ليبيا – قال الأكاديمي الليبي الدكتور حسين الشارف، إن الليبيين دفعوا الثمن غالياً، نتيجة بعض القوى التي لم تنظر إلا إلى مصالحها الضيقة فقط، واستعانوا في ذلك بقوى خارجية وتحالفوا مع تيارات الإسلام السياسي والإرهاب، مضيفاً أن “17 فبراير” تحولت بسببهم من نعمة من أجل دولة جديدة إلى نقمة.
الشارف اعتبر في تصريح لصحيفة “العين الإخبارية” أنه نتيجة انتشار المليشيات المرتبطة بتيارات الإرهاب والإسلام السياسي، على حد قوله، أصبحت البلاد أمام واقع مرير، متهماً إياهم بالتسبب في تقسيم البلاد، ومفاقمة معاناة الليبيين، لا سيما المعركة مع الإرهاب التي كلفتهم كثيراً، معتبراً أن ليبيا كلما قطعت خطوة للأمام تعود عشر للخلف.
ولفت إلى أنه كلما اقتربت ليبيا من إجراء الانتخابات يتم التراجع عن هذا المسار نتيجة توجهات المليشيات، بحسب تصريحاته.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
عدن من وعود “دبي جديدة” إلى أسطح بلا حياة
الجديد برس| خاص| بينما
كانت الوعود تنهال على
المدينة بتحويلها إلى “دبي جديدة”، تعيش عدن اليوم واقعاً مغايراً كلياً، تجسّده مأساة إنسانية تتفاقم يوماً بعد آخر. في ظل الانهيار الاقتصادي والخدمي المتصاعد، باتت أسطح المنازل ملاذًا مؤقتًا للنازحين وسكان المدينة الهاربين من الإيجارات المرتفعة وظروف السكن غير الآدمي. وتحوّلت هذه المساحات الخرسانية إلى “وحدات سكنية” بلا خدمات، وإلى ما يشبه “مزارع طاقة شمسية”، حيث يستأجر المواطنون الأسطح بأسعار باهظة لتركيب الألواح الشمسية، في ظل انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 20 ساعة يوميًا. وتنتشر في المدينة مشاهد العائلات المكتظة فوق الأسطح، تحت أشعة الشمس الحارقة، وسط غيابٍ تام للحلول الرسمية. ويقول سكان محليون إنّ هذه الظاهرة لم تعد استثناء، بل باتت نمطاً شائعاً، يعكس عمق الأزمة المعيشية في المدينة التي كانت ذات يوم توصف بـ”العاصمة الاقتصادية المؤقتة”. ومع الغلاء المعيشي المتسارع، تحوّلت أساسيات الحياة – كالماء، والكهرباء، والمأوى – إلى رفاهيات لا يستطيع تحمّلها سوى القلة، في وقتٍ تتراجع فيه مؤشرات الأمن بشكل مقلق، وسط تصاعد نفوذ الجماعات المسلحة وتراجع سيطرة الدولة. ويسخر ناشطون من استمرار الترويج لمشاريع “الإعمار والتحول الاقتصادي”، معتبرين أن أسطح المنازل التي تحوّلت إلى مساكن ومصادر بديلة للطاقة، تختصر صورة الانهيار الحاصل، وتكشف الفجوة الهائلة بين الوعود السياسية والواقع على الأرض. وتسود المدينة حالة من الاستياء الشعبي إزاء ما يعتبره السكان “تخليًا تامًا من السلطات المحلية والتحالف عن التزاماتهم”، وغياب أي معالجات جادة لمعاناة مئات الآلاف من المواطنين، في ظل بيئة خدمية وصحية وأمنية توصف بأنها “كارثية”. في مدينة كانت يومًا ما رمزًا للمدنية والانفتاح، تحولت أسطح المنازل إلى آخر ما تبقّى للناس من فضاء، في معركة يومية للبقاء – حرفياً ومجازياً – فوق السطح.