حكم صيام الإسراء والمعراج .. وجزاء ذلك عند الله
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
يسأل الكثير مع اقتراب ذكرى الإسراء والمعراج عن حكم صوم الإسراء والمعراج؟، لترد دار الإفتاء المصرية، موضحة: أنه لا مانع شرعًا من التطوّع بصوم هذا اليوم، (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله) أي طاعة لله، وابتغاء وجهه، ورجاء مثوبته، فإن الله تعالى يجازيه على هذا الصيام بأن يباعد بينه وبين النار سبعين سنة (بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا).
ومن جانبه قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان كثير الصيام في شهري رجب وشعبان أو في الأشهر الحرم بصفة عامة، فإذا كان الشخص يصوم في هذه الأشهر من باب العادة فليصم ولا حرج عليه.
وأضاف «الورداني»، أن من كان عادته الصيام في رجب ويريد صيام يوم الإسراء والمعراج فليصم.
وتابع: أما الشرع فلم يخصص صيام ليلة الإسراء والمعراج بالتحديد وإنما صيامها وصيام يوم عاشوراء وصيام يوم وقفة عرفات وليلة النصف من شعبان، وغير ذلك من المناسبات الدينية هي نابع ديني من استطاع فليفعل وله الثواب ومن لم يستطع فلا إثم عليه.
قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى السابق لمفتى الجمهورية، إن شهر رجب يعتبر من الأشهر الحرم الذى يستحب فيها الصيام والإكثار من الأعمال الصالحة، مؤكدًا أنه لا يجوز للمسلم أن يصوم شهر رجب كاملًا لأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لم يصم شهرًا كاملًا سوى شهر رمضان المبارك.
وأضاف عاشور، فى إجابته عن سؤال (هل يجوز صيام ليلة الإسراء والمعراج؟)، أنه يجوز الصوم فى أى وقت فى السنة ماعدا يوم النحر وثلاثة أيام عيد الأضحى ويوم الفطر، أيضًا من صام يوم الجمعة يكون صومه صحيحاً ولكنه يكون مكروهًا لأننا لم نريد أن نفرد يوم لوحده فى الصوم لأن يوم الجمعة عيد.
وأشار الى أن صوم يوم 27 رجب ليلة الإسراء والمعراج لا حرج فيه لأن الصيام طاعة مطلوبة فى هذه الأوقات فى رجب وشعبان حتى نمهد نفسنا لشهر رمضان، فيجوز صوم ليلة الإسراء والمعراج احتفاء بأن الله منى على رسولنا صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج وبنزول وفرض الصلوات الخمس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم صيام الإسراء والمعراج لیلة الإسراء والمعراج
إقرأ أيضاً:
حين أنصف الإمام عليّ(عليه السلام) النساء… وخذلهن الزمان
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
في زمنٍ تتسابق فيه الأصوات لتأويل النصوص وتقييد المرأة باسم الدين، تتوقف الكثير من النساء العراقيات اليوم أمام سيرة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لا بوصفه إماماً مفترض الطاعة فحسب، بل باعتباره أنموذجًا نادرًا للحاكم العادل، والرجل المنصف، والإنسان الذي أنصف المرأة في وقتٍ كان الظلم تجاهها مألوفًا ومقبولًا اجتماعيًا.
حين ننظر اليوم إلى المرأة العراقية ، في النجف وكربلاء، في بغداد والبصرة، وفي المهجر، نراها تحمل في قلبها تقديرًا خاصًا لنهج الإمام علي، لأنها تشعر أن كلماته وسيرته حملت قيمة إنسانها وكشفت عن فهم عميق لكرامة المرأة ودورها ومكانتها.
ففي زمنٍ كان يُنظر فيه للمرأة على أنها متاع، جاء الإمام علي ليقول،
“المرأة ريحانة وليست بقهرمانة” ، أي أنها مخلوق رقيق لطيف لا تصلح لأن تُستغل أو تُستعبد، بل تُصان وتُكرم وتُعامل بما يليق بها.
الإمام علي (عليه السلام) ، في خلافته، لم يفرّق بين رجل وامرأة في الكرامة، ولا في الحقوق، ولا في العدالة. حتى في توزيع بيت المال، لم يُميز بين ذكر وأنثى.
وكان يقول بكل وضوح:
“المرأة أمانة الله عندكم، لا تؤذوها، ولا تقهروها”.
وفي مواقف القضاء، أنصف النساء حتى ضد أقرب المقربين. لم تكن مكانته كحاكم تمنعه من إحقاق الحق، وكان إذا اشتكت إليه امرأة، أصغى بكامل قلبه، وردّ لها حقها دون تحيّز. هذا السلوك لم يكن مجرد عدالة، بل كان ثورة أخلاقية في بيئة اعتادت على ظلم المرأة.
أما في إرثه الفكري، فقد ترك لنا الإمام علي (عليه السلام) تراثًا من الكلمات والمواقف التي تصلح لأن تُبنى عليها فلسفة كاملة لتمكين المرأة في المجتمعات المسلمة، لو أُحسن فهمها دون تحريف أو اجتزاء.
لكن المؤلم أن كثيرًا من هذا الإرث، إما تم تغييبه عمدًا، أو قُدّم بانتقائية تخدم أنظمة تقليدية تعيش على تهميش المرأة.
المرأة العراقية اليوم، وهي تواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، تعود إلى نهج الإمام علي لا بحثًا عن العزاء فقط، بل بحثًا عن القوة والمعنى والموقف. هي تعلم أنه قال،
“المرأة شقيقة الرجل”، وأنه كان يرى فيها نصف المجتمع الذي إن صلح، صلح الباقي.
ولذلك، فإن ما تحتاجه المرأة اليوم ليس خطابًا دينيًا مشوّهًا يفرّغ الدين من إنسانيته، بل قراءةً نزيهة وعقلانية لسيرة الإمام علي، تُعيد للمرأة قيمتها التي دافع عنها الإمام، وتفضح من سلبوها هذه المكانة باسم الإمام.
إنصاف المرأة لم يكن شعارًا عند الإمام علي(عليه السلام) ، بل ممارسة حقيقية. واليوم، صار لزامًا على من يدّعون الانتماء لمدرسته، أن يعيدوا لهذا النهج روحه، وأن يُنصفوا المرأة كما أنصفها الإمام علي(عليه السلام).
ختاما يا بنات علي وانا اول وحدة منهن كوني مثله :
قوية ،عادلة ،مضحية ،مثقفة ،شريفة ،رافعة راسج