كيف تبدأ مشروع مقهى صغير بتكاليف منخفضة جداً؟
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
هناك مزايا جمة تنطوي عليها فكرة إطلاق مشروع مقهى صغير ناجح ومُربح؛ منها: إمكانية البدء برأس مال صغير والحصول على عائد مرتفع وتعزيز الروابط المجتمعية، إضافة إلى توفير جو مريح ومنعش لأفراد مجتمعك.
تُعتبر صناعة الأغذية والمشروبات من الصناعات الناجحة والمربحة في العالم، ومن بين الخيارات المتاحة لمن يريد العمل في هذه الصناعة يُعتبر مشروع مقهى صغير خيارًا جيدًا.
بحسب رواد الأعمال الناجحين في هذه الصناعة يُمكن لمشروع المقهى الصغير تحقيق عوائد مرتفعة، خاصة إذا تم تقديم خدمات عالية الجودة الترويج للمشروع بشكلٍ جيد، ويُمكن أن يتم تحديد أسعار المنتجات بما يناسب الميزانية والأسعار المتوسطة في المنطقة المحيطة بالمشروع.
أضف إلى ذلك أن هذا المشروع يُمكن أن يُساهم في تعزيز الروابط المجتمعية، كما يمكن تنظيم فعاليات وأنشطة مجتمعية داخل المقهى؛ ما يجعله مركزًا للتواصل والتفاعل بين المجتمع.
كيف تؤسس مشروع مقهى صغير؟
حسب آخر الإحصائيات من المتوقع أن ينمو سوق المقاهي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمعدل 12% خلال السنوات الخمس المقبلة؛ حيث تصل قيمة سوق المقاهي حاليًا إلى نحو 17 مليار دولار أمريكي.
ويُعتبر السوق السعودي هو أكبر سوق للمقاهي في المنطقة؛ حيث بلغ حجمه 4 مليارات دولار في عام 2019، ومن المتوقع أن تتضاعف قيمته خلال السنوات الخمس المقبلة لتصل إلى حوالي 6.4 مليار دولار.
بشكلٍ عام تُشير مُعظم الدراسات إلى أن التفكير والتخطيط الجيد يعتبران عاملين أساسيين لنجاح مشروع المقهى، بالإضافة إلى الابتكار والتفكير المبتكر وتقديم خدمة عالية الجودة ومنتجات مميزة.
علاوة على ذلك يجب التركيز على تحقيق رضا العملاء وتوفير بيئة مريحة وجذابة لهم، بالإضافة إلى فهم المنافسة في السوق والبحث عن فرص جديدة للنمو.
• كيف تؤسس مشروع مقهى صغير ناجحًا؟
هناك العديد من الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها لتأسيس مشروع مقهى صغير وناجح، أهمها كالتالي:
• وضع الخطة التجارية
أولى الخطوات التي يجب عليك اتباعها لإطلاق مشروع مقهى صغير هي وضع الخطة التجارية؛ حيث من الضروري أن تحدد الهدف الرئيسي للمشروع وعوامل تحقيق هذا الهدف، كما يجب أن تُحدد أيضًا الميزانية التي تملكها لتأسيس المشروع وتشغيله، وكذلك تحديد المنافسين المحتملين والعوائق التي يجب تجاوزها.
• اختيار الموقع المناسب
بطبيعة الحال تختلف أماكن المقاهي عن بعضها البعض؛ إذ يجب عليك اختيار الموقع المناسب لمشروعك، وتحديد المنطقة التي تريد الاستثمار فيها والتي يتوفر فيها عدد كبير من الزبائن المحتملين.
بالإضافة إلى ذلك تأكد من أن الموقع الذي تختاره يتوفر فيه المساحة الكافية لإنشاء المشروع وموقف للسيارات.
• تجهيز المكان
تتطلب عملية تأسيس مشروع مقهى صغير تجهيز المكان بأثاث مريح ومناسب للزبائن، وكذلك تجهيز المطبخ بكل ما يحتاجه العاملون لإعداد المشروبات الساخنة والباردة.
• الحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة
يُعتبر الحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة واحدة من الخطوات الرئيسية التي يجب وضعها في الاعتبار عندما يتعلق الأمر بإطلاق مشروع مقهى صغير، وذلك من الجهات المختصة قبل بدء تشغيل المشروع؛ لتجنب أي مشاكل قانونية في المستقبل.
• توفير المواد اللازمة
من الضروري توفير المواد اللازمة لتشغيل المشروع؛ حيث يجب عليك شراء المواد الغذائية والمشروبات والأدوات اللازمة لإعداد الوجبات وتقديمها للزبائن.
• الترويج للمشروع
لا شك أنه من الضروري الترويج للمشروع لجذب المزيد من العملاء. يُمكنك استخدام منصات التواصل الاجتماعي والإعلانات المطبوعة والإعلانات عبر الإنترنت للترويج للمشروع. على أن تكون الإعلانات موجهة بشكلٍ جيد للجمهور المستهدف.
• توظيف العاملين
تأتي عملية توظيف العاملين ضمن الخطوات الرئيسية لبدء العمل في مشروع المقهى الخاص بك؛ إذ يجب عليك التأكد من أن لديك فريق عمل مؤهل ومدرب بشكلٍ جيد لتقديم خدمة عالية الجودة للزبائن.
• إدارة المشروع بشكل فعال
يجب عليك إدارة المشروع بشكل فعال لضمان نجاحه. تأكد من أن لديك نظامًا جيدًا لإدارة المخزون والموظفين والحسابات المالية.
كذلك تأكد من أن العملاء يحصلون على خدمة عالية الجودة والمشروع يعمل بأقصى كفاءة ممكنة.
• التطوير المستمر
إذا كنت تتطلع إلى بدء مشروعك الأول في قطاع المقاهي فيجب عليك تطوير المشروع باستمرار، كما يتطلب الأمر أيضًا التأكد من أن لديك خطة لتطوير المشروع وتحديثه بشكل منتظم؛ للحفاظ على جذب الزبائن وتلبية احتياجاتهم المتغيرة.
في نهاية المطاف يُمكن القول إن تأسيس مشروع مقهى صغير يتطلب الكثير من العمل والتخطيط. يجب عليك العمل بجد لضمان نجاح المشروع وتلبية احتياجات الزبائن بشكل جيد.
إذا اتبعت الخطوات الأساسية السابقة يمكنك بناء مشروع مقهى صغير ناجح ومربح.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: عالیة الجودة التی یجب یجب علیک
إقرأ أيضاً:
مشروع تطوير ميبام .. نموذج للسياحة المستدامة في القرى الجبلية
تشهد قرية "ميبام" الجبلية التابعة لنيابة طيوي، انطلاقة جديدة نحو تطوير شامل ومستدام، بدعم من الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، وتديره أكاديمية الابتكار الصناعي، وذلك في إطار جهود المسؤولية الاجتماعية لتعزيز التنمية المحلية وتمكين المجتمعات الريفية.
وتقع القرية على بُعد 11 كيلومترًا من مدخل الوادي إلى الداخل، متميزة بطبيعتها الخلابة، وشلالاتها الجميلة، والبرك الطبيعية، ومزارع على ارتفاعات مختلفة، وقد اكتسبت "ميبام" شهرة واسعة خلال السنوات السبع الماضية، خاصة مع تنامي سياحة المغامرات في سلطنة عُمان منذ عام 2017، وبشكل أكبر عندما توجّه المواطنون والمقيمون خلال جائحة كورونا إلى السياحة الداخلية، ليكتشفوا جمال هذه القرية.
إلا أن هذه الشهرة جاءت بتحديات، فقد استقبلت القرية أعدادًا متزايدة من الزوار بشكل عشوائي وغير منظم، ما أثار قلق الأهالي بسبب غياب الخدمات الأساسية، والبقالة والمرافق العامة، وازدحام السيارات في مداخل القرية الضيقة، وظهور ممارسات غير منسجمة مع العادات المحلية، خصوصًا من بعض الزوار الأجانب.
ولتجاوز هذه التحديات، أشارت ريان الكلبانية، مستشارة بيئية متعاونة مع الأكاديمية، إلى أن المشروع جاء ليشكّل نموذجًا للسياحة المستدامة في القرى الجبلية، بهدف تقليل الأثر البيئي، وتوفير دخل اقتصادي مستدام للمجتمع المحلي، وتعزيز المهارات والفرص الريادية لدى السكان.
وأوضحت الكلبانية أن المرحلة الأولى من المشروع تركز على إنشاء "مركز زوار متعدد الاستخدامات" عند مدخل قرية "ميبام"، على مساحة تبلغ حوالي 10 آلاف متر مربع، بحيث يستوعب استقبال 200 شخص يوميًا بطريقة منظمة ومتحكم فيها، لأن المواقف ستكون محدودة، وسيهدف المركز إلى تعريف الزوار بالقرية وتوجيههم إلى ضرورة ارتداء الملابس المحتشمة مراعاة لخصوصية القرية، بالإضافة إلى إرشادات الأمن والسلامة، كما سيسهم المركز في تنظيم حركة السياح ومنع الاكتظاظ داخل القرية، من خلال توفير مواقف سيارات كافية، وسيوفر المرافق الأساسية مثل دورات مياه، وغرف للصلاة، ومرافق استحمام للزوار بعد ممارسة أنشطة المغامرة، ناهيك عن وجود بقالة ومقهى تديرهما أسر من سكان القرية لتوفير دخل مباشر لهم.
وأكدت الكلبانية أن المشروع سيتضمن جانبًا مهمًا لدعم النساء وربّات المنازل من خلال تدريبهن على إنتاج وتغليف الأطعمة المحلية بطريقة صحية وصديقة للبيئة، ما يُعزّز مفهوم الأسر المنتجة ورفع مستوى دخل أسر القرية، مما سيوفر تجربة ثقافية متكاملة لدى السائح، موضحة أن المشروع لم يغفل عن الجانب الترفيهي والرياضي لأهالي القرية، فسيتم إنشاء ملعب كرة قدم صغير وحديقة منسجمة مع البيئة الجبلية، تعتمد على نباتات عُمانية بقدر المستطاع التي لا تحتاج إلى صيانة أو مياه كثيرة، وذلك داخل حدود المركز.
وأوضحت الكلبانية أن التصميم المعماري للمشروع راعى طبوغرافية المنطقة الجبلية، مع استخدام مواد وتقنيات صديقة للبيئة، كتركيب الألواح الشمسية التي ستُقلل من الاعتماد على استخدام الكهرباء، كما سيحافظ التصميم على هوية المكان تكاملًا مع المنظومة الطبيعية المحيطة.
وفي إطار الجهود الترويجية والتنظيمية، أكّد فهد الكعبي، مهندس بالشركة، أن تدشين موقع إلكتروني وتطبيق ذكي خاص بقرية "ميبام"، يهدف إلى تعزيز تجربة الزوار، من خلال تعريفهم بالقرية، وأخبار القرية، وتنظيم حجوزات الأنشطة السياحية، وتوفير معلومات شاملة عن خدمات الضيافة، والشركات السياحية، والمبادرات المحلية، كما يسمح التطبيق لأصحاب الشركات الصغيرة بالتسجيل والمشاركة في تقديم الخدمات والأنشطة داخل القرية، مما يفتح آفاقًا أوسع لريادة الأعمال المحلية، مشيرًا إلى أن التطبيق سيُتيح مستقبلًا خاصية عرض المناقصات والفرص الاستثمارية، مما يُعزز من إشراك القطاع الخاص في تنمية القرية، وقد تم حتى الآن تسجيل نحو 7 شركات محلية من "ميبام" لتقديم خدمات المغامرات والضيافة، ومن المتوقع أن يرتفع العدد خلال قادم الوقت وبعد هذا التدشين، موضحًا أن المشروع يُعد مثالًا عمليًا على كيفية توظيف الشراكات بين القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع لتعزيز السياحة المستدامة، وتحويل التحديات إلى فرص تنموية واقتصادية.
وعن طريقة تنظيم الزوار، أكد الكعبي أن تتبّع دخول الزوار وخروجهم من القرية سيتم عبر بيانات التسجيل الإلكتروني من خلال الموقع والتطبيق، موضحًا أن هذه المنصة ستوفر قاعدة بيانات دقيقة تحتوي على معلومات وإحصائيات حول أعداد المسجلين والمستفيدين، بالإضافة إلى دور الشركة الأهلية التي يُجرى العمل على تأسيسها، التي ستأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب التنظيمية، موضحًا أن من بين مهام هذه الشركة مستقبلًا أن توفر خدمات نقل للزوار، بحيث لا يكون من الضروري أن يدخل الزائر بنفسه إلى داخل القرية، بل تتولى الشركة نقله من نقطة الجسر إلى داخل الموقع ثم إعادته، مما يسهم في تنظيم العملية بشكل أفضل وتوفير إحصائيات أدق تعود بالنفع على المشروع والمجتمع المحلي.
وأضاف الكعبي: إن المشروع ينقسم إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى تتمثل في إنشاء مبنى الزوار، والمرحلة الثانية تتعلق بتطوير القرية، فيما تركز المرحلة الثالثة على جذب المستثمرين، وبيّن أن الإحصائيات المستخرجة من المنصة ستُستخدم لإقناع المستثمرين من خلال عرض أرقام دقيقة حول عدد الزوار اليومي والمستفيدين من المنصة.
ومع تدشين الموقع الإلكتروني والتطبيق الذكي، والاستعداد لتجهيز المركز الجديد والموقع، تستعد "ميبام" للدخول في مرحلة جديدة من الازدهار المنظم، لتكون مثالًا لنجاح السياحة المستدامة في القرى العُمانية.