يظن الأمريكي والبريطاني ومن خلفهما الإسرائيلي ومن دار في فلكهم بأن المواقف التي يتبناها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، أو التصريحات التي يطلقها ، أو القرارات التي يتخذها ، قابلة للأخذ والرد ، والتغيير والتبديل ، وفق حسابات المصالح والمكاسب والمغريات وسياسة الترهيب التي ينهجونها ، وهذا ما يعد من المستحيلات التي لا يمكن حتى التفكير ولو لمجرد التفكير بها على الإطلاق ، فهذه ليست من ثقافته ، ولا تتماشى مع مبادئه وثوابته وثقافته ، انطلق من باب حرصه على الأمة والأخذ بيدها إلى بر الأمان ، لا مصلحة شخصية ينشد ، ولا لهدف أو غاية نفعية يقصد ، جند نفسه لخدمة أمته لإعلاء شأنها ، واستعادة دورها الريادي التنويري ، من أجل مواجهة موجة التغريب ومشروع التطبيع والمؤامرات التي تحاك ضدها من قبل أعدائها وفي مقدمتهم الشيطان الأكبر أمريكا .
يتناسون أنهم أمام قائد فذ وحكيم ، قائد صقلته الأحداث التي خاض غمارها ، والمواقف التي عاشها وتعايش معها ، قائد حيدري تربى في بيئة إيمانية محمدية على يد والده السيد العلامة بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، و شرب من معين الثقافة القرآنية ، وأرسى دعائم المسيرة القرآنية ، التي قادها بكل حكمة واقتدار ، بعقلية راجحة وفكر مستنير على خطى الشهيد المؤسس السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه ، فكان خير خلف لخير سلف .
قائد مجاهد ، نشأ وتربى على الجهاد في سبيل الله منذ نعومة أظفاره ، حمل روحه على راحتيه وهو يواجه طواغيت العصر بثلة قليلة من المؤمنين الصادقين ، بكل ثقة بالله وتوكل و قائد سلاحه الإيمان ، وذخيرته القرآن ، وأبطاله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .
قائد يماني الهوى والهوية ، لا يجيد اللغات الأجنبية ، ولكنه استطاع أن يصل بثقافته ومسيرته وفكره إلى كل بقاع المعمورة ، وتمت ترجمتها إلى كل اللغات ، وبات شوكة في نحور كل الطواغيت والمستبدين ، قائد خلقه التواضع والزهد والتقوى ، لا يمتلك القصور الفارهة ، ولا السيارات المدرعة ، ولا المواكب الطويلة العريضة من السيارات والمرافقين ، لا يحمل رتبة عسكرية ، ولا يزين صدره بالأوسمة والنياشين ، لا يرتدي البدلات الفرنسية والإيطالية ولا يرتدي ربطات العنق ، ولا يواكب الموضة ويبحث خلف الماركات والعلامات التجارية العملاقة ، ولكنه متمسك بلبسه اليمني الذي يجسد من خلاله الهوية اليمنية الإيمانية .
قائد مخلص لله ولرسوله وللمؤمنين ، لا يمتلك الحسابات والأرصدة البنكية ، وليس لديه أي شركات أو مشاريع استثمارية ، يحمل هم شعبه وأمته ، و يعمل من أجل أن نعيش أعزاء كرماء ، في رحاب دولة حرة مستقلة ، تمتلك مؤهلات ومقومات النهوض والتقدم ، دولة يأكل أفرادها مما يزرعون ، ويلبسون مما يصنعون ، دولة قائمة على الاكتفاء الذاتي في شتى مجالات الحياة .
قائد أفعاله تسبق أقواله ، فهو سيد القول والفعل ، أقواله لا مزاح فيها ، وقراراته لا تراجع عنها ، ومواقفه ثابتة راسخة رسوخ الجبال الشامخة ، ينشد السلام ولكنه يعاف الخضوع والخنوع والاستسلام ، قد يصبر ولكن صبره لا يطول ، وإذا ما غضب أرى الأعداء من البأس اليماني الشديد ما تقر به أعين المؤمنين وترتاح به أنفسهم ، قائد صادق القول والفعل ، إذا قال صدق ، وإذا وعد أوفى ، وإذا أعذر أنذر ، وإذا ما طغى العدو وتجبر ، أسقاه السم الزعاف وأشربه ومن معه كؤوس المنايا .
قائد يمتلك القرار ، و يرعى حقوق الجار ولو جار ، منطقه يرعب الفجار ، ومواقفه ترفع الرؤوس وتشرئب لها الأعناق وتثلج صدور كل الأحرار ، فإياكم واللعب بالنار معه ، فأنتم أول من سيكتوي بها ، وإياكم و الرهان على خضوعه وخنوعه واستسلامه ، فهذا عنده غير وارد ، والحذر كل الحذر من استفزازه ، فلن تجدوا منه إلا ما تكرهون ، والميدان خير شاهد ، و( هذا الفرس وهذا الميدان ، ومن كذب جرب ) وعلى الباغي المعتدي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي تدور الدوائر .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تقدير إسرائيلي يوصي بالاستعداد لمواجهة عسكرية أخرى قادمة مع إيران
رغم النشوة التي اعترت قادة الاحتلال بمزاعم القضاء على المشروع النووي الايراني والبرنامج الصاروخي، لكن المخاوف بدأت تظهر رويدا رويدا، من إمكانية أن تحقق إيران اختراقا سريعا نحو حيازة "قنبلة بسيطة"، وتقدير بعدم موافقتها على تقديم تنازلات حقيقية في المفاوضات مع الولايات المتحدة، والأخطر ضرورة المسارعة لسدّ فجوات الحماية التي ظهرت خلال الجولة الأخيرة على اعتبار أن المواجهة القادمة مسألة وقت.
رون بن يشاي الخبير العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أنه "في الوضع الحالي، وعلى افتراض صمود وقف إطلاق النار مع إيران، واستقراره، فمن المستحسن لدولة الاحتلال أن تتحرك بشكل فعال في عدة مجالات رئيسية، على المستوى الفوري، يتعين عليها أن تضمن عدم محاولة إيران تحقيق اختراق سريع لحيازة سلاح نووي بسيط، على سبيل المثال، قنبلة قذرة، باستخدام اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة المتبقي لديها، ومئات أجهزة الطرد المركزي المتقدمة المخبأة في مكان ما".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "ربما تكون إيران تسعى لشراء الوقت للسماح لعلمائها بتجميع مثل هذا الجهاز النووي البدائي في رأس صاروخ، وإذا نجحت في ذلك، فستحقق الحصانة باعتبارها قوة نووية، ربما ليست من الدرجة الأولى، لكنها كافية لردع الاحتلال والولايات المتحدة".
وأشار أن "الخلاصة تتمثل بضرورة زيادة الجهود في جمع المعلومات الاستخبارية بكل الوسائل، للتحقق من مدى تحقيق أهداف الحرب المعلنة، وإلى أي مدى لحق الضرر بمشروع الأسلحة النووية، خاصة مرافق التخصيب، وكم بقي لدى الإيرانيين يورانيوم عالي التخصيب تمكنوا من إخفائه، وقد يستخدمونه لصنع قنبلة في وقت قصير".
وأشار أن "هناك مسألة أخرى تستحق الدراسة وهي مدى تقليص القدرات الصاروخية، وما تبقى لديها في مجال الصواريخ الباليستية، والطائرات بدون طيار، والصواريخ المُجنّحة، التي نادرا ما استخدمتها في الحرب، ولا يزال من الممكن أن تكون هناك قدرات متبقية كبيرة في هذا المجال، وتشكل خطرا على الاحتلال".
وأوضح أن "هناك مهمة أخرى تتمثل بمراقبة استعداد الإيرانيين للجلوس لطاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة بسرعة نسبية، وكم سيكونون على استعداد لتقديم التنازلات التي تطالبهم بها، ويبقى رؤية ليس فقط ما إذا كانوا على استعداد للتخلي عن تخصيب اليورانيوم على أراضيهم، بل والحدّ من برنامج الصواريخ، كما أن وتيرة المفاوضات والسلوك الإيراني فيها، خاصة ما إذا كانوا يوافقون على المراقبة الوثيقة والمتطفلة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من الأمور المهمة للغاية التي ستحدد مدى تحقيق الحرب لأهدافها".
وأكد أنه "إذا لم تكن إيران مستعدة للتنازل عن برامجها النووية والصاروخية، أو لفرض الرقابة المناسبة، فسيضطر الاحتلال لإعادة النظر في كيفية عمله، وستستغرق كلتا العمليتين: تقييم الأضرار، والتفاوض على اتفاق نووي جديد، قرابة ستة أشهر، وإذا تبين أن النتائج غير مرضية من وجهة النظر الإسرائيلية، وإذا تردد الإيرانيون، فسيكون من الضروري الاستعداد لجولة أخرى من الحرب، ربما بالتنسيق مع الولايات المتحدة".
وأوضح أنه "على أية حال، ينبغي للاحتلال أن يفكر منذ الآن في إمكانية أن تكون هناك حاجة لمثل هذه الجولة، مما يتطلب سد الفجوة في الكتائب والمناطق المحمية في الجبهة الداخلية، وإذا لم يتم إغلاقه، فلن تتمكن أي حكومة من تحمل أخلاقيا التصرف من موقع قوة ضد إيران، وإلا فإن الصمود الوطني سيتعرض لتآكل خطير".
وأشار أنه "صحيح ان جميع تفاصيل المحادثات والترتيب الزمني الذي جرت فيه حيثيات وقف إطلاق النار غير معروفة حتى الآن، لكن يبدو أنه بمجرد أن قرر المرشد خامنئي وقادة الدولة الرد الرمزي الضعيف والمنسق مسبقًا على الهجوم الأمريكي، فقد أشار لرغبته، وحتى طلبه، بوقف إطلاق نار "مشرف"، مع العلم أن هذا التلويح بالعلم الأبيض لم يأتِ على الطريقة القديمة، ولكن بمجرد أن تكون إيران أول من يوضح للولايات المتحدة وجيرانها في الخليج أنها لا تريد استمرار القتال، فهذا يعني كل شيء".
وختم بالقول أنه "يمكن الافتراض أن الهجوم الأميركي عجّل بنهاية الحرب في إيران، كما كان متوقعاً، ليس فقط لأن الإيرانيين كانوا يخشون تلقي ضربات إضافية وأقوى، بل لأن الاستسلام للضغوط العسكرية الأميركية "أكثر شرفاً" من الاستسلام للضربات التي توجهها لهم دولة الاحتلال، فالاستسلام لـ"الشيطان الأكبر"، الذي يعتبر القوة العالمية الأقوى، يضرّ بهيبة واستقرار إيران بدرجة أقل من الاستسلام لـ"الشيطان الأصغر".