قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الثلاثاء إن إسرائيل ما زالت تحتجز أموال المقاصة الفلسطينية كاملة، ولم تقم بتحويل أي مبالغ في سابقة لم تحصل على مدار الـ30 عاما الماضية.

إقرأ المزيد لحظة بلحظة.. آخر تطورات الحرب في غزة وتداعياتها إقليميا وعالميا /20.02.2024/

وأوضح اشتية في كلمته بمستهل اجتماع حكومي اليوم أنه تم الاتفاق على أن تحول إسرائيل قيمة المبالغ التي تحولها الحكومة الفلسطينية إلى قطاع غزة، لترسل إلى حساب خاص في النرويج، واشترطت ألا يتم إرسال أي مبالغ إلينا من هذه الأموال، علما أن إسرائيل لم تحول أيا من هذه المبالغ حتى الآن.

وأضاف: "هذا الترتيب لا يعطينا حقنا في أموالنا بالكامل، وعليه فإن هذا الأمر لا يحل لنا الأزمة المالية، ولكنه يُخرج الأموال البالغ حجمها حتى تاريخه نحو 800 مليون شيقل من أيدي الإسرائيليين لتودع في حساب خاص في النرويج، وسيتم تحويل ما يتبقى من أموال إلينا".

وأعلن رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره السبت، اقتراب التوصل إلى حل بشأن أموال ضرائب السلطة الفلسطينية التي تحتجزها إسرائيل، مؤكدا أنهم على وشك توقع اتفاق للإفراج عنها.

وفي وقت لاحق قالت وزارة الخارجية النرويجية إن النرويج وافقت على المساعدة في تحويل أموال الضرائب المجمدة المخصصة للسلطة الفلسطينية والتي جمعتها إسرائيل، ما يوفر تمويلا حيويا للسلطة الفلسطينية.

وفي ديسمبر الماضي، طلب جو بايدن من بنيامين نتنياهو قبول الاقتراح الذي سبق أن طرحه بنفسه بتحويل عائدات الضرائب المحتجزة إلى النرويج لحفظها حتى يتم التوصل إلى ترتيب من شأنه تهدئة مخاوف إسرائيل من وصول الأموال إلى "حماس".

وكان سموتريتش وجه "إنذارا نهائيا" لنتنياهو، مهددا بالاستقالة من الحكومة أذا تم تحويل أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية.

المصدر: وكالة وفا الفلسطينية 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الاستيطان الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة السلطة الفلسطينية الضفة الغربية القضية الفلسطينية جرائم جرائم حرب جرائم ضد الانسانية ضرائب قطاع غزة محمد اشتيه

إقرأ أيضاً:

كيف عزّزت مادلين السردية الفلسطينية وفضحت إجرام إسرائيل؟

القدس المحتلة – انطلقت رحلة سفينة "مادلين" التي أبحرت من إيطاليا بداية يونيو/حزيران الحالي حاملةً على متنها ناشطين بارزين في العمل الإنساني والنضال العالمي، الذين غامروا لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة وتنبيه العالم إلى جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

لم تكن مبادرة "مادلين" لكسر الحصار عن غزة الأولى، إذ تعد هذه السفينة الـ36 التي تبحر نحو القطاع منذ عام 2007، لكن إسرائيل كانت دائما ترصد وتعرقل هذه المحاولات، منتهكة بشكل مستمر كافة القوانين الدولية والإنسانية.

وتعامل جيش الاحتلال الإسرائيلي مع خطوة "مادلين" برد عسكري عنيف، في رسالة واضحة تعكس خشية تل أبيب تحوّل هذه المبادرات إلى نموذج يحتذى به، وذلك وسط تراجع الدبلوماسية والتشكيك في السردية الإسرائيلية مع استمرار تعاظم الرواية الفلسطينية.

انتكاس الرواية

ورغم الدعوات العالمية للسماح لسفينة "مادلين" بالمرور الآمن، فإن إسرائيل اعترضتها، مما يؤكد استمرار تل أبيب في التمتع بإفلات طويل الأمد من العقاب، وبالتالي تشجعيها على مواصلة ارتكاب إبادة جماعية ضد أهالي غزة، إضافة إلى إبقاء الحصار الخانق وغير القانوني المفروض منذ 18 عاما.

وتعد المبالغة الإسرائيلية في التعامل مع سفينة "مادلين" والسفن الصغيرة الأخرى رسالة أمنية وعسكرية واضحة، حيث تخشى إسرائيل تحوّل هذه السفن إلى نموذج لكسر الحصار، مما قد يفتح المجال لسفن أخرى لمحاولة الوصول إلى غزة، بحسب التحليلات الإسرائيلية.

إعلان

وترى القراءات الإسرائيلية أن وجود أعضاء من الاتحاد الأوروبي وشخصيات عالمية مؤثرة شاركت في هذه المهمة يضفي رمزية قوية على الحملة، في حين أن رسالة الجيش الإسرائيلي ليست سلمية ولا تهدف إلى إيجاد حلول لقضية المساعدات الإنسانية، مما يعدّ انتكاسة للرواية الإسرائيلية حول العالم الذي لم يعد يصدق ما يصدر عن تل أبيب.

مظاهرة تضامنية في باريس مع نشطاء سفينة مادلين التي قرصنتها إسرائيل (الجزيرة) كيان منبوذ

ووجَّه الكاتب الإسرائيلي عيناف شيف، الناقد التلفزيوني في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، انتقادات لاذعة لطريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية مع سفينة "مادلين".

واعتبر أن تصوير العملية كـ"إنجاز سياسي ودعائي" ليس سوى محاولة للتغطية على فشل دبلوماسي متواصل، وعجز في مواجهة السردية الفلسطينية المتعاظمة حول ما تتعرض له غزة من حصار وتجويع.

وتعكس المبالغة الرسمية والإعلامية في الحدث -حسب شيف- أزمة وعي عميقة في إسرائيل وسط "مهرجان علاقات عامة" يحول الناشطة غريتا ثونبرغ إلى هدف سياسي، في حين ينظر العالم إلى إسرائيل بوصفها كيانا منبوذا، تزداد عزلته مع كل يوم يمر في ظل حربها المستمرة على قطاع غزة.

وأوضح أن مشاركة ثونبرغ في السفينة عزَّزت مكانتها العالمية وسلّطت الضوء على كارثة غزة، مؤكدا أن السخرية الدولية من تعامل إسرائيل مع الحدث تعكس نقدا أوسع لأدائها، حيث ظهر الوزير يسرائيل كاتس كـ"رامبو"، في وقت تبث فيه للعالم صور فوضى توزيع المساعدات في غزة دون انقطاع.

وأضاف شيف أن ما جرى لم يكن مجرد اعتراض لسفينة إنسانية، بل محاولة لصد اختراق رمزي للجدار الإسرائيلي الفاصل بين جمهوره وما يحدث فعليا في غزة، حيث باتت غالبية الجمهور -بحسب وصفه- تفضل تجاهل الواقع وعدم الإصغاء لما يحدث خلف الأسلاك.

وقال إن "الرد الإسرائيلي على سفينة مادلين جاء كمزيج من الإلهاء والإنكار"، مختصرا الموقف برسالة تهكمية "انسوا الضحايا، تجاهلوا الدمار، لكن تذكروا أننا خدعنا غريتا (ثونبرغ)، أليس هذا نصرا مطلقا؟".

إعلان قرصنة عسكرية

بقيت سفينة "مادلين" في عرض البحر لعدة ساعات بعد قرصنتها والاستيلاء عليها وسحبها قسرا من قبل سلاح البحرية الإسرائيلية والوحدات الخاصة.

وبررت السلطات الإسرائيلية إجراء اعتراض "مادلين" واعتقال الناشطين الدوليين باستمرار فرض الحصار البحري على غزة، وبعد ساعات وصلت السفينة إلى ميناء أسدود، حيث نقل جميع الركاب الـ12 إلى مركز احتجاز لإتمام معاملات ترحيلهم بموجب قانون الدخول إلى إسرائيل لعام 1952.

وقد قدم الطاقم القانوني لمركز عدالة المتمثل في المحاميات لبنى توما، وناريمان شحاذة زعبي، وهديل أبو صالح والمتطوعة أفنان خليفة ومحام خاص وكله مكتب قناة الجزيرة، الاستشارة القانونية لجميع النشطاء.

وغادر 3 نشطاء البلاد، بينهم الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبرغ، إضافة إلى الصحافي عمر فياض من قناة "الجزيرة مباشر"، بعد استكمال إجراءات ترحيلهم وتأكيد تذاكر سفرهم.

ورفض 8 نشطاء التوقيع على أوامر الترحيل، حيث احتجزتهم إسرائيل وعرضتهم على المحكمة، بينهم عضوة البرلمان الأوروبي عن فرنسا ريما حسن التي سبق أن رحَّلتها إسرائيل بعد وصولها إلى مطار بن غوريون.

تقاعس دولي

وقالت المحامية ناريمان شحادة زعبي إن احتجاز المتطوعين وترحيلهم القسري يشكلان انتهاكا واضحا للقانون الدولي، ولا سيما في ظل الطبيعة السلمية والإنسانية للبعثة التي أرادت كسر الحصار المفروض على غزة.

وأشارت إلى أن الاستيلاء على السفينة الذي نُفذ في ساعات متأخرة من الليل وفي المياه الدولية انتهاك صريح للقانون الدولي، كما عرَّض سلامة الأشخاص الموجودين على متن السفينة للخطر.

وأوضحت زعبي للجزيرة نت أن الطاقم القانوني التابع لمركز عدالة الحقوقي وصل مطار بن غوريون، وقدَّم الاستشارة القانونية اللازمة للمحتجزين ورافقهم أمام المحكمة والسلطات الإسرائيلية، كما وثَّق شهاداتهم حول ما تعرضوا له منذ لحظة الاستيلاء على السفينة وتوقيفهم ومضامين جلسات الاستماع والتحقيقات التي أُخضعوا لها.

إعلان

وأشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية تستخدم استمرار فرض الحصار غير القانوني على غزة مبررا لاحتجاز نشطاء دوليين، قائلة "هؤلاء الأفراد نفذوا مهمتهم احتجاجا على الجرائم غير المحتملة والمستمرة التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة".

وخلال أيام إبحارها، تقول زعبي "جسدت سفينة مادلين رمزا قويا للتضامن مع الفلسطينيين الذين يواجهون الحصار والجوع والمعاناة في ظل تقاعس المجتمع الدولي المستمر عن اتخاذ خطوات جادة"، مشيرة إلى أن هذه المهمة ذاتها تشكل إدانة واضحة لفشل ذلك المجتمع في وضع حد للحصار غير الإنساني الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تصادر 800 دونم من الأراضي الفلسطينية في رام الله
  • كيف سعت إسرائيل إلى تحويل سفينة مادلين لفخ إعلامي؟
  • مِنْ تحويل الأموال إلى قطع المساعدات.. هذا ما ينتظر لبنان بسبب القائمة السوداء
  • كيف عزّزت مادلين السردية الفلسطينية وفضحت إجرام إسرائيل؟
  • "عقاب" إسرائيلي فوري يهدد بشلل المؤسسات المالية الفلسطينية
  • وزير المالية الإسرائيلي يلغي إعفاء يسمح بالتعاون مع البنوك الفلسطينية
  • 50 مليون جنيه حصيلة تجارتهما في المخدرات.. استجواب متهمين بغسل أموال من المخدرات
  • الاتحاد الأوروبي يرتب قائمته المالية السوداء.. الإمارات تخرج ودولتان عربيتان تدخلان
  • غسل الأموال.. إدراج دولتين عربيتين بـالقائمة المالية السوداء الأوروبية
  • إسرائيل تحتجز سفينة مساعدات حاولت كسر الحصار عن غزة