رؤساء تنفيذيون: مستقبل الابتكار مرتبط بتشكيل عقول الأجيال القادمة
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
استشرفت جلستان ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، كيف تؤثر تكنولوجيا التعليم في مستقبل الابتكار والقيادة الحكومية، ودور القطاع الخاص في تشكيل عقول الأجيال القادمة وتنمية المواهب وتوجيه الشباب نحو المهن والمهارات المستقبلية.
وأكد المشاركون في الجلستين أن مستقبل الابتكار مرتبط بتشكيل عقول الأجيال القادمة، لافتين إلى أن شركات القطاع الخاص، التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في أعمالها؛ يمكنها تشكيل عقول الأجيال القادمة بشكل إيجابيّ.
وخلال الجلسة الأولى التي حملتْ عنوان “هل تعيد التكنولوجيا التعليمية صياغة مستقبل الابتكار والقيادة الحكومية؟”، طرح د. كي روميلت، الرئيس التنفيذي لـ Udacity، أحد أهم وأكبر المواقع التعليمية في العالم؛ مجموعة من الأفكار حول ما توفره هذه المنصة التعليمية من فرص وإمكانات لجميع سكان العالم، ممن لم يكملوا تعليمهم الجامعي وحتى الجامعيين منهم، ليكونوا مواكبين لسوق العمل الآن.
وقال: “توفر منصة “يوداستي” – Udacity – دورات تدريبية في علوم البيانات والتكنولوجيا، وتعليم مهارات الذكاء الاصطناعي، وأكبر قصص نجاحنا هي مبادرة تعليم مليون مبرمج عربي”.
وتابع د. روميلت: “نحاول من خلال دوراتنا أن نقدم مهارات متعددة للمتدربين تؤهلهم للمستقبل، ومن أهدافنا الرئيسية رفع مهارات موظفي الحكومة، وتقديم محتوى يؤهلهم ليصبحوا خبراء في مجالاتهم”.
حماية الخصوصية
من جانبها، أكدت روزميري ليث، الشريك المؤسس لـ World Wide Web Foundation، أنهم في شبكة الويب العالمية يدركون ما الذي يمكن أن تحققه التكنولوجيا وتغيره في المستقبل، وتابعت: “نحن نناضل لتوسيع وتسهيل وصول الأفراد إلى الإنترنت مجاناً، وحماية الخصوصية عبر الإنترنت، وفتح البيانات العامة، ودعم الابتكار المحلي، وعلى مدار سنوات عملنا ساعدنا أكثر من 600 مليون شخص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل للوصول للإنترنت، ونعمل بشكل بنّاء مع صنّاع القرار في الحكومات والصناعات لتشكيل السياسات والممارسات”.
“تيك توك” ليس للتسلية!
وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان “ما هي مسؤولية القطاع الخاص في تشكيل عقول الأجيال القادمة؟”، افتتحتها هيلينا ليرش، نائب الرئيس في شركة Tiktok “تيك توك”، بتأكيد أن “تيك توك” ليس مجرد موقع للترفيه والتسلية، بل يقوم بدفع الأطفال والشباب للتعليم.
وأضافت ليرش: “كل شخص يستخدم “تيك توك” بطريقته، لكنّ هناك الكثير جداً من المحتوى التعليمي الموجود على هذا الموقع، وفي باكستان قدمنا بالتعاون مع منظمات غير ربحية 500 فيديو تعليمي لمساعدة الطلاب على التعلم، وتأهيلهم لينجحوا في الاختبارات والمنح الدراسية”.
التعليم ركيزة
من جانبها أشارت أبارنا باوا، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة ZOOM، إلى أن الشركة عندما انطلقت في 2015 كان التعليم هو الأساس الذي انطلقوا منه، مؤكدة أن شركات القطاع الخاص، التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في أعمالها؛ بإمكانها تشكيل عقول الأجيال القادمة بشكل إيجابيّ.
وأضافت باوا: “نقوم في ZOOM بتمكين الكثير من الأطفال غير القادرين على الذهاب للمدارس، ومساعدتهم على التعلم، مثلما ساعدنا الكثير من أطفال أوكرانيا. فضلاً عن أننا بعد جائحة “كوفيد” صار لنا وجود في 46 جامعة من أصل 50 جامعة في الولايات المتحدة، كما تخبرنا الإحصائيات بأن أهم 25 شركة في الولايات المتحدة تستخدم تطبيق ZOOM”.
التكنولوجيا المستدامة
ويؤمن مات داليو، المؤسس والرئيس لشركة Endless، أن من حق الجميع امتلاك حاسوب، وفلسفته تقوم على فكرة بسيطة وهي أنه يجب توفير التكنولوجيا المستدامة بأسعار مناسبة، وسد الفجوات الرقمية، وتمكين مختلف المجتمعات حول العالم من الوصول الآمن والمستمر إلى الشبكة المعلوماتية.
واستطرد داليو قائلاً: “التكنولوجيا تشكل حياة أطفالنا، لكن يجب أن يكونوا هم من يشكلون التكنولوجيا الخاصة بهم، فأنا أؤمن أن كل طفل يجب أن يكون مبدعاً. وفي شركة Endless نحاول تحقيق ذلك عبر تعليم الأطفال مهارات القرن الحادي والعشرين، مثل البرمجة والتصميم والفن الرقمي والإدارة، عبر ثلاثة ركائز؛ الأولى: Endless Studios وهو استوديو لصنع ألعاب للشباب يعلم مهارات Silicon Valley فالمراهقون يحبون الألعاب، فيما تتعلق الركيزتان الثانية والثالثة بضمان امتلاك الجميع حاسوباً والوصول إلى الإنترنت”.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
حسام صلاح يطرح محاور الابتكار والحوكمة في مؤتمر قصر العيني 2025
انطلقت اليوم الأربعاء 29 مايو، فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، الدكتور حسام صلاح مراد عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، وعدد من قيادات الجامعة والكلية، من بينهم الدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث.
كما شهدت الفعاليات حضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، ولفيف من عمداء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس، وممثلي الهيئات والسفارات، وعدد من الخبراء والباحثين في شتى التخصصات الطبية، وذلك تحت شعار: "نحو مجتمع طبي مبتكر".
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب الدكتور حسام صلاح مراد بالحضور الكريم، معربًا عن اعتزازه بانعقاد المؤتمر في هذا التوقيت الدقيق الذي يشهد تطورًا كبيرًا في المنظومة الصحية والتعليمية، مؤكدًا أن كلية الطب بجامعة القاهرة لم تكن يومًا مجرد مبنى عمره 198 عامًا، بل كانت دائمًا منبرًا للبحث والابتكار وصناعة التغيير في المشهد الطبي المصري والعالمي.
وقال مراد إن قصر العيني، منذ نشأته في عهد محمد علي باشا، لم يكن فقط مركزًا لتقديم الخدمة الطبية، بل كان نواةً للنهضة العلمية، ساهم فيها علماء من مختلف دول العالم.
وأكد أن ما تشهده الدولة المصرية حاليًا من نهضة شاملة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي يتجلى كذلك في التطوير المستمر لمؤسسات التعليم العالي، ومن ضمنها قصر العيني، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 والاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي التي أُطلقت في مارس 2023.
وكشف عميد الكلية أن قصر العيني شهد في السنوات الأخيرة سلسلة من الخطوات الجادة لتعزيز البحث العلمي والابتكار، من بينها إنشاء مركز قصر العيني لدعم البحوث والابتكار في سبتمبر 2023، مشيرًا إلى أن الكلية تتبنى نهجًا متكاملًا لرفع كفاءة منظومتها الأكاديمية والإدارية، من خلال تطوير الأداء المؤسسي وتنمية الموارد البشرية، التي وصفها بأنها العنصر الأهم في منظومة التميز.
وأضاف أن الكلية وضعت نصب أعينها تطوير مهارات الكوادر الطبية، ورفع كفاءة التدريب لكافة المستويات، بدءًا من أعضاء هيئة التدريس وحتى التمريض والإداريين، مشددًا على أن الوصول إلى القمة لا يعني التوقف، بل يتطلب استمرارًا دائمًا في التعلم والتطوير، ومقاومة التغيير هي العقبة الأبرز التي يجب مواجهتها.
ولفت مراد إلى أن الحوكمة الرشيدة تُعد ركيزة أساسية في تطوير المنظومة، حيث تم تأسيس هيكل تنظيمي واضح، وتفعيل لجان للجودة والاعتماد الأكاديمي، وتقييم المناهج الدراسية بما يضمن تقديم تجربة تعليمية متميزة للطلاب.
وأوضح أن الكلية تدير حاليًا شبكة من المستشفيات والمراكز الطبية تضم أكثر من 18 وحدة علاجية، وتخدم قرابة 2 مليون مواطن سنويًا، ما يجعل إدارة تلك المنظومة الصحية والتعليمية تحديًا يستلزم أعلى معايير الجودة والمساءلة.
وأشار إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الكلية تتمثل في ضعف الموازنات، وتعقيدات البيروقراطية، ونقص التدريب، إضافة إلى خطورة المركزية المفرطة في اتخاذ القرارات، داعيًا إلى تبني لامركزية مسؤولة تتيح سرعة الإنجاز مع الحفاظ على الرقابة الاستراتيجية.
وفي سياق متصل، استعرض الدكتور حسام صلاح عددًا من المبادرات النوعية التي أطلقتها الكلية، أبرزها الشراكات مع عدد من الدول منها فلسطين، والصين، واليابان، وفرنسا، وموريتانيا، وألمانيا، فضلًا عن التعاون مع مؤسسات وطنية ودولية لتطوير البحوث والابتكار، ومن ذلك التعاون مع مؤسسة "SDF" في المنح البحثية الطبية.
وأشار إلى أن الكلية دشنت برنامجًا فرنسيًا جديدًا انطلاقًا من الشعور بالمسؤولية تجاه القارة الأفريقية، خاصة الدول الناطقة بالفرنسية، بعد أن لاحظت لجوء عدد من الطلاب الأفارقة إلى دول أخرى بعيدًا عن مصر رغم تاريخها وريادتها، مؤكدًا أن البرنامج تضمن تدريب الأساتذة على اللغة الفرنسية وترجمة المناهج بالكامل، رغم صعوبة المهمة.
كما أعلن عن إطلاق دبلومة الطوارئ الطبية بالتعاون مع الأكاديمية الطبية العسكرية، إلى جانب إصدار أول عدد من Journal of Emergency and Disaster Medicine، والتي تمثل نقلة نوعية في التعليم الطبي المتخصص.
وعن التحول الرقمي، أوضح مراد أن الكلية أنشأت وحدة متخصصة لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ووحدة تسويق مركزية تعمل بأسلوب مؤسسي على غرار كبرى الشركات، مشيرًا إلى أهمية الابتكار كمدخل أساسي لتطوير الصناعات الطبية، مؤكدًا أن الجامعات ينبغي أن تكون مراكز لتصنيع المعرفة ونقلها إلى المجتمع، وليس فقط مؤسسات للتعليم النظري.
وختم كلمته بالتأكيد على أن قصر العيني سيواصل العمل بروح الفريق وتحت مظلة استراتيجية واضحة تقوم على دعم الكفاءة، وتحقيق التميز، وتطوير مستشفياته، وخدمة المجتمع، في سبيل الوصول إلى مكانة دولية مرموقة، تليق بتاريخ المؤسسة وتخدم مستقبل الطب في مصر والمنطقة.