صالون الجعفراوي: وثيقة الأخوة الإنسانية تدعو الشعوب للعيش في سلام
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
أكد الدكتور صلاح الجعفراوي، أن الإمارات دائما ما تبهرنا بمبادرتها التي تجوب العالم كله، وحدث ذلك منذ خمس سنوات في أبو ظبي بلد المحبة والسلام في اللقاء الذي أخرج وثيقة من أجل التعايش السلمي والمشترك وهي وثيقة الأخوة الإنسانية.
وأضاف الجعفراوي، خلال احتفالية مرور خمس سنوات، على تدشين وثيقة الأخوة الإنسانية، الأحد، بالقاهرة، أن هذه الوثيقة لو قرأها الناس بعقولهم ما وصلنا إلى ما نحن فيه، ولو استمع البشر إلى بنودها السامية ما كنا نرى ما نراه الآن من محاولات الكيان الصهيوني من إبادة الفلسطينيين، متابعا:"أود هنا أن أشهد بجهود الشيخ محمد بن زايد لنصرة أهل غزة والقوافل التي أرسلها "شهم ١ وشهم ٢ وشهم ٣، وهذه وصية المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، الذي أسس في قلوب أبناء الإمارات حب مصر وأهلها هذا الحب الي يظهر في كل مكان في محافظات مصر، من جهود حثيثة للإمارات للوقوق بجانب الشعب المصري".
ودعا الجعفراوي، المولى عز وجل أن يعم الأمن والسلام العالم كله، وأن يتخطى العالم كله هذه المرحلة العصيبة.
من ناحيته، أعرب حسن الشميلي، رئيس قسم الشئون الإعلامية والدبلوماسية العامة بسفارة الإمارات، عن سعادته بالمشاركة في الفعالية الحادية عشرة لصالون الجعفراوي الثقافي والذي انعقد بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات.
وقال الشميلي، "نلتقي اليوم في مصر المحروسة للاحتفال بذكرى التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية" من قبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان.
وأشار إلي أن هذا الحدث الإنساني العالمي، شهدته مدينة أبوظبي في الرابع من فبراير عام ۲۰۱۹ ، موضحا بأن تلك الوثيقة هي إعلانا مشتركا يدعو إلى السلام بين الناس في العالم، وتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل بين الأجيال القادمة، اعترافا بأننا جميعا أفراد أسرة إنسانية واحدة .
وأضاف الشميلي أنه تتويجا لتلك الوثيقة التاريخية اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر ۲۰۲۰ قراراً بالإجماع أعلنت فيه يوم الرابع من فبراير من كل عام يوما دوليا للأخوة الإنسانية" ضمن مبادرة قادتها كل من مصر والإمارات.
وأوضح أن وثيقة الأخوة الإنسانية تمثل جانبًا مهما من الجهود الإنسانية المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة بلد التسامح والتعايش والسلام.
وقال إن دولة الإمارات تأسست على القيم الإنسانية السمحة.. حتى أضحت مثالاً حيا للتسامح والتعددية والتعايش السلمي... لذلك فلا عجب أن يعيش على أرضها مقيمون من ۲۰۰ جنسية.. ينعمون بالاحترام والحياة الكريمة.. في ظل قوانين تكفل للجميع العدل والمساواة.. وتجرم الكراهية والتعصب.. ومنها قانون مكافحة التمييز والكراهية لعام ۲۰۱۵. كما استحدثت الإمارات في فبراير ٢٠١٦ منصب وزير دولة للتسامح لأول مرة في الدولة، وفي ٥ يوليو ۲۰۲۰ ، تمت إعادة تسمية الوزارة بوزارة التسامح والتعايش.
وتابع : منذ تأسيسها قبل ٥٣ عاما .. تعمل دولة الإمارات على تأسيس علاقات وطيدة مع كافة دول العالم... من منطلق الاحترام المتبادل.. وإعلاء القيم الإنسانية المشتركة.. ووقوفها إلى جانب قضايا الحق والعدل... عن طريق قنواتها الدبلوماسية الناجحة والمتميزة في العالم.
وأشار إلي أن الإمارات تسعى لاحتواء حالات التوتر والخلافات والأزمات التي تنشب في دول المنطقة والعالم، إيماناً منها بضرورة حفظ السلام، وحماية السكان المدنيين، وإعادة الإعمار وبناء المجتمعات ورخائها.. وذلك في ظل نهج ثابت و معتدل مشهود لها تجاه مختلف القضاياالعربية والإقليمية والدولية.
وأردف الشميلي قائلا: إن دولة الإمارات تقوم بتعزيز قيم التسامح على المستوى المحلي من خلال العديد من المبادرات، ومن أهمها الملتقى السنوي للحكومة حاضنة للتسامح".
وقال إن الجهود الدولية للإمارات تظهر في عدد من المبادرات والأنشطة.. مثل منتدى الجهود الدولية للتسامح السنوي"... والذي يناقش الخطوط العريضة لاستراتيجية دولية لتعزيز التسامح على الصعيد العالمي... وتعزيز مفاهيم التعايش السلمي والتعاون الدولي.. مع نبذ العنف والتطرف والكراهية.. ورفع الوعي عن التسامح بين شباب العالم.
وختم الشميلي كلمته ، متوجها بالشكر للقائمين على صالون الجعفراوي الثقافي على تنظيم هذه الفعالية المتميزة، متمنيا للإمارات ومصر المزيد من الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.
وبدوره، أكد الدكتور محمود الهواري الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن وثيقة الأخوة الإنسانية تلاقت عليها إطراف عدة من أجل هدف واحد وهو السلام، الذي ما أحوجنا إليه الآن.
وأضاف خلال احتفالية مرور خمس سنوات، على تدشين وثيقة الأخوة الإنسانية، الأحد، بالقاهرة، أنه مهما حاول المشككين أن ينسبوا إليها ماليش فيها، نحتاج لدعمها لنتأكد أن من خالفها خالف مفهوم الإنسان، نابعة من تشريعات موجود أصلها في القرآن والإنجيل، مشيرًا إلى أن المولى عز وجل قال في كتابه الكريم "ولقد كرمنا بني آدم".
وأشار إلى أنه يجب أن ندعم هذه الوثيقة التي تدعو الناس إلى التوحد والعيش في سلام حقيقي يعطي الشعوب حقها، لا ينظر لناحية ويغفل ناحية أخرى، مشيرًا إلى أن الوثيقة تعطي حق الفلسطينين الحق في تقرير مصيرهم، فهي وثيقة مباركة عليها توافق مصري إماراتي أزهري، وأدعو المولى عز وجل أن يبارك في من يدعمها وينشرها.
من جانبه، قال الأنبا بولا فؤاد رياض، كاهن كنيسة مار جرجس بالمطرية، أتوجه بالشكر والتحية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يعزز المواطنة ودائماً يخاطبنا جميعاً قائلاً أيها المصريون لا فرق بيننا، كما أتوجه بالشكر والتحية إلى سمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إن تواجدنا في هذا الصالون الثقافي له من دواعي السرور والفخر و نحن نتحدث عن " وثيقة الأخوة الإنسانية" فالاخر يسندني ويعييني، الآخر هو مراتي التي يرى كل منا فيها نفسه، وهنا يكون السؤال كيف نتعامل مع الاخر؟، وإجابة هذا السؤال تأخذ شكل المثلث المكون من ثلاثة أضلاع ( نقبل مع الاخر، نتواصل مع الاخر، التشارك مع الآخر) فأولاً تقبل الآخر كما هو ومحاولة إظهار الجوانب المضيئة في حياته، تقبله كما هو كشخص لا كشئ وتقبل الاختلاف الموجود، ثانياً التواصل مع الآخر والتحاور مع الآراء الأخرى بدون تصلب في الفكر وبدون انعزال، وثالثاً التشارك مع الآخر من خلال المشاركة الفعلية في الاحزان والافراح.
وأضاف الأنبا بولا، نحن كمصريين نقف مع غزة وأهلها وبعض المشاكل التي نعانيها اقتصاديا نابع من بعض المساعدات المرسلة من مصر إلى أهل غزة، وهو الأمر الذي ينبع من الرحمة.
وتابع:" فنحن في مصر نرفع شعار المحبة، والمحبة لا تسقط ابدأ ولكي نكون مجتمع سليم يجب أن نعرف أننا جميعاً أبناء لأب واحد - سيدنا آدم - ولأم واحدة - السيدة حواء - ولهذا علينا في كل مكان جميعاً أن نرفع شعار الدين للديان والوطن للإنسان" .
من ناحيته، أكد الدكتور حسام الدين فرفور رئيس جامعة بلاد الشام، أن هذا الحدث تجاوز الزمان والمكان والأحداث لأن الأخوة الإنسانية دعت إليها الرسالات السماوية.
وأضاف خلال احتفالية مرور خمس سنوات على تدشين وثيقة الأخوة الإنسانية، الأحد، بالقاهرة، أن ديننا دين الرحمة ونبينا نبي الرحمة، ووثيقة الأخوة الإنسانية هي تحقيق لمعاني التصوف الذي ينطلق منه التعويل على تزكية النفس وإصلاح القلب، متابعا:"هذا الاجتماع المبارك نوع من التطبيق العملي لوثيقة الأخوة الإنسانية، في هذا الشهر المبارك، مصر وسوريا ينعكس ذلك على العالم كله".
ووجه الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وقادة دولة الإمارات العربية المتحدة، على تدشين وثيقة الأخوة الإنسانية.
حضر الاحتفالية، الدكتور محمود الهواري ممثلا عن شيخ الأزهر، المستشار حسن الشميلي سفارة الإمارات العربية المتحدة، القس بولا رياض ممثلا عن الكنيسة المصرية، الشيخ كارم الفقي من علماء الأزهر الشريف، الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الدكتور محمد ورداني مدير المركز الإعلامي بمجمع البحوث الإسلامية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإمارات العربیة المتحدة دولة الإمارات العالم کله خمس سنوات
إقرأ أيضاً:
في قلب أبوظبي.. سفير الاحتلال يحتفل بطقس يهودي (شاهد)
بينما تتصاعد الإدانات الدولية والاحتجاجات الشعبية ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، احتفل السفير الإسرائيلي لدى الإمارات، يوسي شيلي، الخميس، بأداء طقس يهودي تقليدي يُعرف بـ"بريت ميلاه"، داخل إحدى القاعات الفاخرة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وسط مظاهر احتفالية وعلنية تعبر عن ازدهار الحضور اليهودي في البلاد.
ونشر شيلي عبر حسابه على منصة "إكس" صورًا من المناسبة، التي قال إنها "احتفال تحت سماء دولة الإمارات بتقليد يهودي مقدس"، مضيفًا أن "الحياة اليهودية تزدهر من القدس إلى أبوظبي".
ويُظهر مقطع مصور السفير الإسرائيلي يلقي كلمة خلال الحفل، بينما يُحاط رضيع يهودي ملفوف بقطعة قماش بيضاء بعدد من الحاخامات والمشاركين الذين تجمعوا تحت زينة البالونات الزرقاء، إيذانا بإجراء طقس الختان الذي يُقام عادة بعد ثمانية أيام من ولادة الطفل في الطقوس الدينية اليهودية.
اليوم، تحت سماء دولة الإمارات العربية المتحدة، احتفلنا بتقليد يهودي مقدس، "بريت ميلاه"، عهد الأجيال.
في أرض التسامح والسلام، انضمت روح جديدة إلى سلسلة شعبنا، محاطة بالمحبة والإيمان والوحدة.
من القدس إلى أبوظبي، تزدهر الحياة اليهودية.
✡️????????????#التراث #التراث_اليهودي #الإمارات… pic.twitter.com/AXNvm2VHyR — Ambassador Yossi Shelley (@ambshelley) July 24, 2025
نفوذ يهودي متنامي
ويُعد هذا الاحتفال أحد مؤشرات التحول المتسارع في موقع الجالية اليهودية داخل الإمارات، التي كانت لعقود حاضرة بشكل غير علني، ثم أصبحت تنظم طقوسها الدينية ومناسباتها الثقافية والاجتماعية بشكل علني وبدعم رسمي منذ توقيع اتفاقيات أبراهام عام 2020.
وبحسب "المؤتمر اليهودي العالمي"، فإن عدد اليهود المقيمين بشكل دائم في الإمارات يُقدّر بنحو ألف شخص، معظمهم يتركزون في دبي، حيث يديرون منذ سنوات مركزا دينيا يُعرف بـ"المجلس اليهودي للإمارات"، تطور من "كنيس سري" داخل فيلا إلى مؤسسة علنية تقيم الطقوس والأعياد والمعاملات الاجتماعية، بما يشمل الختان والزواج وحفلات "البِناي ميتزفاه" عند بلوغ سن 13 عاما.
وخلال السنوات الأربع الماضية، نُظمت في الإمارات احتفالات علنية بالأعياد اليهودية، منها "عيد حانوكا" الذي أُضيئت فيه الشموع عند قاعدة برج خليفة عام 2020، وهو ما وُصف حينها بحدث "غير مسبوق" في دولة عربية.
علاقات دافئة رغم المجاعة
ويأتي هذا النشاط اليهودي العلني في الإمارات في وقت تشهد فيه العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي تعزيزا غير مسبوق على المستويات الاقتصادية والأمنية والدبلوماسية، رغم حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 203 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ورغم تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية في وقت سابق، أن الإمارات ماضية في تعزيز علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث نقلت عن أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، تأكيده أن بلاده "اتخذت قرارا استراتيجيا ولا تنوي التراجع عنه".
وقال قرقاش في مؤتمر بدبي٬ نقلا عن "بلومبيرغ" : "القرارات الاستراتيجية طويلة الأجل، لا شك أنها ستواجه عقبات، لكننا سنستمر... المواجهة العربية مع إسرائيل لم تكن ناجحة، ولا بديل عن إيجاد مسار سياسي لإنهاء الاحتلال".
دعم اقتصادي رغم "الإبادة"
وبينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصاره الخانق لقطاع غزة ويمنع دخول المساعدات الإنسانية، أكدت تقارير اقتصادية أن حجم التجارة بين الإمارات والاحتلال تضاعف منذ اندلاع الحرب، ما اعتبره مراقبون "شراكة صامتة في آلة القتل الجماعي"، وسط صمت رسمي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.
وفي حين تدعي الإمارات دعم القضية الفلسطينية عبر "زيادة التنسيق العربي" و"الضغط السياسي على إسرائيل"، إلا أن التقارير والوقائع على الأرض تعكس موقفا مختلفا، يتمثل في استمرار التعاون الاستراتيجي والتجاري بين أبوظبي وتل أبيب، إلى جانب منح الجالية اليهودية مساحات متزايدة من الظهور والممارسة العلنية في الفضاء العام الإماراتي.