أحكام إعدام جديدة في ولاية السيسي الثالثة.. ما دلالات عودتها؟
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
بعد فترة هدوء في إطلاق أحكام الإعدام وتنفيذها في مصر بالعام الماضي، عاد الملف الحقوقي الأشد قسوة طيلة نحو 11 عاما بحق المعارضين للواجهة مجددا، وذلك بعد تثبيت "محكمة النقض" المصرية، حكما بالإعدام شنقا بحق 7 من المعتقلين المصريين منذ عام 2015.
المحكمة الأعلى بمصر، والوحيدة على مستوى البلاد، بدار القضاء العالي بالعاصمة القاهرة، رفضت الطعون المقدمة من المعتقلين السبعة، وأيدت أحكام الإعدام الصادرة بحقهم، لتصبح نهائية وقابلة للتنفيذ، ولا يمكن التراجع عنها إلا بعفو من رئيس الجمهورية.
ويأتي الحكم ببلد يصنف الثالث عالميا بتطبيق عقوبة الإعدام، بعد الصين وإيران، بحسب تقرير منظمة العفو الدولية 2021، العام الذي شهد تنفيذ سلطات رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، أكثر عدد لأحكام الإعدام بحق المصريين بـ(83 حكما).
وفي 23 كانون الثاني/ يناير الجاري، ثبتت محكمة النقض، أحكام الإعدام الصادرة في حزيران/ يونيو 2022، من القاضي محمد شيرين فهمي، ضد المعتقلين: مجدي محمد إبراهيم، ومحمود عطية أحمد عبدالغني، وعبدالوهاب مصطفى محمد، ومصعب عبدالحميد خليفة، وعبدالله نادر الشرقاوي، وعبدالرحمن عيسى عبدالخالق، ومحمود السيد أمين.
ويعد هذا القرار الأول من المحكمة (أنشأت 2 أيار/ مايو 1931)، بحق معتقلين مصريين بعد فوز السيسي، بولاية رئاسية ثالثة حتى 2030، في انتخابات خلت من المنافسين.
أرقام مفزعة
وبهذا الحكم يرتفع عدد المعتقلين الذين صدرت بحقهم أحكام إعدام نهائية باتة واجبة النفاذ 211 مصريا، منهم 105 تم تنفيذ حكم الإعدام في حقهم بالفعل، فيما يواجه 106 معتقلين آخرين تنفيذ الإعدام في أي لحظة، وفقا للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا.
وفي تعليقها، قالت المنظمة الحقوقية إن "النظام يمهد لتنفيذ جريمة قتل عمدي جديدة بحق 7 من معتقلي الرأي عبر استخدام القضاء المسيس"، مشيرة إلى إحالتهم في شباط/ فبراير 2015، للمحاكمة الجنائية بتهم هزلية وغير منطقية، واستنادا لتقارير أمنية ملفقة، تتهمهم بـ"وضع مخطط إرهابي من داخل محبسهم بهدف إسقاط نظام الحكم".
وعقب تنفيذ السلطات حكم إعدام بحق 7 معتقلين، مارس/ آذار 2022، قالت منظمة "كوميتي فور جستس"، إن الصمت الدولي عن الانتهاكات الحقوقية في مصر؛ جعل السلطات تتمادى بتنفيذ أحكام إعدام جماعية صادرة عن محاكمات استثنائية افتقرت لأدنى مقومات المحاكمة العادلة.
ورصدت "الجبهة المصرية لحقوق الإنسان" صدور 538 حكما بالإعدام خلال العام 2022، من محاكم الجنايات المدنية، مقابل 403 أحكام في 2021، و295 في 2020.
ووفق رصد "كوميتي فور جستس"، من (2015 إلى 2021)، جرى تنفيذ 105 حكما بالإعدام، بـ23 قضية، 7 منها عام 2015، وحكم واحد في 2016، ليتصاعد تنفيذ الأحكام ليصل 15 حكما في 2017، ثم 14 في 2018، و18 في 2019، ليشهد 2020 تنفيذ 25 حكما بالإعدام، ثم 18 حكما في 2021، ليظل العام 2022 هو الأكثر في تنفيذ الأحكام بـ83 حكما.
وحكمت المحاكم المصرية على ما لا يقل عن 356 شخصا بالإعدام في عام 2021، وهو أعلى عدد من أحكام الإعدام تمكنت "منظمة العفو الدولية" من تسجيله في جميع أنحاء العالم في عام 2021، باستثناء الصين.
ومنتصف 2021، جرى تأييد الحكم الصادر بإعدام 12 من قيادات جماعة الإخوان، هم: "عبدالرحمن البر"، و"محمد البلتاجي"، و"صفوت حجازي"، و"أسامة ياسين"، و"أحمد عارف"، و"إيهاب وجدى"، و"محمد عبدالحي"، و"مصطفي عبدالحي"، و"أحمد فاروق كامل"، و"هيثم السيد العربي"، و"محمد محمود زناتي"، و"عبدالعظيم إبراهيم".
وأدانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليت قرار المحكمة في حينه قائلة إنه "نتاج محاكمة غير عادلة".
ووفق رصد "الجبهة المصرية لحقوق الإنسان" فقد تراجع إصدار أحكام الإعدام وتنفيذها بالنصف الأول من 2023، في قضايا جنائية وعلى خلفية سياسية بالمقارنة بالسنوات الماضية، حيث صدر 193 حكما من الجنايات، أيدت محكمة النقض 12 منها، فيما تم تنفيذ 3 منها.
وهو ما يدعو للتساؤل حول دلالات عودة أحكام الإعدام للواجهة بعد فترة هدوء في الأحكام والتنفيذ خلال 2023، وحول علاقة هذا التصعيد بحصول السيسي على الولاية الثالثة 6 سنوات حتى 2030، وما إذا كان النظام يعيد استخدام ملف الإعدامات للضغط على جماعة الإخوان المسلمين.
ينتظرون الإعدام
وفي تعليقه، قال الحقوقي والمحامي المصري محمود جابر فرغلي، إن "أحكام الإعدام لم تغب عن مصر؛ ما زالت السلطة المصرية مستمرة في إصدار الأحكام بالمخالفة لضمانات المحاكمة العادلة، وأبرز الضمانات المفقودة ضمانة المحاكمة أمام القاضي الطبيعي".
مدير "مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان"، أضاف لـ"عربي21"، أن "تلك الضمانة التي نص عليها الدستور المصري، حينما قال: لا يحاكم شخص إلا أمام قاضيه الطبيعي -ومنذ 3 تموز/ يوليو 2013، لا يحاكم السياسيين أمام القضاء الطبيعي".
وأوضح أنه تجري محاكمتهم "أمام القضاء الاستثنائي، المتمثل في القضاء العسكري، وقضاء محاكم أمن الدولة طوارئ، ودوائر الإرهاب التي تشكلت بالمخالفة للدستور المصري، وكذلك خالفت قانون السلطة القضائية".
وأكد أنه "إذا قلنا أننا أمام هدوء فيما يخص أحكام الإعدام، فلا هدوء في ذلك وإنما الهدوء النسبي هو في تنفيذ الأحكام -أعتقد أن الظروف الاقتصادية والسياسية المتدهورة في مصر كانت سببا في التأجيل وإرجاء تنفيذ الأحكام".
وأعرب عن أمنيته في عدم تنفيذها قائلا: "نرجو من الله أن لا يتم تنفيذها، وأن يعود هذا النظام إلى عقله وإلى إنسانيته وإلى ضميره وإلى القانون وقواعد العدالة مرة أخرى، لمراجعة تلك الأحكام الجائرة التي صدرت في غيبة من العدالة والقانون".
فرغلي، لفت إلى أن "لديه إحصائيات تقول إن أكثر من 100 مواطن ينتظرون تنفيذ أحكام الإعدام، كلهم متهمون في قضايا ذات طابع سياسي، وكل الأحكام التي صدرت لهم بالإعدام على أساس باطل".
وأكد أن "السلطة المصرية أساءت استعمال عقوبة الإعدام، وهي كما نقول استخدمتها لأجل تصفية الخصومات السياسية، ولجأت إلى أحكام الإعدام لأجل أن تقتل المعارضين وتتخلص منهم من خلال أحكام قضائية شكلا، ولكنها ليست عادلة بالمرة".
استباق للفوضى
ويعتقد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور جمال حشمت، أن "ما يحدث في مصر استباق لأي فوضى قد تحدث في البلاد، لترهيب الجميع، كما أن ما بعد طوفان الأقصي ليس كما قبلها".
السياسي المصري والبرلماني السابق، أكد لـ"عربي21"، أن "هناك توجه دولي لمحاصرة الحاضنة الشعبية لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمين".
وأضاف: أنه "رغم كل ما فعله لمواجهة الإخوان، والذي بدأ بالقتل في الشوارع والسجون، وينتهي بالإعدامات في السجون، وبينهما حصار واضطهاد واستيلاء على الأموال، والحرمان من حقوق المواطنة بقوائم الإرهاب؛ إلا أن النظام مازال يضع الإخوان على رأس قائمة أعدائه".
وبين أنه "لا يترك فرصة لحوار أو مراجعة، حيث أن ظروف مصر الاقتصادية والسياسية تضعها على فوهة بركان، ولن يستطيع أحد بالعنف والقهر أن يضمن الهدوء والاستقرار في وطن ضاعت آماله، وتعذب حاله، وأهدرت كرامته، وساءت سمعته في العالمين".
وخلص حشمت، للقول: "ومازلنا نبحث عن عقلاء يدركون حجم الخطر الذي يواجه مصر بهذه الفترة الحرجة، بعد أن استنفذ النظام كل تجاربه التي أهدرت ثروات البلد، وضيعت مقدراته التاريخية، وأفسدت الحياة، ومرغت كرامة الشرفاء، علي أيدي من لا يخافون من الله ولا يستحون".
الموت الحقيقي
وفي رؤيته، قال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين والحقوقي المصري الدكتور أشرف عبدالغفار، إن "السيسي، ونظامه لن يتغيروا، فمنهجم منهاج قسوة وكراهية للشعب".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف أن "السيسي لم يجد نفسه يوما محبا للشعب أو يرغب بالتعاطف معه، وبكل مناحي الحياة لا يعامل الشعب بتعاطف أو محبة، فلا طعام ولا احتياجات أساسية وانهيار اقتصادي تام، وهدم لكل مقدرات الدولة".
وعن أحكام الإعدام، يرى عبدالغفار، أن "بقاءه بالحكم مرتبط بالقسوة والشدة والترويع والخوف، ولقد تحولت مصر منذ انقلاب 2013، لجمهورية وأرض الخوف، فلا أحد يأمن على نفسه، والقضاء مطية بقدم الحاكم، والشرطة والجيش يعيشون العداء مع الشعب والاستعلاء عليه".
ولفت إلى أن مصر السيسي، التي تنفذ أحكام الإعدام بحق أبنائها "أصبحت لا قيمة لها ولا وزن بين الدول، واعتادت تجويع شعبها ولم تجد غضاضة بتجويع الفلسطينيين"، مبينا أنها أفعال تأتي في ظل "غياب محاولات المعارضة الكرتونية لفعل أي شيء حقوقيا أو سياسيا، فقد صارت جزءا من حالة البؤس التي تعيشها مصر".
وكحقوقي مصري، قال: "منذ بداية الانقلاب نطالبها بالتوجه للمحاكم والمحافل الدولية لعل وعسى، ولكنها معارضة وجدت ليستمر الانقلاب، ولا دليل على غير ذلك".
وأكد: "من أمن العقوبة أساء الأدب والخلق والفعل"، متسائلا: "هل اعترض أحد على من أعدموا قبلا؟"، مجيبا: "للأسف لا"، مضيفا: "فما الذي يمنعه من إعدام الآخرين، أو حتى إعدام الشعب نفسه".
وختم بالقول: "هو فعلا يعدمهم بالبطئ، فيموتون جوعا وفقرا وقهرا، ومع غياب أي مستقبل لهم، وإغلاق منافذ الأمل وهدم القيم، إنه الموت الحقيقي، ولعل الله يبعث فيهم وفينا الحياة والنخوة والغضب من جديد".
رهائن للمساومة
وفي تعليقه، قال السياسي المصري الدكتور عزالدين الكومي: "النظام يستخدم المعتقلين كرهائن لديه، ليس من جماعة الإخوان المسلمين فقط، بل حتى من الاتجاهات الأخرى، من أمثال محمد عادل، وعلاء عبدالفتاح، ليساوم بهم كلما سنحت فرصة للمساومة".
عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري سابقا أضاف لـ"عربي21": "وبالفعل إصدار أحكام الأعدام النهائية بهذه الصورة ليس لها إلا تفسيرا واحدا، وهو أن النظام يستدعى التنفيذ إذا لزم الأمر، أو يُبقى التهديد بالتنفيذ عصا مسلطة على رقاب من يفكر فى المعارضة، ليضمن استمرار حالة الصمت سيدة الموقف، اليوم".
وأكد أنه "من المعلوم، أن هذه القضايا ما هي إلا نوع من الانتقام السياسي ضد من يفكر في المعارضة، لأنها تفتقد لأبسط مقتضيات العدالة، ويتم نزع الاعترافات من المعتقلين تحت التعذيب الممنهج".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر النظام السيسي الإخوان مصر السيسي الإخوان الاعدام النظام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جماعة الإخوان المسلمین أحکام الإعدام حکما بالإعدام لحقوق الإنسان تنفیذ الأحکام هدوء فی فی مصر
إقرأ أيضاً:
دلالات وتداعيات ما جرى في العملية الانتخابية
- أحكام الإدارية العليا وقرارات الهيئة الوطنية تمنح الأمل للمصريين في انتخابات عادلة ونزيهة
- توجيهات الرئيس جاءت من منطلق مسئوليته عن حماية الدستور والقوانين
- القضاء المصري أصدر في السابق أحكامًا جرى تعطيلها فكانت أحداث ثورة 25 من يناير
مساء السبت الماضي، كانت مصر على موعد مع حدث مهم، كان الكل ينتظر الحكم الذي سيصدر من المحكمة الإدارية العليا حول الطعون التي تطعن في سلامة العملية الانتخابية في مرحلتها الأولى الخاصة بانتخابات مجلس النواب.
وفي وقت متأخر من المساء صدر الحكم بإلغاء انتخابات 29 دائرة شملت دوائر شمال ووسط وجنوب الصعيد، ودوائر غرب الدلتا، ليصبح بذلك عدد الدوائر التي تم إلغاؤها 48 دائرة من مجموع 70 دائرة انتخابية.
هذه الأحكام نهائية وغير قابلة للطعن أو الاستئناف، وعلى الفور أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات التزامها بتنفيذ هذه الأحكام، وبدأت على الفور استعداداتها لضم هذه الدوائر ضمن الدوائر الأخرى التي أعلنت الهيئة بطلانها (19 دائرة)، وتقرر إجراء الانتخابات مجددًا فيها في الخارج والداخل بدءًا من غد الإثنين 1 من ديسمبر وحتى الرابع من الشهر نفسه.
صحيح أن الرئيس السيسي لم يلزم الهيئة الوطنية للانتخابات بأي موقف، وصحيح أن قضاء مصر العادل قضاء نزيه وشريف، إلا أن كلمات الرئيس التي أكد عليها أكثر من مرة تحوي رسالة إلى كل من يعنيه الأمر: أن القيادة السياسية لن تصمت أمام أي تجاوز، ولن تقبل بالتزوير لصالح أحد، وأنه يؤكد على صلاحيات الهيئة الوطنية للانتخابات بإلغاء الانتخابات جزئيًا أو كليًا.
إن دلالات ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية وما سيحدث يؤكد عددا من المتغيرات الهامة في سياق العملية الانتخابية على الوجه التالي:
أولًا- أن القيادة السياسية لن تقبل أبدًا بنهج التزوير الذي سارت عليه العديد من الأنظمة في التاريخ المصري المعاصر، وأنها لن تتردد في التدخل والتوجيه ببحث أية مشكلات أو شكاوي قد تصل إليه، مهما كان الأمر وتداعياته.
ثانيًا- أن القضاء المصري العادل والنزيه سيظل هو المرجعية لكل الباحثين عن العدالة ومواجهة أية انحرافات في العملية الانتخابية، وأن المهم ليس فقط إصدار الأحكام وإنما تنفيذها.
ثالثًا- أن ما حدث خلال الأيام الماضية، سواء فيما يتعلق بقرارات الهيئة الوطنية للانتخابات التي أبطلت 19 دائرة، أو فيما يتعلق بحكم المحكمة الإدارية العليا والذي أبطل 26 دائرة، جميعها وجدت الترحيب والتنفيذ الفوري. وهو متغير جديد على الساحة، يعكس احترام السلطة التنفيذية للقضاء المصري وأحكامه واجبة النفاذ.
رابعًا- صحيح أن هذه الأحكام ستكون لها تأثيراتها السلبية على بعض الأحزاب أو مرشحيها الذين أعلن عن فوزهم في الجولة الأولى للانتخابات، إلا أن ذلك لا يعني التمرد على هذه الأحكام أو السعي إلى عرقلتها، بالرغم من أنها تلقي بمزيد من العبء على الجهات القضائية والأمنية والإدارية، حيث سيجري تنفيذ هذه الأحكام في الموعد المحدد لإجراء انتخابات الإعادة في الفترة من 1-4 من ديسمبر الحالي.
خامسًا- ما حدث في هذه الانتخابات يرسم ملامح مستقبل الانتخابات في مصر، فقد رد الاعتبار من خلال سيناريو ما جرى إلى القواعد الأساسية التي نص عليها الدستور والقوانين المختلفة فيما يتعلق بنزاهة الانتخابات وتحقيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص أمام كافة المرشحين.
سادسًا- أكدت هذه الوقائع أن رئيس الجمهورية بوصفه الأمين على تنفيذ الدستور والقانون هو ضمانة أساسية ومهمة في مراقبة كافة السلطات لتنفيذ هذه القواعد بما يضمن أن الجميع أمام القانون سواء..
تلك هي الدروس المستخلصة من الأحداث التي شهدتها العملية الانتخابية في مرحلتها الأولى، وبالتأكيد سينظر في أية شكاوي أو طعون تقدم أمام الهيئة الوطنية للانتخابات وأمام الإدارية العليا خاصة بالمرحلة الثانية من الانتخابات التي جرت خلال الأيام الماضية، والتي سيعلن عن نتائجها خلال الأيام المقبلة.
بقي أخيرًا القول: إن حالة من الارتياح سادت الشارع المصري بالقرارات والأحكام الأخيرة، وهو أمر يقطع الطريق أمام من يسعون إلى إثارة الشارع لحسابات سياسية، هدفها إثارة الفوضى والتشكيك في مؤسسات الدولة، وأقصد هنا تيار الجماعة الإرهابية في الداخل والخارج، والذين وجدوها فرصة لتكرار تداعيات سيناريو انتخابات 2010، التي صدرت فيها أحكام قضائية، ولكن الجهات المعنية رفضت تنفيذها، وعندما لم يكن أمامنا - نحن ضحايا التزوير- من خيار فاضطررنا إلى تشكيل البرلمان الموازي، فكان الرد علينا: «خليهم يتسلوا»، وهكذا تداعت الأحداث وكان ذلك حدثًا تم استغلاله لتفجير الأوضاع في 25 من يناير، التي استغلتها جماعة الإخوان لحساب مخططاتهم الهادفة إلى إسقاط الدولة.
لقد كانت انتخابات 2010، والتي سبقت أحداث 25 من يناير 2011، واحدة من أسوأ الانتخابات التي شهدتها مصر في هذا الوقت، استخدمت فيها مؤسسات الدولة كافة السبل لتزوير إرادة الناخبين لحساب الحزب الوطني الحاكم، وعندما عبرت الجماهير عن سخطها ورفضها لتزوير إرادتها، لم نجد إلا آذانًا لا تسمع وعيونًا لا ترى، فحدث الغضب الكبير، وخرجت الجماهير إلى الشوارع وكان شعارها: «لا للفساد.. لا للاستبداد».
أما هذه المرة، فالوضع مختلف: هناك من يراقب، ويستمع، ويوجه في الوقت المناسب لمواجهة أي خروج عن القواعد الأساسية للعملية الانتخابية، هناك من يرى أن المصريين جميعًا أمام القانون سواء، وأنه لن يعلن انحيازه لأحد على حساب أحد، مهما كانت التداعيات.
مصطفى بكري في ذكرى التضامن مع الشعب الفلسطيني: شعب الجبارين الذي لا يعرف الهزيمة أو الاستسلام
مصطفى بكري في الذكرى الـ57 لـ«عيد الجلاء»: اليمن سيُسقط المحتل الجديد ويعود لأبنائه موحدا ومنتصرا
مخطط نشر الفوضى.. شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري «الحلقة 64»