وعلاوة.. للأمطار!
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
محمد بن زاهر العبري
لعلنا بتنا الوحيدين على وجه المعمورة، الذين نغلق البلد بأكمله؛ سواء للأمطار الغزيرة القادمة وفق تحذيرات الأرصاد أو شديدة الغزارة!
وعندما يسألنا زملاؤنا من الهند بلهجة لا تخلو من التهكم: نحن في الهند لا نعرف الأمطار إلّا شديدة الغزارة، وليس ليومين أو ثلاثة وإنما لأشهر، ولكن ما عطلنا المدارس يومًا!
فجوابنا المعتاد هو أن تضاريس بلادنا هي السبب! الوديان هي السبب! وكأنه لا توجد لجرف الوديان حلول! البعض أحال الصحاري إلى واحات غناءة، ونحن نفضل تعطيل البلد على أن تظل الوديان تجري!
بالطبع نتناسى أن الذي خططوا، نسوا أن مجاري صرف أمطار المياه ضرورية، ففي حين لا أثر لبرك الماء في البلدان التي لا تغيب عنها الأمطار، نعاني نحن من هذه البرك لأيام، جراء مرور بعض السحب الركامية في سمائنا!
والسؤال هُنا هو: ماذا نحن فاعلون إن شاءت الأقدار أن تُخيم على رؤسنا إحدى السحب الركامية لفترة أطول؟ لنقل اسبوعًا مثلًا؟ إلى متى ستظل الأخطار المحدقة جراء الأمطار لا تزال محدقة إلى يومنا هذا؟ لماذا نحن في آخر الركب عندما يكون الأمر متعلقا بالتطوير والتحديث والتغيير؟
الأمر المذهل الآخر أننا نسينا تمامًا الحياة التي عشناها في فترة كوفيد-19، كيف أن (الأون لاين) كان الخيار، عندما لم تكن الفرص سانحة لمزاولة النشاط الميداني، نسينا ذلك تمامًا، وإلّا فما الذي منع وزارة التربية والتعليم مثلا أن تحيل الدراسة إلى (الأون لاين) بالنسبة إلى المدارس التي يمكنها ذلك- وما أكثرها؟
وما الذي منع الوزارات الخدمية من أن تمارس أعمالها عن بُعد، فتشتغل المحطات الواحدة ومراكز تلقي الاتصالات من خلال العالم الافتراضي؟ كم من مواعيد للمرضى قد تأجلت وتأخرت؟ كم من معاملات تجارية تأثرت واهتز لها الاقتصاد برمته لأننا لا نريد أن نرجع إلى جوهر المشكلة ولماذا دائما نضطر إلى اللجوء إلى الإغلاقات بدلًا من حل جذور الأزمات؟
الحلول المؤقتة ومحاولات الترقيع هذه ربما قد تجعلنا يومًا نأسف على تبنيها فيما إذا شاءت ارادته تعالى أن يقبع في أجوائنا أخدود طويل العمر بعض الشيء.
تستطيع الدول أن تعيش في الشتاء القارس، كما يمكنها أن تعيش في الصيف القائظ.
تستطيع الدول أن تعيش تحت وابل من الأمطار الغزيرة طويلًا، وكأن شيئًا لم يكن، كما يمكنها أن تعيش في مراحل الجفاف كذلك، هذا عندما تكون الارادة مصممة على البحث عن خيار "حل الأزمات بنحو نهائي"، والذي هو متاح دائما لمن يطلبه، وإلا، فلنثبت في جدولة الرواتب علاوة جديدة وهي علاوة للأمطار، نسد بها فواتير الأضرار التي تصيب الناس جراء السيول التي لم نشأ أن نوجد لها حلولا لكبح جماحها وازاحة أضرارها.
والسؤال الأهم الذي تريد هذه المقالة طرحه: هل هناك جهة محددة تستطيع أن تعترف أنها المسؤولة عن هذا الارتباك حتى يتسنى توجيه السؤال لها "لماذا وإلى متى"؟
*****
حكمة رومانية: "السحب الكثيفة قد تحجب الرؤية، لكنها لا تزيلها".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الأرصاد: أمطار غزيرة على الجنوب الغربي ونحذر من جريان الأودية
أعلن المركز الوطني للأرصاد الجوية، الوضع الجوي السائد والمتوقع بداية من اليوم الأحد وخلال اليومين المقبلين، مشيرا لوجود تكاثر في السحب من حين لآخر على مناطق الجنوب الغربي (العوينات – البركت – غات وماجاورها – سبهاوماجاورها – أوباري – مرزق – القطرون – المناطق الحدودية مع الجزائر)”.
وقال بيان صادر عن المركز: “يصحب السحب خلايا رعدية، وسقوط أمطار متفرقة، وتكون جيدة إلى غزيرة أحياناً على بعض هذه المناطق من مساء يوم الغد مما تسبب في سيول وجريان الأودية عليه يرجى أخذ الحيطة والحذر”.
وأضاف البيان |تبقى الأجواء معتدلة نسبياً هذا اليوم ويوم الغد على باقي مناطق البلاد. وتسجل درجات الحرارة إرتفاعاً نسبياً خلال فترة النهار بدايةً من يوم الثلاثاء على مناطق غرب البلاد”.
الوسومالأرصاد الطقس ليبيا