محكمة بريطانية تؤيد دعوى صحفي تعرض للعنصرية في البي بي سي
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
أدانت محكمة العمل في لندن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وقالت إنها أخلّت "بشكل صادم" بواجبها في التعامل مع شكوى رفعها صحفي بريطاني من أصول جزائرية ضد زميل له وضد رؤسائه في العمل بعدما اتهمهم باضطهاده عنصريا.
وذكرت المحكمة -في حكم اطلعت عليه الجزيرة نت- أن الصحفي البريطاني ذا الأصول العراقية صفاء جبارة استخدم عبارات "عنصرية مهينة وغير مقبولة" ضد زميله أحمد روابة.
وأشار الحكم إلى أن جبارة قال عن زميله "إنه دائما يتحدث بانفعال.. هذه هي طبيعته لأنه جزائري.. إنها طبيعة البدو.. إنه عنيف لأن بلاده فيها كثير من العنف.. لا يستطيع أن يتحدث بهدوء هذه هي طبيعتهم وثقافتهم"، وهو ما عدّه أحمد روابة إهانة عنصرية مباشرة.
وأوضحت المحكمة بأن حديث جبارة (الذي ورد في تصريح مكتوب كجزء من تحقيق داخلي) هو فعلا "اضطهاد عنصري" لم يحرك رؤساء أحمد روابة ولا إدارة الموارد البشرية في بي بي سي ساكنا لوقفه.
واشتكى روابة في مرافعته تعرضه طيلة سنوات إلى حملة مضايقات وتحريض وعنصرية من رئيس تحريره محمد يحيى، ونائبه مصطفى كاظم، بلغت 13 شكوى عليه داخل بي بي سي، رُفضت كلها لغياب الأدلة.
ويعمل روابة في بي بي سي منذ 12 عاما، وعمل سابقا لمواقع كبيرة بينها بلومبيرغ وداو جونز والجزيرة.
وفي حكمها أشارت المحكمة إلى أن إدارة بي بي سي أخلّت بواجبها في التعامل مع شكوى روابة، إذ لم تتخذ التدابير القانونية المطلوبة في معالجتها على مستوى المؤسسة، وعبرت عن "الصدمة" لإخفاق المؤسسة "في كل مناسبة" في تطبيق تعريفها المعتمد لمفهوم المضايقة.
وذكرت المحكمة أن المسؤولين الذين أوكلت إليهم مهمة النظر في الشكوى أغفلوا خطورتها، وتهاونوا في تطبيق قوانين بي بي سي المتعلقة بالعنصرية في أماكن العمل، وتحيزوا للمشتكى منه.
وتُقابل قضايا العنصرية بحساسية عالية في بريطانيا وهي حساسية تزداد إن كان المدعى عليه يعمل في مؤسسة كبرى مثل بي بي سي التي تركز كثيرا على مفاهيم المساواة ومكافحة التمييز.
وتأتي قضية الصحفي روابة في وقت تشهد فيه المؤسسة تغيرات عميقة شملت تقليصا في أقسام كثيرة، انتهت بالتسريح الطوعي والإجباري لمئات الصحفيين، كثير منهم في القسم العربي الذي أنهيت خدمته الإذاعية التقليدية العام الماضي، ناهيك عن تحويل الجزء الأكبر من الإنتاج الرقمي إلى الأردن.
وقضية روابة واحدة من سلسلة قضايا بارزة تتعلق بالعنصرية هزت بي بي سي خلال الـ20 عاما الماضية.
ففي 2014 قاضت ممثلة بريطانية من أصول هندية المؤسسة بعدما اتهمت مذيع برنامج عالم السيارات (Top gear) جريمي كلاركسون باستخدام لفظ عنصري مهين في برنامجه للإشارة إلى المنحدرين من أصول آسيوية، وهي قضية ما فتئت أن تبِعتها أخرى تورط فيها المذيع ذاته، وانتهت بتوجيه إنذار نهائي إليه من بي بي سي التي غادرها في النهاية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بی بی سی
إقرأ أيضاً:
دموع في أروقة المحكمة.. زوجة في دعوى طلاق للضرر: بيخوني على سريري
دموع في أروقة المحكمة.. زوجة في دعوى طلاق للضرر: بيخوني على سريري
بين جدران محكمة الأسرة بالزيتون، وقفت “ص. ل” البالغة من العمر 29 عامًا، تغالب دموعها وسط الزحام، حاملة على عاتقها خيبة أمل كبيرة، لطالما حلمت بيوم زفافها منذ كانت طفلة، وظنت أن زواجها من “خ. ز” صاحب الـ38 عامًا سيكون بداية لحياة وردية، إلا أن الواقع صدمها بقسوته.
خلف ابتسامة الزوج في بداية الزواج، كان يختبئ وجه آخر لرجل استباح قدسية بيت الزوجية، فحول عش الزوجية إلى مسرح للخيانات والانحرافات، أدمن المخدرات، وجعل من منزله وكرا لاستضافة الساقطات، يمارس الرذيلة دون وازع، في حضورها أحيانًا أو غيابها، وعندما اعترضت لم تتلق سوى الإهانة والضرب، وكأن صوتها لا حق له في الاعتراض على هذه المهانة.
داخل قاعة المحكمة، كانت الزوجة تسترجع ذكريات الانهيار لحياة كانت تحلم بها مختلفة تمامًا، كانت تتذكر وعوده بالأمان، أحلامها المعلقة عليه، لكن الواقع كان عكس كل ذلك، الجلسة لم تكن فقط جلسة طلاق، بل كانت تشييعا رسميا لثقة خذلتها، وكرامة انتهكتها يد من وعدها بالحماية.
خرجت الزوجة تحمل لقب “مطلقة” بحكم قضائي، في يدها ورقة الطلاق، وفي قلبها ثقل التجربة المريرة.