وكالات:

تسريبات في الصحافة الإسرائيلية، الخميس 1 فبراير/شباط، لما وصف بأنه “خطة نتنياهو السرية لليوم التالي لغزة”، من ثلاثة مراحل لمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وتضمن الخطة، وفقا للتسريبات التي نشرتها عدة وسائل إعلام إسرائيلية، وصول “سلطة فلسطينية جديدة” لحكم قطاع غزة بعد “سنتين إلى 4 سنوات من الحكم العسكري الإسرائيلي”.


وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن هذه “الخطة السرية” وضعتها إسرائيل باسم “مجموعة رجال أعمال” يرتبط العديد منهم “ارتباطا وثيقا” بنتانياهو.

وذكرت صحيفة “معاريف” العبرية، أن عددا من رجال الأعمال في إسرائيل قد صاغوا خطة من ثلاثة مراحل لمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وقالت الصحيفة ان الخطة تقتضي في مرحلتها الأولى بإنشاء إدارة عسكرية إسرائيلية كاملة في القطاع الفلسطيني.

وفي تعليقها، وصفت صحيفة “معاريف” العبرية الخطة بأنها “بالون نتنياهو الاختباري، الذي يتوافق مع المبادرة الأميركية للتسوية الشاملة للشرق الأوسط”.

ومع اقتراب الحرب في غزة من بلوغ شهرها الخامس، لا يزال رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يرفض مناقشة مستقبل القطاع الفلسطيني بعد “القضاء على حماس”.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في تقرير لها، إن نتانياهو “يتهرب حتى الآن” من “أصعب القرارات السياسية في حياته المهنية الطويلة: من الذي يجب أن يحكم غزة بعد حماس؟”.

وفي وقت تسعى الولايات المتحدة والحكومات العربية الرئيسية أن تشرف السلطة الفلسطينية على القطاع بعد إعادة تنشيطها، يرفض نتانياهو ذلك.

في ديسمبر الماضي، قال نتانياهو إن بلاده ستكون وحدها المسؤولة عن الأمن في غزة بعد الحرب، معبرا عن رفضه أيضا فكرة سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع.

وأضاف نتانياهو، خلال اجتماعه بلجنة الدفاع والشؤون الخارجية بالكنيست، إن “الفرق بين حماس والسلطة الفلسطينية أن حماس تريد تدميرنا الآن، والسلطة الفلسطينية تريد أن تفعل ذلك على مراحل”.

وقال محللون لموقع قناة “الحرة” إن تلك التسريبات تأتي بهدف “التهرب” من مناقشة مستقبل قطاع غزة و”تشتيت الانتباه” عن موقفه الرسمي إزاء هذه المسألة “لتخفيف الضغط الدولي” عليه.

وقال المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن، إن “نتانياهو يلجأ دائما للتسريبات الصحفية إذا أراد أن ينشر معلومات لا يرغب أن يقولها باسمه”.

وقال إن نتنياهو “بحاجة إلى التعامل مع الضغوطات الخارجية؛ ولهذا السبب يقوم بالتسريبات وليس الإدلاء بتصريحات باسمه”.

وتابع: “يقول بعد 4 سنوات سيسلم السلطة الفلسطينية المسؤولية، ولكن فعليا هو يؤجل حسم الموضوع إلى أجل غير مسمى”.

وقال زميل أبحاث سياسة الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، حسن الحسن، إن “مثل هذه التسريبات لا تعدو كونها محاولة لتشتيت الانتباه عن موقف نتانياهو الرسمي”، لا سيما وأن رئيس الوزراء البالغ من العمر 74 عاما يرفض فكرة إنشاء دولة فلسطينية.

وقال الحسن إن التسريبات تأتي أيضا في سياق “تخفيف الضغط الدولي المتنامي تجاه إسرائيل دون تقديم أي التزام أو تنازل رسمي يذكر لصالح الفلسطينيين”.

ورفض نتانياهو بشدة فكرة إقامة دولة فلسطينية، قائلا في مؤتمر صحفي يوم 18 يناير، إن إسرائيل يجب أن “تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة والضفة الغربية لمنع الهجمات الإرهابية”.

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر بعد هجمات غير مسبوقة شنتها حركة حماس، على إسرائيل.

وفي وقت سابق، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، التقارير التي أفادت بموافقة إسرائيل على إطار عمل طُرح خلال المباحثات التي جرت في باريس للتوصل إلى اتفاق جديد مع حماس، فيما جددت هذه الأخيرة، من جانبها، تمسكها بشرط وقف “شامل للحرب” قبل إبرام أي صفقة.

واعتبر المحلل المختص في الشؤون الإسرائيلية، خلدون البرغوثي، أن “هذه الأطروحات تشير إلى تخبط نتانياهو وعجزه عن الإتيان بفكرة واقعية” لمستقبل غزة.

وقال البرغوثي إنها “خطة غير واقعية ولن تكون مقبولة ولن تجد من ينفذها على الأرض”.

وتابع: “نتانياهو عندما يقدم هذه الأطروحات يريد أن يقرر مصير الفلسطينيين ويتخذ القرارات بدلا منهم ويبقيهم تحت السيطرة الإسرائيلية التامة”.

واستطرد قائلا: “ربما (هذه التسريبات جاءت) بسبب الانتقادات التي وجهت له (نتانياهو) وعجزه عن تقديم طرح يتعلق بما يسمى باليوم التالي لغزة خاصة وأنه تهرب من نقاش ذلك في الكابنيت”.

“حلقة مفرغة”

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: قطاع غزة الحرب فی

إقرأ أيضاً:

ممثل سوريا في اللقاءات السرية مع إسرائيل..من هو أحمد الدالاتي؟

رام الله - دنيا الوطن
كشفت خمسة مصادر مطلعة عن عقد اجتماعات مباشرة بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين خلال الأسابيع القليلة الماضية، بهدف احتواء التوتر ومنع اندلاع صراع في المنطقة الحدودية، وفق ما نقلته وكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء.

وبحسب المصادر، فقد قاد المحادثات من الجانب السوري أحمد الدالاتي، وهو شخصية بارزة صعد نجمها في المشهد السياسي السوري بعد التغيرات التي شهدتها البلاد نهاية العام الماضي.

ويُعد الدالاتي، البالغ من العمر 40 عامًا، أحد أبرز وجوه السلطة الجديدة في دمشق. وُلد في سبتمبر/أيلول 1985 في بلدة كفير الزيت بوادي بردى في ريف دمشق، وحصل على شهادة في هندسة المعلوماتية من المعهد التقني للحاسوب. لعبت خلفيته التقنية دورًا في تطوير وسائل اتصال وتنظيم ميداني خلال سنوات الصراع.

مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، كان الدالاتي من أوائل المنخرطين في الحراك الشعبي، حيث بدأ بتنظيم المظاهرات السلمية قبل أن يتحول إلى العمل العسكري عبر انضمامه إلى "جيش الإسلام"، ثم لاحقًا إلى "حركة أحرار الشام" بعد انتقاله إلى شمال سوريا في عام 2015.

ومع انهيار النظام السوري السابق في ديسمبر 2024، برز الدالاتي كأحد الداعمين الرئيسيين للسلطة الجديدة، وتولى عدة مناصب رفيعة منها نائب محافظ ريف دمشق، ومحافظ القنيطرة، وقائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، حيث أطلق مبادرات للتهدئة في الجنوب السوري وفتح قنوات تواصل مع الزعامات المحلية.

وفي إطار هذه المهام، تولى الدالاتي ملف التواصل مع الجانب الإسرائيلي، ليصبح حلقة الوصل الرسمية بين دمشق وتل أبيب، بحسب ما أكده المسؤولون المطلعون على المفاوضات.

وكان مسؤول إسرائيلي قد صرح قبل أيام لقناة "العربية" بأن لقاءات جرت بين إسرائيل وممثلين عن الإدارة السورية الجديدة برعاية تركية، واصفًا إياها بأنها "إيجابية"، مشيرًا إلى أن دمشق قدمت لفتات حسن نية سيتم الرد عليها بالمثل.

وتأتي هذه اللقاءات في ظل غياب أي علاقات دبلوماسية رسمية بين الطرفين، واستمرار التوترات المزمنة، لا سيما مع بقاء الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967.

التحركات الأخيرة تعكس مساعي إقليمية ودولية لكبح التصعيد في جنوب سوريا، وسط تحولات سياسية داخلية وخارجية تعيد رسم ملامح المشهد السوري بعد أكثر من عقد من الحرب.

مقالات مشابهة

  • كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟
  • من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة.. رسائل متضاربة عن الهدنة
  • ممثل سوريا في اللقاءات السرية مع إسرائيل..من هو أحمد الدالاتي؟
  • نتنياهو: غزة سجن كبير وحدودها مغلقة.. ولا يمكن إطلاق سراح الرهائن دون نصر عسكري
  • نيويورك تايمز: تعليقات ترامب بشأن غزة تعكس عزلة إسرائيل المتزايدة
  • صحيفة تكشف خطة نتنياهو السرية للعبور بحكومته حتى عطلة الكنيست بعد شهرين
  • وزير الدفاع الإيطالي: نتنياهو مخطئ في كل شيء تكتيكيا وأخلاقيا
  • هآرتس: إسرائيل رفضت مقترحا قدمته "حماس" يتضمن إنهاء الحرب
  • جنرال إسرائيلي: نتنياهو يواصل التنصل من فشله بغزة والجنود يدفعون الثمن
  • زعيم تاريخي لليكود يهاجم نتنياهو: دمرت كل شيء لأجل ائتلافك القذر ‏