لجريدة عمان:
2025-12-10@18:49:23 GMT

الحلفاء يطالبون بموقف واضح من إدارة بايدن

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

أمريكا وسياستها التجارية -

السياسة التجارية هي المجال الحاسم الذي يواجه فيه جو بايدن تحدي التوفيق بين مصالح العمال الأمريكيين من جهة وحلفاء الولايات المتحدة من جهة أخرى. وهؤلاء يشكلون "جماعتيْ المصلحة" المفضَّلتين لديه.

لننظر فيما صرحّت به مؤخرا لايل برينارد كبيرة المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي حول عرض شركة الصلب اليابانية العملاقة "نيبون ستيل" لشراء شركة الصلب الأمريكية "يو إس ستيل.

" ففي حين يرحب بايدن بمقدَم الصناعيين من حول العالم لبناء مستقبلهم في أمريكا بالوظائف الأمريكية والعمالة الأمريكية تحدثت برينارد عن بايدن قائلة: هو يعتقد أيضا أن شراء هذه الشركة الأيقونة "الرمز" التي تملكها أمريكا بواسطة كيان أجنبي -حتى إذا كان هذا الكيان من بلد حليف- يبدو بحاجة إلى إخضاعه لتدقيق جاد حول تأثيره المحتمل على الأمن القومي وموثوقية سلسلة التوريد." ترجمة أو معنى قولها هذا كالتالي: نعم. لقد أبلغنا الحلفاء كاليابان بأننا نريد أن نقرِّبهم فيما نحن نحاول فك الارتباط مع الصين في مجالات استراتيجية كصناعة الصلب والرقائق الإلكترونية والسيارات الكهربائية وغير ذلك. لكننا لا نزال نشعر بالقلق من أنهم -أي الحلفاء- سيتعاملون مع الصين ويفضّلون إنتاجهم المحلي الخاص في وقت الضيق أو ينقلون وظائف صناعة الصلب إلى ولايات متدنية الرواتب وتطبق قوانين "الحق في العمل" بحيث يصعب فيها تكوين النقابات العمالية. وهذا يجعل الرئيس يبدو خيارًا سيئًا "للناخبين" حين يكون دونالد ترامب على وشك بدء حملته الانتخابية استنادًا إلى سياسة "أمريكا أولا" التجارية المتشددة. هذه مخاوف مشروعة. ففي مقابلة على قناة "فوكس نيوز" شجب الصفقة روبرت لايتهايزر الممثل التجاري السابق للولايات المتحدة في عهد إدارة ترامب والذي من المحتمل أن يتولى هذا المنصب مرة أخرى إذا أعيد انتخابه. لقد سبق أن نجح لايتهايزر في الضغط على اليابان للحد من صادرات الصلب والسيارات والسلع الأخرى حين كان نائبا لوزير التجارة في إدارة ريجان. وهو الآن يعبر عن فكرة يتفق حولها عديدون في اليسار والمنظمات العمالية. فثمة تباين متجذر بين سياسة حرية التجارة الحرة "سياسة دعه يعمل" والتي تفترض فرصا متساوية وتنافسا نزيها بدون دعم حكومي أو مصالح أمن وطني وبين اقتصادات تديرها الدول وتفترض عكس ذلك.

اقتصاد اليابان على خلاف الصين لا تديره الدولة. لكنه من بعض النواحي يشكل تحديا أكثر تعقيدا للمسؤولين عن الإجراءات التنظيمية في لجنة الاستثمار الأجنبي بالولايات المتحدة والذين سيدرسون صفقة نيبون.

اليابان حليف، لكن شركة نيبون مثلها مثل شركات عديدة في البلدان الحليفة للولايات المتحدة لديها عمليات لفروعها في الصين. وهذ يثير تساؤلا حول المدى الذي ينبغي أن يتقيد به الحلفاء بالسياسة الداخلية لواشنطن تجاه الصين لممارسة الأعمال بالولايات المتحدة في القطاعات الاستراتيجية. ما هو أكثر من ذلك في حين تتبنى اليابان ظاهريا اقتصاد حرية السوق إلا أن نظام "كيريتسو" الياباني الذي يتسم بتداخل ملكية أسهم الشركات وعلاقات الأعمال وينحو إلى تفضيل الشركات المحلية يشكل تحديا. (حسب هارفارد بيزنس ريفيو كلمة كيريتسو مصطلح ياباني يشير إلى شبكة من الشركات المختلفة التي تعمل في مجالات متمايزة ومكملة لبعضها البعض كشركات الصناعة والتوريد والتوزيع والمؤسسات المالية. وتتميز الشبكة بملكية الأسهم المتبادلة حيث تمتلك العديد من الشركات أسهما في الشركات الأخرى- المترجم) الإدارة الأمريكية الحالية ملتزمة بموجب أحكام المادة 232 من قانون التوسع التجاري بزيادة إنتاج الصلب المحلي في الأجل الطويل. هل يمكن حقا ضمان قيام شركة متعددة الجنسية في آسيا بذلك؟ فإذا كانت هنالك على سبيل المثال كارثة طبيعية أو حرب عطلت سلاسل التوريد العالمية ماهي الجهة التي ستكون لها الأفضلية في الحصول على إنتاج شركة نيبون من الصلب داخل الولايات المتحدة؟ هل هي اليابان أم أمريكا؟

هذه الأسئلة يمكن بالطبع التعامل معها بحنكة عبر اتفاقيات قانونية في حال تم السماح باندماج الشركتين نيبون ستيل اليابانية ويو إس ستيل الأمريكية. لكن هنالك قضية أعمق على المحك. فما السياسة التجارية لإدارة بايدن بالضبط؟ وكيف تختلف عما يمكن أن تكون عليه سياسة ترامب التجارية إذا أعيد انتخابه في نوفمبر القادم؟

يريد حلفاء أمريكا أن يعرفوا ذلك. ويمكن التماس العذر لهم إذا شعروا أنهم يتلقُّون رسائل متناقضة حول ذلك. فمن المفترض أن يشمل نقل الصناعة الأمريكية إلى الأصدقاء دولًا صديقة كاليابان مثلا. لكن عندما يتعلق الأمر بالصناعات الاستراتيجية البالغة الأهمية مثل الصلب ربما تلك ليست هي الحال. أو ربما يمكن أن تكون تلك هي الحال إذا تعهدت الشركة المعنية بتشغيل العمال المنظمين نقابيا وعدم العمل في الصين.

من يعلم! وتلك هي المسألة هنا. فالعالم يحتاج بشدة إلى المزيد من الوضوح من جانب الولايات المتحدة حول التجارة. لماذا لم يأت هذا التوضيح حتى الآن؟ أحد أسباب تلك الاختلافات في الطريقة التي يتصور بها المسؤولون عالمَ فك الارتباط (بين اقتصاد الولايات المتحدة والصين).

يتلهف البعض في قطاعي التجارة والأمن إلى عقد صفقات تجارية جديدة مع الحلفاء لمواجهة نفوذ الصين الاقتصادي خصوصا في آسيا. وآخرون مثل الممثلة التجارية للولايات المتحدة كاثرين تاي يدافعون عن نموذج تجارة ما بعد كولونيالي "تجارة مرحلة ما بعد الاستعمار" يرتكز على مقاربة مشتركة بين الدول تجاه العمل والبيئة. تقرُّ هذه الاستراتيجية بأن نظام السوق الحالي ببساطة لا يمنح العمل والبيئة الأولوية والمؤسسات من شاكلة منظمة التجارة الدولية ليس الغرض من إنشائها أن تفعل ذلك.

أنا أتفق مع ذلك على الرغم من أن بعض الحلفاء كالاتحاد الأوروبي لا يوافقون عليه. كما يمكنني أيضا المحاجَّة بأن البيت الأبيض لن يكون قادرا على إقناع باقي العالم بهذه المقاربة ما لم يوضح بجلاء أكثر وبالتفصيل الكيفية التي تختلف بها سياسات بايدن التجارية عن سياسات ترامب ولماذا هي أفضل من السياسات الأخرى. هنالك حجة قوية يمكن الدفع بها. مثلا القول بأن نظام دعم الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة يمكن أن يخدم بشكل أفضل بلدان جنوب العالم مقارنة بآلية الاتحاد الأوروبي لتعديل ضريبة الكربون الحدودية خصوصا إذا عُرِض نقلُ التكنولوجيا من الولايات المتحدة في مقابل ضمان أمن سلاسل التوريد والموارد. ويبدو أن بعض البلدان الصاعدة اقتنعت بمقاربة إدارة بايدن حول نمو الاقتصاد من أسفل إلى أعلى ومن الوسط إلى الخارج لدعم العاملين من خلال السياسة الاقتصادية. (تشير عبارة من أسفل إلى أعلى في هذه المقاربة إلى السياسات التي تخص بالأولوية مساعدة من يقبعون في أسفل السلم الاقتصادي كأصحاب الأجور الضعيفة من الأفراد والعائلات فيما تركز عبارة من الوسط إلى الخارج أو الأطراف على تقوية الطبقة الوسطى - المترجم.)

دافع نائب الوزير الماليزي للاستثمار والتجارة عن وجهة النظر هذه في مدونة على منصة "لينكد أن" قبل شهور قليلة جاء فيها أن مقاربة كاثرين تاي تنطوي على إمكانية إنهاء "السباق نحو القاع" خلال الأربعين عاما الماضية. (تقصد الكاتبة الفترة التي تنافست فيها البلدان والشركات في خفض معايير العمل والضوابط البيئية وقواعد الحماية الاجتماعية لجذب الاستثمار.) لدى ما بعد الليبراليين الجدد " أنصار ما بعد الليبرالية الجديدة" في الإدارة الأمريكية حجة جيدة. لكنهم لم يطرحوها بشكل جيد حتى الآن. يجب السماح لهم بأن يفعلوا ذلك. لا يمكن لأي أحد أن يهزم مقاربة ترامب "أمريكا أولا." وبايدن بحاجة إلى توضيح مقاربته الخاصة به ولماذا هي أفضل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة ما بعد

إقرأ أيضاً:

أسهم تيسينكروب الألمانية تتراجع مع توقع خسائر كبيرة

تجد "Thyssenkrupp" نفسها منخرطة في عملية إعادة هيكلة، بينما تسعى إلى تعزيز ماليتها في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة والمنافسة منخفضة التكلفة. تراجع سهم "تيسنكروب" مع توقع خسائر كبيرة في السنة المالية الحالية

شهدت الشركة الألمانية "تيسنكروب" هبوطا في سعر سهمها يوم الثلاثاء، إذ توقعت تكبد خسارة كبيرة خلال السنة المالية الجارية. وبحلول حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر بتوقيت فرانكفورت، كانت الأسهم قد تراجعت بنسبة 8.85% بعدما قلصت خسائر أكثر حدة سُجلت في وقت سابق من اليوم. وقالت شركة صناعة الصلب والهندسة إنها تتوقع تدفقا نقديا حرا سلبيا بين 300 و600 مليون يورو في سنتها المالية التي تنتهي في 30 سبتمبر 2026، وذلك قبل احتساب عمليات الاندماج والاستحواذ. كما توقعت الشركة تسجيل خسارة تتراوح بين 400 و800 مليون يورو في السنة المالية الحالية.

قال الدكتور أكسل هامان، المدير المالي لـ"تيسنكروب": "تأخذ توقعاتنا في الحسبان ظروف السوق الصعبة المستمرة، إضافة إلى إجراءات الكفاءة وإعادة الهيكلة في قطاعاتنا". وأضاف: "إن التنفيذ الحازم لبرامج الكفاءة وخفض التكاليف في جميع القطاعات حاسم لتطور أرباحنا". وأشار هامان إلى أن الشركة حققت أهدافها المالية للسنة المنتهية، رغم صعوبة ظروف السوق؛ إذ سجلت تدفقا نقديا حرا إيجابيا قدره 363 مليون يورو، مقارنة بخسارة قدرها 110 ملايين يورو في العام السابق، بينما بلغت المبيعات 32.8 مليار يورو، بما يتماشى مع التوقعات لكنه يعكس انخفاضا سنويا نسبته ستة في المئة.

إعادة هيكلة ووظائف

وفي العام المقبل، تتوقع "تيسنكروب" تكاليف إعادة هيكلة قدرها 350 مليون يورو في إطار مساعيها لتعزيز ربحيتها على المدى الطويل. وفي الأسبوع الماضي، قالت وحدة الصلب التابعة لها إنها ستبدأ تنفيذ تخفيضات في الوظائف بعد التوصل إلى اتفاق طال انتظاره مع النقابات؛ وبموجب الاتفاق ستُلغى 11.000 وظيفة في مصانع الصلب، أي ما يعادل 40% من القوة العاملة هناك، كما سيجري خفض إنتاج الصلب بما يصل إلى 2.8 مليون طن، أي نحو 25%.

صناعة ألمانية في أزمة

أصبحت "تيسنكروب" رمزا لأزمة الصناعة التحويلية الألمانية، التي ضربتها قفزة أسعار الطاقة في أوروبا والمنافسة من شركات آسيوية أقل تكلفة. كما أن ضعف الطلب في السوق، المرتبط بضعف النمو في أوروبا بعد الجائحة، قلّص الهوامش؛ إذ خفّضت شركات صناعة السيارات على وجه الخصوص مشترياتها من الصلب ومكونات السيارات. وبعد أن كانت قوة صناعية كبرى تشمل قطاعات من الهندسة إلى المصاعد والدفاع، باتت الشركة تسعى إلى فصل وحداتها المتعثرة في كيانات مستقلة.

صفقات واستراتيجية

تدرس المجموعة الهندية "جيندال ستيل" حاليا الاستحواذ على وحدة الصلب التابعة لـ"تيسنكروب"، لتحل محل دانيال كريتينسكي، الملياردير التشيكي الذي تراجع عن صفقة محتملة في وقت سابق هذا العام. وكان كريتينسكي قد أعاد حصة قدرها 20% في وحدة الصلب كان اشتراها بالفعل، وتخلى عن خطط لرفع الحصة إلى 50%. وتعد إزالة الكربون أولوية رئيسية لوحدة الصلب، إذ تستثمر "تيسنكروب" بالفعل في أساليب تصنيع منخفضة الانبعاثات. كما نجحت الشركة في وقت سابق هذا العام في طرح قسمها البحري "TKMS" في بورصة فرانكفورت.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • ترامب يدفع ثمن حربه التجارية مع الصين.. هكذا يحاول تقليل الأضرار
  • المستشار الألماني: أوكرانيا وحدها من تقرر شكل التسوية الإقليمية التي تقبل بها
  • سفير أمريكا بأنقرة: ترامب يقترب من حل مشكلة طائرات إف-35 مع تركيا
  • كم تأشيرة دخول إلى أمريكا ألغتها إدارة ترامب؟.. مسؤول أمريكي يكشف الأرقام
  • أسهم تيسينكروب الألمانية تتراجع مع توقع خسائر كبيرة
  • أمريكا تعلن خفض تمويل أوكرانيا
  • مسؤول أمريكي يكشف لـCNN عدد التأشيرات التي ألغتها إدارة ترامب والأسباب
  • صادرات الصين تتجاوز التوقعات بفضل الشحنات الموجهة إلى الأسواق خارج أمريكا
  • رغم الهدنة التجارية.. صادرات الصين إلى أمريكا تتراجع 29% في نوفمبر
  • مدفيديف: وصول “بايدن جديد” للبيت الأبيض قد يدمر “بذور البراغماتية” في إدارة ترامب