زخات المطر.. وما بعد!
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
يحين موعد الأمطار التي نترقبها بعد انتظار ووقت طويل لتتساقط على المنازل والشوارع والمدائن والحواري القديمة وأزقة الطرقات والممرات المكتظة بالذكريات والأيام السالفة وتهب رياحٌ من نسمات الهواء العليل وما بين هذا وذاك تهبط الأودية فيخضر الزرع وتنبت سنابل القمح والياسمين والورد الجبلي فتكتمل صورة جمالية لم يبدعها بشر ولم ينتجها مرسم وتفوح عطور الرياحين والنرجس، لكن رغم تلك المناظر الجميلة ورغم تلك المشاعر الدفينة التي تروادنا مع نزول الأمطار نتفاجئ بما يحدث وأنه رغم كل التحذيرات ورغم كل الهتافات ورغم كل التنبيهات لا تزال هنالك عقول لا تعي حجم مرارة الفقد والتضحية والمجازة ورحيل الأطفال، هذا ما وصل إلينا من أخبار؛ إذ إنَّ فقدان 7 أرواح بينهم أطفال في الأودية هذا أمر محزن وأمر متعب وأمر لا يتقبله العقل والقلب عندما يتحدان ولكن رغم ذلك فهو أمر حاصل ونهايات مأساوية كتبها المطر.
لم يكن المطر يعلم بكل ذلك الذي حدث فقد جاء ليسعدنا بعد طول انتظار وطول غياب إلا أن التصرفات اللاعقلانية هي التي أودت بحياة الضحايا وأودت بقلوب أهل عمان فرحيل فرد واحد تحزن عليه دولة فما بالك برحيل كبير كيف للقلب أن يهدأ؟!
إننا ونحن نشهد منخفض الوبل وعندما تصلنا تلك الأخبار المؤسفة نحزن ونتأسف ونناشد الجهات المسؤولة بوضع قوانين صارمة للحد من مثل هذه الظواهر المتكررة عند نزول الأودية وعند نزول الأمطار فيا حبذا من وضع قوانين وعقوبات لكل مرتادي الأودية ولكل المجازفين ولكن العابثين بالأرواح والمستهترين بالأنفس والذين لا يملكون أدنى مسؤولية على أنفسهم وأهلهم وذويهم ويعرضون حياتهم للخطر الجسيم وللموت المطلق.
إن ما يحدث من تكرار تلك المشاهد ومن مجازفة أفراد الشرطة والدفاع المدني بأرواحهم لأجل الوطن والمواطن هو أمر يجعلنا في مسائلة إذ إنه لو حفظ كل شخص نفسه لن تحدث تلك المآسي ولن يفقد الآخرون أرواحهم في سبيل إنقاذ أرواح أخرى.
ونحن نشهد ونعيش أيام منخفض الوبل وتزايد كميات الأمطار نشكر الله ونحمده أولاً على هذه النعمة العظيمة التي حبانا بها ونسأله أن يحفظ عُمان وأهل الخليج والوطن العربي من كل سوء وشر ومكروه وأن يجعلها أمطار خير وبركة على البلاد والعباد.
ولقد تحقق الكثير من منجزات في السلطنة في هذا الجانب، منها تعدُّد السدود ومنها سد وادي ضيقة وهو يعتبر أكبر سد للتخزين السطحي في سلطنة عُمان ويعد من أهم مشاريع الاستدامة المائية ومزارًا سياحيًّا، وتبلغ السعة التخزينية للسد 100 مليون م³ هي من المنجزات المهمة والتي تنصب في خدمة الثروة الزراعية والحيوانية والبشرية في السلطنة.
لكننا عندما نرى في الجانب الآخر كمية المجازفات التي تحدث وتزايد في عدد الضحايا نرى أنه لابد من وجود تلك العقوبات الصارمة وأيضا أن يكون هناك حصص تعليمية في المدارس بين الحين والآخر للتثقيف وتعليم النشء على خطورة المجازفة بالأرواح في تلك الأودية والأجواء الممطرة وأنه من الضرورة بمكان وضع منهج خاص بثقافة الأجواء والأودية والأمطار لتجنب حدوث ما يتم حدوثه ولتوعية الجيل القادم وأن يكون الجيل القادم ذا دراية بما له وما عليه.
من جانب آخر لا بُد من وجود حلول تصريف مستدامة للمياه المتجمعة في الشوارع والطرقات لكي تصبح الحركة سلسة ومرنة بحيث لا تتعطل الحياة لمجرد نزول الأمطار وتتوقف بشكل تام.
من هنا أوجِّه رسالة عاجلة إلى كل المسؤولين لأن يسارعوا في تصحيح الأخطاء التي تودي بأرواح البشر وتعطل الحركة والتسريع في إيجاد حلول لتصريف المياه في أنحاء السلطنة كي نكون دولة عصرية متكاملة في كل المجالات.
حفظ الله عُمان ومن يسكنها وجلالة السلطان.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الأحياء السكنية الحديثة.. نموذج لحياة عصرية
راشد بن حميد الراشدي
يفتتح صباح يوم الاثنين بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، مؤتمر ومعرض عُمان العقاري وأسبوع التصميم والبناء العشرون لعام 2025، بمشاركة محلية ودولية واسعة من ذوي الخبرة والشركات العاملة في مجال التطوير العقاري.
ودأبت وزارة الإسكان والتطوير العمراني سنويًا على تنظيمه وعرض كل المشاريع والخدمات العقارية المقدَّمة من الوزارة بالتعاون مع عدد كبير من المستثمرين والمطورين العقاريين من داخل وخارج السلطنة.
يتمثل معرض هذا العام بخصوصية المنتج وعدد الأحياء السكنية المعروضة أمام الجمهور ولكل الفئات المستحقة والمستثمرة في تلك المشاريع، بمجموع كلي بلغ 24 حيًا سكنيًا في مدينة السلطان هيثم وفي سائر ولايات ومحافظات السلطنة. ويُعدّ المؤتمر الحدث السنوي الأكبر في قطاع التطوير العقاري بسلطنة عُمان، ويصاحبه المعرض العقاري التاسع و"أسبوع التصميم والبناء 2025" المقام في نسخته العشرين؛ حيث يتيح المؤتمر العديد من الفرص لتبادل المعارف والخبرات والتجارب والاستفادة منها، إلى جانب استعراض أبرز التقنيات الحديثة في مجال التطوير العقاري.
ويسعى المؤتمر في هذه النسخة إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة استثمارية واعدة في مجال التطوير العقاري، وتعزيز التواصل والشراكة في القطاع العقاري، ومشاركة التجارب والخبرات المحلية والعالمية لدعم نمو القطاع، إضافة إلى تحفيز الشركات الناشئة في هذا المجال، وتعزيز كفاءة الصناعة العقارية، وتسليط الضوء على آخر التطورات التقنية في هذا المجال.
وسيضم المعرض مشاركة واسعة لمختلف مشروعات وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في مختلف محافظات السلطنة، وكذلك الإعلان عن المشاريع الجديدة مع وجود مستثمرين جدد من داخل وخارج السلطنة.
المؤتمر سوف يدعم العديد من الموضوعات المتنوعة التي تُسهم في نمو القطاع العقاري وتطوره، كالفرص الاستثمارية، والتحول الرقمي، ودعم المحافظات، والتشريعات والقوانين، وإدارة المرافق، والمدن المستقبلية، والابتكار، والتمويل، والاستثمار العقاري، والإسكان النموذجي، والتسويق في القطاع العقاري. ويشارك في المؤتمر عدد من الخبراء والمتحدثين حيث ستُعقد عدد من الجلسات الحوارية في موضوعات متنوعة، يتم خلالها طرح أوراق عمل متخصصة.
إن ما يحمله هذا الزخم الكبير للسوق العقاري في السلطنة سوف يُسهم في نمو الطلب على الوحدات العقارية، مما سيشكّل نمط حياة جديدة لأجيال المستقبل، تُقدَّم فيه معظم ما يحتاجه الساكنون من حياة كريمة مُرفّهة في مكان واحد من خلال الأحياء السكنية المعروضة داخل مدينة السلطان هيثم وفي مدن السلطنة المختلفة.
أحياء جديدة ستُغيِّر نمط الحياة المستقبلية، وتُعزز من الاستفادة من إنشاء مثل هذه الأحياء السكنية، حيث تم توزيعها على كل محافظة؛ فالأحياء السكنية الحديثة أصبحت اليوم نموذجَ حياة.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان، وكل الأمنيات بالتوفيق لأعمال مؤتمر ومعرض عُمان العقاري وأسبوع التصميم والبناء العشرين.