كوبلاي أكا يسخر من مارت رمضان ديمير ويقارنه بـ كان اورغانجي أوغلو
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
توتّرت العلاقات بشكل كبير بين النجم التركي "كوبلاي أكا" ومواطنه مارت رمضان ديمير وذلك بعد الشجار العنيف الذي وقع قبل عدّة أشهر بينهما في احد الاماكن العامة، بسبب افرا ساراتش اوغلو.
اقرأ ايضاًوبالرغم من محاولة العديد من الأطراف، وسعي المقربين منهما من أجل التكتكم على تفاصيل الحادثة والشجار، وعدم التحدّث عن أي أمر يتعلق بها، إلا أن اكا أثار ضجّة كبيرة بعد ان سخر من مارت رمضان خلال مقابلته الاخيرة.
وفي التفاصيل خلال المقابلة سألت مقدمة البرنامج كوبيلاي سؤال افتراضي، ضمن فكرة البرنامج تقوم بعرض حادثة أو فكرة وهمية ونسبها إلى فنان معين لمعرفة رد فعل الضيف، وكان السؤال الافتراضي حول الفتى الخبيث الذي ينافسه على الفتاة الجميلة في الفصل ويمكنه الحصول عليها.
وخلال الفقرة تم عرض صورة النجم مارت ديمير، مما أثار حالة من الضحك بين الجمهور بسبب الخلاف المعروف، كما ضحك كوبلاي من جانبه وسخر من الصورة ورد: "أريد أن يكون خصمي شرس مثل كان اورغانجي أوغلو".
واعتبر العديد من الأشخاص إن كوبلاي سخر من مارت رمضان واستهان به ووصفه بالشخص المدلل بهذه الطريقة.
اقرأ ايضاًردة فعل كوبيلاي أكا عند رؤيته صورة مارت رمضان ديمير على "الفتى الخبيث الذي يحب الفتاة الجميلة في الفصل ويعتقد أنه يستطيع التنافس معي"
كوبيلاي: أنا أريد أن يكون خصمي شرس، مثل كان اورغانجي أوغلو#KubilayAka pic.twitter.com/Lr4xvaQ7wa
والجدير بالذكر إن سبب الخلاف بينهما هو علاقة مارت رمضان بالفنانة افرا ساراتش التي كانت مرتبطة بصديق كوبلاي الفنان مارت يازيجي اوغلوا، حيث اثيرت شائعات حول إن علاقة افرا وديمير بدات في الوقت الذي كانت علاقتها مع يازيجي مستمرة.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: أخبار المشاهير مارت رمضان دیمیر
إقرأ أيضاً:
عن العنف الذي لا يبرر
يونيو 11, 2025آخر تحديث: يونيو 11, 2025
وفاء نصر شهاب الدين
كاتبة من مصر
في صغري، أرسلتني أمي إلى بيت جدتي في زيارة كانت تبدو عادية تمامًا، لولا أنها خبأت لي مشهدًا من تلك المشاهد التي تترك ندبة في الذاكرة لا تُشفى بسهولة.
كان هناك كلبٌ أبيض، جميل، شعره كيرلي ناعم كقطن السحاب. بدا لي وقتها وكأنه مخلوق من القصص، من أولئك الذين يرافقون الأطفال في الحكايات القديمة ويحرسونهم من الأشباح. كنت أراه لطيفًا، بريئًا… حتى اللحظة التي ركض فيها خلفي وعقرني.
تغيّر كل شيء بعدها، كبر داخلي خوفٌ لم أفلح في التخلُّص منه تمامًا. كلما اقترب مني كلب في الشارع، تتراجع خطواتي، يتسارع نبضي، وتنهض الطفلة التي بداخلي مذعورة.
لكن، ورغم هذه الذكرى التي جرحت ثقتي، لم أكره الكلاب أبدًا. لم أفهم يومًا كيف يمكن لإنسان أن يؤذي حيوانًا لا حول له ولا قوة، أن يضربه، أن يسحله، أن يسمّمه، أو أن ينظر إليه وكأنه عدو لا بد من القضاء عليه.
الشارع في السنوات الأخيرة صار قاسيًا، ليس فقط على البشر، بل على الكائنات التي لا تملك صوتًا يدافع عنها.
كم من مرة رأيت كلبًا يُركل بلا سبب، أو تُلقى عليه الحجارة وكأن قلوب الناس قد تحجّرت!
كم من مرة سمعت عن حملات قتل جماعي للكلاب الضالة، وكأن الوفاء الذي عُرفت به هذه المخلوقات لم يعد يعني شيئًا في عالمنا.
أين ذهب الحنان؟
أين اختفى التراحم الذي أوصت به الأديان قبل القوانين؟
كيف تحوّلنا إلى بشر يخافون من الطيبة، ويشهرون العداء ضد الكائنات التي لا تطلب إلا الأمان وبعض الطعام؟
الكلب الذي عضّني وأنا طفلة… ربما خاف. ربما رأى فيّ تهديدًا لا أفهمه. ربما أراد أن يلعب ولم يُحسن التعبير.
لكنه، رغم كل شيء، لم يكن شريرًا.
الشر، في حقيقته، ليس في الحيوان، بل في القسوة التي نغلّف بها قلوبنا، وفي الجهل الذي يدفعنا إلى إيذاء كل ما هو أضعف منّا.
ليت الشوارع تتسع قليلًا للرحمة.
ليت البشر يعيدون النظر في علاقتهم بالحيوانات، ليس فقط من منطلق الشفقة، بل من باب المسؤولية الأخلاقية والإنسانية.
فنحن لا نُقاس فقط بما نفعله تجاه من نحب، بل بما نفعله تجاه من لا يستطيع أن يردّ الأذى عن نفسه. نحن نعيش في مجتمع يتحدث كثيرًا عن الأخلاق، عن التدين، عن الفضيلة… لكننا ننسى أن الرحمة ليست شعارًا يُرفع، بل سلوك يومي يُمارس، خاصة تجاه من لا يملك صوتًا يُدافع به عن نفسه.
أحيانًا أسير في الشارع فألمح كلبًا يجلس على الرصيف، عينه قلقة، ذيله بين قدميه، ووجهه ممتلئ بأسئلة لا تُقال:
“هل سأُطرَد؟ هل سأُضرَب؟ هل هذا المارّ طيب أم غاضب؟” كلب لا يريد شيئًا سوى الأمان، وربما قطعة خبز، وربتة على الرأس… أو على الأقل، أن يُترك وشأنه دون أذى. لماذا لا نترك الكلاب وشأنها؟
لماذا لا نعترف بأن هذه المخلوقات، وإن كانت لا تتكلم، إلا أن قلوبها تفهم، وذاكرتها تحتفظ، ووفاءها يتجاوز في كثير من الأحيان وفاء البشر؟ الكلب لا يخون، لا يبيع، لا يؤذي بلا سبب. الكلب لا يكذب.
وما يوجع أكثر من العنف، هو اللامبالاة…أن يُضرَب الكلب في منتصف الشارع، ولا يتوقف أحد. أن يُسمَّم، ويُترك يتلوى في صمت، كأن موته لا يعني شيئًا. أن تتحوّل الكائنات الأليفة إلى أهداف متحرّكة لغضبٍ مكبوت، وعداء غير مبرر، لا تبرّره شريعة، ولا تقبله نفسٌ سوية.
ربما لا أزال أخاف الكلاب قليلًا، لكنني أحبها رغم ذلك، وأدافع عنها ما استطعت. لأنني أؤمن أن الكائن الذي أحبك بصدق حتى بعد أن آذيته، لا يستحق سوى الحماية.
لأن الطفلة التي بداخلي، التي ركضت مذعورة من كلبٍ أبيض، عادت بعد سنوات طويلة، ومدّت يدها لحيوان خائف في الشارع… وربّتت على رأسه. ربما شُفيت بعض الشيء. وربما حان الوقت لنُشفي نحن جميعًا من هذه القسوة التي تسكننا. أقول دائمًا إن ما يفعله الإنسان في الخفاء، مع كائنٍ ضعيف، هو مرآته الحقيقية.
لا يُعرّفنا موقف أمام جمهور، ولا كلمة في ندوة، بل تلك اللحظة التي نمرّ فيها بجانب حيوان جائع أو مذعور… كيف نتصرف حينها؟ تلك هي الحقيقة. الكلب لا يملك لغة ليدافع بها عن نفسه، لكنه يملك قلبًا يفهم ويشعر.
وما أبشع أن نُقابل الوفاء بالخيانة، والوداعة بالقسوة، وأن نغضّ الطرف عن مشاهد الألم لمجرد أنها لا تخصّنا مباشرة
كل كلب مشرّد في شوارعنا هو اختبار صامت لإنسانيتنا. وكل حجر يُرمى، أو قدم تُركل، أو نظرة اشمئزاز تُلقى على كائنٍ أعزل… هي جرح فينا قبل أن تكون جرحًا فيه.
دعونا نتذكر أننا لا نعيش وحدنا، وأن الأرض ليست لنا فقط وأن الرقة ليست ضعفًا، بل رفعة وأن من يُؤذي كائنًا لا يتكلم، سيصعب عليه أن يُحب كائنًا يتكلم. ربما لو أحببنا الكلاب قليلًا، أو على الأقل احترمنا وجودها، لعادت الشوارع أقل عنفًا، وأكثر احتمالًا…وربما لو تذكّر كل واحد فينا كلبًا قديمًا، في طفولته أو في ذاكرته، لكان في قلبه شيء من الحنان لا يُفسَّر.
الكلب الذي عضّني وأنا صغيرة، علّمني شيئًا لا تنقله الكتب: أننا قد نخاف ممّن نحب، لكننا لا نكرههم…وأن الحب الحقيقي لا يزول، حتى إن ترك ندبة.