تستمر حرب الإبادة الجماعية للاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، لأكثر من أربعة شهور، وسط تدمير كبير للمنازل والبنية التحتية.

ويستغل سكان قطاع غزة فترات انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من بعض المناطق، من أجل تفقد منازلهم ومُنشآتهم المختلفة، ومعرفة حجم التدمير الذي طالها.

ورصدت "عربي21" شهادات لمواطنين، يترقّبون أحداث الهدنة وصفقة التبادل من أجل العودة إلى منازلهم، وتفقد ما الذي تبقى منها.



يقول بشير، ذو 43 عاما، إن "كلمة أو مصطلح "البيت واقف" هي من أشهر وأحب الكلمات حاليا إلى النازحين في جنوب قطاع غزة، هي تعبير عن أن البيت تضرّر، لكنه لم يتدمر بشكل كلي".

ويضيف بشير في حديثه لـ"عربي21" أن "قلق الناس من تدمّر البيت لا يعود فقط إلى خسارة البيت والذكريات، والمتعلقات الشخصية التي فيه، إنما بسبب صعوبة الإعمار المتوقعة بعد الحرب"، مؤكدا "الناس عانت لسنوات طويلة بعد حرب 2014 من أجل إعادة الإعمار الذي كان وسط قيود إسرائيلية كبيرة، وهذا الأمر استمر بعد حرب 2021".

ويوضح "زوجتي باتت تنزعج من كلمة البيت واقف، وتقول ضربوا البيت وحرقوه لكن المهم أنه واقف! وبسبب ذلك شرحت لها أبعاد لما يكون البيت مش واقف".


ويذكر: "إحنا بنعيش على حس العودة لبيوتنا، نشتري بعض المونة والأغراض ونقول هذه لغزة، نفكر كيف ممكن نسكر الأبواب والشبابيك المدمرة بس نرجع، لأنه بنعرف أنه في حرب بعد الحرب على توفر أبسط مقومات الحياة".

أما أنس، ذو 30 عاما، فيقول إنه تمكّن أخيرا من معرفة أخبار بيته، وبيت والده وباقي العائلة، مضيفا "الحمد لله البيت واقف، وصامد، صحيح محروق ومتضرر بشكل كبير لكنه لسه موجود".

ويوضح أنس لـ"عربي21"، "أولاد عمي بقوا في غزة وأرسلوا لي صورا وفيديوهات لما صار عليه البيت، وما حل به من أضرار وآثار الحرق، وذلك بعدما انسحب الجيش من الأماكن المحيطة به في منطقة المقوسي".

ويضيف: "طبعا الحمد لله إحنا أحسن من غيرنا، لو خلصت الحرب وضل البيت بنلاقي حيطان تسترنا، ونقعد جواها، أحسن من الخيمة والقعدة في المدارس، ويارب تخلص الحرب ويضل البيت، وربنا يعوض علينا وعلى كل الناس".

ويكشف أن "هذا البيت ما صار بالساهل، وكل بغزة بعرف إيش يعني تبني بيت، وكم يكلف من أموال، حتى أنه لما الشخص يبدأ في عملية البناء الناس تبدأ تبارك له بجملة "مبروك الهمّة" وهذا حتى قبل بناء أي حائط في البيت".

من ناحيته، يقول أبو بهاء، ذو 65 عاما، إن "العمارة غير المكتملة التي شيدها حديثا له ولأبنائه ما تزال موجودة في خانيونس، إلا أنها تضررت بشكل كبير".


ويوضح أبو بهاء في حديثه لـ"عربي21": "كنت أَتجهز لتَشطيب العمارة التي وضعت فيها تعب عمري، واللي ادخروا الأولاد حتى نسكنها، ونتوسّع فيها، لكن قبل الحرب تمهلنا قليلا بسبب نقص الأموال، والحمد لله أنه ما كملنا".

ويقول: "هذه الأخبار حسب ما شفنا من الصور قبل ثلاثة أيام، لكن كل يوم بنسمع عن نسف مربعات سكنية، وساعة عن ساعة يختلف الوضع".

من جهته، يقول المهندس محمود، ذو 35 عاما، إن "العديد من الأقرباء والمعارف يرسلون له صور بيوتهم لتقييمها بشكل مبدئي حول الأضرار التي لحقت بها، وهل هي مازالت صالحة للسكن"، مضيفا: "بعضهم يقطع مسافات طويلة علشان أشوف الصور، لأنه ما عندهم نت يرسلوا الصور".

ويكشف محمود لـ"عربي21": "للأسف العديد من هذه البيوت يمكن تمييز أنها غير صالحة هندسيا للسكن، ويستلزم إزالتها من النظرة البسيطة بصورة على الجوال، وهذا لأن أحد الأعمدة الرئيسية التي ترفع وزنا أساسيا من السقف تكون مدمرا أو حتى متضررا".

ويشرح: "صحيح أن البيت واقف، لكنه يكون معرضا للسقوط أو الانهيار في أي وقت نظرا لميل البيت على فراغ الأحمال الذي تسبب به فقدان العمود"، مشيرا إلى أن "هذه العملية قد لا تكون ظاهرة بشكل مباشر وسريع، لكنها تحدث والمبنى يبدأ بالميلان ثم السقوط".

وذكر أن هذه الحركة غير الملحوظة تكون في أشدها خلال الطقس شديد البرودة، أو الحرارة في الصيف والشتاء.


ويقول: "حتى المنازل التي جرى حرقها ولم تتعرض للقصف هناك احتمالات كبيرة أنها غير صالحة أيضا نظرا لأن الحرارة المرتفعة المستمرة لفترة طويلة تعمل على إفقاد الخرسانة المسلحة لقوتها في الأسقف، ما يعمل على تشققها وانهيارها".

تجدر الإشارة، إلى أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لا يزال مستمرا لليوم الـ125 منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وارتفعت حصيلة الحرب على القطاع لتبلغ "27 ألفًا و840 شهيدا، إضافة إلى 67 ألفًا و 317 مصابًا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي". فيما استُشهد عشرات المواطنين، وأصيب آخرون بجروح مختلفة، الخميس، في قصف طيران الاحتلال الحربي منازل في أحياء مختلفة من مدينة غزة، وتحديدا في أحياء الرمال والصبرة والزيتون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة قطاع غزة جنوب قطاع غزة قطاع غزة جنوب قطاع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب

ذكرت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي بلغ 383 شهيدا، و1002 مصابا، وجرى انتشال 627 جثمانا.

أشارت وزارة الصحة في غزة إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 70373 شهيدا و171079 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.

وذكرت الوزارة أن هناك 4 شهداء و10 مصابين جراء غارات الاحتلال خلال 24 ساعة.

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أنه تلقى أكثر من 2500 نداء استغاثة خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة تأثير المنخفض الجوي على مختلف مناطق القطاع.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة روسيا: خسائر القوات الأوكرانية خلال الصراع تجاوزت مليون عسكري

وأكد الدفاع المدني أن خيام آلاف النازحين غير قادرة على تحمّل الظروف الجوية القاسية، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لتوفير حماية وإيواء مناسبين للسكان المتضررين، ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في القطاع.

وفي وقت سابق، حذّرت حركة حماس من خطورة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، مؤكدة أن الظروف الحالية تستدعي إطلاق عملية إغاثة عاجلة لتوفير احتياجات النازحين الأساسية.

وقالت الحركة إن الخيام المتهالكة التي تقيم فيها آلاف العائلات غير صالحة لتحمّل الأمطار أو الظروف الجوية القاسية، الأمر الذي يهدد بزيادة المعاناة الإنسانية.

ودعت حماس إلى تحرّك دولي فوري لتفادي الآثار الخطيرة للمنخفض الجوي الجديد المتوقع خلال الساعات المقبلة، مشددة على ضرورة توفير حماية وإسناد عاجل للمدنيين في ظل استمرار العدوان ونقص خدمات الإيواء.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" استشهاد 165 طفلاً في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية منذ أكتوبر 2023، مؤكدة أن ما يجري يعكس انهياراً غير مسبوق في الوضع الصحي للأطفال.

وحذّرت المنظمة من أن استمرار القيود على وصول المساعدات يفاقم الكارثة الإنسانية، ودعت إلى وقف فوري لقتل الأطفال وضمان تدفق الإغاثة دون عوائق.

وقالت "يونيسف" إن معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء في غزة "مرتفعة للغاية"، مشيرة إلى أن مراكزها الصحية استقبلت 9300 طفل يعانون سوء التغذية الحاد.

وأضافت المنظمة أن 4 آلاف طفل ينتظرون الإجلاء الطبي العاجل للعلاج خارج القطاع، مؤكدة أن التأخر في تقديم الرعاية يشكّل تهديداً مباشراً لحياتهم ويستدعي تدخلاً دولياً فورياً.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق، إن جيش الاحتلال حدد مناطق خضراء للأمريكيين ضمن الخط الأصفر برفح لبناء بنية تحتية للسكان.

وأضافت :"لن يدخل المناطق الخضراء برفح إلا العائلات الفلسطينية التي لا ترتبط بحماس".

واتهمت حركة حماس، في وقت سابق، جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدم الالتزام ببنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن أي نقاش حول المرحلة الثانية لن يُبحث قبل التنفيذ الكامل لما تم الاتفاق عليه.

وقالت الحركة إن الاحتلال يواصل هدم منازل الفلسطينيين داخل ما يعرف بالخط الأصفر، في امتداد للأعمال العسكرية التي كان يفترض أن تتوقف منذ اليوم الأول للاتفاق، معتبرة أن تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي تكشف بوضوح خرقاً واضحاً للالتزامات المتفق عليها.

وأكدت حماس رفضها للتصريحات الإسرائيلية التي ادعت أن "الخط الأصفر" يمثل حدود غزة الجديدة، مشددة على أن هذه الادعاءات باطلة وتمثل محاولة لفرض وقائع جديدة تتعارض مع الاتفاق ومع حقوق الشعب الفلسطيني.

وأشاد محمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، بحجم التأييد الدولي للقرارات الأخرى الصادرة لصالح فلسطين، مؤكداً أنها تعكس رفض المجتمع الدولي لانتهاكات الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • بالصورة... إنذار إسرائيليّ عاجل لسكان بلدة يانوح
  • ليلة باردة وضباب في العديد من المناطق
  • صحيفة إسرائيلية: إسرائيل وافقت على تحمل تكاليف إزالة الركام بغزة
  • البيت الأبيض: إجمالي كلمات ترامب مع الإعلاميين يفوق أربعة أضعاف حجم «الحرب والسلام»
  • إقتراب موعد اقالة رئيس الوزراء كامل إدريس عبارة عن منقولات(ساذجة)
  • البيت الأبيض: ترامب محبط بشدة من أوكرانيا وروسيا
  • شتاء قاس وخيام بالية.. عربي21 ترصد معاناة النازحين في غزة (شاهد)
  • البيت الأبيض يحسم الجدل : لا قوات أمريكية في غزة مع الاستقرار الدولية
  • 383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟