الذكاء الاصطناعي والبيانات ركيزة مستقبل المصارف
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
دبي: «الخليج»
أكد بيل وينترز، الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد، وبرنارد منساه، رئيس بنك أوف أمريكا، أن مستقبل القطاع المصرفي يعتمد بشكل كبير على الاستفادة المثلى من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتحسين العمليات الداخلية وتقديم خدمات مصرفية متقدمة للعملاء.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «مستقبل القطاع المصرفي.
وقال بيل وينترز: «ندرك في بنك ستاندرد تشارترد أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في تحسين فاعلية القطاع المصرفي، ونعتبر الابتكار في مجال التكنولوجيا الرقمية جزءاً حيوياً من استراتيجيتنا للمستقبل، ولذلك نولي اهتماماً كبيراً لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لدورها في تعزيز مستقبل القطاع المصرفي.
وأكد أهمية تعزيز الأمان الرقمي في القطاع المصرفي، مشيراً إلى أن بنك ستاندرد تشارترد يولي اهتماماً خاصاً لتعزيز تقنيات الحماية من التهديدات السيبرانية وضمان سلامة بيانات العملاء، مشيراً إلى شراكة البنك مع أكثر من 300 شركة ناشئة تعمل في مجال التكنولوجيا.
وأضاف:«نسعى باستمرار إلى تحفيز ثقافة الابتكار داخل المؤسسة، ونعتبر التحول الرقمي أداة مهمة لتطوير خدماتنا»، وأشار إلى أنه على الرغم من أن القروض العقارية في الولايات المتحدة الأمريكية وصلت إلى 2.2 تريليون دولار، إلا أن قطاع العقارات يظل قوياً.
من جانبه رأى برنارد منساه، أن مستقبل القطاع المصرفي يتسم بتكامل عميق مع التحول الرقمي، حيث يلعب تحليل البيانات دوراً حيوياً في تحسين تجربة العملاء وتوفير خدمات مالية مبتكرة.
وأضاف:«تعتبر الابتكارات التقنية واستخدام الذكاء الاصطناعي من الركائز الأساسية لاستدامة النجاح في المستقبل».
وأكد أن إمارة دبي نجحت بشكل ملحوظ في تنويع اقتصادها، مشيراً إلى أن هذا التنوع يعزز من استدامة التطور ويحقق استقراراً اقتصادياً، ما جعلها واحدة من الوجهات الاقتصادية الأكثر جاذبية في العالم.
وتابع: إن نجاح دبي في جذب المواهب يعود لاستراتيجيتها الحكيمة في تطوير البنية التحتية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات القمة العالمية للحكومات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي
تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.
القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.
وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.
ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.
وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.
** مستشار اكاديمي