بلينكن يعود للمنطقة سعيا لإبرام اتفاق والخلافات تنذر بانهيار حكومة الحرب بإسرائيل
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
من المقرر أن يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد جولة جديدة في الشرق الأوسط سعيا لإنجاز اتفاق يشمل هدنة في غزة وتبادلا للأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بينما يثير الاتفاق المحتمل خلافات متصاعدة داخل حكومة الحرب في تل أبيب.
فقد أعلنت الخارجية الأميركية اليوم الجمعة أن بلينكن يتوجه إلى السعودية ومصر وقطر وإسرائيل والضفة الغربية من 4 إلى 8 فبراير/شباط الجاري.
واضافت الوزارة -في بيان- أن وزير الخارجية سيواصل جهود التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع "الرهائن" وهدنة إنسانية في غزة، ويواصل العمل على منع توسع الصراع في المنطقة.
وتأتي جولة بلينكن الجديدة بعد إعلان كل من قطر والولايات المتحدة إحراز تقدم في المفاوضات الرامية إلى إبرام صفقة بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك المقترحات التي أسفرت عنها محادثات جرت في باريس بمشاركة أميركية قطرية مصرية.
والمقترح المطروح على الطاولة الآن يقضي بتنفيذ هدنة موسعة يتخللها تبادل نحو 130 أسيرا إسرائيليا في غزة بأعداد من الأسرى الفلسطينيين على مراحل، وقد يفضي ذلك في نهاية المطاف إلى وقف الحرب.
وأكدت حماس أنها تسلمت المقترح وبصدد دراسته، وكانت الحركة أكدت مرارا أن أي صفقة يجب أن تشمل وقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.
من جانبها، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد اليوم إن بلادها تعمل بلا كلل مع قطر ومصر والشركاء الإقليميين الآخرين بشأن ما وصفته باقتراح قوي ومقنع.
وعلى صعيد متصل، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن وزير الخارجية رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ناقش مع غوتيريش جهود إنهاء القتال في غزة وإطلاق المحتجزين ودعم العمليات الإنسانية.
أحزاب هددت بالانسحاب.. خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بسبب #حرب_غزة#الأخبار pic.twitter.com/lgl4UBuX0I
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 2, 2024
خلافات بإسرائيلفي غضون ذلك، تنذر الخلافات التي يتثرها المقترح المتعلق بتبادل الأسرى والهدنة في غزة وترتيبات ما بعد الحرب بانهيار مجلس الحرب الإسرائيلي.
فقد نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول في حزب "المعسكر" الذي يقوده عضو مجلس الحرب بيني غانتس قوله إن الحزب سينسحب من حكومة الطوارئ الإسرائيلية إذا توصل إلى انطباع بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرفض صفقة تبادل الأسرى لاعتبارات سياسية، وإذا أعلن نتنياهو عن حكم عسكري في غزة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ناشد شركاءه من حزب المعسكر بزعامة بيني غانتس عدم الخروج من حكومة الحرب، مشيرا إلى أن ذلك سيضر بوحدة الصف الإسرائيلي.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت تسريبات عما جرى في جلسة مجلس الوزراء المصغر للشؤون الأمنية والسياسية التي امتدت حتى ساعة متأخرة من مساء الخميس، وقالت إن نتنياهو حسم السجال بين وزرائه في الجلسة بتأكيد ما وصفها بثلاثة شروط لا تستطيع إسرائيل القبول بها من أجل إبرام صفقة تبادل جديدة للأسرى مع حركة حماس.
ونقلت عن نتنياهو أن حكومته لا تستطيع السماح بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، ولا توافق على الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، كما أنها لن تسمح بخروج الجيش من قطاع غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد تعهد خلال زيارته جنودا جرحى بعدم إنهاء الحرب قبل تحقيق ما سماه النصر الكامل.
من جهته، سخِر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد من التسريبات المستمرة لما يحدث في اجتماعات مجلس الوزراء واتهم رئيس الوزراء بعدم الكفاءة.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن أعضاء في المجلس الوزاري الأمني المصغر قولهم إن صفقة تبادل الأسرى ما زالت بعيدة، وإن عددا كبيرا من الوزراء عبروا عن تحفظهم على مدة الهدنة ومراحل منحى الصفقة، مشيرة إلى أن أغلبية الوزراء طالبوا بإشراكهم في عملية المفاوضات وعدم إبلاغهم بها كأمر واقع.
وفي السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر قولها إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ناقش مع مدير مكتبه السابق كيفية تحييد المعارضة من اليمين لصفقة الأسرى المحتملة.
كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول إسرائيلي كبر أن احتمالات صفقة اسرى جديدة لا تتجاوز 50%.
في الأثناء، قال مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن الأخير تواصل اليوم مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة بشأن مبادرات إنهاء العدوان على غزة.
وأضاف المكتب -في بيان- أن هنية والنخالة أكدا ضرورة أن تفضي أي مفاوضات إلى إنهاء العدوان وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال كل متطلبات الحياة إلى شعبه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی غزة
إقرأ أيضاً:
عائلات الأسرى الإسرائيليين تضغط وترامب يتحدث عن اتفاق وشيك بغزة
تظاهر عشرات الإسرائيليين صباح اليوم السبت أمام منزل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ومنزل رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي أدلشتاين، بمدينة هرتسيليا، داعين إلى تسريع المفاوضات لعقد صفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
ورفع المتظاهرون صور الأسرى وطالبوا هرتسوغ وأدلشتاين بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– لإبرام صفقة تبادل.
وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إن نتنياهو يعمل ضد المحتجزين وإرادة الشعب، وأكدوا أنهم لن يسمحوا باستمرار ذلك ودعوا للخروج إلى الشارع للمطالبة بإعادة الجميع عبر صفقة، وإنهاء الحرب.
كما قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين إن مقترح الصفقة جاهز وإن الأسرى "يذبلون لكن نتنياهو وحكومته يرفضون ويعرقلون".
من ناحيتها، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومبعوثه "لشؤون الرهائن" آدم بولر وعدا عائلات الأسرى أنه إذا لم يتم التوصل إلى صفقة فسيطلبان معلومات عنهم مقابل مساعدات.
وكانت وكالة رويترز نقلت فجر اليوم السبت عن الرئيس الأميركي قوله إنه يعتقد أن حماس وإسرائيل تريدان الخروج من الفوضى، بعدما أكد قبل ذلك الاقتراب من التوصل إلى اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
إعلانوأعلن ترامب من مكتبه في البيت الأبيض مساء أمس الجمعة أن "حماس وإسرائيل قريبتان جدا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وسنخبركم بذلك خلال اليوم أو ربما غدا، لدينا فرصة لذلك".
وكانت الحكومة الإسرائيلية وافقت أول أمس الخميس على مقترح ويتكوف بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، ووصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه الأكثر انحيازا إلى إسرائيل من المقترحات السابقة.
من جهتها، قالت حماس في بيان إنها تجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية بشأن مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته مؤخرا من ويتكوف عبر الوسطاء (مصر وقطر).
مقترح ويتكوفوحصلت الجزيرة نت أول أمس الخميس على معلومات عن المقترح الأميركي الجديد، وأبرز ما فيه وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، ويضمن ترامب التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها.
كما يتضمن المقترح إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء وجثث 18 أسيرا، من قائمة "الـ58 محتجزا" المقرر إطلاقهم في اليومين الأول والسابع.
وسيطلق نصف الأسرى الأحياء وجثث المتوفين (5 أحياء و9 متوفين) في اليوم الأول من الاتفاق، أما النصف المتبقي من المحتجزين (5 أحياء و9 متوفين) فسيطلق سراحهم في اليوم السابع.
ومقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين العشرة الأحياء ووفقا لبنود المرحلة الأولى من اتفاق 19 يناير/كانون الثاني 2025 بشأن تبادل الأسرى ستفرج إسرائيل عن 180 أسيرا محكوما عليه بالسجن المؤبد و1111 أسيرا من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومقابل تسليم رفات 18 محتجزا إسرائيليا ستفرج إسرائيل عن 180 غزيا متوفى.
ويتضمن المقترح أيضا وقف جميع الأنشطة العسكرية الإسرائيلية الهجومية في غزة عند دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ.
كذلك سترسل المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار، وسيُحترم أي اتفاق يتوصل إليه بشأن المساعدات المقدمة للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق، وستوزع المساعدات عبر قنوات متفق عليها، بما في ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
إعلانوفي اليوم الأول لتطبيق الاتفاق -وفق ما رشح عن المقترح- ستبدأ المفاوضات تحت رعاية الوسطاء الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.