ما كسبته القضية الفلسطينية فى لاهاى
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
أتصور أن قرار محكمة العدل الدولية الذى صدر الجمعة الماضية (26 يناير الماضي) بإدانة الانتهاكات الإسرائيلية فى غزة ونظر اعتبارها ترقى لمستوى الإبادة الجماعية، يمثل نقطة بداية حقيقية للجهود الدبلوماسية والسياسية لوقف العدوان الإسرائيلى.
لقد نص القرار على وجوب توقف إسرائيل عن أعمال وتدابير تمثل انتهاكا لالتزاماتها باتفاقية الإبادة الجماعية، ووقف أى أعمال وتدابير تتسبب فى قتل أو تضرر الفلسطينيين.
وكنت قد كتبت فى المكان نفسه فى الأسبوع قبل الماضى أُحيى الدعوى الرسمية التى أقامتها دولة جنوب إفريقيا فى المحكمة الدولية ضد إسرائيل وأرفض التهوين منها. وكما قلت حينها فإننى أتفق مع كون المحكمة فى لاهاى منظمة ليس لديها الآليات الفعلية لوقف العدوان الدائر فى غزة، إلا أنها فى الوقت ذاته تمثل قوة ضغط سياسى ودبلوماسى كبيرة، ولقراراتها صفة معنوية مؤثرة تجاه استمرار هذه الحرب الوحشية.
وكما ذكر معلقون غربيون، فإن أى مسئول إسرائيلى سيكون مضطرا للدفاع عن نفسه عند الظهور فى أى محفل دولي، خاصة مع استمرار نظر المحكمة الدولية لاتهام إسرائيل بالإبادة. وهنا فأتصور أته سيتعين على القادة العسكريين فى إسرائيل عدم توسيع نطاق العمليات، والسعى لحلول سياسية للحرب الدائرة.
وبصدور قرار المحكمة، فإن تحولاً مهما ستشهده القضية الفلسطينية على مستوى الرأى العام الدولى، خاصة أن شعوب العالم تتابع بفضل التكنولوجيا الحديثة ما يحدث فى كل مكان دون قيود، وهذه الشعوب ستفرض إرادتها بقوة ضد أى دعم تقدمه حكوماتها لإسرائيل، تبرؤاً من المشاركة فى جرائم الإبادة الدولية، التى حذرت منها أكبر سلطة قضائية فى العالم.
إن المتابع لتطورات المواقف العالمية تجاه ما يحدث فى غزة يُدرك يقينا أن هناك تحولاً كبيراً لدى الأجيال الجديدة لمعرفة حقيقة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم، وقرار المحكمة الدولية الأخير يحفز كل ساع للمعرفة لبذل المزيد من الجهد للوصول إلى الحقيقة.
كذلك سيكون فى وسع الساسة والدبلوماسيين العرب الدعوة إلى تطبيق القانون الدولى بشكل واضح وحاسم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وحسنا جاء بيان وزارتى الخارجية المصرية والسعودية المشترك الأحد الماضى ليحمل هذا التوجه.
كما ستكون الفرص سانحة لوسائل الاعلام والمنظمات الإنسانية لفضح وكشف جرائم إسرائيل ضد المدنيين، وهو ما بدأت كثير من الصحف العالمية الإشارة إليه، انطلاقا من عدم تناسب رد فعل حكومة نتنياهو مع الزعم الدائم بحقها فى الدفاع عن النفس، ببساطة لأن هجوم ما سمى بطوفان الأقصى أدى لسقوط 1200 مستوطن وجندى إسرائيلي، بينما أدى العدوان الإسرائيلى على غزة إلى سقوط أكثر من 26 ألف مدني، ثلثاهم من الأطفال والنساء.
وفى ظني، فإن هناك فائدة أخرى مهمة لقرار محكمة العدل تتمثل فى استعادة الثقة فى المؤسسات الدولية التى يُنظر لها كثيرا باعتبارها كيانات مسيسة، خاضعة لتوجهات ومواقف الدول الكبرى. فالعدل قيمة إنسانية عظيمة لا يُمكن تسييسها، أو توظيفها لصالح دول أو ضد دول أخرى، لأن أى مساس بهذه القيمة سيصيب النظام العالمى الجديد كله بالتصدع.
وسلامٌ على الأمة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هانى سرى الدين القضية الفلسطينية محكمة العدل الدولية الجمعة الماضية الإبادة الجماعية
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء لنظيره الفلسطيني: مصر ستظل ملتزمة بدعم القضية الفلسطينية
أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن مصر ستبقى ملتزمة بدعم القضية الفلسطينية، حتى يتم تحقيق الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم، الدكتور محمد مصطفى رئيس وزراء دولة فلسطين، بحضور رياض منصور المندوب الدائم لدولة فلسطين في نيويورك، والسفير إيهاب بدوي سفير جمهورية مصر العربية لدى مملكة إسبانيا، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية نيابة عن السيد رئيس الجمهورية.
ورحب الدكتور مصطفى مدبولي، خلال اللقاء، بالدكتور محمد مصطفى، مؤكدًا دعم مصر الثابت والمستمر للأشقاء الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة، مستعرضًا جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار ودعم إعادة إعمار غزة.
واستفسر الدكتور مصطفى مدبولي، خلال اللقاء، عن طبيعة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية، مؤكدًا دعم مصر لجهود مختلف الأطراف من أجل دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأشار رئيس الوزراء إلى أهمية استئناف جهود الإعداد لمؤتمر لإعادة إعمار القطاع في إطار رؤية مُتكاملة فور التوصل لوقف إطلاق النار، معربًا عن سعادته دائمًا باستقبال رئيس الوزراء الفلسطيني، كما طلب نقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية إلى رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني عن تقديره ودعمه لجهود مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي الثابت للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار في قطاع غزة، مؤكدًا استمرار جهود دعم الإعمار عقب الوصول إلى وقف إطلاق النار على الرغم من التطورات الأخيرة التي حالت دون تنفيذ خطة إعادة الإعمار.
وأشار الدكتور محمد مصطفى، إلى جهود عدد من الدول لعقد مؤتمر دولي للسلام في نيويورك خلال الفترة المقبلة، مستعرضًا جهود الحكومة الفلسطينية للتواصل مع مختلف الأطراف الدولية لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وفي نهاية اللقاء، نقل الدكتور محمد مصطفى تحياته وتحيات السيد محمود عباس رئيس دولة فلسطين، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
اقرأ أيضاًمدبولي يُشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية
مدبولي عن حادث إقليمي المنوفية: كلمات العزاء والرثاء لا تفي هذا المصاب الجلل
«مدبولي» يُهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة