إلتقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبد الله بوحبيب وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه.     وبعد اللقاء، غادر الوزير الفرنسي من دون الإدلاء بتصريح.

  أما بوحبيب فوصف الاجتماع بـ"الجيد". وقال في دردشة مع الصحافيين إن "الفرنسيين يهمهم لبنان وسلامته. لقد نقلوا لنا أجواء إسرائيل التي تريد إرجاع المستوطنين المهجرين من الحدود الشمالية، وعددهم حوالى 100 ألف.

وحتّى الساعة لم نتبلغ أنهم يقبلون بالسلام الذي نطالب به".
أضاف: "كما تعرفون، نحن نطالب بتطبيق القرار 1701 كاملا، ويتضمن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وانسحاب إسرائيل الكامل من كل الأراضي اللبنانية. وإذا تحقق ذلك، تنتهي تقريبا مشاكلنا الأمنية معهم، وتبقى مشكلتنا معهم القضية الفلسطينية".
وتابع: "حتى الساعة، ليس لدينا أي اقتراح منهم، لكننا مصرون على موقفنا". وأردف: "شكرنا للوزير الفرنسي زيارته لنا، فهي مهمة ليطلعنا على ما يحصل، خصوصا أنه قام بجولته الإقليمية الأولى، وكنت تعرفت عليه في نيويورك منذ حوالى الأسبوعين".
كما أكد أن "نوايا الفرنسيين جيدة تجاه لبنان"، وقال: "نحن يهمنا أن يكونوا مشتركين في كل حل إقليمي أو دولي للقضية اللبنانية".

  وعمّا اذا حمل الوزير الفرنسي أي اقتراح للحل، قال بوحبيب: "كلا، لم يعطنا أي اقتراح، إنهم يفكرون بحل أو اقتراحات، وسيطلعونا عليها عليها فور جهوزها".
وعند سؤاله ان كان الوزير الفرنسي حمل تحذيرا إسرائيليا بإمكانية التصعيد، إذا لم يتوقف ما يحصل في الجنوب، أجاب: "لم نبحث في هذه التفاصيل، لكن طبعا حذرونا من أن إسرائيل قد تقوم بحرب لإرجاع مستوطينها. نحن نعتبر أن هذه حرب تدل على فشلها في غزة. قلنا للفرنسيين لا نريد الحرب، بل نريد الاتفاق بوساطة الامم المتحدة والفرنسيين والاميركيين أو أي كان، نريد الاتفاق حول الحدود. وحاليا، يمكننا البحث فيها، لكنها لن تكون نهائية قبل ان يصبح لدينا رئيس للجمهورية، كذلك الا تستمر الحرب في غزة".
ويشأن إمكانية زيادة عديد الجيش في المرحلة المقبلة، خصوصا على الحدود، قال: "نقترح هذا، ونطلب المساعدة لنتمكن من تجنيد حوالى 6 أو 7 آلاف جندي، ومطلبنا يلقى ترحيبا".


وعن زيارة وزير خارجية مصر غدا إلى لبنان وعما إذا كانت الوفود التي تأتي إلى  لبنان لديها اقتراحات مختلفة، قال: "الكل يهمه عدم اندلاع الحرب في جنوب لبنان وشمال اسرائيل، كلنا نتكلم اللغة ذاتها، والوزير المصري سيزور رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي".

أضاف: "لبنانيا، هناك أمور تجمعنا أهمها موقفنا في الجنوب وكذلك ملف اللاجئين، فكلنا متفقون على هذين الملفين اللذين يؤثران على وجود لبنان".
وعند سؤاله عن وجود قناعة لدى كل الموفدين الذين التقاهم أن مطلب انسحاب "حزب الله" من الحدود اللبنانية الى جنوب الليطاني أمر غير ممكن إطلاقا، أجاب: "نحن لا نبحث في الممكن وغير الممكن، نحن نقول لهم إننا مستعدون للاتفاق حول الحدود، ونود تطبيق القرار 1701 بحذافيره، وحزب الله على علم بذلك. ليست لدينا شروط، فهم من يجب ان يتوقفوا عن قضم الاراضي فهم من يحتلون قسما من اراضي لبنان. فإلى جانب شبعا وكفرشوبا، هناك شمال الغجر وخراج بلدة الماري والناقورة، فالخط الازرق ليس الحدود، بل هو خط الانسحاب الاسرائيلي في العام ألفين".
وأوضح أن "خط الحدود هو الخط الذي رسمه الفرنسيون والإنكليز عام 1923، وتم تثبيته عام 1949 بعد الهدنة بين لبنان واسرائيل برعاية الامم المتحدة".

  وعن عدم زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين لبنان وما يعني ذلك أن ليست لديه أي خطوة إيجابية في خصوص اظهار الحدود"، قال بو حبيب: "طبعا، لن يأتي اذا لم يكن لديه شيء".

واشار إلى أن "مجيء إسرائيل إلى لبنان لن يكون نزهة، فذلك سيسبب حربا اقليمية، حزب الله ليس ابن الامس في هذه القضايا. إسرائيل يمكن أن تدمر إذ لديها سيطرة جوية هائلة، لكنها لن تربح الحرب".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

التصعيد الكبير..تحت سقف الحرب؟

بعيداً عن العمل الأمني الذي قامت به إسرائيل يومي الثلاثاء والاربعاء والذي ادى الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، من عناصر "حزب الله" ومن المدنيين، وبعيدا ايضا عن الاغتيال الكبير الذي نفذته ضد قادة "وحدة الرضوان"، الا أن المعركة بين "حزب الله" واسرائيل كانت في كل الاحوال ستأخذ في الايام الماضية، وبالتوازي مع التصريحات الرسمية الإسرائيلية منحى مختلف ومسارا تصعيديا كبيرا، اذ بات من الممكن الحديث عن مرحلة جديدة بدأت ليس من الممكن توقع كيف ستكون نهايتها، وما اذا كانت ستؤدي الى تدحرج سريع وكبير في الاحداث ام ان التطورات السياسية ستفرض العودة الى المستوى السابق من الاشتباك. من هنا يصبح لزاماً التعامل مع  الفترة الممتدة من اليوم حتى الانتخابات الرئاسية الاميركية بأسلوب مختلف.

بدأت اسرائيل قبل ايام التمهيد لإعتبار جبهة لبنان جبهة اساسية وجبهة غزة جبهة ثانوية، وهذا ما حصل بشكل تدريجي، اذ من المرجح ان العملية الامنية التي قامت بها اسرائيل كان يجب ان تكون بداية التصعيد لو انها اصابت "حزب الله" في مقتل، او اقله ادت الى تضرر بنيته العسكرية على الخطّ الامامي وهذا ما لم يحصل، الا ان تل ابيب أصرت على التصعيد لتبدأ تكثيف عملياتها الجوية الى مستوى واسع جداً وهذا ما دفع الحزب الى الردّ بطريقة مماثلة حيث كثف ضرباته بشكل متناسب، على قاعدة التصعيد بالتصعيد من دون احتساب الرد على الاعمال الامنية التي تحصل.

ساعدت الاستهدافات الامنية التي حصلت في ايصال عملية الضغط على "حزب الله" الى ذروتها، اذ ان التصعيد كان سيحصل بهذه العمليات او بدونها، لكن حصولها يساعد في دفع الامور نحو الضغط الاقصى، وهذا يعني ان المسار التصعيدي مرتبط بشكل كبير بالظروف السياسية، فنتنياهو يريد تحقيق هدف استراتيجي كبير متمثل بإعادة نحو ٢٠٠ الف مستوطن اسرائيل الى مناطق شمال فلسطين المحتلة لتخفيف ضغط هؤلاء عليه واستفادة معارضيه من هذه الورقة للتصويب عليه، من هنا يصبح المسار الفعلي هو فرض ايقاف النار على "حزب الله" بالقوة او عبر الوسائل الديبلوماسية.

واذا كان الحرب الكبرى غير محبذة اسرائيليا لان الواقع البنيوي للجيش الاسرائيلي وتحديدا للقوات البرية سيء بعد نحو سنة من المعارك في غزة والشمال، وامكانية ان تؤدي الحرب الشاملة الى رفع مستوى المخاطر المرتبطة بتهجير عدد اضافي من المستوطنين وهذا سيزيد من ازمة نتنياهو الداخلية، لذلك فقد لجأ الى التصعيد الكبير من دون الذهاب الى الحرب.


وتعتبر المصادر ان اسرائيل مقتنعة بأن "حزب الله" والمحور كله لا يريد الحرب قبل معرفة نتيجة الانتخابات الاميركية، لذلك فهو يرفع مستوى جرأته في الاستهدافات، ومن المتوقع الا يبقى المحور صامتاً مما سيدفع التصعيد خطوات اضافية الى الامام في الايام المقبلة ليبقى مضبوطا تحت سقف الحرب الشاملة والواسعة وليبقى استهداف المدنيين امرا محدودا مقارنة بالحروب السابقة، علما ان هذا المستوى من الاشتباك قد يؤدي الى اشتعال الحرب بشكل واسعة من دون ارادة المتحاربين... المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • "وول ستريت جورنال": إسرائيل تبعث رسالة بهجماتها على لبنان.. إما "الانسحاب أو الحرب"
  • حرب إسرائيل وحزب الله تسقط الخطوط الحمر
  • إسرائيل تخيّر حزب الله.. إقرأوا هذا التقرير!
  • التصعيد الكبير..تحت سقف الحرب؟
  • حزب الله يشن هجمات صاروخية على عدد من مواقع الجيش الإسرائيلي على الحدود
  • إذاعة الجيش: اغتيال عقيل جاء استغلالا لفرصة عملياتية واستخباراتية
  • السياحة تبحث سبل زيادة أعداد السياح الفرنسيين خلال المشاركة بمعرض TOP RESA
  • إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل من لبنان
  • وزير الصحة اللبناني: الحرب لا زالت دائرة والاحتلال لديه نوايا تصعيدية
  • لماذا ينصب تركيز إسرائيل على الحدود مع لبنان؟