كشف باحثون عن أن بروتين السينوكلين المفسفر المرتبط بعدد من الأمراض العصبية التنكسيّة له دور في الاتصال بين الخلايا العصبية في الدماغ السليم.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشرت في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي في مجلة نيورون (Neuron)، وكتب عنها موقع "سينس دايلي" (ScienceDaily).

والفسفرة (Phosphorylation) هي عملية يتم فيها إضافة أيون الفوسفات إلى حمض أميني ما، أو إلى وحدة بنائية ما داخل بروتين. حينما يتم إضافة أيون الفوسفات يصبح البروتين مفسفرا. عندما تتم عملية الفسفرة يتغير شكل البروتين، ويتغير مستوى نشاطه. في حالتنا هذه فإن البروتين الذي تمت فسفرته هو بروتين ألفا سينوكلين.

معظم الدراسات التي تمت على هذا البروتين ركزت على دوره في بعض الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض باركنسون والخرف المرتبط بأجسام ليوي. في مرض الخرف المرتبط بأجسام ليوي يحدث تراكم لتكتل من البروتينات تسمى أجسام ليوي (Lewy bodies).

يعتقد أن هذه البروتينات سامة للخلايا العصبية. وإحدى النظريات السائدة في هذا السياق أن الألفا سينوكلين المفسفر يحفز حدوث هذا المرض.

تصيب ملايين البشر

الأمراض العصبية التنكسية هي مجموعة من الأمراض التي تصيب ملايين البشر حول العالم، من أكثرها شيوعا مرض باركنسون ومرض الخرف. وتحدث هذه الأمراض عندما تفقد الخلايا العصبية في الدماغ، أو في الجهاز العصبي الطرفي قدرتها على العمل تدريجيا إلى أن تموت. وعلى الرغم من وجود بعض العلاجات التي من الممكن أن تساعد في التقليل من الأعراض الجسمية أو العقلية المرتبطة بهذه الأمراض، فإن إبطاء حدوثها أو شفاءها بشكل تام هو أمر غير ممكن حتى هذا اللحظة.

تشير الدكتورة بيث آن سيبر مديرة البرنامج في المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية في الولايات المتحدة (National Institute of Neurological Disorders and Stroke (NINDS)) إلى أن معظم الدراسات حتى الآن تربط وجود الألفا سينوكلين المفسفر بوجود مرض ما مثل مرض باركنسون.

ازداد الاهتمام مؤخرا بتطوير أدوية تمنع فسفرة الألفا السينوكلين في محاولة لعلاج هذه الأمراض. النتائج التي تم الوصول لها شكلت تحديا للفرضيات الحالية التي تتحدث عن نشأت هذه الأمراض في الدماغ. ومن الممكن لهذه النتائج أن تسلط الضوء على علاجات أفضل لهذه الأمراض.

دراسات سابقة تم إجراؤها في مختبر البروفيسور -سوبهوجيت روي الطبيب والأستاذ في جامعة كاليفورنيا سان ديغو وكبير الباحثين لهذه الدراسة- تشير إلى أن بروتين ألفا سينوكلين يخفض من الإشارات العصبية الزائدة الدماغ السليم لينظم الاتصال العصبي.

خلال الدراسات التي تم إجراؤها ظهر وبشكل غير متوقع أن عملية فسفرة الألفا سينوكلين هي عملية ضرورية ليعمل البروتين بشكل طبيعي.

استخدمت النمذجة الجزيئية لمشاهدة الهيكل البنائي للألفا سينوكلين ليتبين أن الألفا سينوكلين مفسفر، لقد تغير بناء الألفا سينوكلين بطريقة تعزز التفاعل مع البروتينات الأخرى داخل الدماغ السليم. هذه الدراسة تم إجراؤها في مختبر البروفيسور روي، وقد قادها الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه ليوناردو بارا ريفاس.

علاوة على ذلك فقد لوحظ ارتباط بين زيادة النشاط العصبي الكهربائي والكيميائي وزيادة كمية الألفا سينوكلين المفسفر في الخلايا العصبية المزروعة في المختبر، وفي أنسجة أدمغة الفئران. هذه النتائج تشير إلى احتمالية وجود علاقة بين النشاط التشابكي وفسفرة الألفا سينوكلين المفسفر. وبالإضافة لذلك فقد أظهرت التجارب أنه عملية الفسفرة تؤدي دورا كبيرا في جمع شبكات البروتينات التي تربط الحويصلات المشبكية. والحويصلات هي جيوب صغيرة تفرز مواد كيميائية تمكّن الأعصاب من الاتصال فيما بينها والاتصال مع الخلايا الأخرى، ويمكنها أيضا من أن تبطئ من النشاط العصبي.

لذلك فعملية فسفرة الألفا سينوكلين تمثل الفرامل التي تضبط بعض الأنشطة العصبية، مما يشير إلى أنه من الممكن أن يكون لها دور في الأدمغة السليمة لم يكن متكشفا من قبل. يشير الدكتور روي بأسف إلى أننا عرفنا، ولكن بعد فوات الأوان أننا لم ننظر إلى فسفرة السينوكلين بالطريقة الصحيحة.

البصيلة الشمية

فلنأخذ على سبيل المثال الدوائر في البصيلة الشمية، والتي تشير النتائج التي وصل لها الباحثون أنها تحوي على مستويات مرتفعة من الألفا سينوكلين المفسفر. الأنف لا يتوقف عن الشم ومن ثم فإنه في حالة نشاط دائمة. وإحدى الفرضيات تقترح أن الألفا سنيوكلين المفسفر قد تطور ليصبح وسيلة أمان تستخدم لتحمي الدوائر العصبية التي تحتاج أن تكون نشطة بشكل مفرط. وجود الألفا سينوكلين المفسفر بشكل مستمر في أماكن معينة في الدماغ تعكس الحاجة لهذه الحالة البيوكيميائية في هذه المناطق.

ويلزم الآن المزيد من الدراسات لفهم الأحداث القليلة -نسبيا- التي تحدث في الدماغ السليم، والتي تتراكم عبر الزمن والتي من الممكن أن تحفز تراكم الألفا سينوكلين لتشكل "أجسام ليوي" الأمر الذي يؤدي إلى مرضى باركنسون ومرض الخرف المرتبط بـ"أجسام ليوي". علاوة على ذلك فإن الأدوية المصممة لمنع فسفرة الألفا سينوكلين من الممكن أن تؤدي بشكل غير مقصود لآثار جانبية لمنع عملية من الممكن أن تحمي وظائف الأعصاب في فترة ذروة نشاطها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الخلایا العصبیة من الممکن أن هذه الأمراض فی الدماغ إلى أن

إقرأ أيضاً:

موظفو أبل يكشفون أسباب فشل الذكاء الاصطناعي: قيادة تقليدية وتمسك قوي بالخصوصية

قدمت شركة أبل في سبتمبر من العام الماضي، سلسلة هواتف iPhone 16، مع وعد بأن الهواتف الجديدة "مصممة من أجل Apple Intelligence". لكن الحقيقة لم تكن بهذه الوضوح، حيث أن أزمة الذكاء الاصطناعي في آبل تعود لسنوات عديدة بحسب موظفين في الشركة.

للتوضيح، خدمة Apple Intelligence لم تكن متاحة حتى وقت إصدار سلسلة iPhone 16. 

وعندما وصلت أخيرًا إلى نظام iOS، تضمنت فقط عددًا قليلاً جدًا من الميزات التي تم الترويج لها في البداية. وقد بدأت أبل تدريجيًا في إطلاق المزيد من هذه الميزات، لكن الأداة الأهم  المساعد الرقمي Siri المعاد تصميمه لا تزال غائبة.

هناك عدة عوامل أدت إلى هذا الفشل، لكن العاملين الأكثر بروزًا هما: إدارة الشركة والتزامها الصارم بخصوصية المستخدمين.

الذكاء الاصطناعي لم يظهر فجأة مع صعود شعبية روبوت المحادثة ChatGPT من OpenAI قبل سنوات قليلة فقط. شركات كبرى مثل جوجل، ميتا، وأمازون كانت تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، لأنها رأت أنه سيكون جزءًا رئيسيًا من مستقبل الحوسبة.

لكن مسؤولو أبل رغم اهتمام ستيف جوبز بمساعد Siri قبل وفاته لم يروا في البداية أهمية الذكاء الاصطناعي. وقال موظف في الشركة إن نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات في آبل، كريج فيديريغي، لم يكن يعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيصبح أمرًا مهمًا يومًا ما.

فيديريغي كان مترددًا في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي. المأساة الأكبر أن عدة مسؤولين كبار آخرين رأوا إمكانيات الذكاء الاصطناعي منذ أكثر من عقد، لكن عندما حاولوا إقناع فيديريغي لم يستجب، وبقية المسؤولين على مستوى فيديريغي كانوا أيضًا متشككين بمستقبل الذكاء الاصطناعي.

عندما أتاح OpenAI الوصول إلى ChatGPT، تفاجأت آبل تمامًا. نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) التي تُمكن الذكاء الاصطناعي الحديث ظهرت فجأة بالنسبة لآبل.

 وعندما استخدم كريج فيديريغي ChatGPT لكتابة بعض الأكواد في مشروع شخصي، أدرك أخيرًا إمكانيات الذكاء الاصطناعي، لكن الوقت كان قد فات للحاق بالمنافسين.

أيهما أفضل للشراء .. هاتف Oppo Find X8s أو iPhone 16 Proأيهما أفضل.. هاتف Vivo X200 Ultra أم iPhone 16 Pro Maxالتزام آبل الصارم بخصوصية المستخدمين

آبل تشدد جدًا على خصوصية بيانات مستخدميها، وهذا بحسب موظفين في الشركة أدى إلى تباطؤ كبير في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

 بينما يقوم OpenAI بجمع بيانات من الإنترنت ومن جلسات ChatGPT، ترفض آبل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على بيانات مستخدمي iPhone وMac. كما تسمح آبل للمواقع بسهولة استبعاد نفسها من مصادر بيانات الزاحف الخاص بها.

نتيجة لذلك، حتى بعد ضخ موارد في بحوث الذكاء الاصطناعي، لا تزال آبل متأخرة عن منافسيها. إذ يعمل لدى آبل آلاف المحللين في عدة دول لتحليل مخرجات الذكاء الاصطناعي وتصحيح الأخطاء. 

كما تطور الشركة مساعدًا رقميًا منفصلًا يُدعى "LLM Siri" لتبديل Siri الحالي عندما يكون جاهزًا.

جون جياناندريا، الذي عمل سابقًا في مجموعات الذكاء الاصطناعي في جوجل قبل انضمامه لآبل في 2018، تم تقليل صلاحياته مؤخرًا في تطوير المنتجات. جياناندريا يرى أن آبل لا تواجه تهديدًا من المنافسين في مجال الذكاء الاصطناعي. أما المدير التنفيذي تيم كوك، المهتم بشدة بتطوير الذكاء الاصطناعي، فقد فقد ثقته بقدرات جياناندريا على التنفيذ.

كريج فيديريغي تولى مسؤوليات أكبر في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي في آبل، وربما يشعر بمسؤولية عن الموقف. وأكد المسؤولون في آبل أنهم يتحملون المسؤولية الشخصية عن إخفاق Apple Intelligence.

iPhone يلتفت إلى Gemini ونماذج ذكاء اصطناعي أخرى

تسارع آبل حاليًا لإطلاق أكبر عدد ممكن من ميزات الذكاء الاصطناعي التي وعدت بها. وفي هذا السياق، تجري الشركة محادثات مع جوجل لإدماج نموذج الذكاء الاصطناعي الرائد Gemini في هواتف iPhone، نفس النهج الذي اتبعه سامسونج مع سلسلة Galaxy S25 وجوجل مع هواتف Pixel 9.

ووفقًا للتقارير، تخطط آبل أيضًا لدمج نماذج ذكاء اصطناعي أخرى مثل Perplexity في منظومتها، مما يمنح المستخدمين حرية اختيار نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يرغبون باستخدامه على أجهزتهم.

أزمة Apple Intelligence تمثل مثالًا واضحًا على كيف أن عدم الاستثمار المبكر في المستقبل يجعل ذلك المستقبل أكثر تكلفة. كما أنها غيّرت طريقة آبل في إعلان ميزاتها، حيث تقول المصادر إن الشركة ستصبح أكثر حذرًا وتعلن عن الميزات قبل إطلاقها بشهور قليلة فقط. ولهذا السبب، من المتوقع أن يكون مؤتمر WWDC لهذا العام أقل ضجة وإثارة من المعتاد.

طباعة شارك آبل iPhone 16 iPhone الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • النمر: الوقاية من الأمراض المزمنة تبدأ من العيادة وتنتهي في المطبخ
  • نجوم “Wednesday” يكشفون تفاصيل مشوّقة عن الموسم الثاني
  • مصر: هبوط الدولار إلى أدنى مستوى منذ 6 أشهر.. خبراء يكشفون الأسباب
  • مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي والشريعة بجامعة جرش
  • لأول مرة.. علماء يحولون الرصاص إلى ذهب لحظيًا
  • ابتكار لوحة شمسية داكنة من الخلايا الكهروضوئية
  • علماء يحذرون: إهمال إصابات القطط بإنفلونزا الطيور يهدد جهود مكافحة الوباء
  • موظفو أبل يكشفون أسباب فشل الذكاء الاصطناعي: قيادة تقليدية وتمسك قوي بالخصوصية
  • نجوم Mission Impossible -The Final Reckoning يكشفون كواليس العمل مع توم كروز
  • كيف يخترق فيروس نقص المناعة البشرية الخلايا المناعية ويختطفها؟