ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" اليوم الأربعاء، أن دولة الإمارات العربية المتحدة نفت تسليح قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية التي تخوض صراعا مع الجيش السوداني.

مصادر خاصة لـ RT: ترتيبات لعقد اجتماع بين أطراف النزاع السوداني في القاهرة

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النفي جاء بعدما أظهرت وثيقة مسربة من الأمم المتحدة أدلة "موثوقة" على أن الإمارات ترسل أسلحة لقوات الدعم السريع.

وقال التقرير، الذي أعده خبراء لمجلس الأمن الدولي واطلعت عليه "فايننشال تايمز" ولكن لم يتم نشره بعد، إن عدة شحنات من الأسلحة والذخائر يتم تفريغها كل أسبوع من طائرات الشحن في أحد مطارات دولة تشاد، ويتم تسليمها إلى قوات الدعم السريع على الحدود السودانية.

لكن الإمارات نفت بشدة تسليح أي جماعة في السودان، وأخبرت لجنة الأمم المتحدة أن هذه الرحلات الجوية حملت مساعدات إنسانية، بينها مستشفى أنشأته.

وقال مسؤول إماراتي لصحيفة "فايننشال تايمز" إن أبو ظبي "لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع الحالي"، مضيفا أن البلاد "دعت باستمرار إلى وقف التصعيد ووقف مستدام لإطلاق النار وبدء حوار دبلوماسي في السودان".

وعلى الرغم من نفي الإمارات للأمر، يعتقد بعض المحللين أن دعمها كان حاسماً في تعزيز قدرة قوات الدعم السريع. وقال حميد خلف الله، الخبير في شؤون السودان وباحث الدكتوراه في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة: "إذا سحبت الإمارات دعمها وقطعت علاقاتها مع قوات الدعم السريع اليوم، فهناك احتمال أن تنتهي الحرب غدا بنسبة 80%".

وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن قوات الدعم السريع - التي انبثقت عن ميليشيا الجنجويد - وحلفاءها ارتكبوا، منذ اندلاع الصراع، فظائع في دارفور ترقى إلى مستوى جرائم حرب ويمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية. وأضافت أن القوات المسلحة السودانية ارتكبت أيضا جرائم حرب، على سبيل المثال، باستخدام القصف الجوي والقصف العنيف في مناطق حضرية.

واستغلت قوات "حميدتي" الموارد الطبيعية للبلاد في تمويل الحرب، بحسب تقرير الأمم المتحدة. وقالت المنظمة الدولية إن الجماعة هذه شبه العسكرية استثمرت عائدات تجارة الذهب في السودان - والتي كانت تسيطر على معظمها قبل الحرب - في العديد من الصناعات، مما مكنها من "الحصول على الأسلحة، ودفع الرواتب، وتمويل الحملات الإعلامية، وممارسة الضغط، وشراء الدعم لمنظمات سياسية وعسكرية وأخرى".

ستة من الكيانات التي يُزعم أن قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية استخدمتها لمواصلة جهودها الحربية قد فُرضت عليها عقوبات هذا الأسبوع من قبل الاتحاد الأوروبي. فهناك اثنتان من الشركات المرتبطة بقوات الدعم السريع كانت لهما عناوين في الإمارات العربية المتحدة، وزعم الاتحاد الأوروبي أن إحداهما – شركة الجنيد للأنشطة المتعددة المحدودة – كانت بمثابة قناة لشراء الأسلحة من الإمارات العربية المتحدة.

وجاء في لائحة الاتحاد الأوروبي أن "قوات الدعم السريع تستخدم أيضا إنتاج وصادرات الجنيد من الذهب لتأمين الدعم العسكري من الإمارات العربية المتحدة، التي يتم تهريب معظم إنتاج السودان من الذهب إليها". ولم تعلق الشركة على ذلك.

وقد اجتذب الصراع العديد من الدول الأخرى التي تتنافس على النفوذ في السودان ذي الموقع الاستراتيجي، والذي يقع على حدود البحر الأحمر ويمتد عبر الشرق الأوسط وإفريقيا.

ومع عدم وجود أي علامة على تراجع القتال، هناك مخاوف من أن تستمر الحرب في السودان. ومع اتساع رقعة الصراع، هناك خطر تشكيل مجموعات جديدة وانقسامها إلى قتال محلي، مما قد يزيد من معاناة المدنيين ويجعل محادثات السلام أكثر صعوبة.

وقال خلف الله إن هذا ما حدث في الماضي، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع كانت "ميليشيا أنشأها الجيش ومكنها ودعمها، وهي الآن تقاتل ضد الجيش".

وتقاتل قوات الدعم السريع، بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، القوات المسلحة السودانية للسيطرة على البلاد منذ أبريل 2023. ويقود القوات الحكومية الرئيس الفعلي للبلاد وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وأدى القتال إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وأجبر حوالي 7.6 مليون على الفرار، وترك ما يقرب من 25 مليونا - أكثر من نصف سكان البلاد - بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفقا لوكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.

وتسيطر قوات "حميدتي" الآن على معظم منطقة دارفور بغرب السودان، وقاعدة قوتها التاريخية، وأجزاء من العاصمة الخرطوم. وفي الشهر الماضي، سيطرت على ثاني أكبر مدينة في البلاد، ود مدني، التي كانت مركزا لجهود الإغاثة الإنسانية.

المصدر: RT + فايننشال تايمز

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أبو ظبي أسلحة ومعدات عسكرية الأمم المتحدة الجيش السوداني الخرطوم المجلس الانتقالي في السودان انقلاب السودان عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع مجلس الأمن الدولي محمد حمدان دقلو حميدتي الإمارات العربیة المتحدة قوات الدعم السریع فایننشال تایمز الأمم المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان

فرضت المملكة المتحدة اليوم عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع في السودان، بعد الاشتباه بارتكابهم انتهاكات جسيمة تشمل القتل الجماعي، والعنف الجنسي، والاعتداء المتعمد على المدنيين في مدينة الفاشر.

ووفق البيانات الرسمية، من بين المستهدفين بالعقوبات عبد الرحيم حمدان دقلو، أخ ونائب قائد قوات الدعم السريع الفريق أول حميدتي، إلى جانب ثلاثة قيادات أخرى يُشتبه في ضلوعهم بالجرائم المذكورة.

وتشمل العقوبات تجميد أرصدة المستهدفين ومنعهم من دخول المملكة المتحدة، في خطوة تهدف إلى مساءلة المسؤولين عن الانتهاكات وحماية المدنيين من المزيد من الانتهاكات.

وفي تعليقها على الإجراءات، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إن الفظائع التي ارتُكبت في السودان مروعة وتشكل وصمة في ضمير العالم، مؤكدة أن عمليات الإعدام الجماعي، والتجويع، واستخدام الاغتصاب كسلاح حرب لن تمر دون محاسبة.

تقرير مروع يوثق أكثر من ألف حالة اغتصاب وعنف جنسي ضد النساء في السودان

وثقت شبكة نساء القرن الإفريقي “صيحة” أكثر من 1294 حالة مؤكدة من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في 14 ولاية سودانية، خلال الفترة من 2023 وحتى 2025.

وأشارت الشبكة في بيانها إلى أن “قوات الدعم السريع مسؤولة عن الغالبية العظمى من الانتهاكات، حيث نسبت إليها 87% من الحالات التي تم فيها تحديد هوية الجناة”.

وأضافت “صيحة” أن العنف الجنسي في النزاع السوداني ممنهج، وليس مجرد أضرار جانبية، ويتبع تحركات النزاع ويعكس التحولات في السيطرة الإقليمية. وأظهرت البيانات أن 77% من الحالات التي توفرت عنها معلومات تفصيلية كانت جرائم اغتصاب، بينما وثقت الشبكة 225 حالة لأطفال، معظمهم فتيات تتراوح أعمارهن بين 4 و17 عامًا، يمثلون 18% من إجمالي الحالات الموثقة.

وأشار البيان إلى أن الجيش اعتقل أكثر من 840 امرأة في مناطق سيطرته مثل ود مدني بولاية الجزيرة، والقضارف، وبورتسودان بولاية البحر الأحمر.

كما ركز البيان على الاستهداف العرقي، حيث تعرضت النساء والفتيات من قبائل دارفور مثل المساليت، البرتي، الفور، الزغاوة للاستهداف المباشر، إضافة إلى نساء جبال النوبة المقيمات في الخرطوم اللواتي تعرضن للإهانة والعنصرية.

وذكرت الشبكة أن العنف المنهجي يسير عبر ثلاث مراحل متصاعدة تتبع تقدم القوات، تبدأ بالاستيلاء على المنازل ونهبها بالتزامن مع ارتكاب جرائم الاغتصاب، ثم المرحلة الثانية التي تستهدف النساء علنًا في الشوارع والأماكن العامة، والمرحلة الثالثة الأشد قسوة، وتشمل احتجاز النساء لفترات طويلة داخل المنازل أو المعتقلات، حيث يتعرضن للتعذيب والاغتصاب الجماعي والزواج القسري.

مقالات مشابهة

  • مجلس السيادة يعلن قصف قوات الدعم السريع مقرًا للأمم المتحدة ويوجه دعوة عاجلة للمجتمع الدولي
  • هجوم على قوة أُممية لحفظ السلام في السودان.. والدعم السريع ينفي تورطه
  • قوات الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن استهداف مقر أممي في كادوقلي
  • قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور
  • السودان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالضغط على الإمارات
  • مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية
  • بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان
  • بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
  • المملكة المتحدة تفرض عقوبات على قيادات من "الدعم السريع" بالسودان
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟