اجتياح مرتقب لرفح.. نتنياهو يُغرق التطبيع والسلام في حمام دم
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
بإصراره على اجتياح مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة على الحدود مصر، يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإغراق آفاق التطبيع والسلام في حمام دم، بحسب محمد الدوح في تحليل بموقع "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندي (Geopolitical Monitor) ترجمه "الخليج الجديد".
الدوح شدد على أنه "تحت مظلة مواجهة حركة حماس، فإن نية إسرائيل الحالية لمهاجمة رفح تمثل خطوة خطيرة، وتهدد آفاق السلام والتطبيع على المدى الطويل بين إسرائيل والدول العربية".
وتابع: "وحتى الولايات المتحدة (حليفة إسرائيل) تبدو منزعجة بشأن احتمالات تنفيذ عملية في رفح، التي أصبحت الآن واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم".
ولفت إلى أنه "تحت رعاية الولايات المتحدة، وقبل الحرب على غزة (7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، كانت السعودية تجري محادثات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بما يسمح للمملكة بالحصول على برنامج نووي مدني وتوقيع معاهدة دفاع مشترك مع واشنطن، وتنفيذ مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهو ما يتطلب التواصل المتكامل مع إسرائيل".
"لكن في أعقاب حرب غزة، صرح مسؤولون سعوديون ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق تطبيع إلا في حال وقف إطلاق النار في غزة وإيجاد مسار لا رجعة فيه نحو إقامة الدولة الفلسطينية"، كما استدرك الدوح.
اقرأ أيضاً
كاتب إسرائيلي: لا شكوك حول اقتحام رفح واستهداف المدنيين مؤكد
وضع معقد
الدوح أكد أن "الوضع في رفح يزيد من تعقيد إجراء أي محادثات تطبيع بين السعودية وإسرائيل في وقت قريب. وباعتبارها دولة رائدة بين دول مجلس التعاون الخليجي، فمن المحتمل جدا أن تتبع معظم دول المجلس والدول العربية خطوات السعودية عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع إسرائيل".
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل منذ عقود أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.
وأردف الدوح: "ونظرا للدعم القوي للقضية الفلسطينية بين جميع الدول العربية، فإن أي تحركات نحو التطبيع مع إسرائيل (في ظل الوضع الراهن) تخاطر بتقويض مكانة السعودية الإقليمية".
واستطرد: "كما أن الدول الأخرى التي قامت بالفعل بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قد تواجه انتقادات من الشارع العام العربي؛ لعدم أخذها في الاعتبار الوضع الإنساني في غزة".
وخلص إلى أن هذا "قد يثبط عزيمة السعودية عن اتخاذ أي خطوات حازمة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ما يؤكد أهمية الرأي العام، سواء داخل السعودية أو في العالم العربي الأوسع".
اقرأ أيضاً
العدل الدولية: إسرائيل ملزمة بتطبيق تدابير منع الإبادة الجماعية في رفح
معاهدة السلام
"كذلك هددت مصر، التي حافظت على معاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1979، بتعليق معاهدة السلام إذا اجتاحت الأخيرة رفح"، كما أضاف الدوح.
وزاد: "رغم أن مصر تشعر بالقلق إزاء تزايد التوترات والأزمة الإنسانية على حدودها الشمالية الشرقية مع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، إلا أن منطقة رفح، المتاخمة مباشرة لمصر، شهدت ارتفاع عدد سكانها من حوالي 280 ألف إلى نحو 1.4 مليون نتيجة للحرب، وهؤلاء (نازحون) يعيشون في خيام".
وأردف: "بالتالي، فإن أي هجوم تشنه إسرائيل على رفح لن يكون مجرد حمام دم، ولكنه سيدفع سكان غزة إلى من رفح إلى سيناء المصرية، وهو ما تعتبره مصر تهديدا لأمنها القومي".
ومضى قائلا إنه "توجد مصالح سياسية متباينة، إذ دعمت مصر، إلى جانب القوى الإقليمية الأخرى، القضية الفلسطينية تاريخيا، في حين تعطي إسرائيل الأولوية لأمنها. وتعزز الحرب في غزة هذا التناقض، مما يجعل من الصعب إيجاد أرضية مشتركة للحوار الدبلوماسي".
ورأى أن ذلك "يتجلى في التصريح الأخير لرئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات ضياء رشوان الذي أكد فيه أن "مصر لن تكتفي بإجراءات رمزية إذا وصل الأمر إلى تهديد أمنها القومي وأراضيها أو تصفية الشعب الفلسطيني، فالأمر لن يقتصر على سحب أو طرد سفير"، في إشارة على ما يبدو إلى إمكانية تعليق معاهدة السلام.
وقال الدوح إن "مصر بدأت مؤخرا في تبني لغة أقوى في التعامل مع إسرائيل وزيادة تحصيناتها العسكرية ونشر قواتها على طول الحدود مع غزة.. وأي مواجهة بين إسرائيل ومصر غير محتملة إلى حد كبير، ومن المعتقد أن هذا الانتشار هو إجراء احترازي ولأغراض الاستطلاع".
ويحاول نتنياهو الذي يخضع لمحاكمة بتهم فساد، وفقا لمراقبين، أن يحقيق مكاسب في غزة على أمل أن تساعده على النجاة من تحقيقات مرتقبة بشأن الإخفاقات أمام حماس، من المرتقب أن تطيح بقيادات سياسية وعسكرية واستخباراتية.
اقرأ أيضاً
بايدن مرتبك أمام إصرار إسرائيل على اجتياح رفح.. وهكذا تخطط واشنطن لعدم دفع الفاتورة
المصدر | محمد الدوح/ جيوبوليتيكال مونيتور- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: اجتياح رفح تطبيع سلام نتنياهو السعودية مصر مع إسرائیل فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما الذي أخر التنفيذ؟.. الكشف عن مخطط اجتياح غزة واغتيال السنوار والضيف قبل 7 أكتوبر
تتواصل التسريبات داخل مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي، لتكشف هذه المرة عن خطط سرية كانت تهدف إلى اغتيال كبار قادة حركة حماس في قطاع غزة، قبل أشهر من عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
فقد نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت شهادات لضباط بارزين في جيش الاحتلال قُدمت إلى لجنة تورجمان، التي راجعت خلال الأشهر الماضية إخفاقات المؤسسة العسكرية، وتوضح أن خططاً مكتملة أُعدت لاغتيال يحيى السنوار ومحمد الضيف، إضافة إلى شن عدوان واسع على غزة، لكنها أُجِّلت ولم تُنفذ نتيجة اعتبارات سياسية وعسكرية داخلية.
وتشير الشهادات إلى أن قيادة المنطقة الجنوبية بلورت خططاً عملياتية دقيقة، تضمنت توصيات واضحة بالمبادرة إلى الاغتيالات، غير أن التركيز على الجبهة الشمالية، إلى جانب تمسك القيادة السياسية بقيادة بنيامين نتنياهو بعدم فتح مواجهة مع غزة خلال فترات التهدئة، أدى إلى تجميد كل المقترحات.
كما تكشف المعلومات التي ضبطها جيش الاحتلال في حواسيب تابعة لحماس داخل غزة، أن الحركة كانت قد وضعت خطة لتنفيذ هجوم كبير بين عيد الفصح العبري لعام 2023 وذكرى احتلال فلسطين، مستغلة الانقسام الداخلي العميق داخل المجتمع الإسرائيلي بسبب خطة تقويض الجهاز القضائي والاحتجاجات الواسعة التي رافقتها.
وبحسب ما اطّلعت عليه لجنة تورجمان، فقد نوقشت خطتان منفصلتان في تلك الفترة: الأولى لاغتيال السنوار والضيف فقط، والثانية أوسع نطاقاً بكثير، أعدّت بداية العقد الماضي وتتألف من أربع مراحل تبدأ باغتيال قيادات الصف الأول في حركة حماس، ثم قصف كل مواقع التعاظم العسكري المعروفة لدى الشاباك والاستخبارات العسكرية، يليها قصف جوي متدرج ضد المواقع الحيوية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتنتهي بدخول ثلاث فرق عسكرية (162 و36 و98) في مناورة برية محدودة لتدمير مناطق إطلاق الصواريخ.
وتوضح الشهادات أن المستوى السياسي في الاحتلال، وخاصة نتنياهو، كان يصرّ على إبقاء حركة حماس في الحكم داخل غزة، باعتبار أن ذلك يخدم استراتيجية طويلة المدى، ولذلك لم تكن الخطط تهدف إلى إسقاط حكم الحركة، بل إلى توجيه ضربات قاسية تُربكها وتردعها سنوات طويلة.
ورغم ذلك، رفضت هيئة الأركان العامة —وفق الضباط الذين أدلوا بشهاداتهم— كل المقترحات العملياتية خلال السنة والنصف التي سبقت "طوفان الأقصى"، وسط تقديرات استخباراتية اعتبرت أنها غير مناسبة للتنفيذ في تلك المرحلة.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن