الحمض النووي الموجود في علكة يكشف ألغازا مثيرة بعد آلاف السنين
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
أظهرت دراسة سويدية حديثة أن الحمض النووي الموجود في كميات من "علكة"، مضغها مراهقون في العصر الحجري، وعُثر عليها في موقع أثري عمره 9700 عام في السويد، يقدم إيضاحات عن أمراض الفم في تلك الحقبة.
وتوفر الدراسة التي أجراها فريق من علماء الاحاثة من جامعة ستوكهولم، ونشرت نتائجها مجلة "ساينتيفيك ريبورتس"، معلومات عن النظام الغذائي لهؤلاء السكان، الذين كانوا يعيشون على الصيد وجمع الثمار في عصور ما قبل التاريخ.
وأوضح الباحث المشارك في إعداد الدراسة أندرس غوثرستروم خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس الثلاثاء، أن "العلكة التي أخذنا منها العينات مضغها على الأرجح مراهقون من فتيات وفتيان. وكانت هناك سن محددة يقومون فيها بذلك".
وعُثر على هذه القطع من لحاء البتولا المبللة باللعاب والتي تحمل علامات أسنان، قبل 30 عاماً، إلى جانب عظام في موقع هوسبي كليف الواقع في شمال ما يعرف حالياً بمدينة غوتنبرغ (يوتوبوري). وهذا من أقدم المواقع الأثرية التي تحتوي على عظام بشرية في الدول الاسكندنافية.
وأضاف الباحث "نعتقد أن هذه العلكة كانت تُستخدم مثل الغراء لتجميع العناصر بعضها ببعض. ومن الممكن أيضاً أنهم كانوا يمضغوها للمتعة أو لأنهم كانوا ينسبون إليها مزايا علاجية".
في عام 2019، أتاحت دراسة أولى لقطع من العلكة تحديد التركيبة الجينية لأفراد. وحالياً، يتم الكشف عن آثار للحمض النووي غير البشري.
وقال أندرس غوثرستروم "وجدنا عدداً كبيراً من البكتيريا يشير إلى حالة حادة من التهاب اللثة، وهي عدوى خطيرة في اللثة".
وأضاف "في إحدى الحالات، نعرف أنها كانت لامرأة شابة، ربما بدأت تفقد أسنانها بعد استخدام هذه العلكة. لا بد أن هذه العدوى قد آلمت كثيراً".
كما سلّطت نتائج البحث الضوء على النظام الغذائي لهذا المجتمع الاسكندنافي، وهو نظام متنوع من البندق والغزلان وسمك السلمون المرقط. كما اكتُشفت آثار للحمض النووي للتفاح والبط والثعلب في التحليلات.
وتابع غوثرستروم قائلاً "عندما نحلل عظمة بشرية، فإننا نستخرج الحمض النووي البشري. ولكن ما يثير الاهتمام بشكل خاص في هذه العلكة هو وجود أثر لما تم تناوله من قبل، والبكتيريا الخاصة بالشخص الذي كان يحملها، ليست هناك طريقة أخرى لتحقيق هذه النتائج".
واختتم بالقول "نرى البصمة التي تركتها أسنان المراهقين على العلكة قبل آلاف السنين. وبالنسبة لنا نحن علماء الآثار، هناك أيضاً بُعد فلسفي، وهو العلاقة بين الإنسان والحمض النووي والقطعة الأثرية".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
بزشكيان يؤكد تمسك إيران ببرنامجها النووي
أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن أمله في أن تسفر المحادثات غير المباشرة بين بلاده والولايات المتحدة عن اتفاق عادل يحقق السلام والاستقرار الدائم في المنطقة.
جاء ذلك خلال لقائه وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، على هامش "منتدى حوار طهران 2025"، حيث أشاد بزشكيان بالدور البنّاء الذي تلعبه سلطنة عُمان في تقريب وجهات النظر، واصفًا جهود السلطان هيثم بن طارق بأنها "خيرة، مخلصة وبنّاءة".
وشدد بزشكيان على أن توطيد العلاقات بين الدول الإسلامية وتوسيع التعاون المشترك من شأنه تقليص فرص التدخل الأجنبي وزرع الفتنة والانقسام، مؤكدًا استعداد إيران لتعزيز شراكاتها السياسية والاقتصادية والعلمية، خصوصًا مع سلطنة عمان، التي وصف علاقات بلاده معها بأنها "نموذجية".
الرئيس الإيراني أعلن أيضًا عن زيارة مرتقبة له إلى العاصمة العمانية الأسبوع المقبل، معربًا عن أمله في أن تكون هذه الزيارة "منعطفًا حقيقيًا" في مسار تعميق العلاقات الشاملة بين الجانبين، وأن تثمر نتائج ملموسة تعود بالنفع على شعبي البلدين.
في المقابل، أكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أن العلاقات بين طهران ومسقط تمثل "نموذجًا في الصدق والتعاون والأخوّة"، معربًا عن تطلعه لزيارة بزشكيان إلى عمان، بما تحمله من فرص لتعزيز التعاون الإقليمي في الملفات الحساسة.
تصريحات بزشكيان تأتي في وقت حذّر فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من أن فشل المسار الدبلوماسي مع إيران ستكون له "عواقب وخيمة" على استقرار المنطقة، ما يعكس القلق المتزايد في الأوساط الدولية بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني.
وردًا على هذه التحذيرات، أكد بزشكيان مجددًا في كلمته أمام المنتدى أن بلاده لن تتراجع عن "حقها المشروع" في امتلاك برنامج نووي سلمي، موضحًا أن التهديدات أو العقوبات لن تثني إيران عن مواصلة هذا المسار. وقال في نبرة حازمة: "لن أقبل بالضغط أو الإكراه. لن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي، ومهما فعلوا لن نتراجع. يريدون فرض عقوبات؟ لقد اعتدنا على العقوبات منذ زمن بعيد"، وفق تعبيره.