إندونيسيا قبيل الانتخابات.. احتجاجات أكاديمية على السماح بترشّح نجل الرئيس
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
جاكرتا- اجتاحت موجة احتجاجات أكاديمية إندونيسيا، مؤخرا، وانطلقت من عشرات الجامعات داعية القوى والشخصيات السياسيّة جميعها إلى "إنقاذ التجربة الديمقراطية في البلاد"، وأن تكون الانتخابات التشريعية والرئاسية المقرّر إجراؤها في 14 فبراير/شباط الجاري، "عادلة ونزيهة ومحكومة بالقيم والأخلاق وقوانين البلاد".
وكانت البداية في جامعة "غاجه ماده" الشهيرة في منطقة "جوغ جاكرتا" وسط جزيرة جاوا في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، وفي اليوم التالي بالجامعة الإسلامية الإندونيسية في المدينة ذاتها.
وتلا مئات الأساتذة من عشرات الجامعات البيانات، التي انتشرت تسجيلاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاحقًا، مطالبين الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو (المعروف باسم جوكوي) وسياسيين آخرين بالرجوع إلى المسار الديمقراطي وقيمه قبيل موعد الإنتخابات التي يترشح فيها نجله غِبران راكابومينغ راكا، والي مدينة صولو، لمنصب نائب الرئيس مع وزير الدفاع الحالي الجنرال المتقاعد برابوو سوبيانتو.
وكان تحالف "تقدم إندونيسيا" أعلن ترشح نجل الرئيس في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أيام من قبول تعديل قانوني بشأن الحد الأدنى لعمر المتقدم لمنصبي الرئيس ونائبه أقرته المحكمة الدستورية يوم 16 من الشهر ذاته.
وصادقت المحكمة الدستورية على تعديل بقانون الانتخابات لعام 2017، يسمح لمن هم دون 40 عاما بالترشح إن كان لديهم تجربة في منصب تنفيذي منتخب على مستوى الأقاليم أو المحافظات أو المدن، وفي هذه الحالة فإن نجل الرئيس البالغ من العمر36 عاما سيتمكن من الترشح وفق التعديل.
وساد جدل واحتجاجات في أوساط الأكاديميين والمثقفين في ظل اهتمام واسع بالإعلام المحلي بعد قرار المحكمة الدستورية، وما تبعه من عزل رئيسها القاضي أنور عثمان -وهو صهر الرئيس جوكو ويدودو- عن منصبه بقرار من الهيئة الأخلاقية للمحكمة، بسبب ما عدّته الهيئة وقوعا في مخالفات القواعد الإجرائية والأخلاقية التي يجري وفقها عمل المحكمة.
جاءت بيانات الأكاديميين من مختلف التوجهات والتيارات، فمنها الحكومية، والإسلامية والمسيحية، والأهلية، أو تلك المرتبطة بمؤسسات كبرى كجامعات "المحمدية" على امتداد الأقاليم الإندونيسية، في موجة خطاب مطلبي أكاديمي واسع غير مسبوق منذ سنوات طويلة.
وانطلقت الاحتجاجات في أكثر من 40 جامعة حسب إحصاءات صحف محلية، وشبهها المؤرخ أصفي وارمان آدم بما حصل قبل إسقاط الرئيس السابق سوهارتو عام 1998 في حراك عشرات من الأكاديميين والمثقفين وبيان مطالبهم الإصلاحية آنذاك.
واستذكر محرر صحيفة كومباس كيف أن "صوت الشباب والمثقفين لطالما سُمع عاليا في اللحظات المفصلية بتاريخ إندونيسيا، وفي لحظة النهضة القومية لعام 1908 خلال عهد الاستعمار، وقسم الشباب الإندونيسي عام 1928، وإعلان الاستقلال عام 1945، وأحداث عامي 1965 و1966 الدامية، وغيرها".
وتُجمع البيانات على مطالبة الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو وساسة الدولة، بالالتزام بالحياد في منصبه وألا يُحشد أي من مؤسسات الدولة وعناصرها لصالح مرشح أو تحالف معين، كما طالبوا بعدم تسييس أي معونات اجتماعية من ميزانية الدولة توزع قبل الانتخابات.
كما طالب الأكاديميون كبار المسؤولين المترشحين أو الذين ضمن فرق الحملات الانتخابية في التحالفات السياسية، بالاستقالة من مناصبهم أو الخروج بإجازات من وظائفهم خلال فترة الانتخابات.
ودعوا إلى أن يعي المسؤولون في الدولة أهمية أن تكون الانتخابات عادلة ونزيهة، وأن تجري مفوضية الانتخابات الاقتراع بموضوعية واستقلالية وحرفية ومسؤولية دون تحيز لأي طرف، وأن تقدم هيئة رقابة الانتخابات على التعامل بحزم مع أية مخالفات، وأن يشارك المواطنون ومؤسسات المجتمع المدني في مراقبة سير عمل الانتخابات خلال كل مراحلها.
وأكدت بيانات الجامعات على أن من إنجازات الإصلاح السياسي -الذي تحقق عام 1998 وما بعده في إندونيسيا بعد استقالة الرئيس الأسبق سوهارتو إثر 32 عاما من حكمه- هو إجراء انتخابات عادلة ونزيهة.
وكان الرئيس الإندونيسي صرح في 24 يناير/كانون الثاني الماضي وخلال مرافقته المرشح الرئاسي الذي يدعمه ووزير الدفاع الحالي برابوو سوبيانتو في مطار حليم العسكري بجاكرتا، بأن من حقه أن يدعم مرشحا معينا وأن يشارك في الحملات الانتخابية خارج أوقات عمله الرسمي في الرئاسة دون استخدام تسهيلات الدولة وممتلكاتها، ودافع عدد من وزرائه عن حقه في إعلان موقفه السياسي كأي مواطن.
ونفى القصر الرئاسي أن تكون زيارات الرئيس إلى الأقاليم، وتوزيع معونات اجتماعية خلالها، مرتبطة بالحملات الانتخابية، وجذب أصوات الناخبين.
لكن اللافت أن أحد الاستطلاعات الذي نشرته صحيفة "كومباس" في ديسمبر/كانون الأول الماضي، يشير إلى أن نسبة رضا الشارع عن الرئيس جوكوي تتراوح ما بين 60-80%، مما يجعل تأثير حكمه خلال 9 سنوات ماضية وصورته في أذهان الناخبين من العوامل المهمة لنجاح نجله غبران، في الفوز بمنصب نائب الرئيس مع مرشح الرئاسة ووزير الدفاع برابوو.
وخرج الرئيس جوكوي في تصريح ثانٍ، لاحقا، يشرح بشيء من التفصيل فقرات قانون الانتخابات لعام 2017 التي تسمح له بالوقوف إلى جانب مرشح أو المشاركة في الحملات الانتخابية، مما وسع دائرة الجدل السياسي والقانوني بهذا الشأن، ثم استدرك الرئيس جوكوي على تصريحه السابق بتصريح ثالث له يوم 6 فبراير/شباط الجاري قال فيه إنه لن يشارك في الحملات الانتخابية رغم أحقيّته بفعل ذلك.
وكان لافتا تواجد أسرة الرئيس جوكوي خلال تجمع انتخابي كبير، الأربعاء، في إقليم سومطرا الشمالية للمرشح الرئاسي وزير الدفاع برابوو سوبيانتو ونجل الرئيس جوكوي المرشح لنائب الرئيس غبران، ومنهم ثاني أبنائه كايسانغ بانغاريب الذي تسلم حديثا رئاسة حزب التضامن الإندونيسي، إضافة إلى بوبي ناسوتيون زوج ابنة الرئيس جوكوي وهو والي مدينة ميدان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحملات الانتخابیة جوکو ویدودو الرئیس جوکو نجل الرئیس
إقرأ أيضاً:
السفير الأمريكي بالأمم المتحدة: لا يمكننا السماح ببقاء حماس بغزة
قال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة إنهم لا يمكنهم السماح ببقاء حماس بغزة وفي نهاية المطاف ستغادر القطاع، على حد قوله.
وأصيب شاب فلسطيني، مساء اليوم الجمعة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية شقبا غرب رام الله.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن قوات الاحتلال داهمت القرية بعدة آليات عسكرية واقتحمت عدداً من المحال التجارية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المواطنين.
وخلال الاقتحام، أطلق جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع باتجاه الأهالي، ما أسفر عن إصابة شاب بقنبلة صوت، ووصفت حالته بالمتوسطة.
وأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، على اقتحام بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال اقتحمت تقوع، وتمركزت وسط البلدة، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، دون أن يبلغ عن إصابات.
رحّب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يُلزم إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بضمان الوصول الإنساني الكامل إلى قطاع غزة واحترام مقار الأمم المتحدة.
مؤكدا أن التصويت الواسع يعكس موقفا دوليا ثابتا يدعم وكالة الأونروا ويجدد الاعتراف بولايتها ودورها الأساسي في حماية اللاجئين الفلسطينيين وتقديم الخدمات لهم في ظل الظروف الاستثنائية.
وأشار فتوح إلى أن القرار يستند إلى الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية بشأن مسؤوليات إسرائيل القانونية، محذرا من التصعيد الخطير في سياسات الاحتلال والتطهير العرقي وتدهور الوضع الإنساني.
ودعا جميع الدول إلى مواصلة دعم الأونروا باعتبارها الجهة المخوّلة بتقديم الإغاثة والخدمات للاجئين، بما يضمن الاستجابة للأوضاع المتفاقمة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة في قطاع غزة الذي يواجه عدوانا مستمرا وتهجيرا قسريا.
وجدد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم، الدعوة إلى رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وعدم تعطيل عمل الأونروا والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.
وأوضح المتحدث أن مئات الآلاف من النازحين ما زالوا معرضين لمخاطر الأمطار والسيول في ظل غياب وسائل الإيواء الملائمة، مشيراً إلى أن الخيام والمنازل المتنقلة والعاملين الإنسانيين يُمنعون من دخول القطاع.
ودعا إلى تسهيل وصول المساعدات العاجلة وتوفير الحماية للمدنيين في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن قطاع غزة يشهد تحسناً طفيفاً في توافر الرعاية الصحية، لكنه ما يزال يعاني من تدهور حاد ونقص كبير في الإمدادات والمعدات الطبية، فيما يفاقم فصل الشتاء مخاطر الأمراض والعدوى.
وأوضح ممثل المنظمة في الأرض الفلسطينية المحتلة، الدكتور ريك بيبركورن، في مؤتمر صحفي من غزة، أن نحو 50% من مستشفيات القطاع تعمل جزئياً، بينما لا يستطيع نحو 37 ألف شخص في شمال غزة الوصول إلى المرافق الصحية.
وأشار بيبركورن إلى أن المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة يقعان خارج "خط وقف إطلاق النار"، في حين يقع مستشفى الشهيد كمال عدوان داخله. وكشف أن المنظمة حاولت إنشاء مركز رعاية صحية داخل مستشفى كمال عدوان، لكنها مُنعت من بدء العمل، ما دفعها لتحديد موقع بديل في بيت لاهيا سيُباشر العمل فيه قريباً.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادرها داخل الدولة العبرية أن جيش الاحتلال يُخطط لعملية عسكرية ضد حزب الله قد تؤدي إلى التوصل لتسوية مع لبنان.
وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم، أن أي جيش يخوض معركة ويصل إلى طريق مسدود يلجأ بعد ذلك إلى خيار التفاوض.
وأشار إلى أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتُخذ وأن تطبيقه جارٍ بشكل مستمر لضمان سيطرة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية.
وأضاف الرئيس أن لبنان مستعد لترسيم حدوده مع سوريا، مع التأكيد على أن مسألة مزارع شبعا ستُترك للنقاش في المرحلة الأخيرة، بما يراعي التوافقات السياسية والأمنية.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، بلدتي فقوعة وقباطية في محافظة جنين، وسط حالة توتر ومواجهات محدودة مع المواطنين.
وأكدت مصادر محلية أن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الصوت في فقوعة، وانتشروا في شوارع البلدة الرئيسية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع السكان.
وفي قباطية، نشرت قوات الاحتلال فرق المشاة بالقرب من منطقة المقاهي، فيما لم ترد تقارير عن اعتقالات حتى الآن.
وحذّرت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الجمعة، من أن مئات آلاف النازحين في قطاع غزة يواجهون خطر غرق خيامهم وملاجئهم بمياه الأمطار الغزيرة.
وجاء ذلك في ظل استمرار القيود الإسرائيلية التي تمنع دخول مواد الإيواء ومستلزمات التحصين.
وأوضحت المنظمة أن نحو 795 ألف نازح يعيشون في مناطق منخفضة مليئة بالأنقاض باتوا معرضين لمخاطر السيول، فيما يزيد غياب شبكات الصرف الصحي وإدارة النفايات من احتمالات تفشي الأمراض.
وأضافت أن المواد الضرورية لدعم الملاجئ، مثل الأخشاب والأبلكاش وأكياس الرمل والمضخات، لم يُسمح بدخولها، في حين أن الإمدادات السابقة من الخيام المقاومة للماء والبطانيات والأغطية البلاستيكية غير كافية لمواجهة الظروف الجوية القاسية.
وأرتقى 14 فلسطينياً بينهم 6 أطفال جراء البرد وانهيار مبان سكنية في قطاع غزة منذ بدء المنخفض الجوي.
ويأتي ذلك في ظِل مُناشدات محلية ودولية لإنقاذ سكان غزة من تداعيات المُنخفض الجوي.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً جديداً دعا إسرائيل إلى الالتزام بتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية القاضي بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون تأخير.
وأكد القرار ضرورة أن تضمن إسرائيل توفير الغذاء والمياه والدواء والمأوى لسكان القطاع، باعتبارها احتياجات أساسية لا يمكن المساس بها.