لا يمكن تعريف المقاومة في فلسطين باعتبارها مقاومة بالسلاح فقط، فكل الشعب الفلسطيني هو في حالة مقاومة، سواء من يتمسك بأرضه ويبقى فيها أو يكتب تاريخ فلسطين أو ذلك الذي يوثق الجرائم التي ترتكب كل يوم أو من يحول كل ذلك إلى أعمال إبداعية تكتب السردية الفلسطينية. فالصحفي وائل الدحدوح على سبيل المثال مقاوم شرس، كان بنفسه جيشا في مقاومة همجية الاحتلال، والأطباء في المستشفيات مقاومون أشداء.
وما قام به الروائي إبراهيم نصر الله في الكثير من أعماله مثل مشروعه الروائي «الملهاة الفلسطينية» خير شاهد على المقاومة بالكتابة والإبداع.
وفي حوار مع إبراهيم نصر الله يجده القارئ في هذا العدد من الملحق يستعيد مقولة ذات دلالة وردت في نهاية روايته «دبابة تحت شجرة عيد الميلاد» حينما يسأل بطل الرواية «هل كنتم تعتقدون أنكم ستحققون هذا النصر على العدو الصهيوني خلال الانتفاضة الأولى وبالذات انتفاضة مدينة بيت سحور وعصيانها المدني؟» فيقول «لا ولكن عليك أن تبدأ لتعرف إلى أين يمكن أن تصل؟ وإذا لم تبدأ لن تصل إلى أي شيء». ويمكن أن تفهم هذه العبارة على كل المسارات بما في ذلك مسار المقاومة بالكتابة، والمقاومة بالصبر، والمقاومة بالرسم حتى لو على جدران الشوارع في قطاع غزة أو حتى في عمق سجون الاحتلال الغاصب. وهذا يقودنا إلى تقدير كل نوع من أنواع المقاومة الفلسطينية حتى لو كان استبسالا في مباراة لكرة القدم من أجل أن يرى العالم أن الشعب الفلسطيني يعرف أن يعيش كما يعيش كل البشر على هذه الأرض، ويكتب شعرا هو الأعذب، ويفهم الرقص ودلالته.. ويقدر الفن بكل ما يحمله من رسالة إنسانية.
يجد القارئ أيضا في هذا العدد تحقيقا حول ذهاب الكتّاب العرب إلى دائرة النسيان بعد وفاتهم وغياب الاهتمام بهم على اعتبار أن منجزهم باق بيننا لا يرحل.
يترجم الملحق مقالا مهما حول استخدام الفلسفة في علاج بعض الأمراض النفسية.. وهذا موضوع جدير بالقراءة والتأمل، ويطرح سؤالا مهما هل يفتح الفلاسفة في القريب العاجل عيادات للعلاج ينافسون بها الأطباء النفسانيين؟
كما يجد القارئ في هذا العدد من الملحق مجموعة من المقالات الفكرية والنقدية ومراجعات الكتب الصادرة حديثا، إضافة إلى نصوص شعرية وسردية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی هذا العدد
إقرأ أيضاً:
«إغاثة غزة»: العشائر الفلسطينية وفرت الحماية لقوافل المساعدات بالقطاع
قال محمد أبو عفش مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، إنّ العشائر الفلسطينية وفرت الحماية الكاملة لقوافل المساعدات بقطاع غزة دون تدخل أي طرف من الأطراف الفصائلية، ذلك بهدف تمكين قوافل المساعدات من الدخول وتوزيعها بشكل مناسب يضمن العدالة الاجتماعية.
وأضاف «أبو عفش»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ ما يُقال بأن هناك سيطرة لأحد الفصائل على هذه المساعدات هو عار على الصحة، إذ أن ما قام بتوفير الحماية الكاملة لهذه القوافل هي العشائر وأبناء العشائر، كما جرى تحميل هذه القافلات ودخولها إلى مخازن المؤسسات العاملة داخل القطاع.
وتابع: «هذه المؤسسات دولية ووطنية بإمكانها أن تخرج بتصريح واضح حتى تؤكد للجميع أن هذه القوافل دخلت ونزلت في المخازن»، لافتا إلى أن عملية توزيع المساعدات بدأت منذ صباح اليوم، كما أنه لا صحة لما يقوله الاحتلال الإسرائيلي بسيطرة أحد على هذه المساعدات.
وأشار مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة إلى أنّ الاحتلال يضع هذه الذرائع حتى يمنع دخول المساعدات إلى الجوعى والمحتاجين داخل قطاع غزة.
https://youtu.be/XeGJBIMUvcc?si=vBGwuQ1qZNYI0QvS