دعا وزير الثقافة الفنزويلي، ارنستو فيجاس، إلى وقف المذابح والمجازر في فلسطين، مؤكداً أن بلاده تولي أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية وتعتبرها قضية فنزويلا مثلما هي قضية مصر وكل العرب.


جاء ذلك في كلمته أمام ندوة "الأدب والثقافة والهوية الفنزويلية" التي عقدت اليوم /الثلاثاء/ ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.


ووصف الوزير الفنزويلي لقاءه مع الدكتورة نيفين الكيلاني بالمهم للغاية، حيث شهد توقيع اتفاقية للتبادل الثقافي وتعزيز التعاون والعلاقات المشتركة بين الجانبين.


وتابع أنه تم تقديم دعوة للوزيرة نيفين الكيلاني لكي تكون مصر ضيف شرف معرض فنزويلا للكتاب 2025، مضيفاً: "وننتظر بشغف الرد على هذه الدعوة وحضور الكتاب والمثقفين والفنانين المصريين إلى فنزويلا."


وأشار فيجاس إلى أن هذا النوع من التبادل الثقافي يسمح للجانبين التعرف على بعضهما البعض بصورة أفضل، منبها بأن هناك قوى عالمية تريد أن تمنعنا من التقارب والتعارف.


وأكد ضرورة تسهيل عملية تبادل الفنانين بين الجانبين، منوها إلى أن عددا كبيرا من الفنانين في فنزويلا أبدى اهتمامه لتقديم العروض المختلفة وسط المناظر الطبيعية والتاريخية في مصر وأبرزها أهرامات الجيزة، داعياً إلى تعزيز عملية الحضور والتواجد الفعال للفنانين المصريين في فنزويلا.


وأعرب عن أمله في أن يكون هناك رحلة طيران مباشرة بين القاهرة وكاراكاس، قائلاً : "إنه لكي تتم هذه الخطوة لا بد لها من مبرر اقتصادي، لكن أكبر مبرر لها هي الثقافة التي تربط الحضارات والشعوب والدول".


ولفت إلى أنه قضى ساعات عمل مكثفة في مصر ليصل إلى حقيقة لا تحتمل التأويل وهي أن الأخوة بين الشعبين المصري والفنزويلي قوية واستراتيجية، معبراً عن مشاعره وتقديره للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، فضلا عن مشاعر الحب والتقدير التي يحملها تجاه مصر والعرب.


وأكمل أن العلاقات التي تجمع بلاده مع العرب بشكل عام ومصر بصفة خاصة هي علاقات وثيقة ودائمة قائمة وذلك رغم تباعد المسافات واللغة بين الجانبين، قائلا: "إننا مدينون للعرب كثيرا لأن جذورنا تنطلق من حضارتهم".
وأبرز أهمية معرض القاهرة الدولي للكتاب لكافة الكُتّاب، مشيرا إلى أنه شاهد عددا كبيرا من الكتب المحفزة على نشر السلام، وهذه الغاية الأسمى لمعارض الكتب وهي نشر السلام بالعالم.


وأعرب عن تقديره لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والقائمين عليه لأنه خصص جزءا مهما وخاصة للتراث الفلسطيني.. وقال إن بلاده ستحذو حذو مصر في ذلك وسيتم تخصيص جزء مهم من معرض فنزويلا للكتاب للتراث الفلسطيني.


وذكر، من ناحية أخرى، بأنه بوصول الزعيم هوجو تشافيز إلى رأس السلطة في فنزويلا، فقد بدأت ثورة أخرى في مجال الثقافة وليس السياسة فقط حيث تم التأكيد على ضرورة الاعتراف بالهوية الأصلية للفنزويليين.


وأضاف أنه قبل وصول تشافيز للسلطة فقد كان هناك خجل شديد من التعبير عن الهوية في فنزويلا ولكن تشافيز أعاد التأكيد على أهمية الفخر بالهوية، منوها إلى أن هذا الفخر ينبع من الاعتراف والتقدير بالجذور التاريخية.


واستطرد قائلا: أنه قبل ذلك كنا نتحدث عن إسبانيا باعتبارها الوطن الأم وننسى إفريقيا والأمم الأخرى والشعوب الأصلية، لأن الاستعمار جعلنا ننظر فقط إلى الجذور الأوروبية على الرغم من أن بعضا من حضارة إسبانيا على سبيل المثال ينبع من جذور عربية، ويظهر ذلك في التشابه الكبير بين عدد كثير من الكلمات الإسبانية بالعربية.


وشدد على أن الثقافة لا تعتبر سلعة تجارية لأنها في الأصل هي أداة للتحول الاجتماعي ونشر السلام، ويجب أن نستبعد المفهوم التجاري للثقافة لأن ذلك سيعيق التواصل والحوار بين الدول والشعوب.


وقال إنه لم يخطر على باله أبدا أن يتقلد منصب وزير الثقافة في فنزويلا لأنه في الأساس يعمل صحفيا وعلى الرغم منه أنه ألّف عددا من الكتب إلا أنه لا يعتبر نفسه كاتبا على الرغم من تقديره الشديد للقب "كاتب".. مشيرا إلى أنه ليصل الإنسان للقب كاتب جيد لا بد أن يكون قارئا جيدا.


وتتواصل فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، حتى 6 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وذلك بمشاركة 70 دولة من مختلف دول العالم، ويبلغ عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة 1200 دار نشر، كما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضًا هذا العام.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولی للکتاب فی فنزویلا إلى أن

إقرأ أيضاً:

إلى وزير الثقافة المصري.. نحو حياة ثقافية حقيقية

لا شك أن المتابع لخطى وزير الثقافة المصري الشاب د. أحمد هنو، يلمس إرهاصات تشي بنتائج كبيرة، علها تناسب طموحات الفنان التشكيلي بداخله، وعن كثب نتابع خطوات وزير الثقافة الطموح، ونجد الكثير من التغيير والإحلال والتبديل في فترة زمنية وجيزة.

فالرجل معني بتغيير وتطوير الهيكل الإداري والمالي أيضا، من أجل إسناد الدور الثقافي لقيادات جديدة طموحة تبحر معه في بحار الصعاب، رغم أن المنغصات والمحبطات كثيرة، ومشاكل الحياة الثقافية والفنية بمصر أكثر، ولا شك أن كل هذا ليس وليد اللحظة أبدا، وإنما هو إرث ضخم عبر عهود مختلفة أدى إلى هذه الصورة التي أل إليها المشهد الثقافي بوجه عام.

ولكن الآن قد يعنّ لنا من باب التفاؤل والثقة بوزيرنا الفنان الطموح، أن نقدم له بعض الملاحظات التي نراها قريبة وليس بعيدة عن التنفيذ أبدا.

المنغصات والمحبطات كثيرة، ومشاكل الحياة الثقافية والفنية بمصر أكثر، ولا شك أن كل هذا ليس وليد اللحظة أبدا، وإنما هو إرث ضخم عبر عهود مختلفة أدى إلى هذه الصورة التي أل إليها المشهد الثقافي بوجه عام
لوحظ أن قرار هدم أو إيقاف جميع بيوت الثقافة الجماهيرية المتهالكة والمؤجر بعضها، هو قرار يحمل الكثير من الصواب، لتكلس وتكدس هذا الجهاز الضخم بكثير من الفساد، فوجب إيقافه، ولكننا أيضا لا نرضى بإلغائه نظرا لأهمية رسالته الحقيقية والمنوط بها إنشاؤه، ولكننا في ذات الوقت لا نرضى بإلغائه، ولكننا نتقبل بكل الرحب والسعة إعادة صياغته وتجديده ليعود فتيّا كما كان.

لعلنا أيضا لاحظنا من عهد سابق فصل السينما وضمها للسياحة في كيان مختلف شكلا ومضمونا، ولهذا نرجو إعادة السينما إلى أحضان وزارة الثقافة من جديد.

وبرغم أخطاء تجربة القطاع العام للسينما، لكننا نطمح بإعادة التجربة ولكن مع الدعم، وليس التمويل كاملا، فالسينما فن وصناعة، ولهذا وجبت حماية الفن السينمائي المصري بدعمه والوقوف خلف التجارب الفنية السينمائية الطموحة.

أما قطاعا المسرح والفنون الشعبية، الذي فقدا ماهيتهما منذ زمن طويل، نرجو إعادة الروح مرة أخرى لهما، فنطمح على سبيل المثال أن يعود لكل مسرح دوره المنوط به، فيتخصص المسرح القومي في تقديم كلاسيكيات المسرح العالمي والعربي، وأن يتخصص مسرح الطليعة بالدور المنوط به، وهو تقديم التجارب المسرحية الطليعية محليا وعالميا. ولا غرو، فقد وُجد مسرح الطليعة كامتداد لمسرح الجيب في الستينيات، والذي افتتح بمسرحية لعبة النهاية لبيكيت، وتبعها بتجربة مسرحية محلية لتوفيق الحكيم "يا طالع الشجرة"، وهكذا.. أما المسرح الكوميدي فيقدم كلاسيكيات المسرح الكوميدي المحلي والعالمي.

وبالنسبة للفنون الشعبية نطمح أن تعود الحياة إلى فرقتين من أعظم فرق العالم العربي وهما: الفرقة القومية للفنون الشعبية، وفرقة رضا للرقص الشعبي، وإعادة الروح إلى هاتين الفرقتين بعد أن أهيل عليهما التراب وأصابهما من العطب ما أصابهما، نتيجة الإهمال المتعمد والتعمد الإداري غير المبرر.

وأخيرا، نتمنى للثقافة المصرية تحت قيادتكم الطموحة أن تثب وثبات غير مسبوقة لتحقق قيم الحق والخير والجمال في مواجهة قيم القبح والرداءة.

نطمح ونثق في نجاحكم.. وكل التوفيق لكم.

مقالات مشابهة

  • الزغول يفتتح معرض جماليات الخط العربي في مركز اربد الثقافي
  • محافظ القاهرة يفتتح معرض بازار القاهرة الخامس.. أهلًا بالعيد
  • أهلًا بالعيد.. محافظ القاهرة يفتتح معرض بازار القاهرة الخامس -(صور)
  • وزير الثقافة يزور الفنان المسرحي الكبير عيسى مولفرعة
  • 20 صورة من افتتاح معرض بازار القاهرة الخامس
  • إلى وزير الثقافة المصري.. نحو حياة ثقافية حقيقية
  • التعاون يشتري عقد اللاعب الفنزويلي رينيه ريفاس
  • وزير الثقافة ومحافظ سوهاج يفتتحان بيت ثقافة أخميم بعد التطوير | صور
  • «أوقفوا الإبادة».. جماهير سان جيرمان تطالب بوقف الحرب في غزة بنهائي دوري أبطال أوروبا
  • "أوقفوا إيران فورًا".. أول تعليق من إسرائيل على تقرير وكالة الطاقة الذرية