تضاربت الأنباء في السودان، الثلاثاء، عما أشيع أنها تحركات يقودها عدد من ضباط الجيش السوداني لتنفيذ انقلاب عسكري، في وقت تصاعدت فيه المعارك في عدد من المحاور القتالية.

وأوردت صحيفة "السوداني" أن "استخبارات الجيش بمنطقة "وادي سيدنا" العسكرية، اعتقلت عدداً من الضباط الفاعلين في قيادة متحركات أم درمان، بتهمة الإعداد لانقلاب عسكري".

وذكرت الصحيفة نقلا عن مصدر عسكري أن "حملة الاعتقالات طالت 3 ضباط هم، قائد المتحرك الاحتياطي في معسكر سركاب، ومدير الإدارة الفنية بالدفاع الجوي، بجانب مسؤول عمليات الدعم والإسناد الاستراتيجي لمنطقة الشجرة العسكرية في الخرطوم".

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الناطق باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، بخصوص المعلومات التي وردت في الخبر.

ومنذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل 2019 شهد السودان عددا من محاولات الانقلاب العسكري، بينما قضت محكمة عسكرية بأحكام متفاوتة على عدد من الضباط، بينهم قائد أركان الجيش الأسبق هاشم عبد المطلب، بتهمة التخطيط لانقلاب. 

لكن مصدرا بالجيش السوداني نفى لموقع الحرة، وجود أي محاولة انقلاب عسكري، وأشار إلى أن "المعلومات المتداولة في هذا الشأن مختلقة كلياً، وليست صحيحة".

المصدر أضاف "الراجح لدينا أن المعلومة صادرة من غرف إعلامية تابعة لمليشيات الدعم السريع، بهدف التشويش على مهمة الجيش الذي يمضي بثبات نحو إنهاء تمرد المليشيات".

وتعد منطقة "وداي سيدنا" التي تقع في أم درمان، أهمّ القواعد العسكرية، كونها تضم قيادة سلاح الجو التابع للجيش السوداني، وزادات أهميتها مع اندلاع المعارك الحالية في السودان.

ولعب سلاح الجو دورا محوريا في العمليات القتالية الدائرة في السودان، حيث كثّف طلعاته الجوية على تمركزات قوات الدعم السريع مع تفجُّر القتال بين الطرفين في 15 أبريل 2023.

ومنذ اندلاع القتال، ظلت قوات الدعم السريع تحاول عبور جسر الحلفايا من ناحية الخرطوم بحري (شرق النيل)، للوصول إلى منطقة "وادي سيدنا" العسكرية في أم درمان (غرب النيل)، لكن الترسانة العسكرية التي ينشرها الجيش صعّبت المهمة.

ومؤخراً باتت قوات الدعم السريع تستخدم راجمات صواريخ بعيدة المدى لقصف منطقة "وداي سيدنا" العسكرية، إذ أعلن الناطق باسمها في بيانات متعددة، أن القذائف تسببت في تدمير عدد من الطائرات ومقتل عدد من ضباط وجنود الجيش في تلك القاعدة، حسبما يقول.

وبدوره، أكد الخبير العسكري اللواء أمين إسماعيل، تحفُّظ قيادة الجيش على عدد من الضباط في منطقة "وادي سيدنا" العسكرية، لكنه نفى وجود أي محاولة انقلابية.

إسماعيل قال لموقع الحرة، إن "هناك خلافات بين مجموعة من الضباط وقيادة منطقة "وادي سيدنا العسكرية" بشأن طريقة إدارة العمليات القتالية، مما أدى للتحفُّظ عليهم".

وأضاف: "لا توجد أي محاولة انقلاب عسكري، وكل ما في الأمر أن الموقوفين أبدوا وجهات نظر مختلفة بشأن طريقة إدارة المعارك، كما أنه لا توجد أي علاقة بين الموقوفين وقوات الدعم السريع". 

وشهدت منطقة أم درمان، الأسبوع الماضي، انتشارا مكثفا للجيش السوداني، حيث نفّذ عملية برية، تمكن من خلالها الوصول، للمرة الأولى، إلى مواقع كانت خاضعة كليا تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وتسيطر قوات الدعم السريع على مقر الإذاعة السودانية الواقع في أم درمان، وتنتشر في عدد من أحياء المدينة،  كما أنها نفذت محاولات متعدد للاستيلاء على مقر سلاح المهندسين في أم درمان.

ويتمركز الجيش في منطقة "وداي سيدنا" العسكرية "شمال المدينة"، وكذلك في مقر سلاح المهندسين "جنوب المدينة"، وخاض معارك عدة مع قوات الدعم السريع لطردها من مقر الإذاعة، وبهدف ربط "وادي سيدنا" بالمهندسين.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی أم درمان وادی سیدنا من الضباط عدد من

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يشن عملية واسعة النطاق لتطهير الخرطوم

الخرطوم"أ ف ب": هزّ دوي الانفجارات العاصمة السودانية اليوم بعد ساعات من بدء الجيش عملية عسكرية "واسعة النطاق" تهدف الى طرد قوات الدعم السريع من آخر معاقلها في جنوب وغرب أم درمان و"تطهير" كامل منطقة العاصمة.

وتأتي هذه المعارك في وقت تشهد الحرب المستمرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، تصاعدا في وتيرتها لا سيما عبر استخدام أسلحة بعيدة المدى، ومهاجمة الدعم السريع لمناطق سيطرة الجيش بطائرات مسيّرة.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بسماع أصوات انفجارات في أم درمان، حيث لا تزال قوات الدعم السريع تتحصن في بعض الأنحاء منذ إعلان الجيش "تحرير" العاصمة في أواخر مارس.

من جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش أن قواته منخرطة "في عملية واسعة النطاق ونقترب من تطهير كامل ولاية الخرطوم".

وقال نبيل عبد الله إن قوات الجيش تستهدف معاقل الدعم السريع "بجنوب وغرب أم درمان وتستمر في تطهير مناطق صالحة وما حولها"، مشيرا الى أن العملية العسكرية انطلقت الاثنين.

وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أعلن من القصر الجمهوري في وسط العاصمة أواخر مارس، أن "الخرطوم حرة". لكن قوات الدعم التي حافظت على تواجد في جنوب وغرب أم درمان الواقعة على ضفة نهر النيل المقابلة للخرطوم، استهدفت القصر ومقر القيادة العامة للجيش بقذائف المدفعية أواخر أبريل.

- تفاقم أوضاع المدنيين -

وكثّفت قوات الدعم السريع هجماتها على مواقع الجيش ومناطق نفوذه، بعدما أعلن سيطرته على الخرطوم ومدن في شمال ووسط البلاد كانت تحت سيطرتها.وكانت أبرز أوجه هذا التصعيد استهداف مدينة بورتسودان (شرق) المطلة على البحر الأحمر والتي تتخذها الحكومة المرتبطة بالجيش مقرا موقتا لها.

وبقيت بورتسودان الى حد كبير في منأى عن أعمال العنف منذ اندلاع الحرب عام 2023، وانتقلت إليها بعثات دولية ومنظمات اغاثية، ومئات الآلاف من النازحين من مناطق سودانية أخرى.وطالت هجمات الدعم السريع بالمسيّرات، مطار بورتسودان الدولي وميناءها، بالإضافة إلى مستودع الوقود ومحطة الكهرباء الرئيسيين فيها.

وأعرب خبير الأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان رضوان نويصر الاثنين "عن قلقه العميق إزاء التصعيد الأخير في الغارات الجوية بطائرات مُسيّرة وتوسع الصراع إلى ولاية البحر الأحمر في شرق السودان مما زاد من تفاقم أوضاع المدنيين".

وحذر في بيان من أن "الهجمات المتكررة على البنى التحتية الحيوية تُعرِض حياة المدنيين للخطر وتُفاقم الأزمة الإنسانية، وتُقوِض الحقوق الأساسية للإنسان"، مشيرا إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع "وأثره على إمدادات الوقود مما يُعيق الوصول إلى الحقوق الأساسية مثل الحق في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية".

وعلى رغم توتر الوضع في بورتسودان، عيّن البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة، الاثنين كامل إدريس رئيسا جديدا للحكومة السودانية خلفا لدفع الله الحاج الذي لم كان القائم بأعمال رئيس الحكومة لثلاثة أسابيع فقط.

ورحب الاتحاد الافريقي بتعيين رئيس حكومة "مدني"، معتبرا ذلك خطوة "نحو حكم شامل" يأمل بأن تسهم بـ"استعادة النظام الدستوري والحكم الديموقراطي".

وقسمت الحرب التي اندلعت منتصف أبريل 2023، السودان إلى مناطق نفوذ حيث يسيطر الجيش على شمال وشرق البلاد بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور في الغرب ومناطق في الجنوب.

وتسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليونا في ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعلن العثور على مقابر جماعية في معتقل للدعم السريع
  • الجيش السوداني : العثور على مقابر جماعية في مناطق جنوب أم درمان
  • الجيش السوداني يوجه ضربة قاصمة لظهر مليشيا الدعم السريع بدارفور
  •  الجيش السوداني يعلن رسميا ولاية الخرطوم خالية من قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن رسميًا.. الخرطوم خالية من الدعم السريع
  • الجيش السوداني يشن عملية واسعة النطاق لتطهير الخرطوم
  • الجيش السوداني يعلن سيطرته على الخرطوم
  • عاجل بالفيديو .. أكبر وأخطر منظومة مسيرات إستراتيجية بعيدة المدى تابعة لقوات الدعم السريع في قبضة الجيش السوداني
  • انفجارات واشتباكات بين الجيش والدعم السريع في أم درمان
  • الجيش السوداني يتقدم في أم درمان.. ومعارك ضارية مع الدعم السريع (شاهد)