جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-26@22:06:21 GMT

وعلاوة.. للأمطار!

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

وعلاوة.. للأمطار!

 

محمد بن زاهر العبري

 

لعلنا بتنا الوحيدين على وجه المعمورة، الذين نغلق البلد بأكمله؛ سواء للأمطار الغزيرة القادمة وفق تحذيرات الأرصاد أو شديدة الغزارة!

وعندما يسألنا زملاؤنا من الهند بلهجة لا تخلو من التهكم: نحن في الهند لا نعرف الأمطار إلّا شديدة الغزارة، وليس ليومين أو ثلاثة وإنما لأشهر، ولكن ما عطلنا المدارس يومًا!

فجوابنا المعتاد هو أن تضاريس بلادنا هي السبب! الوديان هي السبب! وكأنه لا توجد لجرف الوديان حلول! البعض أحال الصحاري إلى واحات غناءة، ونحن نفضل تعطيل البلد على أن تظل الوديان تجري!

بالطبع نتناسى أن الذي خططوا، نسوا أن مجاري صرف أمطار المياه ضرورية، ففي حين لا أثر لبرك الماء في البلدان التي لا تغيب عنها الأمطار، نعاني نحن من هذه البرك لأيام، جراء مرور بعض السحب الركامية في سمائنا!

والسؤال هُنا هو: ماذا نحن فاعلون إن شاءت الأقدار أن تُخيم على رؤسنا إحدى السحب الركامية لفترة أطول؟ لنقل اسبوعًا مثلًا؟  إلى متى ستظل الأخطار المحدقة جراء الأمطار لا تزال محدقة إلى يومنا هذا؟ لماذا نحن في آخر الركب عندما يكون الأمر متعلقا بالتطوير والتحديث والتغيير؟

الأمر المذهل الآخر أننا نسينا تمامًا الحياة التي عشناها في فترة كوفيد-19، كيف أن (الأون لاين) كان الخيار، عندما لم تكن الفرص سانحة لمزاولة النشاط الميداني، نسينا ذلك تمامًا، وإلّا فما الذي منع وزارة التربية والتعليم مثلا أن تحيل الدراسة إلى (الأون لاين) بالنسبة إلى المدارس التي يمكنها ذلك- وما أكثرها؟

وما الذي منع الوزارات الخدمية من أن تمارس أعمالها عن بُعد، فتشتغل المحطات الواحدة ومراكز تلقي الاتصالات من خلال العالم الافتراضي؟ كم من مواعيد للمرضى قد تأجلت وتأخرت؟ كم من معاملات تجارية تأثرت واهتز لها الاقتصاد برمته لأننا لا نريد أن نرجع إلى جوهر المشكلة ولماذا دائما نضطر إلى اللجوء إلى الإغلاقات بدلًا من حل جذور الأزمات؟

الحلول المؤقتة ومحاولات الترقيع هذه ربما قد تجعلنا يومًا نأسف على تبنيها فيما إذا شاءت ارادته تعالى أن يقبع في أجوائنا أخدود طويل العمر بعض الشيء.

تستطيع الدول أن تعيش في الشتاء القارس، كما يمكنها أن تعيش في الصيف القائظ.

تستطيع الدول أن تعيش تحت وابل من الأمطار الغزيرة طويلًا، وكأن شيئًا لم يكن، كما يمكنها أن تعيش في مراحل الجفاف كذلك، هذا عندما تكون الارادة مصممة على البحث عن خيار "حل الأزمات بنحو نهائي"، والذي هو متاح دائما لمن يطلبه، وإلا، فلنثبت في جدولة الرواتب علاوة جديدة وهي علاوة للأمطار، نسد بها فواتير الأضرار التي تصيب الناس جراء السيول التي لم نشأ أن نوجد لها حلولا لكبح جماحها وازاحة أضرارها.

والسؤال الأهم الذي تريد هذه المقالة طرحه: هل هناك جهة محددة تستطيع أن تعترف أنها المسؤولة عن هذا الارتباك حتى يتسنى توجيه السؤال لها "لماذا وإلى متى"؟

*****

حكمة رومانية: "السحب الكثيفة قد تحجب الرؤية، لكنها لا تزيلها".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لمكافحة التلوث.. تلقيح السحب وإطلاق أمطارًا صناعية في نيودلهي

أطلقت الهند أمطارًا اصطناعية فوق نيودلهي للمرة الأولى، حيث قامت بتلقيح سحب بواسطة طائرة لتبديد الضباب الدخاني السام الذي يلف العاصمة منذ أيام.
وأجرت سلطات المدينة بالتعاون مع المعهد الهندي للتكنولوجيا في "كانبور، أول اختبار بعد ظهر أمس باستخدام طائرة سيسنا أحادية المحرك فوق "بوراري"، وهي بلدة تقع شمال إقليم دلهي الاتحادي.
أخبار متعلقة غرق 7 مهاجرين غير نظاميين قبالة سواحل "موغلا" التركية اليوممصرع 20 شخصًا في الهند جراء حريق نجم عن وقوع حادث سير .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } لمكافحة التلوث.. تلقيح السحب وإطلاق أمطارًا صناعية في نيودلهي - مشاع إبداعيتجارب أولية لتقليح السحبوقال وزير البيئة في نيودلهي مانجيندر سينغ سيرسا، في بيان: "أُجريت رحلة تجريبية لتلقيح السحب، أُطلقت خلالها صواريخ لتلقيح السحب".
وأضاف "تهدف هذه الرحلة إلى التحقّق من قدرات نيودلهي على تلقيح السحب، وجهوزية الطائرة واستقلاليتها، وتقييم قدرات المعدات والصواريخ المستخدمة في التلقيح، إضافة إلى التنسيق بين كل الوكالات".
ولم تُحدَّد طبيعة المادة الكيميائية المستخدمة في هذا الاختبار.العاصمة الأكثر تلوث عالميًاوتُصنّف المدينة التي تضم أكثر من 30 مليون نسمة بصفتها إحدى أكثر العواصم تلوثًا على مستوى العالم.
وفي كل شتاء، يبقى الهواء البارد محصورًا تحت هواء دافئ، ما يشكّل "غطاءً" يمنع السحابة السميكة والسامة الناتجة عن المصانع وحركة المرور والحرائق الزراعية، من الانتشار على ارتفاعات أعلى.

مقالات مشابهة

  • أبوالغيط: مصر تعيش وفرة لم نشهدها بين 67 و74 و10% من أسرار حرب أكتوبر لم تكشف بعد
  • أين الأمطار في العراق؟.. تفسير رسمي بـ5 أسباب
  • لماذا تعيش المرأة أكثر من الرجل؟
  • الهند تجري تجربة ناجحة لاستمطار السحب (تفاصيل)
  • فرح الزاهد : سعاد نموذج للمرأة التى تعيش وجعا داخليا.. خاص
  • الهند تكافح تلوث الهواء في نيودلهي بتلقيح السحب
  • 5 جنيهات على السحب.. تفاصيل رسوم فودافون كاش الجديدة 2025
  • روبيو: “الأونروا” لا يمكنها الاضطلاع بأي دور في غزة
  • لمكافحة التلوث.. تلقيح السحب وإطلاق أمطارًا صناعية في نيودلهي
  • هاني حسن الأسمر: استحالة أطلب من حد يشغلني.. وعايز أقدم حاجة تعيش مدى الحياة| فيديو