الخليج الجديد:
2025-07-29@08:41:17 GMT

أجراس الخطر تدق

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

أجراس الخطر تدق

أجراس الخطر تدق

أشباح الخطر تخيم على الشرق الأوسط أكثرها من داخله وبدعم من خارجه. قليل أو دون المستوى استعداد أو تضامن دول الإقليم القادرة والفاعلة لمواجهته.

أمريكا تعود إلى الشرق الأوسط. كان قبل أيام عنوانا لتصعيد خطير فى الحرب الدائرة بالشرق الأوسط بين دولة احتلال وعدد كبر أو صغر من المقاومين لهذا الاحتلال.

إسرائيل لن تقبل التوقف عن أعمالها البربرية ضد شعب فلسطين وشعوب أخرى. حانت في أكتوبر فرصتها التاريخية لإثبات أن شعبها ولا غيره هو الشعب المختار.

يجمع الشرق الأوسط بين تراجع الاقتصادات فى أكثر دوله وتدهور السياسة والأمن ببعضها والهيمنة المرعبة لميل فريد نحو استخدام أحط أشكال الإبادة وتدمير العمران.

مذكرة جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية وشهادات المحامين وقرار المحكمة، صدمت الغرب وأذهلت الجنوب العالمى وجددت قيمة مفهوم العدالة لدى جيل ناشئ بمختلف الشعوب.

ما كانت جنوب إفريقيا لتتخذ موقفها «الأسطورى فى جرأته وشجاعته وصدقه» لو لم تتوحد إفريقيا وشعوب الجنوب بفخر وثقة تجاه الثورة الناشبة ضد الاستعمار الغربى بالساحل.

* * *

لا تكاد دولة فى العالم تخلو من أعراض أزمة اقتصادية عميقة فى أسوأ الأحوال أو من تباطؤ فى النمو وبوادر كساد اقتصادى فى أحسنها. الشرق الأوسط ليس استثناء بل لعله صار الآن يجمع بين تراجع الاقتصادات فى أكثر دوله وتدهور السياسة والأمن فى بعضها فضلا عن الهيمنة المرعبة لحالة فريدة من الميل لاستخدام أحط أشكال تدمير العمران والإبادة البشرية.

ليس هنا المكان المناسب ولا المساحة اللائقة بالبحث فى أزمات العالم الخارجى رغم أنها فى مجملها وتفاصيلها تؤثر فى استقرار وأحوال دول الشرق الأوسط، إنما أكتفى هنا بعرض أحد أهم عناصر تكوين الأزمة الشاملة فى الشرق الأوسط، وهى الأزمة التى تنذر بوادرها بخطر جسيم يهدد سلامة وأمن كثير من دول وشعوب المنطقة.

بعض قادة هذه الدول يقلل من شأن هذه الخطورة، يظن أن الخطر بعيد رغم أنه صار بالفعل يهدد دولا وشعوبا أخرى فى الإقليم منها دول وشعوب فى جوارنا. أخشى أن يكون الصواب قد جانب هؤلاء القادة فى قرارهم إهمال ما يحدث فى موقع أو آخر فى المنطقة طالما بدا لهم من على البعد بمنأى عن حدودهم أو فاترا أو لا يخصهم بشكل مباشر.

لاحظنا فى الآونة الأخيرة زيادة مبالغا فيها لدى هؤلاء القادة فى الاطمئنان لحليف أكبر فى الخارج، حدث هذا بالرغم من أن دولا فى العالم الخارجى هى نفسها تشكو قلة أو انعدام الثقة داخل الحلف الواحد، ورغم أن الحليف الخارجى إما صار يتواطأ مع القوى الظالمة أو يتباطأ فى مد يد العون لحلفائه فى الشرق الأوسط فى لحظات الصعوبة والخطر الواقع فعلا أو الوشيك.

* * *

كثيرة هى أعراض الأزمة ومتغيراتها وأسبابها الظاهرة فى الشرق الأوسط، بعضها قديم قدم المنطقة وتراثها وأديانها وجغرافيتها وهجرات شعوبها التاريخية وتكوينات هذه الشعوب، وبعضها حديث عمره من عمر معظم دول المنطقة ونتيجة تفاعلاتها البينية. بعضها الثالث طارئ أو مستجد.

دفعت إليه تطورات نشأت نتيجة سوء إدارة أو تطرف متشدد أو تدخل أجنبى أو تراكم هذه النقائص واجتماعها فى وقت واحد، وقت انحباس حريات وتضييق خناق واستهتار بالقيم والحقوق وفساد خانق فى أنحاء متفرقة من الشرق الأوسط وبخاصة فى منطقة القلب. نعم، المتغيرات والأسباب كثيرة أنتقى منها فيما يلى المتغير الفاعل بشدة.

* * *

مذكرة جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية وشهادات المحامين وقرار المحكمة، كلها مجتمعة صدمت الغرب وأذهلت الجنوب العالمى وجددت فى قيمة مفهوم العدالة لدى جيل ناشئ فى مختلف الشعوب وأبرزت من جديد قوة الأكثرية على حساب قوة وهيمنة الأقلية ودرسا مهما للصين بخاصة.

* * *

لا خلاف كبيرا فى الرأى الثابت الآن والقائل بأن إفريقيا شهدت بدايات صحوة خلال الشهور السابقة على إعلان جنوب إفريقيا عن موقفها من عملية الإبادة الجماعية التى تنفذها إسرائيل فى فلسطين. أظن، وهو ظن أو رأى شخصى، أن الاثنين مترابطان أو بينهما صلة. ما كانت جنوب إفريقيا لتتخذ هذا الموقف «الأسطورى فى جرأته وشجاعته وصدقه» لو لم تتوحد فى نظرها إفريقيا وشعوب الجنوب بفخر وثقة تجاه الثورة الناشبة ضد الاستعمار الغربى فى منطقة الساحل.

من ناحية أخرى ما كانت مذكرة جنوب إفريقيا لتحظى بهذا الاستقبال «الأسطورى أيضا» من الرأى العام العالمى وبخاصة رأي أساطين القانون الدولى لو لم تكن شعوب الجنوب جاهزة للتغيير والتصدى لظلم الغرب ولأسطورة تفوق وسيادة الرجل الأبيض.

فى رأيى، ولا مبالغة كبيرة فيه، أن هذه الصحوة الشاملة فى عالم الجنوب فى قيمتها التاريخية لا تقل أهمية ووزنا عن أهمية ووزن واقعة انطلاق أساطيل الغرب قبل قرون لإقامة إمبراطورياته فى آسيا وإفريقيا وفى الأمريكتين.

لذلك لست متفاجئا بكثافة الزيارات والضغوط الغربية الراهنة للعواصم الإفريقية سعيا للجم هذه الصحوة ومنع تمددها ووقف آثارها، وبخاصة ما يتصل بعناصر الانحدار فى مؤسسات النظام الدولى الراهن، وبخاصة مجلس الأمن، وعدم التزامها قواعد النظام الدولى.

لست متفاجئا بسخاء العروض الغربية ومنها الوعد الأمريكى بتصعيد دور إفريقيا فى مجلس الأمن أسوة بمكانة الدول العظمى أو اقترابا منها. لعله وعد صادق وإن صدر من طرف لم تعد تأتمنه الدول الإفريقية بعد ما اكتشفت موقفه من إبادة إسرائيل لشعب فلسطين فى غزة والضفة وموقفه من مذكرة جنوب إفريقيا وحكم المحكمة.

* * *

لست متفاجئا بموقف دول الغرب ولن أتفاجأ بموقفها فى حال فشلت فى لجم إرادة إفريقيا وغيرها من أقاليم الجنوب. سلميا لن تعترف هذه الدول الغربية أن دورها انتهى، ولن تتنازل عن مكانتها ومستعمراتها بدون مقابل. فورا سوف تحاول، بالقوة إن استدعى الأمر، وقف انهيار دفاعاتها الإمبراطورية.

لعل من بين هذه المحاولات تعزيز قواعدها العسكرية فى الشرق الأوسط وبعضها يعيد الرأى العام العربى اكتشاف وجوده، ويكتشف فى الوقت نفسه أن بعض العلاقات الأمنية لدول كبرى بدول فى المنطقة تجرى سرا بعيدا عن العيون والآذان، وهو الأمر المفهوم فى ضوء التهاب مشاعر الشعوب وإن كان إدراكها الحقيقة يصب فى خانة غضبها، أو على الأقل فى خانة الزيادة الملحوظة فى أنشطة التنظيمات المسلحة غير الحكومية.

* * *

إسرائيل بالمثل لن تقبل التوقف عن أعمالها البربرية ضد شعب فلسطين وشعوب أخرى. حانت في أكتوبر فرصتها التاريخية لإثبات أن شعبها ولا غيره هو الشعب المختار. لم تكن زلة لسان تصريحات هذا الوزير أو ذاك عن الكائنات غير البشرية التى تسكن غزة والضفة.

ولا كان اعترافها الضمنى فى أوسلو بسلطة فلسطينية تشاركها على جزء من الأرض قبولا باحتمال إقامة دولة فلسطينية فى زمن قادم. خططت ليوم تضعف فيه أمريكا والغرب عموما فتنفذ الإبادة مستندة إلى تواطؤ حلفائها.

عرفت وتعرف أن واشنطن لأسباب داخلية قد تناور ولكنها شريك لا يخون فإسرائيل إلى حد غير بسيط مهيمنة فى أمريكا وبريطانيا العظمى وفرنسا وبشكل من الأشكال أثبتت ألمانيا خلال الشهور الأخيرة أنها ليست حرة الإرادة فى كل شأن يتعلق بإسرائيل واليهودية العالمية، ولن تكون حرة فى أى وقت قريب.

أخشى، ويشاركنى الخشية أفراد عديدون فى ألمانيا وخارجها، نخشى أن تقدم ألمانيا على اتخاذ إجراءات غير رشيدة فى المستقبل القريب تتعلق بأمن دول فى الشرق الأوسط وفى أوروبا انصياعا للضغط الصهيونى وخوفا من عواقب الزيادات المتتالية فى قوة اليمين المتطرف الأوروبى عموما والألمانى بخاصة.

يكفى هنا الإشارة إلى النية الألمانية استعادة مكانتها العسكرية التى فقدتها بأوامر أمريكية، تستعيدها الآن أيضا بأوامر أمريكية. وهذا خطر كبير، أو على الأقل الشعور السائد فى دول وسط وشرق أوروبا.

* * *

لن أذهب بعيدا. أمريكا تعود إلى الشرق الأوسط. كان قبل أيام عنوانا لتصعيد خطير فى الحرب الدائرة فى الشرق الأوسط بين دولة احتلال وعدد كبر أو صغر من المقاومين لهذا الاحتلال.

بالنسبة لى ولآخرين كانت العودة دليلا على مزيد من الانحدار فى قوة ومكانة هذه الدولة العظمى وانتقاصا مؤكدا من قوتها فى المواجهة مع الصين فى الجبهة الباسيفيكية. نعرف، من أمريكا نفسها، أن عظمتها كانت مستمدة بشكل أساسى من التزامها منظومة قيم إنسانية وانحياز كامل للعدالة وحقوق الشعوب.

أما أن تعود لتتدخل بالقوة لحماية دولة قررت أن تسود فوق غيرها بحجج التاريخ والأساطير والدين ونقاء العنصر أو تميزه ففى النهاية هى الخاسرة. لسنا غافلين، ولا غافلة شعوب الشرق الأوسط، ولا غافلة إدارة الرئيس بايدن فى سنتها الانتخابية، عن عدد الضحايا الذين خسرتهم أمريكا خلال أقل من أسبوع نتيجة تدخلها غير الرشيد.

مثل هذا التدخل كان فى أفغانستان والعراق وهو الذى أطلق مسيرة انحدارها. وأراها، وأقصد إدارة بايدن ومختلف تيارات الحزب الديموقراطى فى الكونغرس، مرتبكة إزاء انتشار ظاهرة الاحتجاج بين العاملين فى عدد من مواقع اتخاذ القرار السياسى الأمريكى وبخاصة الكونغرس ذاته ووزارة الخارجية. يحتجون على سياسات الاستمرار فى دعم إسرائيل عسكريا.

وفى ظنى أن هذا الاحتجاج أثمر خلافا علنيا بين واشنطن وبنيامين نتنياهو، الذى قرر من ناحيته تصعيد الخلاف ليس فقط مع واشنطن ولكن أيضا بافتعال مشاكل حدودية مع بعض دول جواره المرتبطة بسياسات تحالف أو تفاهم مع الولايات المتحدة أو حتى بعلاقات طبيعية مع إسرائيل نفسها.

وفى هذا الشأن لا أستبعد منه أو من يأتى بعده تصعيد هذه المشكلات مع الجيران ومع شعب فلسطين فالفرصة التى حانت لإسرائيل لن تسمح لها قوى الصهيونية العالمية، العميقة منها والأعمق، أن تضيع، وهى القوى الأكثر استفادة من وجود إسرائيل مهيمنة فى الشرق الأوسط.

* * *

أشباح الخطر تخيم على الشرق الأوسط أكثرها منبعث من داخله وبدعم من خارجه. قليل أو دون المستوى استعداد أو تضامن دول الإقليم القادرة والفاعلة لمواجهته، ويكاد يكون منعدما للعين المجردة دور لروسيا أو للصين فى هذه المواجهة.

*جميل مطر كاتب ومفكر سياسي، دبلوماسي مصري سابق.

المصدر | الشروق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا فلسطين المقاوم إسرائيل جنوب أفريقيا الإبادة الصهيونية العالمية الشرق الأوسط مذکرة جنوب إفریقیا فى الشرق الأوسط من دول

إقرأ أيضاً:

«معلومات الوزراء» يستعرض آفاق النفط والغاز في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل

سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن وكالة فيتش والذي يتناول آفاق قطاع النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك في إطار متابعة المركز المستمرة لأبرز التقارير والدراسات الدولية التي تتناول القضايا والموضوعات ذات الأهمية للشأن المصري، مشيراً إلى أن توقعات الوكالة أكدت على أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستشكل أحد المحركات الرئيسة لنمو المعروض العالمي من الطاقة خلال العقد القادم، مع زيادة الاستثمارات من أجل استغلال الموارد الواسعة في المنطقة.

وأشار المركز نقلاً عن فيتش، إلى أن النفط سيبقى المورد الأساسي، لكنه سيشهد تنافسًا متزايدًا من الغاز الطبيعي، خاصة مع توجه الحكومات لتطوير مواردها المحلية. ويتوقع أن ينمو الطلب على الغاز بشكل كبير بالتوازي مع المعروض، بينما يستمر الطلب على النفط في الارتفاع مدعومًا بالعوامل السكانية والاقتصادية الكلية الإيجابية.

وأشار التقرير، إلى تراجع مستويات إنتاج النفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث التزمت الدول المنتجة الرئيسية باتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده مجموعة أوبك+، ومع ذلك، ومع بدء المجموعة في التراجع عن خفض الإنتاج البالغ 2.2 مليون برميل يوميًا، من المتوقع أن يشهد الإنتاج قفزة كبيرة خلال النصف الثاني من عام 2025 وعام 2026، ومن المتوقع أن يتم إلغاء التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا بالكامل خلال النصف الثاني من عام 2025، مما سيرفع إجمالي نمو الإمدادات للمجموعة إلى نحو 2.5 مليون برميل يوميًا خلال العام بأكمله.

ومع ذلك، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن كيفية تطور استراتيجية أوبك+ استجابةً لتغيرات أوضاع السوق. فقد أصبح التوجه العام أكثر ميلًا للتراجع، وقد قامت الوكالة هذا الشهر بمراجعة توقعات سعر خام برنت نحو الانخفاض. وأبقت الوكالة على توقعاتها لعام 2025 دون تغيير، عند متوسط سنوي يبلغ 68 دولارًا للبرميل، لكن من المتوقع الآن متوسطًا سنويًا قدره 67 دولارًا للبرميل لعام 2026، انخفاضًا من 71 دولارًا في التقديرات السابقة. وإذا واجهت الأسعار تراجعات كبيرة ومستمرة، فقد تختار المجموعة التدخل، إما بإيقاف زيادات الإنتاج أو التراجع عنها.

على المدى الطويل، توقع التقرير استمرار الاستثمارات الرأسمالية في النمو بمعدل 4.2% سنويًا حتى 2029، وهو ما يفوق بكثير متوسط النمو العالمي في هذا المجال، وستكون دول الخليج في طليعة هذا التوسع، بإضافة 3.74 مليون برميل يوميًا خلال فترة التوقعات الممتدة لعشر سنوات حتى 2034، تليها دول الشرق الأوسط غير الخليجية وشمال إفريقيا. وستقود السعودية النمو الإقليمي بزيادة إنتاج تبلغ 1.71 مليون برميل يوميًا، تليها الإمارات التي سترفع إنتاجها بمقدار 1.31 مليون برميل، بينما تسجل قطر والكويت زيادات معتدلة.

أشار التقرير، إلى أن إيران والعراق يهيمنان على إنتاج النفط في الشرق الأوسط خارج دول مجلس التعاون الخليجي. وفي العراق، من المتوقع أن يزداد الإنتاج بمقدار 1.43 مليون برميل، مدعومًا باستثمارات ضخمة أبرزها من شركة بي بي البريطانية. وعلى العكس، يبقى مستقبل إيران غير مؤكد بسبب الاضطرابات الجيوسياسية والقصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية وخطر العودة إلى صراع، رغم توقعات مبدئية بزيادة 1 مليون برميل. أما في شمال إفريقيا، فتسجل ليبيا وحدها نموًا ملحوظًا في الإنتاج رغم الأوضاع السياسية المعقدة، بينما تواجه الجزائر انخفاضات ناتجة عن التراجع المتزايد في الحقول الناضجة والاعتماد المفرط على شركة سوناطراك المملوكة للدولة. ورغم أن الإصلاحات الأخيرة والحوافز الموجهة للمشروعات الجديدة قد تحسّن من الآفاق المستقبلية، فإن المخاطر لا تزال قائمة.

أوضح التقرير، أن الطلب على الوقود المكرر في المنطقة سيواصل نموه بمعدلات قوية، حيث من المتوقع أن يزداد استهلاك المنتجات النفطية المكررة في المنطقة بمقدار 2.44 مليون برميل يوميًا خلال السنوات العشر المقبلة، ليصل إلى 11.94 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2034. تدعم هذه الزيادة عوامل ديموغرافية واقتصادية، مع تركّز أكبر للاستهلاك في السعودية وإيران، وهما الأكبر من حيث السوق المحلي.

على صعيد المصافي، أشار التقرير، إلى أن المنطقة أضافت قدرات كبيرة خلال العقد الماضي، لكن النمو المستقبلي سيكون محدودًا بـ170 ألف برميل فقط بين 2025 و2026، دون توسعات بعد ذلك. يتركز الاستثمار الحالي في تحديث المصافي القائمة، من خلال مشاريع لتحسين جودة الوقود ورفع الكفاءة التشغيلية، مع زيادة متوقعة في معدلات الاستخدام. تسجل دول الخليج أعلى معدلات الاستخدام، بينما تبقى ليبيا واليمن في أدنى المراتب.

أوضح التقرير، أن الغاز الطبيعي يمثل أولوية إستراتيجية للمنطقة، مع توقعات بزيادة الإنتاج بمقدار 202 مليار متر مكعب حتى عام 2034. وتقود دول الخليج هذا النمو، خاصة السعودية التي استثمرت 110 مليارات دولار لتطوير حقل الجافورة، والإمارات التي تسعى لتعزيز إنتاجها من الغاز غير التقليدي.

وتظل إيران منتجًا رئيسًا رغم تحديات التمويل والعقوبات، فيما تسعى العراق لاستغلال الغاز المحترق وتطوير موارده، وانطلاق مشاريع واعدة بدعم من شركات دولية.

اقرأ أيضاًمعلومات الوزراء: مصر حققت فائض تجاري مع 83 دولة خلال الربع الأول من 2025

معلومات الوزراء: أكثر من 100 صندوق استثمار متداول للذهب حول العالم حتى الآن

«معلومات الوزراء»: الطاقة الشمسية الكهروضوئية ستصبح أكبر مُساهم في توليد الكهرباء

مقالات مشابهة

  • مانجا تطلق لعبة “Sonic Racing” في الشرق الأوسط
  • جوتيرش: سلام الشرق الأوسط يتحقق بحل الدولتين
  • غوتيريش: حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط
  • بوتين يؤكد لـ«نتنياهو» دعم وحدة سوريا ويدعو لتسوية سلمية في الشرق الأوسط
  • انطلاق مؤتمر «حل الدولتين» في نيويورك برعاية المملكة ومشاركة فرنسية
  • هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟
  • فيصل بن فرحان: مؤتمر "تنفيذ حل الدولتين" يهدف لإرساء السلام
  • «معلومات الوزراء» يستعرض آفاق النفط والغاز في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل
  • «ويتكوف»: اتفاقيات أبراهام مرشحة للتوسع.. و10 دول قد تنضم هذا العام
  • تحذير: الطاعون في منطقتنا