"المستهدف الأصلي".. من هو علي كركي وكيف نجا من هجوم النبطية؟
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
كشفت مصادر "سكاي نيوز عربية" أن القائد العسكري العام لحزب الله علي كركي كان هو المستهدف الأساسي من هجوم النبطية جنوبي لبنان الذي وقع الخميس، إلا أنه نجا.
وتعرضت سيارة لهجوم بطائرة مسيّرة، مما أدى إلى إصابة المسؤول العسكري في حزب الله عباس الدبس الملقب بـ"الحاج عبد الله"، وشخص آخر كان برفقته.
إلا أن مصادر أكدت لـ"سكاي نيوز عربية"، أن كركي كان هو المقصود قبل أن ينجح في التمويه، إذ لم يكن في السيارة المستهدفة.
وأكدت المصادر أن كركي الذي نجا من محاولة اغتيال ثانية يعد أرفع قائد عسكري في الحزب، كما أنه عضو ما يعرف باسم "المجلس الجهادي"، وهو الجناح العسكري والأمني لحزب الله.
ماذا حدث في النبطية؟
أصيب مسؤول عسكري في حزب الله بجروح خطيرة، من جراء ضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة النبطية. قال مصدر أمني لبناني إن "الضربة الإسرائيلية استهدفت سيارة مسؤول عسكري في منطقة الجنوب في حزب الله، مما أدى الى إصابته بجروح خطرة، كما أصيب شخص آخر كان برفقته". ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان أن "مسيرة إسرائيلية نفذت بعد ظهر الخميس عدوانا جويا على سيارة رباعية الدفع عند المدخل الشرقي لمدينة النبطية، مما أدى الى اشتعال النيران فيها". استهدفت السيارة في شارع رئيسي بالمدينة التي تقع شمال نهر الليطاني على بعد 12 كيلومتر عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل. أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، ألسنة النيران تتصاعد من السيارة. ردا على سؤال لـ"فرانس برس" حول الضربة، اكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول: "ننظر في هذه التقارير". جاء استهداف السيارة في وقت كثف به حزب الله منذ الصباح وتيرة قصفه لمواقع إسرائيلية، من بينها ثكنتا معاليه غولان وبرانيت ومقر قيادة في كريات شمونة، حسبما أعلن في بيانات عدة. منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله وإسرائيل، مما أثار مخاوف دولية من توسع نطاق التصعيد ودفع مسؤولين غربيين الى زيارة بيروت والحض على التهدئة. منذ بدء التصعيد، قتل 227 شخصا في لبنان من بينهم 166 مقاتلا من حزب الله، و27 مدنيا ضمنهم 3 صحفيين، وفق حصيلة جمعتها "فرانس برس"، وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل 9 جنود و6 مدنيين. دفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود إلى النزوح من منازلهم.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات كركي حزب الله لبنان لبنان حزب الله إسرائيل كركي حزب الله لبنان أخبار لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
الفأرة التي في أيدينا.. كيف كانت وكيف أصبحت؟
#سواليف
يصعب اليوم تخيل عالم #الحواسيب دون ذلك الرفيق الصامت الذي يلازم أيدينا، ينقل نوايانا إلى الشاشة بنقرة أو سحبة بسيطة في دقة متناهية.
إنها #الفأرة، ذلك الجهاز المتواضع الذي حول التفاعل مع الآلة من مهمة معقدة محصورة بالمختصين إلى حركة بسيطة في متناول الجميع. لم تكن رحلتها من فكرة ثورية في رأس مخترع إلى قطعة أساسية على ملايين المكاتب مضمونة أو مباشرة، بل هي قصة إبداع ورؤية مستقبلية وصبر طويل.
في أوائل ستينيات القرن الماضي، كان الحاسوب عملاقا غامضا يتواصل معه المستخدمون عبر لغة غريبة من الأوامر النصية. كان على الشخص أن يكون مبرمجا ليأمر الآلة بتنفيذ ما يريد.
مقالات ذات صلةفي هذا الجو، تخيل المهندس الأمريكي #دوغلاس_إنجلبارت مستقبلا مختلفا تماما، يتعاون فيه البشر والحواسيب بطريقة طبيعية، بصرية، وبديهية. سعى إلى كسر الحاجز بين الإنسان والآلة، وولدت من هذا الحلم فكرة جهاز تتبع حركة اليد.
في اليوم التاسع من ديسمبر عام 1964، تحول الحلم إلى قطعة خشب ملموسة. جنبا إلى جنب مع زميله بيل إنجلش، أنتج إنجلبارت أول نموذج عامل لما نسميه اليوم الفأرة. لم تكن أنيقة، بل كانت صندوقا خشبيا مستطيلا متواضعا، به عجلتان متعامدتان في أسفله، واحدة لتتبع الحركة الأفقية، والأخرى للرأسية.
في أعلى الصندوق، زر واحد فقط. كان كابلها المتدلي هو ما أوحى فيما بعد بتسميتها “فأرة” بشكل غير رسمي، إذ ذكر العاملون في المختبر بأنها تشبه هذا القارض بجسمه وذيله الطويل.
لم يكن الصندوق الخشبي مجرد جهاز غريب، بل كان نافذة على فلسفة جديدة. أراد إنجلبارت واجهة رسومية، وطريقة للإشارة والنقر بدل الكتابة. وجاءت لحظة الانطلاق الكبرى في عرضه الشهير عام 1968، الذي أطلق عليه لاحقا “أم كل العروض التوضيحية”.
أمام جمهور مذهول، استخدم إنجلبارت فأرته لتقديم مفاهيم ستبدو مستقبلية لعقود، نافذة رسومية، تحرير نصوص بالنقر والسحب، روابط تشعبية تنقل المستخدم بين النصوص، وحتى مكالمة فيديو مشاركة مع زميل بعيد.
كان هذا العرض أول ظهور علني لوعد الحوسبة الشخصية الحديثة، وكانت الفأرة هي العصا السحرية التي قادت هذه العملية الثورية. مع ذلك، وبعد كل هذا البريق، سقط الاختراع في صمت طويل.
العالم لم يكن جاهزا بعد. ظلت الحواسيب كبيرة وباهظة، وافتقرت إلى الواجهات الرسومية التي تجعل للفأرة معنى. لقد سبق إنجلبارت عصره بعقدين كاملين. بقي اختراعه حبيس مراكز الأبحاث والمختبرات المتطورة، حتى جاءت الثمانينيات ومعهما ثورة الحواسيب الشخصية.
عندما أطلقت شركة أبل جهازها الشهير “ماكنتوش” في عام 1984، مزودا بواجهة مستخدم رسومية بديهية، كانت الفأرة هي مفتاح الدخول إلى هذا العالم الجديد. عندها فقط، انتقلت الفأرة من كونها اختراعا عبقريا إلى ظاهرة ثقافية وتجارية. أصبحت فجأة في كل مكان، وبدأت رحلة تطورها السريع، تحولت العجلتان الميكانيكيتان إلى كرة، ثم اختفت الكرة تماما لتحل محلها أدوات بصرية قادرة على العمل على أي سطح. تقلص الحجم، تعددت الأزرار، ظهرت العجلة الوسيطة التي سهّلت التصفح، ثم قطعت الأسلاك لتتحرر لاسلكيا. تحسنت الدقة والراحة والشكل، لكن المبدأ الرئيس الذي وضعه ذلك الصندوق الخشبي، تحويل حركة اليد في الفضاء ثنائي الأبعاد إلى حركة للمؤشر على الشاشة، بقي على حاله.
الآن، بينما نمسك بأيدينا فأرات ملساء مصنوعة من البلاستيك أو المعدن، تكمن مفارقة عظيمة. الفأرة التي نشأت من رغبة في استكشاف الفضاء، حيث مولت وكالة ناسا أبحاثها المبكرة، وجدت نفسها غير مناسبة لانعدام الجاذبية في المركبات الفضائية. بدلا من أن تسافر إلى الفضاء البعيد، تمسكت بالأرض وربطت البشر بعضهم ببعض عبر الشبكة العنكبوتية العالمية.
مخترعها الرائد، دوغلاس إنجلبارت، لم يجنِ ثروة منها، إذ أن حقوق براءة الاختراع كانت ملكا لمعهد ستانفورد البحثي الذي عمل فيه. لكن إرثه لا يقدر بثمن. الفأرة لم تكن مجرد أداة، بل كانت حجر الزاوية في فلسفة جعلت التكنولوجيا في متناول الجميع، وساهمت في تقريب الحوسبة من أي شخص بغض النظر عن خبرته التقنية.
إنها قصة ذلك الصندوق الخشبي البسيط الذي لم ينعزل في متحف التاريخ فحسب، بل تحول إلى امتداد حيوي لأيدينا وعقولنا، يترجم أفكارنا إلى فعل على الشاشة، ويذكرنا بأن أعظم الابتكارات هي تلك التي تختفي في بساطتها لتصبح جزءا لا يتجزأ من تفاصيل حياتنا اليومية.