمثل تحولاً استراتيجياً نحو النمو بقيادة القطاع الخاص، وتعزيز القدرة التنافسية للصادرات، وتحديث المؤسسات، دور متزايد الأهمية في المرحلة المقبلة.

وأفاد، مع توافر النقد الأجنبي بشكل أكبر واعتماد نظام صرف أكثر قابلية للتنبؤ، انخفضت حالة عدم اليقين لدى الشركات، وعادت المشاريع الكبرى في قطاعات السياحة والبناء والخدمات اللوجستية إلى مسارها، كما يبرز قطاع التصنيع كمحرك رئيسي للتوقعات، مدعوماً بحوافز للصناعات الموجهة للتصدير، وتحسن توافر الطاقة، وتبسيط الإجراءات التنظيمية.

وتشهد المناطق الصناعية، خصوصاً في مجال الكيماويات وتصنيع الأغذية والمنسوجات، تدفق استثمارات جديدة، مع توسيع الشركات متعددة الجنسيات للطاقة الإنتاجية المحلية. وتزداد تنافسية الصادرات غير النفطية بفضل مرونة سعر الصرف وارتفاع الطلب العالمي، فيما تبقى صادرات المنتجات الزراعية قوية.

وتوقع أن يتسارع الطلب المحلي مع تحسن الثقة واستقرار الأجور الحقيقية وتوقعات أكثر وضوحاً للسياسة النقدية في مصر.

استقرار اقتصادي مع تقدم محدود في الخصخصة

وأشار تقرير بنك الكويت الوطني إلى أن الاقتصاد المصري استفاد من إعادة ضبط السياسات في 2024 وبرنامج الاستقرار الكلي الذي تم بوساطة صندوق النقد الدولي، حيث أُعيد توجيه الدعم، وارتفعت الاحتياطيات إلى مستويات قياسية، وعاد صافي الأصول الأجنبية في النظام المصرفي إلى مستويات ما قبل الجائحة.

ووسط هذا التحول، لا يزال المستثمرون يترقبون تقدماً ملموساً في الخصخصة لمعالجة المخاوف بشأن المزاحمة في السوق، كما يجري تعميق سوق الدين المحلي عبر برنامج الصكوك الجديد لتوسيع قنوات التمويل، وسيكون الحفاظ على إطار موثوق قائم على القواعد أمراً أساسياً لضمان الاستقرار والحد من تراكم الاختلالات مع اقتراب انتهاء اتفاق صندوق النقد الدولي في أواخر 2026.

إعادة ضبط المالية العامة وإصلاحات السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية

وقال البنك: إن أوضاع المالية العامة في مصر تحسنت ومن المتوقع أن تتحسن أكثر، إذ يُرجح أن ينخفض العجز الكلي من 7% من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2024/2025 إلى 6% في السنة المالية 2026/2027، مع استمرار الحكومة المصرية في تقليص الدعم، وتوسيع مصادر الإيرادات، وترشيد النفقات العامة.

تحسن وضع القطاع الخارجي بدعم من حوالات العاملين والسياحة

وتحسن وضع القطاع الخارجي لمصر مع انتعاش الأنشطة المولّدة للنقد الأجنبي مثل السياحة واستقرار تدفقات رؤوس الأموال، ويدعم هذا التحسن استمرار تحويلات العاملين بالخارج، والتي ارتفعت بشكل ملحوظ بعد خفض قيمة العملة.

ويتوقع بنك الكويت الوطني أن ينخفض عجز الحساب الجاري لمصر من نسبة 4.2% للناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2024/2025 إلى نحو 3.3% في السنة المالية 2025-2026 وإلى نسبة 3% خلال السنة المالية 2026/2027.

وقال: يستحق قطاع السياحة إشارة خاصة، إذ يُتوقع أن يسهم افتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة في زيادة أعداد الزوار، التي ارتفعت بالفعل بنسبة 21% على أساس سنوي في 2025.

وفي الوقت نفسه، بدأت عائدات قناة السويس في التحسن مع عودة حركة الشحن في البحر الأحمر تدريجياً بعد وقف إطلاق النار في غزة، وستبقى هذه القطاعات، إلى جانب الاستثمارات الأجنبية الاستراتيجية المباشرة مثل استثمار قطر في مشروع «علم الروم»، محورية في إعادة بناء الاحتياطيات وتحسين السيولة بالنقد الأجنبي، في حين ارتفعت الاحتياطيات إلى مستويات قياسية بلغت 50 مليار دولار، بما يغطي نحو 8 أشهر من الواردات.

وأعلنت وزارة التخطيط يوم الجمعة الماضية، ارتفاع نسبة نمو الاقتصاد المصري في الربع الأول من العام المالي 2025-2026 بنسبة 5.3%، مسجلاً بذلك أعلى أداء فصلي منذ أكثر من ثلاث سنوات، مقابل نمو اقتصادي بنسبة 3.5% في نفس الربع من العام المالي السابق له.

توقعت وزارة التخطيط أن يسجل الاقتصاد المصري نمواً سنويا خلال العام المالي 2025-2026 بنسبة 5% مقابل نمو بنسبة 4.4% بالعام المالي 2024-2025.

اقرأ أيضاًسعر الدينار الكويتي اليوم الأحد 30 نوفمبر 2025

ارتفاع سعر الريال القطري اليوم الأحد 30 نوفمبر 2025

كم تسجل العملة الأمريكية؟.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 30-11-2025

مقالات مشابهة

  • صادرات صناعة الزرقاء ترتفع إلى 144 مليون دولار في تشرين الثاني
  • غرفة صناعة إربد: صادرات المحافظة ترتفع 16.6% في تشرين الثاني
  • مرصد “أكيد”: 94 إشاعة تنتشر في الأردن خلال تشرين الثاني
  • الاقتصاد التركي ينمو 3.7 بالمئة في الربع الثالث
  • الاقتصاد التركي يحقق نموا بنسبة 3.7 بالمئة في الربع الثالث… والتوسع مستمر للربع الـ21
  • مصر تدفع بـ10 آلاف طن مساعدات و91 ألف قطعة ملابس شتوية لقطاع غزة
  • مصر تدفع بـ10 آلاف طن مساعدات و91 ألف قطعة ملابس شتوية إلى غزة
  • 2.5% انخفاضا في عقود الزواج و3.1% ارتفاعا في حالات الطلاق خلال 2024
  • توقعات بنمو الاقتصاد المصري بنسبة 5.1% وتراجع التضخم لـ 9.6%
  • الإحصاء: 2.5% انخفاضا في عقود الزواج خلال 2024