تتواصل الجهود المصرية الرافضة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة أو تصفية القضية الفلسطينية مع تأكيدات القيادة السياسية بضرورة التزام الاحتلال بعدم عرقلة المساعدات الإنسانية والمارة عبر معبر رفح.

وتجلت تلك الجهود خلال الشهور الماضية بصفة خاصة وخلال ما يزيد على 75 عاما بصفة عامة، وكان هناك المزيد من التحركات والاتصالات في محاولة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ الحرب الشعواء التي شنتها إدارة الاحتلال منذ يوم 7 أكتوبر من العام الماضي.

رفض تهجير الفلسطينيين

تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون".

وصرح المستشار الدكتور أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول الجهود الجارية الرامية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، حيث استعرض الرئيسان آخر المستجدات في هذا الصدد.

وأكدا ضرورة تعاون الأطراف المعنية لضمان تحقيق تقدم يؤدي إلى حقن الدماء وتخفيف المعاناة الإنسانية الحالية في القطاع، بالإضافة إلى دفع مسار حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، باعتباره المسار الوحيد القادر على تحقيق الأمن الحقيقي والاستقرار المستدام في المنطقة.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاتصال، موقف مصر القاطع برفض تهجير الفلسطينيين إلى مصر بأي شكل أو صورة، وهو الموقف الذي يحظى بتوافق دولي كامل.

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي دعم فرنسا التام لموقف مصر؛ وشدد الرئيسان على خطورة أي تصعيد عسكري في رفح لتداعياته الإنسانية الكارثية على حوالي مليون ونصف المليون فلسطيني بهذه المنطقة، كما حذر الرئيسان من خطورة توسع الصراع على المستوى الإقليمي ومن ثم ضرورة الدفع السريع لجهود وقف إطلاق النار والتهدئة الإقليمية.

تهجير الفلسطينيين يظل غير مقبول

قال سامح شكري، وزير الخارجية، أمس السبت، إنه على الرغم من أن مصر ستتعامل مع الأزمة بشكل إنساني، إلا أن تهجير الفلسطينيين يظل غير مقبول، وفقا لـ “رويترز”.

وأضاف سامح شكري، في مؤتمر ميونخ للأمن: «ليست نيتنا توفير أي مناطق أو منشآت آمنة، لكن إذا كان الأمر كذلك فسنتعامل بالإنسانية اللازمة».

وذكرت رويترز، أن مصر تعد منطقة على حدود غزة يمكن أن تستوعب الفلسطينيين في حال أدى هجوم عسكري إسرائيلي على رفح إلى نزوح جماعي عبر الحدود، ووصفت المصادر ذلك بأنه تحرك طارئ.

ونفت مصر مرارًا القيام بمثل هذه الاستعدادات.

وقال “شكري” عن أنشطة البناء التي شوهدت حول الحدود: “هذا افتراضي للغاية، كنا نتعامل باستمرار مع أعمال الصيانة على حدودنا، لذا أعتقد أننا نقفز إلى استنتاجات بشأن ماهية تلك الأنشطة”.

وقال محافظ شمال سيناء، أمس السبت، إن القوات المسلحة تقوم بإنشاء منطقة لوجستية لتلقي المساعدات لغزة.

وأضاف المحافظ أن المنطقة التي يجري إنشاؤها تشمل مواقف للشاحنات ومستودعات ومكاتب إدارية ومساكن للسائقين.

ودقت مصر مرارا وتكرارا ناقوس الخطر بشأن احتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة إلى نزوح الفلسطينيين إلى سيناء - وهو أمر تقول القاهرة إنه غير مقبول على الإطلاق - مرددا تحذيرات من دول عربية مثل الأردن.

وقد أفادت “القاهرة الإخبارية”، في نبأ عاجل، بأن رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان، أكد أن التهجير القسري للفلسطينيين يمثل تصفية مؤكدة للقضية الفلسطينية، وتهديدا مباشرا للسيادة والأمن القومي المصريين.

وأضاف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية: “لدى القاهرة من الوسائل ما يمكنها من التعامل مع التهجير القسري للفلسطينيين بصورة فورية وفعالة”.

وتابع رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية: “التصريحات والبيانات المصرية أكدت أن التهجير القسري للفلسطينيين خط أحمر”.

وأوضح رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية: “مصر لا يمكن أن تتخذ على أراضيها أي إجراءات تعطي انطباعا يروج له البعض، تزويرا، بأنها تشارك في جريمة التهجير التي تدعو إليها إسرائيل”.

كما قال الإعلامي مصطفى بكري، إن الرئيس السيسي تحدث في الأمم المتحدة منذ سنوات عن ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي رفض مئات المليارات مقابل تهجير الفلسطينيين.

وأضاف مصطفى بكري، خلال تقديمه برنامج “حقائق وأسرار”، عبر فضائية “صدى البلد”، أن جماعة الإخوان الإرهابية تحاول تشويه الدور المصري في غزة، مؤكدا أنه لا يمكن أن تتخلى مصر عن مسئوليتها في دعم الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حق مشروع للشعب الفلسطيني بكل الوسائل، وأن مصر تدعم تلك المقاومة.

مخطط التهجير لسيناء

وقال الكاتب الصحفي شريف عارف، إن مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم مخطط دائم ومستمر اتخذ شكل التطبيق خلال العام الأسود من حكم جماعة الإخوان لمصر حينما طرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الفكرة على محمد مرسي وتحدث عنها أيضا مرشد الجماعة الإرهابية محمد بديع في مسألة توطين الفلسطينيين في شمال سيناء.

وأضاف عارف، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه على الرغم من موقف الجماعة الإرهابية وتكذيبها لهذه التصريحات، إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد في تصريحات خاصة عام 2018 أنه كانت هناك مفاوضات بالفعل تجرى بين جماعة الإخوان الإرهابية والإدارة الأمريكية وإسرائيل لإقرار فكرة توطين الفلسطينيين من أبناء غزة في شمال سيناء.

وأكمل عارف: “الحقيقة فإن المصريين والفلسطينيين وقفوا ضد هذا المخطط الذي تطرقت إليه المراسلات المتبادلة بين وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون وقادة الجماعة الإرهابية”.

وتابع: “كل مؤتمرات القمة العربية على مدى العقود الماضية رفضت فكرة توطين الفلسطينيين في أي من الدول العربية لأنها تعني تفريغ للقضية الفلسطينية من مضمونها وترك الاحتلال الإسرائيلي يعبث بالأرض”.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تهجير الفلسطينيين رفض تهجير الفلسطينيين مصر قطاع غزة معبر رفح مخطط التهجير لسيناء رئیس الهیئة العامة للاستعلامات تهجیر الفلسطینیین الفلسطینیین فی

إقرأ أيضاً:

تفاصيل مكالمة الرئيس السيسي مع نظيره الفرنسي

تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالا هاتفيًا من الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية.

وصرّح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب عن تقديره العميق لما تشهده العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا من تطور نوعي، خاصة عقب الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة الرئيس الفرنسي إلى القاهرة في أبريل 2025، وهو ما انعكس إيجابًا على تنامي التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيسين بحثا سبل مواصلة دفع العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، عبر تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري، وزيادة حجم التبادل التجاري الذي شهد تقدمًا ملموسًا خلال الأشهر الماضية، فضلًا عن التعاون في قطاعات الصناعة والسياحة والنقل.

كما تناول الاتصال مستجدات الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها قطاع غزة، حيث أعرب الرئيس عن تقدير مصر للدعم الفرنسي للجهود المصرية التي أفضت إلى التوصل إلى اتفاق وقف الحرب، مؤكدًا ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار والانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام. 

وشدد الرئيس على أهمية تعزيز إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والبدء الفوري في مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار.

من جانبه، أعرب الرئيس ماكرون عن تقديره للدور المحوري الذي تضطلع به مصر في تحقيق الاستقرار الإقليمي، ولاسيما في تثبيت اتفاق وقف الحرب في غزة.

 كما تطرق الاتصال إلى تطورات الأوضاع في الضفة الغربية، حيث أكد الرئيس رفض مصر القاطع للانتهاكات الإسرائيلية، مشددًا على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني وزيادة الضغط الدولي لوقف هذه الانتهاكات، ودعم السلطة الفلسطينية في الوفاء بالتزاماتها تجاه شعبها. 

واتفق الرئيسان على أن الجهود الراهنة يجب أن تفضي إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفيما يتعلق بالشأن السوداني، أكد الرئيس دعم مصر الكامل لوحدة وسيادة السودان وسلامة أراضيه، ورفضها لأي محاولات تهدد أمنه، معربًا عن مساندة مصر لجهود إنهاء الحرب واستعادة السلم والاستقرار في السودان الشقيق.

وفي ختام الاتصال، تبادل الزعيمان التهنئة بمناسبة العام الميلادي الجديد، متمنيين لشعبي مصر وفرنسا دوام الاستقرار والرخاء.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تصف الرئيس السيسي بأنه حجر عثرة ضد تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية |فيديو
  • الرئيس عباس يمنح الناشط الإيطالي سولومون عوفاديا مواطنة الشرف الفلسطينية
  • وزير الخارجية: مصر ترفض محاولات تهجير الفلسطينيين وتؤكد ضرورة تنفيذ خطة الرئيس ترامب
  • برلماني: اتصال الرئيس السيسي وماكرون يعكس توافق مصري ـ فرنسي حول حتمية حل الدولتين
  • السيسي وماكرون يؤكدان دعم السودان واستقرار المنطقة ويتبادلان التهاني بالعام الجديد
  • عاجل- السيسي وماكرون يناقشان تطورات غزة والضفة الغربية ويؤكدان دعم الحلول السياسية العادلة
  • عاجل- الرئيس السيسي وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية واستقرار الأوضاع الإقليمية في اتصال هاتفي
  • تفاصيل مكالمة الرئيس السيسي مع نظيره الفرنسي
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارًا يلزم “إسرائيل”بإدخال المساعدات وعدم تهجير الفلسطينيين بغزة
  • الرئيس السيسي وماكرون يتفقان على أن الجهود الراهنة يجب أن تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية