مصر والمغرب وموريتانيا.. هل تتفادى مفاجآت الكان في الثمن؟
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
بعد 12 يوما من الإثارة، أسدل الستار، مساء الأربعاء، على الدور الأول من كأس أمم أفريقيا، والذي حمل مفاجآت كبرى، أبرزها إقصاء المنتخب الجزائري، وغانا حامل اللقب 4 مرات، بالإضافة إلى المنتخب التونسي، مقابل تأهل منتخبي موريتانيا وناميبيا لأول مرة في تاريخهما إلى ثمن النهائي.
واتفق صحفيون ومحللون رياضيون على كون دور مجموعات النسخة الحالية التي تجرى بالكوت ديفوار، يعدّ "الأمتع والأفضل منذ عقود"، بالنظر إلى التشويق الذي طبع منافساته، وعدم حسم عديد المنتخبات بطاقات التأهل حتى الدقائق الأخيرة من المباريات التي عكست تقارب المستوى بين فرق القارة السمراء.
ونجح 16 منتخبا أفريقيا، بينها منتخبات مصر وموريتانيا والمغرب، في ضمان ورقة العبور إلى الدور الثاني من منافسات الكان، وكان لافتا حجم الصعوبات التي واجهتها منتخبات كانت، على الورق، مرشحة للعبور بسهولة إلى دور الثمن، كما هو الحال بالنسبة لساحل العاج والكاميرون، ومصر التي حسمت التأهل في آخر دقائق مواجهتها أمام الرأس الأخضر.
الصحفي الرياضي المغربي حسام الكاوزي، يرى أن الدور الأول كأس إفريقيا لهذه الدورة "كان الأفضل منذ سنوات، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق"، بالنظر للمستوى التقني العالي الذي أظهرته كل الفرق المشاركة والغزارة التهديفية التي ميزته.
ويوضح الكاوزي في تصريح لموقع الحرة، أن أبرز ما طبع مباريات الدور الأول، أنها "قطعت بشكل كلي مع التوصيف القديم الذي يصنف المنتخبات إلى كبرى أو مرشحة وأخرى مغمورة"، مؤكدة أن المرشح الحقيقي "تفرزه أجواء البطولة وليس الترشيح".
وعلى الرغم من صعوبة الأجواء التي تقام فيها دورة الكوت ديفوار بسبب درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، شهد دور المجموعات تسجيل 89 هدفا خلال 36 مباراة بمعدل 2.4 هدفا في المباراة الواحدة؛ وعرفت الجولة الأولى تسجيل 27 هدفا، فيما سجل 38 هدفا في الجولة الثانية، و24 في الأخيرة.
The #TotalEnergiesAFCON2023 group stage final standings are ????!
Starting from Group A ➡️ Group D pic.twitter.com/6uIsRPABLE
بدوره، يؤكد المحلل الرياضي التونسي، زهير ورد، أن دور المجموعات "كان الأفضل قياسا بكل النسخ الماضية، وشديد الإثارة باعتبار أن منتخبين فقط تأهلا بعد أول جولتين، كما تميز بالنزعة الهجومية الصريحة حيث غاب التعادل السلبي عن كل المواجهات باستثناء مباراتين فقط".
ويوضح ورد في حديث لموقع "الحرة"، أن معظم المباريات كانت شديدة التنافس والنتائج حسمت في الوقت البديل في عديد المناسبات، وهذا يؤكد التقارب في المستوى بين الفرق، مشيرا إلى أن هذا الدور "كشف عن التغييرات الكبيرة التي تعرفها كرة القدم الأفريقية في السنوات الأخيرة ولكن هذه النسخة أكدت الثورة الكورية في القارة".
ويكشف ورد، أن النتائج المحققة "تثبت أن المنتخبات التقليدية تتراجع في غياب النجوم من الصف الأول مثل الكاميرون وساحل العاج ونيجيريا، مؤكدا أن "السنوات القادمة ستعرف بروز قوى كروية جديدة على مستوى القارة".
مفاجآت "المنتخبات المغمورة"وسرق منتخب غينيا الاستوائية، الأضواء في دور المجموعات متقدما على العملاقين النيجيري والعاجي، وينتظر أن يواجه نظيره الغيني، الأحد، في أبيدجان، آمِلا في نيل ورقة الترشح للدور الربع.
كما حقق منتخب الرأس الأخضر مشوارا رائعا، بتصدر مجموعة تضم مصر حامل اللقب سبع مرات وغانا الجريحة، ويواجه منتخب "القروش الزرقاء"، الاثنين، موريتانيا، المنتشية بتأهلها الأول في ثالث مشاركاتها بعد فوزها اللافت على الجزائر.
وحقق المنتخب الناميبي إنجازا تاريخيا، بعد أن استطاع خطف التأهل إلى دور الثمن، لأول مرة منذ أولى مشاركة لها في عام 1998، وينتظر أن يواجه، السبت، أنغولا، التي حققت بدورها المفاجأة بعد تصدرها المجموعة الرابعة التي ضمت كل من بوركينا فاسو والجزائر وموريتانيا.
في هذا السياق، يقول المحلل الرياضي المصري، كريم سعيد، أن أغلب الفرق الكبرى، باستثناء السنغال والمغرب، واجهت صعوبات في مباريات الدور الأول بالنظر لقوة المنافسة والتي أظهرت تطور بعض المنتخبات الأفريقية، التي كانت حتى سنوات قليلة تعد مغمورة.
وفي أقوى مفاجآت البطولة، لم ينجح المنتخب الجزائري المتوج بنسخة عام 2019 في تحقيق التأهل للدور الثاني للمرة الثانية تواليا، وأقصي بخسارته أمام نظيره الموريتاني في مباراة قدم فيها "المرابطون" أداء قويا أهلهم للمرة الأولى إلى دور خروج المغلوب.
If we had to describe the group-stage in pictures.. ????
This passion is only found at #TotalEnergiesAFCON2023 ???? pic.twitter.com/gxsYsZexij
وأثار المستوى الذي ظهرت به "ثعالب الصحراء" في الكوت ديفوار خيبة واسعة بالشارع الرياضي الجزائري الذي كان يمنّي النفس، في أن يقود المدرب جمال بلماضي، كتيبته لإحراز اللقب الأفريقي الثالث.
في هذا الجانب، يقول الصحفي الجزائري، توفيق بوفليح، أن المنتخب الجزائري، كان في رحلة نهاية جيل أراد المدرب جمال بلماضي، أن يمنحهم فرصة أخيرة للتعويض عن خيبتي النسخة السابقة وعدم التأهل لمونديال 2022، لكنه "أخفق في اختياراته ويتحمل المسؤولية كاملة".
ويضيف الصحفي الجزائري، في تصريح لموقع "الحرة"، أنه كان واضحا في أداء المنتخب الجزائري "انعدام الحلول التكتيكية وفشل بلماضي، الذي أصر على الاستمرار مع المنتخب بعد نكستي 2022، وهذا كان خطأً كلفنا اليوم نكسة أخرى".
وفي أعقاب الخسارة أمام موريتانيا والإقصاء، أعلن رئيس الاتحاد الجزائري، وليد صادي، رحيل بلماضي عبر "اتفاق ودي"، بعد أشهر قليلة من تمديد عقده مع المنتخب إلى غاية 2026.
وبعد إعلان رحيل بلماضي بنحو ساعة، أعلن مدرب تونس، جلال القادري، استقالته من منصبه عقب خروج المنتخب من الدور الأول، متذيلا مجموعته دون تحقيق ي فوز، مكتفيا بتسجيل هدف يتيم في ثلاث مباريات.
وعقب تعادل "نسور قرطاج" أمام جنوب إفريقيا من دون أهداف وتوديعهم المسابقة، قال القادري "قراري نهائي. عقدي يتضمن أن أصل لنصف النهائي ولأننا لم نحقق ذلك، فإن العقد انتهى"، حسبما نقلت فرانس برس.
وجاء أداء تونس محبطا للغاية خلافا لأدائها قبل 13 شهرا عندما فازت على فرنسا وصيفة بطلة كأس العالم 1-0 في قطر، عندما لعب الفرنسيون بتشكيلة احتياطية لضمان تأهلهم.
في هذا الجانب، يقول الصحفي التونسي ورد، أن مشاركة منتخب بلاده كانت "كارثية وخسارته أمام ناميبيا غير مقبولة".
ويعتبر ورد، أن "نسور قرطاج يدفعون ثمن توتر الأجواء في محيطهم والضغط الرهيب ولكن أيضا غياب المواهب وبشكل أساسي في الهجوم".
أمل المنتخبات العربيةويرتقب أن يكون متابعو الكرة الأفريقية، بدءا من السبت، أمام مواجهات قوية بدور ثمن النهائي، حيث تصطدم حاملة اللقب السنغال بالمنتخب الإيفواري المضيف والذي نجح في التأهل من الدور الأول بـ"معجزة"، حيث حقق ثلاث نقاط فقط من مبارياته الثلاث.
وفي قمة أفريقية حارقة أخرى، تواجه الكاميرون حاملة اللقب خمس مرات، نسور نيجيريا المتوجة في ثلاث مناسبات، والطامحة إلى استعادة اللقب الذي توجوا به آخر مرة في عام 2013.
????????’???? ???????????? ???????????? ???????????????????????????? ???????????? ????????????????????????. ????✨#TotalEnergiesAFCON2023 pic.twitter.com/AvCrYtL7oT
— CAF (@CAF_Online) January 24, 2024أما بالنسبة للمنتخبات العربية، فيرتقب أن تواجه موريتانيا المحتفلة بالتأهل التاريخي، منتخب "الرأس الأخضر" الذي ظهر بمستوى قوي في المجموعات، يوم الاثنين المقبل.
تعليقا على الظهور المميز لـ"المرابطين"، يقول بوفليح، إنه بالرغم من أن أداء المنتخب الموريتاني يبدو مفاجئا للكثيرين، فإن متتبعي الكرة الأفريقية يعرفون أنه منتخب "ولد كبيرا وتمكن من المشاركة والتواجد في النسخ الثلاث الأخيرة".
ويعتبر بوفليح أن التعاقد مع المدرب أمير عبدو "مكنهم من حسم التأهل لدور الثمن النهائي وعلى حساب من على حساب بطل 2019"، مما يؤكد أن هناك "عملا كبيرا داخل هذا المنتخب"، متوقعا "أن يواصل صنع المفاجأة خاصة ولأنه صلب دفاعيا وخطير في الهجمات المعاكسة".
وإثر تأهله الصعب، بعد تحقيقه بثلاثة تعادلات وخسارة نجم ليفربول الإنكليزي محمد صلاح لإصابته بفخذه، يواجه المنتخب الأكثر تتويجا قاريا، نظيره الكونغولي، الأحد في سان بيدرو.
تعليقا على الأداء الذي قدمه "الفراعنة"، يقول المحلل المصري، كريم سعيد، إن منتخب بلاده "ظهر حتى الآن مفككا للغاية"، موضحا أن "المشاكل الخارجية تضربه من كل جانب"، إضافة إلى "بروز مشاكل فنية واضحة داخل الملعب".
وبعد التأهل الذي جاء "من رحم المعاناة" على حد تعبير سعيد، يقول إن "الجميع في مصر يمنون أنفسهم بأن يتغير شكل الفريق بداية من دور الـ16"، متوقعا وصول رفاق محمود تريزيغيه إلى الدور قبل النهائي.
ونجح المنتخب المغربي، رابع كأس العالم، في إحراز التأهل متصدرا المجموعة السادسة، بعد فوزه في المباراة الأخيرة أمام زامبيا بهدف من توقيع حكيم زياش، بعد تعادل صعب أمام الكونغو وفوز عريض على تنزانيا بثلاثية نظيفة.
وظهر "أسود الأطلس" بمستوى متذبذب في المبارتين الأخيرتين اللتين خاضهما بالدور الأول، بحسب الصحفي الرياضي المغربي الكاوزي، الذي أشار إلى أن "المنتخب المغربي الذي انتظره الجميع لم يظهر كما توقعناه، في ظل غياب واضح للفعالية، وابتعاد أسماء مفتاح عن المستوى المأمول منها"، غير أنه يشير إلى أن، "نقطة الضوء الوحيدة تبقى خط الدفاع الذي لم يتلق سوى هدف واحد في مبارياته الثلاث".
ويطمح المغاربة إلى كسر مسلسل سوء النتائج الذي يلاحقه في أدوار خروج المغلوب بالبطولة الأفريقية الأغلى، وتحقيق اللقب الغائب عن خزائنه من عام 1976.
وبعد التأهل للدور الثاني لمواجهة جنوب أفريقيا، الثلاثاء، يقول الكاوزي: "الآن تبدأ مسابقة أخرى أتوقع أنها ستلغي نتائج المجموعات وسيكون للتجربة والواقعية أثرها على النتائج"، مؤكدا أن على المدرب وليد الركراكي تصحيح الأخطاء التي ظهرت في المباريات السابقة من أجل الذهاب بعيدا في المنافسة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المنتخب الجزائری الدور الأول
إقرأ أيضاً:
تواصل تدريبات منتخب ناشئي اليد استعدادا لمونديال الشاطئية بتونس
عمان: تتواصل تدريبات منتخبنا الوطني للناشئين لكرة اليد الشاطئية بالملعب الرملي بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر وذلك في إطار برنامج إعداده للمشاركة في نهائيات كأس العالم لكرة اليد الشاطئية التي ستقام على شاطئ مامايا بمدينة الحمامات التونسية خلال الفترة من 17 إلى 22 يونيو القادم، ويتدرب المنتخب خلال هذه الفترة بواقع ثلاثة أيام من كل أسبوع، تبدأ من يوم الأربعاء حتى يوم الجمعة نظرا لارتباط معظم اللاعبين المختارين بدراستهم المدرسية، وعقب نهاية امتحانات الفترة الدراسية الثانية، سيدخل منتخبنا معسكرا داخليا مغلقا يتم خلاله تكثيف الحصص التدريبية التي ستكون على فترتين صباحية ومسائية، كما يكثف حاليا اتحاد اليد اتصالاته من أجل تأمين معسكر خارجي للمنتخب يسبق البطولة يخوض خلاله عددا من التجارب الودية.
واختار المدرب الوطني جابر البلوشي ومساعده عارف البلوشي 13 لاعبا للدخول في تدريبات المنتخب، ويشرف على التدريبات المدرب الوطني حمود الحسني مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد الشاطئية واللاعبون المختارون للمعسكر الداخلي هم: وليد بن ناصر البلوشي والخطاب بن نصر الحسني ومحمد بن بدر الحسني ولؤي بن علي السليماني ويزن بن محمد البريكي وعبدالعزيز بن عبدالله المعمري وراشد بن ناصر الدغيشي وماجد بن عبدالسلام الغيلاني وسالم بن فلاح العلوي وسالم بن عبدالله العلوي وعبدالله بن سعود الرزيقي وسالم بن خالد العريمي وعماد بن محمد الغيلاني.
وحرص الاتحاد العماني لكرة اليد على مشاركة منتخبنا في هذه البطولة بعد المشاركة في البطولة الآسيوية الثالثة لكرة اليد الشاطئية للرجال والفتيات تحت 17 سنة التي استضافتها العاصمة التايلاندية بانكوك في شهر أكتوبر الماضي بمشاركة 7 منتخبات، حيث احتل منتخبنا المركز الرابع في البطولة بعد تتويج المنتخب الإيراني باللقب، والمنتخب التايلاندي بالمركز الثاني، والمنتخب القطري في المركز الثالث، وجاءت مشاركة منتخبنا في البطولة بترشيح من قبل الاتحاد الآسيوي بعد اعتذار المنتخب القطري للناشئين عن المشاركة، ويسعى الاتحاد إلى تكوين جيل جديد من اللاعبين المجيدين للعبة من أجل إكمال مشوار منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد الشاطئية بطل الخليج والبطولة الآسيوية في الاستحقاقات القادمة.
من جانب آخر أعلن الاتحاد الدولي لكرة اليد وبالتنسيق مع اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم لكرة اليد الشاطئية بتونس عن جدول مباريات البطولة التي تشهد مشاركة 32 فريقا للرجال والفتيات، حيث سيلعب منتخبنا في المجموعة الأولى بجوار منتخبات إيران وإسبانيا وبورتوريكو، وسيفتتح منتخبنا مشواره في البطولة أمام المنتخب الإيراني الحاصل على الميدالية البرونزية في نسخة 2022 وذلك يوم 17 يونيو القادم، ثم سيلعب مباراتين في اليوم الثاني للبطولة يوم 18 يونيو المقبل حيث ستكون المباراة الأولى أمام منتخب إسبانيا بطل نسخة 2017م وفي المباراة الثانية سيلاقي منتخب بورتوريكو الوافد الجديد للبطولة.
وينص نظام البطولة بأن تلعب جميع المنتخبات في الدور الأول مباراة واحدة في اليوم الأول ومباراتين في اليوم الثاني يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور الثاني الذي يلعب بنظام خروج المغلوب من مباراة واحد، لتلعب بعد ذلك الفرق التي لم تتأهل مباريات تحديد المراكز، أما المجموعات الثلاث الأخرى المشاركة في المونديال فتتكون من المجموعة الثانية التي تضم منتخبات المجر وألمانيا وتنزانيا وكينيا، بينما تضم المجموعة الثالثة تونس الدولة المستضيفة وتايلاند والمكسيك وجزر كوك، أما المجموعة الرابعة فتضم الأرجنتين والبرازيل وأوروجواي والسنغال.
وتعد هذه البطولة الثالثة في تاريخ البطولة والمرة الثانية التي تُقام في أفريقيا بعد انطلاقتها الأولى عام 2017 في موريشيوس، حيث تُوّج بلقب الرجال المنتخب الإسباني والمجر في فئة النساء، بينما أقيمت النسخة الثانية في اليونان عام 2022 حيث تُوّج بلقب الرجال منتخب كرواتيا وإسبانيا للنساء.