ما التغيرات المحتملة إذا علقت مصر معاهدة السلام مع إسرائيل؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
يستبعد خبراء أن تعلق مصر معاهدة السلام لعام 1979 مع إسرائيل، ولكنه يبقى سيناريو محتملا ينذر في حال حدوثه بتغيرات عديدة، وفقا لجورجيو كافييرو، وهو أستاذ مساعد بجامعة جورج تاون الأمريكية، في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft).
وتتصاعد تهديدات مصرية بتعليق المعاهدة في حال اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح في أقصى جنوبي غزة على الحدود مع مصر، بما يدفع مئات آلاف الفلسطينيين إلى داخل سيناء، وكذلك السيطرة على الجانب الفلسطيني من المنطقة العازلة بين غزة ومصر.
وقال كافييرو، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن اجتياح رفح وتهجير الفلسطينيين، بزعم إسرائيل وجود 4 كتائب لحركة "حماس" في المدينة، "سيؤجج قدرا هائلا من الاحتكاك بين القاهرة وتل أبيب، ويفاقم أيضا التوترات بشدة بين الشعب المصري وحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي".
وأضاف أن هذا التهجير "سيرقى إلى "النكبة الثانية"؛ مما يؤدي إلى اضطرابات في مصر إذا نظر المصريون إلى الحكومة على أنها تلعب دورا في السماح بهذا التطهير العرقي للفلسطينيين في غزة".
و"إلى جانب الاعتبارات الاقتصادية، يعد هذا أحد الأسباب الرئيسية وراء إعلان القاهرة أن تهجير إسرائيل للفلسطينيين من غزة وإجبارهم على دخول مصر، هو خط أحمر لا ينبغي لتل أبيب تجاوزه"، كما زاد كافييرو.
اقرأ أيضاً
أكسيوس: كبير مستشاري بايدن يزور مصر وإسرائيل مع تزايد المخاوف بشأن اجتياح رفح
رسائل ثلاثية
وبحسب أحمد عبوده، وهو زميل مشارك في معهد "تشاتام هاوس"، "من غير المرجح أن تتخذ مصر الخطوة الأولى لتمزيق معاهدة السلام من جانب واحد، وما تفعله هو تبني مواقف استراتيجية خطابية لتوجيه رسائل ثلاثية".
وأوضح أن "القاهرة تقول للجمهور المصري إنها تدافع عن المصالح الأمنية لمصر وكذلك القضية الفلسطينية، وتنقل لواشنطن غضب القاهرة من إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن لعدم وقفها الإجراءات الإسرائيلية التي تهدد بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأخيرا رسالة موجهة إلى (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وجنرالات الجيش والمخابرات الإسرائيلية".
كما استبعد جوردون جراي، السفير الأمريكي السابق في تونس، أن تعلق مصر معاهدة السلام لثلاثة أسباب هي: "أولا، لا تسعى مصر إلى مواجهة عسكرية، حتى لو غير مقصودة، مع إسرائيل".
وأردف: "ثانيا، لا تريد مصر المخاطرة بخسارة المساعدات العسكرية الأمريكية (1.3 مليار دولار سنويا) التي تم منحها كنتيجة مباشرة لمعاهدة السلام، وأخيرا، في حين أن مصر تمقت الحرب الإسرائيلية في غزة، فإنها تشارك إسرائيل وجهات نظرها حول التهديد الذي تشكله حماس".
اقرأ أيضاً
الضغوط تتكثف على السيسي.. ماذا ينتظر رفح والمنطقة العازلة؟
متغيرات كثيرة
لكن يبقى تجميد معاهدة السلام سيناريو محتملا، "ومن الصعب التنبؤ بالكيفية التي ستتطور بها الأحداث إذا اتخذت مصر هذه الخطوة؛ لأنه سيكون هناك متغيرات كثيرة غير معروفة".
وتساءل معين رباني، محلل سياسي: "هل ستعلن مصر ببساطة تعليق معاهدة السلام وتترك الأمر عند هذا الحد أم ستتوقف عن تنفيذ بنودها؟".
فيما رجح كافييرو أن "أي تجميد من جانب مصر للمعاهدة سيؤدي إلى طبقة غير مسبوقة من عدم الاستقرار في العلاقات المصرية الإسرائيلية، ومن المرجح أن يكون رد فعل واشنطن متطرفا، نظرا إلى مدى أهمية السلام المصري الإسرائيلي في أجندات السياسة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط".
وتابع: "من المؤكد أن الولايات المتحدة ستتحرك للانتقام من مصر دون تحميل إسرائيل أي مسؤولية عن الأزمة، وقد توقف واشنطن المساعدات الخارجية لمصر، ومن المحتمل أن يبدأ الاتحاد الأوروبي تحقيقا في المناهج المدرسية المصرية أو إجراءات أخرى لا معنى لها".
اقرأ أيضاً
إعلام عبري: مصر تهدد إسرائيل بتعليق معاهدة السلام حال احتلالها محور فيلادلفيا
المصدر | جورجيو كافييرو/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر إسرائيل رفح معاهدة السلام أمريكا حرب غزة معاهدة السلام
إقرأ أيضاً:
بحوث الصحراء يختتم ورشة العمل الثانية لمشروع تقييم آثار التغيرات المناخية على الصحاري المصرية
اختتم مركز بحوث الصحراء، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، فعاليات ورشة العمل الثانية لمشروع "تقييم آثار التغيرات المناخية على الصحاري المصرية"، والتي استمرت على مدار يومين، تحت رعاية علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
وقال الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، إن ذلك يأتي في إطار أنشطة ومخرجات المشروع الذي ينفذه المركز ، بصفته الجهة الوطنية المعنية باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبما يمتلكه المركز من خبرات متخصصة في مجالات الدراسات الصحراوية.
وأشار شوقي الى ان هذه الورشة تأتي استكمالاً للورشة الأولى التي تم تنظيمها الأسبوع الماضي، حيث تضمنت تدريبات عملية مكثفة للمتدربين، شملت: استخدام برامج نظم المعلومات الجغرافية، والتعرف على تطبيقات الاستشعار عن بعد في رصد التغيرات المناخية، وتحليل الأحواض الهيدروجرافية، بالإضافة إلى كيفية استخراج البيانات من الأقمار الصناعية، وحساب الجريان السطحي للأودية ذات الخطورة. كما تم استعراض أهم مخرجات المشروع، وفي مقدمتها "خريطة مخاطر السيول الفجائية لجمهورية مصر العربية".
وأضاف أن المتدربين تمكنوا من التفاعل مع أحدث برامج الحاسوب المستخدمة ضمن المشروع، والاطلاع على النهج العلمي المتبع في تنفيذ المهام الفنية، بهدف تعزيز نقل المعرفة والخبرات العلمية.
وفي ختام الورشة، تم تسليم شهادات المشاركة للمتدربين، تقديراً لمشاركتهم الفاعلة وجهودهم المبذولة خلال فترة التدريب.
الخطة الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخيةوحضر فعاليات ورشة العمل، الدكتور خالد خير الدين، مدير مشروع الخطة الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية.