قال رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلي «شاباك» السابق، نداف إرجمان، إن الداخل الإسرائيلي قد يكون «على شفا حرب أهلية»، معربا عن قلقه إزاء التوترات الناتجة عن تمسك حكومة نتنياهو بتمرير ما تسمّيه «الإصلاحات القضائية»، رغم استمرار الاحتجاجات المناهضة لها ودخول التظاهرات أسبوعها الـ30على التوالي، وسط مخاوف من انشقاقات داخل الجيش الإسرائيلي عقب إعلان ضباط وجنود الاحتياط عدم الامتثال للتطوع إلى حين التراجع عن تمرير التعديلات.


وأعرب رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي السابق في حديث لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن قلقه من استمرار الاحتجاجات الرافضة لما يسمى بـ«الإصلاحات القضائية» محذرًا من تمرير أي تشريع لا يحظى بإجماع واسع داخل إسرائيل.

أخبار متعلقة

فلسطين تطالب بالضغط على دولة الاحتلال لإعلان موقفها من حل الدولتين

في خضم «النزوح القسري».. ضياع طفلين من عائلة بـ جنين أثناء الفرار من قصف الاحتلال

«مقاومة الجدار»: الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون نفذوا 4073 انتهاكا في 2023

ولفت المسؤول الإستخباراتي إلى أن استمرار الاحتجاجات سيدفع نحو مزيد منم الفوضى، معتبرا أن «إسرائيل باتت على شفا حرب أهلية». وأعرب ‘رجمان عن دعمه للمئات من ضباط وجنود الاحتياط الذي أعلنوا رفضهم الاستجابة لنداء التطوع في الاحتياط ردا على إصرار الحكومة على تمرير مشاريع قوانين تسميها الإصلاح القضائي التي تصفها المعارضة بأنها ستحول إسرائيل إلى ديكتاتورية، واصفا عدم امتثالهم للتطوع بالقرار الصحيح.

تحذير من انقسام داخل الجيش


وألقى إرجمان باللوم على نتنياهو محذرا من حدوث انقسام داخل الجيش، معتبرا أن «تحميل المسؤولية للمتطوعين والطيارين والوحدات الخاصة خطأ جسيم»، لأن «هؤلاء ليس دورهم خدمة الديكتاتوريات». ودعا أرجمان «قادة الأمن والاستخبارات في إسرائيل إلى مطالبة نتنياهو بوقف هذه التشريعات».


وكان أرجمان رئيسا لهيئة الاستخبارات الإسرائيلية، بعد أن عيّنه بنيامين نتنياهو في عام 2016 قائدا للوكالة التي رأسها لمدة خمس سنوات.

ويأتي ذلك وسط تحذيرات من حدوث انشقاقات في جيش الاحتلال، وسط ارتفاع عدد رافضي الخدمة العسكرية إلى حين الرجوع عن تكك التعديلات المثيرة للجدل.
وأعلن مئات الطيارين والفنيين والأطباء العسكريين في جيش الاحتلال، عن وقف خدمتهم في الجيش احتجاجا على التعديلات القضائية التي تسعى الحكومة لإقرارها.

ويهدد جنود احتياط آخرون في الجيش الإسرائيلي، وخصوصا في سلاح الجو، بالالتحاق بالحركة الاحتجاجية الرافضة للتعديلات القضائية؛ إذ أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية بأن اجتماع نتنياهو مع رئيس الأركان جاء عقب إعلان 161 من ضباط الاحتياط في سلاح الجو رفضهم العودة إلى الخدمة.

نداف إرجمان، رئيس الشاباك السابق ونتنياهو- أرشيفية

تعديلات نتنياهو تشقّ جيش الاحتلال


وافادت وسائل إعلام عبرية بأن 300 طبيب عسكري أعلنوا أمس عدم الامتثال للتطوع، في صفوف الجيش على خلفية التعديلات القضائية.

ونشرت صحيفة «إسرائيل اليوم»، وهي أكبر صحيفة إسرائيلية من حيث التوزيع، على صدر صفحتها الأولى، عنوانا يصف انسحاب 161 من ضباط الاحتياط بسلاح الجو بأنه «خط أحمر»، وقال جنود احتياط آخرون إنهم سينضمون إلى الضباط المنسحبين بشكل معلن اليوم الأربعاء عبر التوقيع على إعلان إنهاء الخدمة أمام وزارة الدفاع في تل أبيب.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن العسكريين المنسحبين يضمون طيارين وتقنيين ومسؤولي مراقبة وتحكم ومشغلين لطائرات مسيرة. وذكر المنسحبون -في عريضة مشتركة وقّعوا عليها- أنهم «لا يستطيعون القيام بالمهام الموكلة إليهم تحت نظام حكم يتم فيه دوس أسس الديمقراطية، وتزداد فيه الفجوة التي ستقود الدولة إلى أن تكون دولة دكتاتورية».

«لن نتمثل للأوامر»

وتتواصل التوترات السياسية والاجتماعية في الداخل الإسرائيلى جراء استمرار المظاهرات الرافضة لما يسمى بـ«خطة الإصلاح القضائى»، للأسبوع الـ30 في ظل الرفض الاجتماعى لها وتمسك وزراء اليمين المتطرف بتمريرها.

ويعلّل المتظاهرون احتجاجاتهم بأن القانون يستهدف الديمقراطية، ويقلّص سلطة المحكمة العليا لصالح تعزيز صلاحيات الكنيست ويمنحه السلطة لاختيار القضاة.

وفقًا لـ«هآرتس»، الإسرائيلية، تهدد تلك المظاهرات جيش الاحتلال بانشقاقات داخلية، إذ «توقف مئات جنود الاحتياط عن التطوع في الوحدات العملياتية، التابعة لسلاح الجو الإسرائيلى، لحين التراجع عن التعديلات القضائية».

ووفقًا لتقرير نشرته الصحيفة فإن 150 ألفًا من وحدة «شلداغ»، هددوا بعدم الامتثال لأوامر الجيش حال لم تتراجع الحكومة عن التعديلات المثيرة للجدل، مطلع الشهر الجاري، وذلك إضافة إلى رفع 700 من جنود الاحتياط عريضة، يحذرون فيها نتنياهو من مغبة تمرير التعديلات بشكل أحادى.

الاحتلال الإسرائيلي الاحتجاجات التعديلات على التعديلات القضائية إسرائيل حرب أهلية توترات في إسرائيل

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين الاحتلال الإسرائيلي الاحتجاجات التعديلات على التعديلات القضائية إسرائيل حرب أهلية التعدیلات القضائیة جنود الاحتیاط جیش الاحتلال حرب أهلیة

إقرأ أيضاً:

الجيش السوري الجديد: من العقيدة البعثية إلى التوجّه الجهادي.. ماذا بعد؟

بعد سقوط نظام الأسد، يسعى الجيش السوري الجديد لترسيخ هوية جديدة، في ظل تحديات تسليح وغياب الوحدة الوطنية، ما يثير تساؤلات حول مستقبله كمؤسسة عسكرية مهنية تمثل كل السوريين. اعلان

بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي استمر أكثر من عقدين، بدأت سوريا مرحلة جديدة بإدارة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع الذي أعلن عن مشروع إعادة بناء الدولة وتشكيل جيش وطني يخدم الشعب. لكن ما يبدو للعيان أن هذا المشروع يمر بتحولات جوهرية في البنية والأيديولوجيا، تثير قلقاً لدى الخبراء والمراقبين.

من البعث إلى الجهاد... انقلاب في العقيدة العسكرية؟

لم يعد خافياً أن الجيش السوري الجديد، الذي أعلنت عنه الحكومة الانتقالية مؤخراً، يشهد تحولاً جذرياً في طبيعة تكوينه وتدريباته. فبدلاً من العقيدة القومية العربية التي كانت ركيزة الجيش النظامي السابق تحت حكم حزب البعث، بدأت ملامح توجه أيديولوجي جديد تتبلور، يحمل طابعاً دينياً جهادياً، بحسب شهادات متعددة لعناصر داخل المعسكرات الجديدة.

في أحد المراكز التدريبية في دمشق، كشف أحد المجندين الجدد، مفضلاً عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن "التدريب اليوم لا يتضمن سوى القليل من المهارات العسكرية، مثل فكّ وتركيب السلاح، بينما تركّز الدروس على الصلاة، وتعليم الفقه، وتفسير القرآن، والحث على محاربة الإرهاب"، دون أن يحدد هوية هذا "الإرهاب".

المكوّنات الأخرى

رغم الإعلان عن إنشاء جيش "وطني" يمثل كل السوريين، إلا أن الواقع يشير إلى هيكلية غير متجانسة، حيث يسيطر المكوّن السني فقط على صفوف الجيش الجديد، فيما لم تُسمح أو لم تُشجَّع لانضمام من المكونات الأخرى، كالأقليات العلوية أو الدرزية أو المسيحية.

وكان لافتاً أن العناصر الأجنبية، من الإيغور والتركستان، دخلوا ضمن تشكيلات الجيش الجديد، مما أثار تساؤلات حول مدى سيطرة القيادة السورية على هذه العملية، وهل تُعتبر خطوة لإعادة تشكيل الهوية الوطنية للجيش أم مجرد حل مؤقت لنقص الكادر البشري؟

Relatedمن ساحات القتال إلى أسواق إدلب: "الجهاديون الأجانب" يبحثون عن وطن في سورياالمبعوث الأمريكي: فتوى تحريم القتل في سوريا "خطوة عظيمة" نحو دولة القانونتركيا تثبت أقدامها في سوريا.. دعم للقوات الحكومية وانتشار طويل الأمد300 ألف مقاتل في خضمّ أزمة تسليح

تشير التصريحات الرسمية إلى أن الخطة تهدف إلى تشكيل جيش قوامه 300 ألف مقاتل، ينقسم إلى مرحلتين، الأولى تستهدف نحو 80 ألف مقاتل. لكن المشكلة الرئيسية تكمن في النقص الحاد في المعدات العسكرية، بعد أن استهدفت الغارات الإسرائيلية معظم المنشآت الاستراتيجية للجيش النظامي السابق، بما فيها الطيران، الدفاعات الجوية، والمدرعات.

وحتى اللحظة، تبقى مسألة تسليح الجيش الجديد غامضة، حيث لم تعلن الحكومة الانتقالية عن أي صفقات رسمية لتزويده بالسلاح، سواء من المعسكر الغربي أو الشرقي الذي كان يعتمد عليه النظام السابق في تسليحه.

وقال مصدر عسكري سابق كان يعمل في وزارة الدفاع سابقاً لـ يورونيوز : "الجيش السابق كان له نظام واضح ومدارس تدريبية تعتمد على الأسلحة الحية وفقاً للتشكيلات المقاتلة ومهامها القتالية، وكان هناك توجيه معنوي سياسي يستند إلى عقيدة حزب البعث، أما الآن فلا وجود لسلاح حقيقي، ولا توجد عقيدة واضحة، فقط تدريبات دينية تُقدّم ربما كحلٍ مؤقت".

قواعد سلوك جديدة... ولكن؟

في خطوة أولى نحو تنظيم عمل الجيش الجديد، أصدرت وزارة الدفاع السورية في بداية يونيو الجاري مرسوماً يتضمن "قواعد سلوك وانضباط" جديدة، تهدف إلى "بناء جيش وطني محترف"، وفق بيان رسمي. وتنص القواعد على ضرورة احترام حقوق الإنسان، حتى في التعامل مع العدو، وحماية المدنيين، واحترام الأوامر المشروعة والنظام العام، مع التأكيد على ضرورة مراعاة حقوق الإنسان حتى في التعامل مع عناصر العدو وفق تعبيره البيان.

لكن واقع الحال لا يزال بعيداً عن التطبيق. فاللباس العسكري غير موحّد، وثمة ظاهرة إطلاق الشعر واللحى وسط نقص في الانضباط والامتثال للأوامر العسكرية. وهذا ملاحظ من طريقة التعامل في الكثير من الأحداث التي جرت في الساحل وفي جرمانا وصحنايا وشرق سوريا، كما يقول أحد الضباط العسكريين المتقاعدين في النظام السابق، ويضيف: معظم المعامل التابعة للجيش، التي كانت تنتج الأحذية والزي الرسمي، لا تزال متوقفة. كما أن الفصائل المسلحة لم تنضم بعد بشكل كامل تحت مظلة الجيش الجديد، مما يثير التساؤلات حول جدية الخطوة بحسب ما قال.

من سيدرب الجيش الجديد؟

ورغم الحديث عن عروض تدريبية من دول الجوار، كالأردن وتركيا، إلا أن الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع لم تعلن رسمياً عن أي اتفاق تم توقيعه. ويتساءل الشارع السوري: من سيكون المدرب الحقيقي لهذا الجيش؟ وماذا عن العقيدة التي سيتبناها؟ هل ستكون عقيدة وطنية جامعة، أم أنها ستظل متأرجحة بين التوجه الديني والسياسي؟

يقول محلل عسكري لـ يورونيوز : "لا يمكن بناء جيش بدون عدوّ واضح، أو عقيدة قتالية محددة. إذا كان الهدف هو محاربة داعش، فمن المفارقة أن يتم تدريب الجنود على فتاوى الجهاد، وليس على الاستراتيجيات العسكرية. كيف سنُفتي جهادياً يقتل جهادياً؟ هذه معضلة تحتاج إلى توضيح".

التحديات المستقبلية

بين الحاجة الملحة إلى بناء جيش قوي، ونقص التسليح والبنية التحتية، وغياب الوحدة الوطنية في صفوفه، يواجه الجيش السوري الجديد تحديات جمة. ويبقى السؤال الأكبر: هل سيتمكن من تقديم نفسه كمؤسسة مهنية بعيدة عن نظام المحاصصة الدينية أو السياسية؟ أم أنه مجرد غلاف لفصائل مسلحة تحمل أجندات خارجية؟

في الوقت الذي يأمل فيه السوريون بأن يكون الجيش الجديد ضمانة لاستقرار البلاد، فإن الطريق يبدو مليئاً بالتحديات التي إن لم تُعالج بدقة، فقد تعيد إنتاج حالة الفوضى تحت مظلة جديدة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • إسحق بريك: حماس هزمت الجيش الإسرائيلي الذي يقدم نفسه على أنه الأقوى
  • أخبار التوك شو| سفير مصر الأسبق في إسرائيل: الاحتلال يدمّر ويهجّر مليون غزّاوي داخليًا.. وهيئة المحتجزين الإسرائيليين تطالب بمظاهرات حاشدة ضد نتنياهو
  • الجيش السوري الجديد: من العقيدة البعثية إلى التوجّه الجهادي.. ماذا بعد؟
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يشدد على ضرورة تقصير أمد الحرب في غزة
  • مكتب نتنياهو يعلن أن الجيش الإسرائيلي استعاد رفات رهينة تايلاندي من غزة
  • رئيس الشاباك الجديد يتحدث عن فشل 7 أكتوبر.. من يتحمل المسؤولية؟
  • يديعوت: العصابة التي سلحها الشاباك بغزة تنشط في الدعارة وتهريب المخدرات
  • نتنياهو عن مقتل 4 جنود بغزة: يوم صعب جدا في إسرائيل
  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يجر الجيش إلى فخ في غزة ويحوّل إسرائيل لعبء إقليمي
  • تقارير: الاحتلال يتعاون مع عصابات مسلحة في غزة بتوصية الشاباك وموافقة نتنياهو