أزمة الأعلاف.. سبب رئيسى للزيادة الهائلة
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
تعتبر اللحوم الحمراء هى البروتين الأهم بالنسبة لغالبية الشعب المصرى، لكن هذا النوع من البروتين أصبح فوق طاقة الكثير من المواطنين بعد القفزات الجنونية فى أسعاره خلال أشهر معدودة، وما زالت هذه الارتفاعات فى الأسعار مستمرة بنسب غير منطقية، حتى أصبحت تتراوح بين 370 و400 جنيه فى الأسواق، بعدما كانت لا تتعدى 120 إلى 130 جنيهًا قبل أزمة الأعلاف.
وتتراوح نسبة الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء فى مصر من 60% إلى 64% حاليًا، مقارنة بأكثر من 80% قبل عام 2010، ما يعنى انخفاضًا حادًا خلال السنوات الماضية، أثر بالطبع على توافر اللحوم فى الأسواق بأسعار مناسبة لكل المواطنين.
ووفقًا لحصر وترقيم الثروة الحيوانية وقاعدة بيانات توزيع رؤوس الثروة الحيوانية وأنواعها على محافظات الجمهورية الصادر عن وزارة الزراعة، وصل عدد رؤوس الثروة الحيوانية فى 2022 إلى 7.5 مليون رأس بزيادة قدرها مليون رأس ماشية مقارنة بعام 2020.
وأوضح تقرير صادر عن مركز البحوث الزراعية فى مارس الماضى، أن قيمة الواردات المصرية من اللحوم الحمراء ومشتقاتها الصالحة للأستهلاك بلغت نحو 27.5 مليار جنيه (1.5 مليار دولار) عام 2022، وتمثل قيمة الواردات من أستراليا، الدنمارك، ألمانيا، الصومال، وأمريكا نحو 94.6% من إجمالى الواردات.
وبحسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن قيمة واردات مصر من اللحوم تراجعت خلال الـ9 أشهر الأولى من 2023، لتسجل نحو 941.822 مليون دولار مقابل 1.285 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضى 2022.
وبلغ متوسط نصيب الفرد السنوى من اللحوم الحمراء نحو 10.7 كجم سنويا عام 2018 لينخفض إلى نحو 9 كجم سنويًا عام 2020 بمقدار نقص 1.7 كجم.
ووفقًا لشعبة القصابين فى الغرفة التجارية بالقاهرة، فإن سعر كيلو اللحوم البلدى لدى الجزارين يتراوح بين 350 و400 جنيه حسب النطاق الجغرافى لبيع اللحوم أو قطعية اللحوم، فيما بلغت أسعار اللحوم المستوردة فى الأسواق نحو 190 و250 جنيها للحم البرازيلى البقرى.
وتراوحت اللحوم الهندية فتراوحت بين 170 جنيهًا لكيلو اللحم المفروم، و230 جنيهًا لكيلو الكندوز، وسجل سعر كيلو اللحم البرازيلى المكعبات الأحمر 210 جنيهات، وبلغ سعر كيلو اللحوم الجملى 250 إلى 280 جنيهًا.
وتواصل وزارة الزراعة طرح اللحوم البلدية فى منافذها بسعر 220 جنيهًا للكيلو على مدار أيام الأسبوع، لرفع العبء عن كاهل المواطنين. وقال الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، إن هناك اهتمامًا من الدولة بالمشروعات الزراعية وتزويد المنافذ بالعديد من المنتجات الغذائية المختلفة.
وأشارت الوزارة فى بيان لها، إلى أنه يتم أيضًا توفير مصنعات اللحوم والسلع الغذائية الأخرى فى منافذ الوزارة الثابتة والمتحركة التى تجوب المحافظات وتنتشر فى الشوارع الرئيسية المزدحمة بالسكان والميادين العامة لتخفيف العبء عن المواطنين.
وأضافت الوزارة، أن جميع السلع الغذائية الأساسية متوفرة فى منافذها بالكميات التى يحتاجها المواطن وبأسعار مخفضة، نظرًا لعدم وجود حلقات تسويقية، حيث يتم طرح السلع من المزارعين رأسًا إلى المواطنين دون وسطاء، وبالتالى فإن الأسعار تكون منخفضة عن السلع المطروحة بالأسواق بنسبة كبيرة.
فى هذا السياق، يقول مسئول بوزارة الزراعة، إن نسبة الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء فى مصر ارتفعت إلى 64% حاليًا مقارنة بـ 60% العام الماضى.
وأضاف المسئول الذى رفض ذكر اسمه، أن السبب الرئيسى فى الارتفاعات المتتالية لأسعار اللحوم هو التضخم العالمى وزيادة أسعار الأعلاف وتكلفة النقل والتأمين.
وأوضح أن العجل الواحد يستهلك يوميًا 8 كيلوات من العلف، حتى يزيد وزنه كيلو وربع قائم، كما أنه يأكل 2% من وزنه علف مركز، ومع ارتفاع أسعار الأعلاف عالميًا وبالتبعية محليًا لأن مصر تستورد نسبة كبيرة منها، فإن أسعار اللحوم ترتفع، قائلًا: «العام قبل الماضى وما سبقه كان طن العلف بسعر 8 آلاف جنيه، الآن أصبح يباع بـ16 ألف جنيه وأكتر، وبالتالى زادت الأسعار».
وأشار إلى أن التضخم مشكلة يعانى منها العالم كله وليس مصر فقط، وأن بعض البلاد التى نستورد منها اللحوم نفسها تعانى من ارتفاع الأسعار، قائلًا، «البرازيل التى نستورد منها اللحوم تعانى من ارتفاع الأسعار وقد تكون الزيادة فيها أكبر مما هى عليه فى مصر، على الرغم من أن الأعلاف ومدخلات الإنتاج لديها كثير، ولكنها تعانى مثل مصر».
وأكد أنه «بالإضافة إلى التضخم هناك أيضًا مشكلة أخرى تتمثل فى ارتفاع تكلفة الشحن والتأمين على الشحنات»، مشيرًا إلى أن تكلفة نقل طن الذرة على مصر كانت 900 دولار، أما الآن فوصلت إلى 1600 دولار، بسبب المشاكل والتوترات الجيوسياسية فى العالم كله، ولذلك فإن معدلات التضخم العالمية هى السبب الرئيسى فى الأزمة وليست الأعلاف فقط.
وحول بعض المقترحات الخاصة بتوجه الدولة لزراعة الذرة والأعلاف فى مصر، قال إن الذرة سوف تحتاج إلى مساحات شاسعة قابلة للزراعة وكميات كبيرة من المياه، ونحن نعانى حاليًا من أزمة مياه، فضلًا عن أن هذا التوسع سيكون على حساب محاصيل أخرى، فكيف نتخذ هذا القرار فى ظل هذه الظروف، مؤكدًا رغم ذلك على أهمية مشروعات الاستصلاح الزراعى التى نفذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، ودورها فى توفير المحاصيل الأخرى التى تستخدم كعلف للماشية، وبدونها كانت الأسعار وصلت إلى أرقام لا يتخيلها أحد.
وحول مقترحات زيادة الإنتاج، قال إن زيادة حجم الإنتاج تحتاج إلى مكونات إنتاج أكبر، وبالتالى سوف تزداد التكلفة التى ستعود هى الأخرى على المستهلك النهائى بارتفاع الأسعار أيضا، ولذلك فإن الحل النهائى لهذه المشكلة هو استقرار معدلات التضخم العالمية حتى تنعكس على الأسواق المحلية فى النهاية، وبالتالى تنخفض الأسعار أو تستقر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اللحوم الحمراء البروتين الأسعار مستمرة المواطنين من اللحوم الحمراء جنیه ا فى مصر
إقرأ أيضاً:
في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (2 من 2)
كانت الطامة الكبرى في خطط جماعة الإخوان خلال حكم محمد مرسي لمصر هي السعي لـ «تمكين» كوادرها وأعضائها الذين تكالبوا على السلطة وقاموا بغزو كل مؤسسات الدولة وأجهزتها وجامعاتها.
وتغيرت لغة الخطاب داخل هذه المؤسسات وفى أجهزة الإعلام، وأطلقت اللحى، وبدأ اضطهاد الأقباط والشيعة، ووصل الأمر لحد تكفير الشيعة المصريين وسحلهم وقتل أربعة منهم والتمثيل بجثثهم، الأمر الذى أثار غضب كل المصريين.
هكذا عادت الجماعة تستخدم العنف ضد من عدتهم خصوم الاسلام وأعداء الشريعة، ولم يلتفت مرسى للكتابات التى حذرتهم من اجترار تاريخهم الدموى.
وعندما شكلت وزارة هشام قنديل زاد الاضطراب فى البلاد ولم تنجح الحكومة فى مواجهة المشكلات اليومية، لأنها لم تضع خططا موضوعية، ومارست نشاطها بصبغة إخوانية، ولم تكن تطلعاتها وطنية.
وفى الثانى عشر من أغسطس 2012، أصدر مرسى قراره بإقالة المشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع، والفريق سامى عنان رئيس الأركان وبعض أعضاء المجلس العسكرى، كما صدرت قراراته بحركة تنقلات واسعة بين قادة الأفرع المختلفة للقوات المسلحة.
وتجرأ مرسي، بتوجيه من مكتب الارشاد، وأصدر إعلانا دستوريا جديدا ألغى به الإعلان الدستورى المكمل الذى كان قد أصدره المجلس العسكرى يوم 18 يونيو 2012، وكان الهدف من هذا الإعلان الدستورى أن يمنح نفسه صلاحيات مطلقة.
والمثير للدهشة أن الجماعة وأنصارها احتفلوا بالإطاحة بالمشير طنطاوى والفريق عنان، وقدموا تفسيرا دينيا لهذا الانقلاب «فهو نصر مبين يعادل فتح مكة، أو غزوة فى سبيل الله تعادل غزوة بدر»، وأصبح مرسى العياط عند البعض، بطلا مقامه من مقام صلاح الدين الأيوبى قاهر الصليبيين، وكأن المشير طنطاوى كان صليبيا جاء مع الحملة الصليبية ليغزو مصر، ونجح فى تقلد منصب وزير الدفاع!
وتمادى مرسى ومن خلفه مكتب الإرشاد فى تجاهل القوى السياسية الدينية، التى صدمها الإعلان الذى سبقته تظاهرات كوادر وأعضاء الجماعة أمام دار القضاء العالى.
كان هذا الإعلان نقطة تحول فاصلة فى علاقة مرسى والجماعة بالقوى السياسية، حيث جاء لتحصين أى إعلانات دستورية وأي قوانين وقرارات صدرت منذ تولى مرسى رئاسة الجمهورية أو ستصدر بعد ذلك وحتى انتخاب مجلس شعب جديد، فلا يجوز الطعن عليها بأي طريقة وأمام أي جهة، كما نص على إعادة التحقيقات والمحاكمات فى جرائم القتل والشروع فى قتل وإصابة المتظاهرين، وجرائم الإرهاب التى ارتكبت ضد الثوار، كما نص على تعيين النائب العام من بين أعضاء السلطة القضائية بقرار من رئيس الجمهورية، وكذلك نص على أنه لا يجوز لأي جهة قضائية حل مجلس الشورى أو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور.
وهكذا جاء هذا الإعلان الدستورى ليعزز ويوسع صلاحيات وسلطات رئيس الجمهورية، ويحصن قراراته من القضاء.
وقد رفضت الأحزاب والقوى السياسية المدنية هذا الإعلان وهاجمته وخرجت مظاهرات واحتجاجات عنيفة ضده، وأطلقوا عليه «الإعلان الفرعونى».
ورأى البعض أن هذا الإعلان كان بمثابة الشرارة الأولى التى نبهت القوى المعارضة للجماعة، للخطر الذى ينتظر مصر، وأنه لابد من عزل مرسى والتخلص من حكم المرشد.
وعلى الطرف الآخر اندفعت المظاهرات الإخوانية تؤيد الإعلان وعمت الفوضى شوارع القاهرة، وسرعان ما توجهت العناصر المعارضة للجماعة ناحية قصر الاتحادية يوم 25 نوفمبر، واستمرت الاحتجاجات.
وفى الرابع من ديسمبر 2012، ولم يكن قد مضى على تولى مرسى الرئاسة أكثر من ستة أشهر، اعتصمت أعداد كبيرة أمام قصر الاتحادية، وعلى الفور أعلنت الجماعة «النفير العام» واندفعت ميليشيات الإخوان لتدافع عما أطلقت عليه «شرعية الرئيس»، وأسفر عدوان هؤلاء عن إصابة العشرات، وامتدت مطاردة الإخوان إلى ميدان روكسى وشارع الخليفة المأمون وامتداد شارع الميرغنى وشارع القبة وجسر السويس، والشوارع الجانبية فى مصر الجديدة.
ونجحت ميليشيات الإخوان في القبض على عدد ليس بالقليل من المتظاهرين وتم سحلهم وتعذيبهم وتقييدهم على أبواب قصر الاتحادية واتهموهم بالعمالة، وحاولوا انتزاع اعترافات منهم على من يحرضهم من أعداء الجماعة، وقدموا عددا كبيرا منهم للنيابة التى أفرجت عنهم بعد ثبوت براءتهم، ليس فقط، وأنهم كانوا مجنيا عليهم وليسوا جناة، الأمر الذى أدى إلى وقوع أزمة بين المحامى العام المستشار مصطفى خاطر رئيس نيابات شرق القاهرة، والنائب العام، الذى عارض إطلاق سراح المتهمين «الأبرياء»، ولما اشتد الخلاف بين الاثنين قرر النائب العام إلغاء ندب المستشار مصطفى خاطر، وثارت ثائرة أعضاء النيابة وانضم إليهم نادى القضاة، ورفضوا أن ينفذ قرار إلغاء ندب مصطفى خاطر، بل وطالبوا بإقالة النائب العام.
وعندما حاول مرسى امتصاص غضب الثائرين والمعارضين، ودعا إلى «الحوار الوطنى»، كان الحوار مهزلة فاشلة، ولم تنفذ أي من توصياته، عندئذ قرر مرسى إصدار إعلان دستورى جديد ألغى فيه إعلان يوم 22 نوفمبر 2012، وسمح بإجراء الاستفتاء على الدستور الجديد، إلا أن المظاهرات عادت من جديد ضد هذا الإعلان.
هكذا كانت مصر تتجه بسرعة نحو فوضى قد تؤدى إلى كارثة لا يحمد عقباها، وانطلقت حناجر الأئمة والدعاة وعدد من المثقفين تدعو مرسى والجماعة إلى ضرورة إزالة أسباب الاحتقان وعدم الاستمرار فى «تمكين» عناصر الإخوان فى مفاصل الدولة ومؤسساتها.
ورفض مرسى مقترحات «جبهة الإنقاذ» ولم يوافق على حل وزارة هشام قنديل واكتفى بتعديل وزارى محدود وشكلى.
ولما ازداد الاحتقان وازدادت الاضطرابات والفوضى، قام عدد من الشباب غير المنتمين لأحزاب بتأسيس الحركة التى عرفت بحركة «تمرد» واستلهموا فكرة التوكيلات التى نفذت إبان ثورة 1919، حيث أعدوا استمارات موقعة من المصريين يطالبون بها بسحب الثقة من رئيس الجمهورية مرسى العياط ويطالبون أيضا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وقد استحسن الشعب المصرى فكرة «سحب الثقة، وإجراء الانتخابات المبكرة»، لذلك شهدت القاهرة والمدن الكبرى والصغرى والقرى والعزب والنجوع إقبالا هائلا على توقيع الاستمارات.
وتحولت الميادين قبل 30 يونيو إلى ما يشبه ساحات الحرب بين أنصار جماعة الإخوان والمعارضين لها من كل التيارات السياسية، وشارك الذين لا ينتمون أيديولوجيا لأى حزب أو تيار خوفا على مستقبل البلاد، بعدما أدركوا حقيقة الجماعة، والفوضى والخراب الذى تسببت فيه.
وكانت سيناء قد تحولت إلى معسكرات للإرهابيين الذين قتلوا الضباط والجنود، وكان كل يوم يمر يثبت فشل مرسى والجماعة فى إدارة شئون البلاد، وانتشر قطاع الطرق واللصوص فى الشوارع وسرقت السيارات، ولم يعد السير فى طرق القاهرة أو الطرق السريعة آمنا، وحبس كبار السن أنفسهم فى بيوتهم التى لم تعد آمنة هى الأخرى، وبدز اقتصاد البلاد ينهار.
وأطلقت الجماعة أعوانها يحتلون ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، وأطلقوا حملة مضادة لحملة «تمرد» أسموها حملة «تجرد» لم تحظ بتأييد أحد غير أعضاء الجماعة.
وهكذا دخلت مصر فى نفق مظلم ومرت الأيام ثقيلة، وكل يوم يحمل مزيدا من التدهور، عندئذ تدخل الجيش وطلب القوى السياسية المتصارعة بتحقيق مصالحة وطنية، ومنح الكل مهلة أسبوع على الأكثر.
رفض مرسى وأعلنت كوادر الجماعة أنها قادرة على مواجهة أعدائها وسحقهم، وصورت الجماعة الصراع على أنه صراع بين «أنصار البلد» و«أنصار الشيطان»، وأن أنصار الله عليهم مجابهة الكفار، وطمأنت أنصارها: إذا ما قتلنا «فقتلاهم فى النار، وقتلانا فى الجنة».
تزايد عدد الكتابات العلنية والمنشورات التى هاجمت مرسى وجماعته، واتهمتهم أنهم جماعة انتهازية صعدت إلى حكم مصر فى غفلة من الزمن.
فى واحد من المنشورات التى وزعت على المتظاهرين تم حصر أخطاء وخطايا مرسى والجماعة، تحت عنوان "كوارث مرسى وإخوانه" جاء فيه أن مرسى تسبب فى كوارث أهمها:
• الإعلان الدستورى الذى حصن قرارات الرئيس، وهو إجراء غير دستورى وجريمة تستدعى محاكمته.
• تقسيم الشعب المصرى بين الإخوان وأنصارهم «المسلمين» وبقية المصريين «الكفار».
• هجوم الإخوان على المتظاهرين السلميين أمام الاتحادية وقتل 11 شخصا وجرح العشرات بعد تعذيبهم وسحلهم.
• محاصرة المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامى.
• أحداث بورسعيد، ومقتل أكثر من 75 شخصا.
• الاستقالات الجماعية للمستشارين.
• الاضطراب والفوضى وكثرة الجرائم وسرقة السيارات وخطف الأطفال والشباب.
• كارثة قطار أسيوط ومقتل 50 شخصا وكارثة قطار الجنود ومقتل 17 جنديا.
• تعكير الأمن العام واحتلال ميدان رابعة العدوية والنهضة.
• انتشار الكذب والخداع وعدم الشفافية.
• الهجوم على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
• الصدام مع الأزهر الشريف.
• الهجوم على الإعلام وتحميله مسئولية الكوارث التى حلت بمصر.
• أزمة الوقود والسولار وانقطاع الكهرباء.
• خطف الجنود وعدم محاكمة الخاطفين.
• مشروع الصكوك الإسلامية.
• تلفيق التهم للمعارضة للجماعة.
• إعلان براءة جميع المتهمين فى موقعة الجمل.
• الإفراج عن المسجونين من أعضاء الجماعة.
• التصريحات البذيئة لوزير الإعلان الإخوانى.
• التخطيط لأخونة التليفزيون المصرى والمؤسسات والجامعات.
• استقالة المستشار القانونى لمرسى وإعلانه صراحة هيمنة مكتب الإرشاد على الرئيس.
• كارثة التعامل إعلاميا مع مشكلة سد النهضة.
• معادة الجماعة للقضاة ومحاولة تزكيته لخدمة أغراض الجماعة.
• إساءة مرسى بخطاباته المسفة فى المحافل الدولية.
وبدأت دعوات الاحتشاد الوطنى، وطرحت كثير من الأفكار حول «ترتيبات ما بعد التخلص من مرسى وجماعته» من ذلك المنشور الذي نشرته «حركة الدفاع عن الجمهورية» بتاريخ 24 يونيو 2013 الذى جاء فيه: «إن الحركة تنظر إلى المرحلة الانتقالية الجدية بمنظور أوسع وأشمل من مجرد تغيير رئيس برئيس آخر، وأن هذه النظرة تحمى الوطن العزيز من شرور الانتقام والتشرذم والصراع السياسى».
وافترضت الحركة أن تكون المرحلة الانتقالية سنة واحدة فقط يتم فيها توفير المناخ الأفضل والأكثر ديمقراطية للأحزاب والقوى والتنظيمات السياسية، لتطرح أفكارها حول القضايا ذات الأولوية من ذلك قيام الجيش بحماية أركان الدولة، وإدارة الشئون الداخلية بعد تعطيل الدستور الإخوانى، ومن ذلك أيضا تفعيل القرارات أرقام 56، 95 لسنة 1968، و445 لسنة 1970، بشأن دور «المجلس الأعلى للأمن القومى»، وحل مجلس الشورى الإخوانى على أن يتولى التشريع مؤقتا الجمعية التأسيسية للدستور البديل.
هكذا، وبعد سنة واحدة من صعود الإخوان للحكم، اكتشف الشعب المصرى أنهم ليسوا دعاة أو رجال دين، وإنما هم رجال سياسة انتهازيون إرهابيون، لهم أطماعهم وأفكارهم التى لم يتقبلها الشعب وكان أخطرها تقسيم المصريين إلى مسلمين وكفار.
خرج المصريون وحاصروا وزارة الثقافة، ورفضوا اتّباع جماعة جاءت لتنفذ المشروع الأمريكى، مشروع الشرق الأوسط الجديد، لبلدهم، كما رفضوا فكرة تقسيم المقسم وتجزئة المجرمين.
كان مشهد الملايين التى قدرت بقرابة الأربعين مليون مشهدا مذهلا وصادما للجماعة وحلفائها فى الخارج، وكان لابد من قرار حاسم، وتحت ضغط الشعب الثائر جاء القرار يوم 3 مايو 2013 بإنهاء رئاسة الرئيس الإخوانى محمد مرسى، وتعيين المستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد وتعليق العمل بالدستور وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
هكذا نجح الشعب المصرى مؤيدا بجيشه الوطنى فى إفشال المشروع الأمريكى، وهزيمة الجماعة التى دفعت للسيطرة على الحكم، ووضع حد للفوضى التى أوشكت أن تودى بتماسك الشعب المصرى وتهز أركان الدولة، وتدخلها فى نفق مظلم.
وبدأت الجمهورية الجديدة ترسم شخصية جديدة لمصر، وكان على الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يخوض أولا معركة شرسة على الإرهابيين وأعداء مصر فى الداخل والخارج، وهى المعركة التى بدأت من عام 2014 وحتى الآن.
اقرأ أيضاًفي ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (1 من 2)
«صحيفة الرأي الأردنية»: أمن الدولة يستدعي المسئول الأول في جماعة الإخوان
«حدث في زمن الإخوان.. الطريق إلى ثورة 30 يونيو».. كتاب لمصطفى بكري يكشف خطايا الجماعة خلال حكم مصر