أقام بيت ثقافة أبوجرج التابع لفرع ثقافة المنيا ، محاضرة عن "نبذ العنف والتطرف والإرهاب"  قدمها الشيخ رضا محمد  بالأوقاف ، وذلك بحضور لفيف من الرجال والنساء، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة .

قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيونى  العديد من الأنشطة الثقافية والفنية، بفرع ثقافة المنيا برئاسة دكتور  رانيا عليوة ، التابع لإقليم وسط الصعيد الثقافى برئاسة ضياء مكاوى، وأوضح الشيخ رضا محمد بالأوقاف ، خلال المحاضرة ،  مفهوم التطرف وموقف الإسلام من التطرف والإرهاب ، وأن جميع الأديان السماوية تنبذ العنف ، وتحث علي التسامح والتصالح والسلام ، مستعينا ببعض آيات من القرآن الكريم  ، ومواقف من السنة النبوية الشريفة ، والتي تحث علي نبذ العنف وإحترام الآديان الأخرى ، وتدين الإرهاب بجميع أشكاله .

وتناول  المحاضر ، الأهمية الإستراتيجية لمواجهة العنف والتطرف بكل أشكاله ، والأثر السلبي لتلك الظواهر المسيئة على وحدة المجتمع ، كذلك تم توضيح أن جميع الأديان السماوية تنبذ العنف ، وتحث على التسامح والتصالح، وتجريم الايذاء بكل أشكاله ، وتحث على قبول الآخر واحترامه وتبغض العنف ، وأن  الشريعة الإسلامية السمحة التي جاءت لنشر روح التسامح ، وإحترام أصحاب الآديان الأخرى  ، كما تم عرض بعض المعاملات في السنة النبوية الشريفة ، التي تحث على التسامح ونبذ العنف واحترام الآديان الأخرى، لافتا الى عدم الإنصياع وراء الأفكار والآراء المغلوطة ، والتي تكون سببًا في ظهور العنف بكل أشكاله ، والتأكيد على أن جميع الحروب الحديثة هي حرب فكر ومعرفة ، يكون الهدف منها شق صف المجتمع وظهور الفتنة بين جميع طوائفه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محاضرة أخبار محافظة المنيا

إقرأ أيضاً:

قبل أن يقع الخلل

 

 

 

خالد بن حمد الرواحي

 

في مؤسساتٍ كثيرة، لا تبدأ الحركة إلّا بعد أن يقع الخلل، ولا تُستدعى الحكمة إلا حين تتعقّد المشكلة. نعيش ثقافةً تُجيد إطفاء الحرائق أكثر مما تُحسن منع اشتعالها، فتتحوّل الإدارات إلى غرف طوارئ لا تهدأ إلا لتشتعل من جديد. وبين أزمةٍ وأخرى، يبرز سؤالٌ مُقلق: لماذا ننتظر حتى تتفاقم الأمور؟ ولماذا لا يتحول التخطيط الوقائي إلى ممارسةٍ مؤسسية ثابتة بدل أن يبقى ردّة فعل متأخرة؟ لقد أصبح انتظار المشكلة كي تُعلن عن نفسها جزءًا من الروتين اليومي، مع أن نصف الجهد كان يمكن توفيره… لو أننا بادرنا في اللحظة المناسبة.

تعود جذور هذا السلوك إلى منظومةٍ إدارية اعتادت التعامل مع الواقع خطوةً بخطوة، لا مع المستقبل وما يحمله من احتمالات. فحين يغيب التخطيط الاستباقي، يتحوّل الموظفون إلى منفذين جيدين، لكنهم يفتقرون إلى القدرة على التنبؤ أو اتخاذ المبادرة. وتغدو التقارير مرآةً لما حدث، لا لما يمكن أن يحدث، بينما ينشغل القادة بمعالجة النتائج بدل فهم الأسباب. ومع مرور الوقت، يتكرس داخل المؤسسة وعيٌ جمعي يقوم على الانتظار: ننتظر الشكوى لنُحسِّن، وننتظر التعثر لنُعدِّل، وننتظر الأزمة لنغيّر. وهكذا تعود المشكلات بالوجوه ذاتها والسيناريو نفسه، وكأن الزمن يعيد تشغيل الحلقة ذاتها دون توقف.

وغالبًا ما تتوارى خلف هذا النمط أسبابٌ أعمق من مجرد نقص الأدوات؛ فالمبادرة تحتاج إلى شجاعة، بينما الاستجابة لا تتطلب أكثر من الامتثال. فالموظف الذي يبادر يتحمّل مسؤولية قراره ويعرّض نفسه لاحتمال الخطأ، في بيئة قد لا تُميّز دائمًا بين الاجتهاد المخلص والخطأ المبرَّر. أما الاستجابة فهي الطريق الأكثر أمانًا؛ لا مخاطرة، ولا مساءلة، ولا حاجة لاستشراف المستقبل أو مواجهة المجهول. وهكذا تتسع دائرة الحذر، ويتراجع الحسّ الابتكاري، حتى تغدو المبادرة استثناءً فرديًا لا ثقافةً مؤسسية راسخة.

وليس أدلّ على أثر هذا السلوك من المشاهد اليومية في الميدان؛ فحين تُعالج المشكلة بعد وقوعها، تكون كلفتها أعلى ووقتها أطول وانعكاساتها أعمق. تتكدس المعاملات، وتتأخر الخدمات، ويُرهق الموظفون في محاولات اللحاق بما فات. والأصعب من ذلك أن ثقة المتعاملين تتآكل تدريجيًا، لأن المؤسسة لا تبدو مستعدة ولا مبادرة. ومع مرور الوقت، يتحول الضغط إلى جزءٍ من البيئة، ويغدو العمل تحت «مُنبّه الأزمات» هو النمط السائد، بينما تتبخر فرص التحسين الوقائي التي كان يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا بأقل جهد وأوضح أثر.

المؤسسات التي تتجاوز هذه الدائرة ليست بالضرورة تلك التي تمتلك موارد أكبر، بل تلك التي تبني عقلية مختلفة. فهي تدرك أن المبادرة ليست مشروعًا إضافيًا بل طريقة عمل، فتزرع في فرقها منهجية رصدٍ مبكرٍ للمخاطر، وتمنح موظفيها مساحة آمنة للتجريب، وتشجعهم على طرح الأسئلة قبل ظهور المشكلة لا بعدها. أما المؤسسات التي تكتفي بالاستجابة، فهي غالبًا ما تُغلق الأبواب أمام الأفكار الجديدة وتنتظر التعليمات قبل كل خطوة، فتتقدم خطوة حين يتقدم الآخرون عشر خطوات. وهنا يتجلى الفارق بين مؤسسة تصنع الحدث… وأخرى تكتفي بملاحقته.

وفي نهاية المطاف، لا تحتاج مؤسساتنا إلى جهدٍ خارق كي تنتقل من ثقافة الاستجابة إلى ثقافة المبادرة، بل إلى وعي إداري يدرك أن الوقاية ليست رفاهية، وأن الاستباق جزءٌ أصيل من الحوكمة الحديثة. فحين يتبنى القادة عقلية المبادرة، ويتعاملون مع المستقبل بروح الباحث لا بردّات الفعل، يتحوّل الخلل من مصدر إرباك إلى فرصة تحسين. وعندما يشعر الموظف بأن المؤسسة تثق في اجتهاده وتسمح له بأن يسبق المشكلة بخطوة، تتولد طاقة إيجابية تدفع الجميع نحو أداءٍ أذكى وأكثر استدامة. فالمبادرة ليست مهارة فردية فحسب، بل ثقافة تُبنى… ونقلة تصنع الفرق بين مؤسسة تُطفئ الحرائق، وأخرى تمنع اشتعالها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: استضافة المملكة منتدى تحالف الحضارات دعم لجهود تعزيز قيم التسامح والحوار
  • لميس الحديدي عن جريمة عروس المنوفية: ثقافة تبرير العنف
  • قبل أن يقع الخلل
  • سعر الريال مقابل الجنيه المصري والعملات العربية اليوم السبت 22-6-1447
  • هل حرم الإسلام التعصب بكل أشكاله وصوره
  • تحذير عاجل.. أجهزة منزلية تهدد صحة الرئة
  • الذهب قرب أعلى مستوى والفضة تقترب من ذروة قياسية
  • يوم ثقافي فني للطلاب في أبوقرقاص بالمنيا
  • ثقافة أسيوط تنظم ندوتين حول اليوم العالمي لحقوق الإنسان والتنمر
  • تحديث One UI 8.5 من سامسونج.. ميزات جديدة تجعل تجربتك أفضل