فلسطينيون: وقف تمويل الأونروا يمهد لتصفية قضية اللاجئين
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
استهجن فلسطينيون في قطاع غزة، أمس الأحد، قرار دول غربية وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، معتبرين أن القرار يدل على أن «العالم متواطئ مع إسرائيل». والجمعة، علقت الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا تمويل الوكالة الأممية «مؤقتا»، إثر مزاعم للاحتلال بمشاركة 12 من موظفيها في هجوم «حماس» يوم 7 أكتوبر.
وقال أحمد أبو جزر، طالب جامعي (20 عاما)، إن «إسرائيل تحاول إنهاء دور الأونروا بأي شكل حتى ينسى العالم قضية اللاجئين الفلسطينيين، فهي المؤسسة الوحيدة الدولية التي ما زالت تذكّر العالم بالقضية الفلسطينية».
واتهم أبوجزر الاحتلال بأنها «ما زالت تواصل إكمال مسلسل تجويعنا في غزة من خلال محاولاتها لوقف المساعدات المحدودة التي تقدمها الأونروا».
واعتبر أحمد أن «العالم متواطئ مع إسرائيل»، وأضاف: «لا أستبعد أن توقف جميع الدول المانحة المساعدات للوكالة استجابة لرغبات إسرائيل».
أما المسعف باسل لبد (48 عامًا)، فقال «لم يعد أمام العالم الظالم إلا الأونروا التي تمثل المتنفس الأخير للشعب الفلسطيني في غزة».
وأكمل: «الآن إسرائيل تسعى للقضاء على هذه المنظمة ضمن مخططاتها لتصفية القضية الفلسطينية، وها هو العالم يستجيب لهذه المساعي الإسرائيلية». وأضاف باسل: «لا أستغرب ما يحدث، فالعالم تركنا وأطفالنا نموت في كل لحظة ولا أعتقد أنه سيمنح المؤسسة الأممية الوحيدة الخاصة بلاجئينا الحق بالبقاء أو على الأقل سيتوجّه لتحجيم دورها».
وكالة بديلة
سائد الشوبكي (33 عاما)، ممرض في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، قال: «هذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيها إسرائيل الأونروا بمساعدة حركة حماس، ولا المرة الأولى التي توقف الولايات المتحدة دعمها للأونروا». وأضاف: «هذا أمر لم يعد يعنينا كثيرا، ما يعنينا هو دور الدول العربية والإسلامية». وتابع سائد: «من المفترض أن تبدأ هذه الدول بتقديم دعم مفتوح للأونروا وللشعب الفلسطيني خاصة هنا في غزة بشكل سريع، حتى تنتصر على الرغبة الإسرائيلية بالقضاء على هذه المؤسسة والقضاء على شعب كامل يعيش هنا على أرض غزة». من جانبها، أشارت خلود ياسين (33 عاما)، مدرّسة في مدرسة ثانوية، أن «إسرائيل تحارب الأونروا رغم أنها تلتزم بكل المحددات التي تفرضها عليها في توزيع المساعدات على الفلسطينيين في غزة». واعتبرت أن «الهدف من وراء كل ذلك إنهاء الشعب الفلسطيني وتجوعيه وشطب أي عنوان دولي له».
وقالت خلود إن «على الدول العربية أن تنهض وتساعد الوكالة لتواصل دعمها للشعب الفلسطيني، أو أن تنشئ وكالة عربية إسلامية تتحمل مسؤولية دعم وإسناد الفلسطينيين بدلا من أن نبقى نواجه الموت والجوع والعطش في كل لحظة».
وختمت بالقول: «نحن نعاني مرارة الظلم والقهر، والأونروا تمنحنا ما يبقينا على قيد الحياة فقط، وإسرائيل تريد أن توقف هذا أيضا، والعالم يساندها».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة وقف تمويل الأونروا الأونروا فی غزة
إقرأ أيضاً:
مندوب فلسطين بالجامعة العربية: إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية بحق الفلسطينيين
أكد السفير مهند العكلوك مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن الشعب الفلسطيني يواجه أخطر الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل على مدار أكثر من عامين وفي مقدمتها الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المنهجي، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والتحرك لوقف جرائم الاحتلال ومحاسبة المسؤولين عنها.
جاء ذلك خلال كلمة السفير العكلوك في الاحتفال الذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بحضور الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، وعدد من السفراء والمندوبين الدائمين وممثلي المؤسسات الدينية، وقيادات الجالية الفلسطينية في مصر.
وأكد السفير العكلوك أن هذه المناسبة تأتي في لحظة تتعرض فيها الإنسانية برمتها لاختبار قاسٍ، أمام "المجزرة المتواصلة" التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، قائلا : "إن ما يجري في غزة والضفة الغربية والقدس يمثل "جرائم موثقة تُنفذ بقصد ووعي، في ظل عجز دولي غير مسبوق عن وقفها".
وأوضح أن إسرائيل قتلت وأصابت خلال العامين الماضيين ما نسبته 11% من سكان قطاع غزة، ودمرت نحو 85% من مبانيه وبُناه التحتية، مشيرًا إلى أن ربع مليون فلسطيني يُعدون من الضحايا المباشرين للإبادة الجماعية فضلًا عن مئات الآلاف من الضحايا غير المباشرين نتيجة تدمير كل مقومات الحياة، ومنع الغذاء والدواء وحليب الأطفال، وتحويل المساعدات الإنسانية إلى "مصائد موت".
وأضاف أن إسرائيل "ابتدعت شكلاً جديدًا من الإبادة، عبر استخدام التجويع كسلاح ممنهج".. لافتًا إلى استمرار سياسات القتل والاعتقال وهدم المنازل والمصادرة والتهجير في الضفة الغربية، حيث تسيطر إسرائيل على 82% من مساحة الضفة، وتواصل توسيع المستوطنات وفرض نظام فصل عنصري من خلال أكثر من 1200 حاجز عسكري.
وتناول السفير العكلوك الانتهاكات المتصاعدة في القدس المحتلة، وخاصة الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، وسياسات التهويد وسحب الهويات والتضييق على السكان، وإغلاق مدارس ومكاتب الأونروا، إلى جانب الاعتداءات الخطيرة ضد الأسرى الفلسطينيين .. مشيرًا إلى "انتهاكات وحشية" ترتكب بحقهم، تصل إلى التعذيب والتجويع والحرمان من النوم والرعاية، في ممارسات وصفها بأنها "برنامج رسمي للحكومة الإسرائيلية".
وأكد السفير العكلوك أن استمرار جرائم الاحتلال دون ردع، حوّل إسرائيل من قوة احتلال إلى نظام فصل عنصري ثم إلى قوة إبادة جماعية، مستفيدة من "التهاون الدولي" الذي وفر لها حصانة سياسية على مدى عقود.
ودعا مندوب فلسطين المجتمع الدولي إلى الانتقال من مرحلة وصف الجرائم إلى فرض عقوبات مباشرة على إسرائيل، تشمل وقف تزويدها بالسلاح ومراجعة العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية معها.
كما دعا إلى دعم محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية، والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لتنفيذ مذكرات الاعتقال بحق قادة الاحتلال.
وطالب السفير بإدراج الجماعات الاستيطانية الإسرائيلية على قوائم الإرهاب، ودعم تمكين الحكومة الفلسطينية من تولي مسؤوليات الحكم في قطاع غزة ضمن وحدة الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، باعتبار أنه "لا سلام دون إنهاء الاحتلال".
وأشار إلى أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين الذي وصل إلى 160 دولة يمثل خطوة مهمة، لكنه يحتاج إلى إجراءات تُجسد الالتزام الدولي بإنهاء الاحتلال. ودعا الدول التي لم تعترف بعد إلى الإسراع بالاعتراف ومنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.