أكاديمية الوحدة للفروسية.. نقطة مضيئة
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
تعد رياضة الفروسية من الرياضات الهامة والتي تعتمد على تفاعل الإنسان مع الخيل وتأدية الحركات المعينة والتغييرات في السرعة وتشتمل على عدة أنواع ولها مسابقات عالمية وأولمبية تتنافس فيها الدول والبلدان والفرسان على حصد الجوائز والبطولات مثلها مثل كافة الألعاب الرياضية، ولسنا هنا بصدد سرد تاريخ الفروسية، ولكن ما جعلني أتطرق إلى هذا الموضوع هو أنني وخلال زيارتي لنادي وحدة صنعاء لفت نظري وجود مضمار صغير في الجهة الشمالية مكتوب عليه أكاديمية نادي الوحدة للفروسية وشاهدت مجموعة من الشباب والبراعم والرياضيين الذين يتدربون على ركوب الخيل، رغم أن المضمار صغير، لكنها في اعتقادي الخطوة الأولى في طريق تأسيس ناد للفروسية ينطلق من هذه الأكاديمية.
تحدثت في مواضيع سابقة عن أهمية وجود الأكاديميات الرياضية ودورها في استقطاب الرياضيين من مختلف الأعمار واكتشاف المواهب وصقل مهاراتهم وتطويرها من خلال برامج التدريب المتنوعة والمختلفة وصناعة أجيال من الأبطال والقادة بهدف تمكينهم من تحقيق إنجازات وطنية وإقليمية وعالمية، ووجهت الدعوة لضرورة تنظيم هذه الأكاديميات وتوسيعها لتشمل كافة الألعاب الرياضية، لأن اغلبها الآن تركز على لعبة كرة القدم فقط وهذه مشكلة حقيقية لان هناك الكثير من الشباب يمكن، بل بالتأكيد أن لديهم إمكانيات وقدرات في ألعاب ورياضات أخرى واجبارهم على لعبة واحدة يؤدي بهم إلى ترك الرياضة وبالتالي حرمان البلد من مبدعين كان يمكن أن نجدهم في مجالات وألعاب أخرى، وهذه نقطة مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار وربما أن أكاديمية نادي وحدة صنعاء للفروسية ستكون هي الحجر في المياه الراكدة وستشجع على إنشاء الأكاديميات للفروسية وغيرها.
النقطة الأهم هنا والتي يجب التقاطها تتعلق بدور الاتحاد العام للفروسية الذي يفترض أن يكون له دور أولاً في تنظيم وإقامة البطولات والمهرجانات لهذه الرياضة والتشجيع على إنشاء الأكاديميات سواء في الأندية الرياضية أو على مستوى القطاع الخاص الذي يعمل في المجال الرياضي وأيضا من خلال إنشاء أندية للفروسية وتقديم كافة التسهيلات في هذا الجانب، على اعتبار أن هذه اللعبة والرياضة اقتصادية بالدرجة الأولى والاستثمار فيها كبير والعائد عال جداً وهو ما يتطلب العمل على تأطير هذا النشاط تنظيميا وجذب رؤوس الأموال القادرة على تشجيع هذه الرياضة الهامة.
بالعودة إلى أهمية توجه الدولة والحكومة لتشجيع إنشاء أكاديميات وأندية خاصة بالفروسية من أجل تحقيق فوائد مزدوجة تتحقق للشباب والبلد ونأمل أن تكون البداية من إنشاء مضمار دولي للفروسية يتم افتتاحه بمهرجان صنعاء الدولي للفروسية والاستفادة من تجارب البلدان الأخرى في هذا الجانب، والأهم أن لدينا في اليمن قيمة مضافة تتمثل في الشباب المبدع والمواهب التي قد لا تمتلكها بلدان كثيرة وهو ما قد يحقق لنا إنجازات عالمية إذا ما وجد الاهتمام الكافي والرعاية والتشجيع.
لا بد أن نتقدم بالشكر والإشادة بنادي وحدة صنعاء على هذه المبادرة والنقطة المضيئة التي نأمل أن تستمر وتتوسع وأن ينظم النادي بطولات خاصة بهذه الرياضة.. كما لا بد أن نتوجه برسالة لوزارة الشباب والرياضة واتحاد الفروسية وكافة الأندية الرياضية مفادها أنه يجب أن تكون أكاديمية نادي الوحدة للفروسية دافعاً لكم من أجل الانطلاق وإنشاء الأكاديميات وتشجيع القطاع الخاص على التوجه الجاد لأن تكون رياضة الفروسية ضمن خططها وبرامجها.. نتمنى أن تكون الرسالة وصلت وأن نرى هذه الرياضة وقد أصبحت في مقدمة الرياضات اليمنية التي يمكن أن تكون بلادنا في مقدمة البلدان التي تنافس على حصد الإنجازات على مستوى العالم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 80 شاباً وفتاة.. الرياضة بالقليوبية تواجه ظاهرة الإلحاد الإلكتروني ببرامج التعليم
نظمت اليوم الخميس، وزارة الشباب والرياضة الإدارة المركزية للتعليم المدني الإدارة العامة للتعليم المدني وتأهيل الكوادر الشبابية، بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة بالقليوبية "إدارة البرلمان والتعليم المدني"، برنامج "مواجهة الإلحاد الإلكتروني" تحت شعار "شباب ضد الإلحاد"، وذلك بمقر المديرية، وذلك بالشراكة مع مشيخة الأزهر الشريف والكنيسة المصرية.
جاءت فعاليات البرنامج بحضور الدكتور وليد فرماوي مدير عام الشباب والرياضة بالقليوبية، الدكتور محمد عبد المؤمن وكيل المديرية للرياضة، والدكتور محمد غنيم مدير عام التعليم المدني وتأهيل الكوادر الشبابية بالوزارة، إميل إسحاق مدير التعليم المدني، والدكتور عصام مصطفى مسئول تنفيذ البرنامج، محمود نجيب مدير إدارة البرلمان والتعليم المدني.
بالإضافة إلى جانب ممثلي الجهات الشريكة، منهم الدكتور إسلام ضيف الله عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والقمص مكاري تادرس كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس القبطية الأرثوذكسية، المطرانية، بشبرا الخيمة، وأستاذ علم اللاهوت.
بدأ اللقاء بكلمة إميل إسحاق مدير التعليم المدني، استعرض خلالها أهداف البرنامج، وأنشطته، والجهات المشاركة، مشيرا إلى أن محافظة القليوبية تمثل المحطة الثانية للتنفيذ على مستوى المحافظات.
من جانبه رحب الدكتور وليد فرماوي، بالمنصة والسادة الحضور من الوزارة ومراكز الشباب، وأشاد بموضوع البرنامج وأهميته في التصدي للأفكار المتطرفة التي تستهدف عقول الشباب،
وأكد على حرص المديرية على دعم مثل هذه المبادرات التوعوية الهادفة، باعتبار أن مراكز الشباب هي خط الدفاع الأول لحماية النشء، وتعزيز وعيهم الديني والفكري في ظل التحديات الرقمية المتسارعة.
ثم تحدث الدكتور محمد غنيم مدير إدارة التعليم المدني وتأهيل الكوادر الشبابية، الذي أكد علي اهمية البرنامج في أعداد شباب قادر علي مواجهة التحديات الفكرية بالمعرفة والحوار لبناء وعي مجتمعي سليم،
وأعطى الكلمة لدكتور إسلام ضيف الله، حيث أوضح أن الإلحاد ليس بظاهرة جديدة، لكن وسائل التواصل الاجتماعي جعلته أكثر وضوح وانتشار، مؤكدا أن أسبابه متعددة "أسرية، نفسية، علمية، اجتماعية، شخصية"،
وشدد على ضرورة توعية الأسر بدورهم في الإنصات للأبناء وتوجيههم، ونشر محتوى علمي وفكري علي وسائل التواصل للرد علي شبهات الإلحاد، وكيفية تعاون مؤسسات الدولة لمواجهة هذه الظاهرة، عبر حملات توعية تتبناها الوزارة بالشراكة مع الأزهر الشريف والكنيسة المصرية ومؤسسات المجتمع المدني، وأوضح رقم الخط الساخن لفتاوى الأزهر: 19906.
ثم تحدث القمص مكاري القمص تادرس، مؤكدًا أن الإلحاد الإلكتروني هو أحد حروب الجيل الرابع والخامس، مشددا على سرعة انتشاره وضرورة رفع الوعي بخطورته.
وفي ختام البرنامج، فُتح باب الأسئلة والمناقشات، وتمت الإجابة عليها من قبل ممثلي الأزهر والكنيسة، ثم تم توزيع شهادات مشاركة على المشاركين.
يأتي البرنامج تماشيا مع سياسة الوزارة لفتح حوار مع الشباب حول المتغيرات والمستجدات على الساحة، في ظل تزايد انتشار الفكر اللاديني عبر وسائل التواصل، وضرورة التحرك المؤسسي لنشر الوعي ومواجهة التيارات الهدامة بالفكر والحوار.
يذكر أن ظاهرة الإلحاد الإلكتروني تُعد من أخطر التحديات الفكرية التي تواجه الشباب في العصر الرقمي، إذ تستغل منصات التواصل الاجتماعي لنشر أفكار هدامة تهدد الثوابت الدينية والقيم المجتمعية.
ومن هنا تبرز أهمية توعية الشباب وتحصينهم فكريا ودينيا، بالتعاون بين مؤسسات الدولة الدينية والمدنية، لخلق بيئة فكرية آمنة تحفز على الحوار البناء وتدعم الهوية والقيم الوطنية، بما يحفظ سلامة النشء ويعزز استقرار المجتمع.