ما هي الدولة التي لديها أفضل نظام تقاعد في أوروبا؟ وما علاقة الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
أصدر معهد "ميرسر سي إف إيه" (Mercer CFA) تصنيفه السنوي لمؤشر المعاشات التقاعدية العالمي لعام 2023 وتظهر التحليلات أن الدول الأوروبية لديها أفضل أنظمة التقاعد حول العالم وأن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً كبيرا بهذا الخصوص.
تحتل هولندا المرتبة الأولى في التصنيف السنوي لمؤشر المعاشات التقاعدية العالمي، بعد أن أجرى معهد "ميرسر سي إف إيه" تقييما للأنظمة التقاعدية في 47 دولة تمثل 64% من سكان العالم.
وشملت الدراسة أنظمة التقاعد في القطاعين العام والخاص، وكفاية المعاشات وطريقة إدارتها واستدامتها بعد عقد من الزمن.
واحتلت أيسلندا المركز الثاني، بعد أن كانت في الصدارة العام الماضي، في حين جاءت الدنمارك في المركز الثالث.
وقد حصلت غالبية الدول الأوروبية المدرجة في التقرير على درجة جيدة. ووفقاً للتقرير، هناك حاجة إلى بعض التحسينات في كل من فنلندا والنرويج والسويد والمملكة المتحدة وسويسرا وأيرلندا وبلجيكا والبرتغال وألمانيا.
ومن ناحية أخرى، ذكر التقرير أن فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبولندا والنمسا وكرواتيا، إلى جانب الولايات المتحدة، تواجه مخاطر وعيوب كبيرة في أنظمة التقاعد تنبغي معالجتها.
مقترحات للتطويروتأتي في أسفل الترتيب كل من الهند والفلبين والأرجنتين. فإلى جانب تركيا وتايلاندا، تشترك هذه البلدان في التصنيف الأسوأ، ما يعني عدم كفاءة واستدامة أنظمة التقاعد في هذه البلدان.
ويقر التقرير بأن أنظمة التقاعد في العديد من دول العالم تعاني ضغوطاً متزايدة بسبب ارتفاع معدلات الشيخوخة، واستمرار التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وحالة عدم اليقين الجيوسياسي، مما يؤثر حتما على عوائد الاستثمار.
ويوصي التقرير بمجموعة من التدابير التي يجب أن تتبناها أنظمة التقاعد لتحسين تصنيفها، من بينها مواصلة الإصلاحات اللازمة على الرغم من حالة عدم اليقين المالي والاقتصادي الحالية، بالإضافة إلى جعل أنظمة التقاعد أكثر مرونة عبر تنويع مصادر تمويلها.
شاهد: اليوم 14 من الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد في فرنسا يشهد تراجعاً للتعبئة الناس مقامات ومعاشات أيضا! أجور رؤساء الشركات الكبرى في بريطانيا أعلى ب118 مرة من رواتب العمال تعديل وزاري طفيف في فرنسا بعد أربعة أشهر من إصلاح نظام التقاعدتأثير الذكاء الاصطناعي على أنظمة التقاعدويقول التقرير إن الذكاء الاصطناعي يجب أن يحسن أداء المعاشات التقاعدية عن طريق خفض التكاليف وتسليط الضوء على المخاطر القادمة.
التوسع المستمر للذكاء الاصطناعي في عمليات وقرارات مديري الاستثمار يمكن أن يؤدي إلى عمليات صنع قرار أكثر كفاءة، مما قد يؤدي إلى عوائد استثمار أعلى لخطط التقاعد.
وأشار الاستطلاع السنوي أيضاً إلى مخاطر نماذج الذكاء الاصطناعي التي تولّد معلومات مزيفة عند استخدامها في سياق جديد، والهجمات السيبرانية ضد بيانات المتقاعدين.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: وكالة الفضاء الهندية تطلق قمراً صناعياً للأرصاد الجوية بنجاح الجيش الإكوادوري يداهم 4 سجون ويصادر أسلحة ومخدرات تقرير جديد للأمم المتحدة يؤكد أن النساء في أفغانستان خائفات ولا يشعرن بالأمان تقاعد الذكاء الاصطناعي استثمار أوروباالمصدر: euronews
كلمات دلالية: تقاعد الذكاء الاصطناعي استثمار أوروبا روسيا غزة فلاديمير بوتين أليكسي نافالني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف إسرائيل مظاهرات فضاء حكم السجن قتل روسيا غزة فلاديمير بوتين أليكسي نافالني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف الذکاء الاصطناعی أنظمة التقاعد یعرض الآن Next التقاعد فی
إقرأ أيضاً:
البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليوميةاعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.
لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.
وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.
تغير في الأسلوب والنبرةالمفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.
إعلانيصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.
يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.
تآكل التنوع اللغويرغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.
وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.
تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.