بشأن التصعيد في البحر الأحمر .. قيادي حوثي يكشف عن تواصلات إيجابية مع هذه الدول العربية
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
حيروت – الجزيرة نت
قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة الحوثي نصر الدين عامر إن الضربات التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن هدفها عدم السماح لأحد بأن يتجرأ على الاعتراض على قتل الشعب الفلسطيني، أو أن يتخذ أحد قرارا بالمقاومة.
وأضاف عامر -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن أميركا اتخذت قرارا -والتزمت به- بأنها ستحمي إسرائيل حتى تنهي مهمتها، وأرسلت رسائل لنا ولمختلف الجهات في المنطقة بألا تتدخلوا؛ فهناك مهمة ويجب أن تنجز، ولا أحد يتدخل.
وعن حجم الخسائر التي أحدثها القصف الأميركي أمس الثلاثاء على المقدرات العسكرية لجماعة الحوثي، قال عامر إن الضربات “توجه لمعسكرات قديمة، سبق أن تم استهدافها مرات عدة، وقواتنا المسلحة ليست في حالة انتشار طبيعي حتى يتم استهدافها”، لأننا تحت القصف والطيران منذ 9 سنوات.
وضرب مثلا باستهداف قاعدة الديلمي، وقال إن خبر استهدافها يتكرر منذ 9 سنوات، وفيها عربة رادار تم استهدافها بأكثر من 40 ضربة، والآن ضربوها من جديد.
لكن نصر الدين عامر أقر بأن الضربات الأميركية الأولى أدت إلى مصرع 6 أفراد، وهم وحدهم الذين راحوا ضحية هذا القصف، وكان ذلك “نتيجة عدم التزام بعض الأفراد بالمطلوب في أمور التمويه والتخفي، واستشهدوا، ولم يكونوا في العمليات، بل في مستشفى ميداني عبارة عن خيمة صغيرة، في أحد المعسكرات بالحديدة، وأمس الثلاثاء لم يسقط جريح واحد.
كما أقر بأن خطأ قد وقع في تقدير حجم القصف الذي تعرضت له معسكرات الجماعة أمس الثلاثاء، بعد تغريدات كتبها نائب رئيس التوجيه المعنوي في اللحظات الأولى للقصف، لكن عدد الغارات لم يتجاوز 18 غارة، في حين وصل عددها في اليوم الأول إلى 160 غارة؛ لذلك غارات أمس ليست الأشد ولا الأعنف كما قيل.
وعن موقف دول المنطقة بعد تصعيد جماعة الحوثي ضد السفن في البحر الأحمر، قال عامر إن “الدول بالمنطقة موقفها حتى الآن إيجابي، أو ما يمكن أن نطلق عليه الحياد الإيجابي”؛ فمعظم الدول تربط ما يحدث بالحل، وهو وقف العدوان في غزة، و”هذا نعده تبنّيا لتوجهنا وسرديتنا ووجهة نظرنا، ونعده دعما من حيث إننا نعرف واقع الدول العربية وحجم الارتباط بأميركا أو الخوف منها”.
وقال “ويوجد تواصل مع دول المنطقة بالكامل؛ في السعودية والإمارات ومصر والأردن، وكل الدول المحيطة بالبحر الأحمر والأمور كلها إيجابية”.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم أعلنت القيادة المركزية الأمريكية تنفيذ هجمات جديدة في اليمن، وذلك امتدادا لحملة هجومية تشنها واشنطن، مع حلفائها من القوات الدولية.
وقال بيان للقيادة المركزية الأمريكية إنها نفذت ضربات ضد صاروخين تابعين لجماعة الحوثي مضادين للسفن، وكانا يستهدفان جنوب البحر الأحمر، ومعدين مسبقا للإطلاق.
وفي وقت سابق اليوم أكد وزير الخارجية البريطاني اللورد كاميرون، أن المملكة المتحدة بعثت “رسالة واضحة” من خلال شن ضربات جوية على مواقع وأهداف للحوثيين، وأنها “ستستمر في إضعاف” قدراتهم على تنفيذ هجمات في البحر الأحمر.
وقال اللورد كاميرون في حديث للصحفيين، إن الحوثيين هم الذين يصعدون الوضع وإنه “واثق” من أن الضربات السابقة كانت فعالة، ردا على سؤال حول ما إذا كانت الضربات يمكن أن تصعد التوترات في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الضربات كانت مرتبطة بالحرب بين إسرائيل وحماس “لا ينبغي قبوله”، وإن المملكة المتحدة تريد رؤية” نهاية سريعة للصراع ” في غزة.
وأوضح كاميرون أن المملكة المتحدة دعت إلى “وقف فوري لإطلاق النار لاعتبارات إنسانية وإننا نريد أن يتحول ذلك إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار”. لافتا إلى أن هذه خطة سيطرحها عند زيارة المنطقة هذا الأسبوع.
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
من اليمن إلى مصر.. كيف تحمي الصين مصالحها في البحر الأحمر؟
سلط موقع "إنسايد أوفر" الضوء على الاستراتيجية الصينية المحكمة في تأمين نفوذها في البحر الأحمر، إذ عملت على تحصين ممراتها التجارية من اليمن وصولا إلى مصر، مستخدمة الدبلوماسية والتكنولوجيا والتحالفات مع قوى إقليمية.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إن المناورات العسكرية مع مصر، وزيادة الاستثمارات في المغرب، والتعاون التكنولوجي مع السعودية والإمارات، إلى جانب تعزيز العلاقات الاقتصادية مع إيران، والدعم الدبلوماسي المتزايد لليمن، كلها مؤشرات تعكس تنامي الحضور الصيني في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف الموقع أن الصين عززت منذ وقت طويل من وجودها في هذه المنطقة، إلا أن جهود بكين في الأشهر الأخيرة تبدو مركزة بشكل خاص على منطقة البحر الأحمر.
ويمرّ في البحر الأحمر طريق تجاري مهم للغاية لمصالح الصين، إذ يعبر مضيق باب المندب، وهو ممر مائي حيوي يربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر، وصولا إلى قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط، ويمثل حوالي 120 مليار دولار من الواردات الصينية و160 مليار دولار من الصادرات سنويا.
يشكل ذلك 10 بالمئة من إجمالي التجارة البحرية للصين، وبالتالي يمكن فهم أسباب تركيز بكين على حماية مصالحها في هذه المنطقة، خصوصا في الفترة الراهنة التي تشهد زيادة الأنشطة العسكرية للحوثيين في البحر الأحمر ضد السفن المرتبطة بالاحتلال.
وتتعرض السفن الغربية التي تمر من هذه المنطقة لهجوم بواسطة طائرات مسيّرة وصواريخ حوثية، أما السفن الصينية فإنها تمر بشكل آمن نسبيا.
دبلوماسية الصين في البحر الأحمر
أوضح الموقع أنه تزامنا مع الصراع بين الولايات المتحدة والحوثيين عبر العقوبات تشير التقارير إلى أن بكين اتفقت مع الحركة على ضمان عدم تحول سفنها إلى أهداف، وقد تم تقنين هذا الاتفاق بعد محادثات دبلوماسية معمّقة بين الطرفين جرت في سلطنة عُمان، وتوّجت بتقديم ضمانات لعبور آمن للسفن الصينية عبر البحر الأحمر.
وأضاف الموقع أنه ليس من قبيل الصدفة أن تصف وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" الأزمة بين الولايات المتحدة والحوثيين بأنها تُظهر "عجز الولايات المتحدة" في مواجهة "خصوم غير تقليديين مثل الحوثيين"، مؤكدة أن التدخل العسكري الأمريكي في اليمن "لن يؤدي إلا إلى المزيد من المقاومة"، ويُظهر "تراجع النفوذ الاقتصادي الأمريكي والتفكك التدريجي لنظام تحالفاتها".
ويحذر مركز الأبحاث الأمريكي "المجلس الأطلسي" من أن نية بيكن الحقيقية وراء هذا الخطاب هي الحفاظ على مصالحها في هذا الممر البحري الحيوي.
ووفقا للموقع، يبدو أن دبلوماسية الصين قد أثمرت بالفعل، إذ تشير المعطيات إلى انخفاض حركة المرور عبر البحر الأحمر بنسبة 70 بالمئة منذ بدء هجمات الحوثيين، بالتزامن مع ازدياد نسبة الشحنات المرتبطة بالصين.
سياسة براغماتية
كما أشار "المجلس الأطلسي" إلى أن حركة الحوثيين تعمل بـ"تكنولوجيا الأقمار الصناعية الصينية" وتشن هجماتها "باستخدام أنظمة توجيه مصنوعة بمكوّنات إلكترونية صينية"، وأضاف: "واشنطن يمكنها أن تفرض عقوبات على شركات بعينها، لكن ما لم تتعامل مع العلاقة الثلاثية بين الصين وإيران و الوكلاء الإقليميين، ستجد نفسها دائما مضطرة لملاحقة السفن الصينية التي تواصل الإبحار في مياه متنازع عليها بأمان نسبي".
ويرى الموقع أنه من الخطأ الاعتقاد بأن الصين "تدعم" الحوثيين رغم أن تعامل الحركة مع السفن الغربية يصبّ في مصلحة السفن الصينية، حيث تقوم الإستراتيجية الصينية في المنطقة على البراغماتية، لا سيما في المناطق المجاورة للبحر الأحمر.
ففي عام 2013، صرّح الرئيس اليمني الأسبق عبد ربه منصور هادي عند عودته من رحلة إلى الصين، بأن بكين ستقوم ببناء محطات كهرباء في اليمن بقدرة إنتاج إجمالية تبلغ 5000 ميغاواط، وأنها ستوسّع الموانئ الرئيسية للحاويات في البلاد.
وقبل أيام قليلة، أعادت "مايند برس" نشر تسريبات تفيد بأن الصين تعهّدت بمساعدة اليمن في إعادة بناء مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، وكلاهما تضرر من الغارات الإسرائيلية الأخيرة، ويُعدّ ذلك خطوة دبلوماسية إضافية أخرى لتحصين البحر الأحمر بشكل أكبر.
أما بالنسبة لإيران، فقد وقّعت بكين وطهران في 2021 اتفاقا استراتيجيا لمدة 25 عاما، يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.