وقّع مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، مذكرة تفاهم مع وزارة التكنولوجيا الرقمية في جمهورية أوزبكستان، وذلك بهدف الاستفادة من الخبرات التقنية الواسعة للمجلس والجهات التابعة له من أجل إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع البنية التكنولوجية والخدمات الحكومية في أوزبكستان.

وبموجب المذكرة، التي تم توقيعها مؤخرا في دبي، ستستكشف الوزارة في أوزبكستان سبل تبني نماذج فالكون والحلول القائمة عليه وتقديم الدعم لجهود توظيفها في تطبيقات متعددة ضمن منظومتها الرقمية، كما ستسعى إلى تشجيع المؤسسات والشركات للانضمام إلى مؤسسة فالكون التي تم الإعلان عنها مؤخراً للمساهمة في تطوير نماذج فالكون مفتوحة المصدر.

وستشكل هذه الشراكة خطوة رئيسية لتوسيع نطاق قدرات فالكون على المستوى الدولي خارج حدود منطقة الشرق الأوسط، مما يمهد الطريق لإطلاق المزيد من المبادرات التعاونية العالمية التي ستساهم في تشكيل مستقبل الابتكار التكنولوجي.

وقال سعادة شهاب عيسى أبو شهاب، المدير العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، بهذه المناسبة، : “يؤكد توقيع هذه المذكرة الالتزام الثابت لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة تجاه بناء الشراكات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، ونتطلع من خلال تعاوننا الوثيق مع حكومة أوزبكستان إلى دعم تبني الحلول الرائدة التي يقدمها نموذج فالكون في مختلف المؤسسات والشركات داخل الدولة.”

من جانبه، قال معالي شيرزود شيرماتوف، وزير التكنولوجيا الرقمية في جمهورية أوزبكستان: “يسرنا التعاون مع مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة لدفع عجلة الابتكار من خلال دمج نماذج فالكون المتقدمة في البنية التحتية التقنية والخدمات الحكومية في الدولة، ومن المؤكد أن جهودنا المشتركة ستساهم في تسريع وتيرة الابتكار والمساعدة في مواجهة التحديات الرقمية وإطلاق العنان لكامل إمكاناتنا.”

وتجدر الإشارة إلى أن فالكون يعد جزءاً من سلسلة النماذج اللغوية مفتوحة المصدر التي طورها معهد الابتكار التكنولوجي، ذراع الأبحاث التطبيقية التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة. علماً بأن المجلس كان قد أطلق في نوفمبر 2023 شركة جديدة متخصصة بالذكاء الاصطناعي تحت اسم AI71، وذلك من خلال ذراع التسويق التجاري التابعة له فنتشر ون، وتقدم الشركة الجديدة الخدمات المتقدمة لعملائها من القطاعين العام والخاص حول العالم وتمنحهم إمكانية التملك اللامركزي للبيانات.

ويوفر كل من معهد الابتكار التكنولوجي وشركة AI71 سبلا متنوعة ورئيسية في توظيف ونشر نماذج فالكون والحلول القائمة عليها.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي في المدارس: أي الدول الأوروبية يعتمد معلموها هذه التقنيات أكثر من غيرها؟

يتفاوت اعتماد المعلّمين على الذكاء الاصطناعي في أوروبا، إذ تُبدي بعض الدول حذرًا أكبر من غيرها. ويستخدم معظم المعلّمين هذه التقنيات خصوصًا في التحضير للدروس، فيما يتوقع خبراء أن يتسع نطاق استخدامها خلال السنوات المقبلة، مع التأكيد على أهمية الاستخدام المسؤول.

أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءا من الحياة اليومية، وقد تطورت الأدوات والفرص التي تقدمها الشركات الكبرى في هذا المجال بسرعة خلال الأعوام الأخيرة، والتعليم ليس استثناء؛ إذ يكشف مسؤولون ومعلمون وباحثون كيف يستخدم الطلاب أدوات مثل "ChatGPT" لإنجاز الواجبات، وفي الوقت نفسه يتيح الذكاء الاصطناعي دعما قيّما للمعلمين. وبحسب مسح "التدريس والتعلم الدولي" (TALIS) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، يختلف استخدام المعلمين للذكاء الاصطناعي بشكل ملموس في أنحاء أوروبا حتى عام 2024؛ ففي 32 بلدا، تتراوح نسبة معلمي المرحلة الإعدادية الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بين 14 في المئة في فرنسا و52 في المئة في ألبانيا، ويبلغ المتوسط 32 في المئة في الاتحاد الأوروبي (EU-22) مقابل 36 في المئة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (27 بلدا). يشمل تعريف الاستخدام في المسح عمليات التنبؤ واقتراح القرارات أو توليد النصوص، سواء في التدريس أو لتيسير تعلم الطلاب خلال 12 شهرا السابقة للمسح. ولا تظهر أنماط إقليمية قوية بوضوح، رغم أن دول أوروبا الغربية تميل إجمالا إلى معدلات استخدام أدنى مقارنة بغرب البلقان وشرق أوروبا؛ وإلى جانب ألبانيا، بلغت نسبة المعلمين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي مرة واحدة على الأقل اثنين من كل خمسة أو أكثر في ثمانية بلدان/اقتصادات، هي: مالطا (46)، التشيك (46)، رومانيا (46)، بولندا (45)، كوسوفو (43)، شمال مقدونيا (42)، النرويج (40) والمنطقة الفلمنكية في بلجيكا (40).

لماذا تختلف معدلات استخدام الذكاء الاصطناعي؟

أقل نسب الاستخدام سُجّلت في بلغاريا (22)، هنغاريا (23)، المنطقة الناطقة بالفرنسية في بلجيكا (23)، تركيا (24)، إيطاليا (25)، فنلندا (27)، مونتينيغرو (28) وسلوفاكيا (29). وتفسّر الفوارق بعدة عوامل: فقد أوضح متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أن الحكومات تبنّت مواقف سياسية متباينة حيال الذكاء الاصطناعي في التعليم، ما قد يؤثر في وعي المعلمين واستخدامهم للتكنولوجيا، وقال لـ "Euronews Next": "بعض البلدان كانت أكثر استباقية في قيادة استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي تشمل قطاع التعليم، فيما اتخذت أخرى نهجا أكثر حذرا إزاء الذكاء الاصطناعي واستخدام النماذج التوليدية في الصفوف، عبر قواعد أشد صرامة بحسب عمر الطلاب". ولفت روتشن لي، مدير مشروع أول في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى أن "البنية التحتية، والقيود التقنية مثل الجدران النارية، والمواقف الاجتماعية تجاه استخدام التكنولوجيا في المدارس، والسياسات التي قد تشجّع أو تثني المعلمين عن استخدام الذكاء الاصطناعي" يمكن أن تفسّر هذه الفوارق، مضيفا لـ "Euronews Next": "نرى علاقة قوية على مستوى الدول بين حجم التدريب المقدم على استخدام الذكاء الاصطناعي ومستويات استخدامه". وأشار بن هيرتز وأنطوان بيلجين، مديرا الشؤون البيداغوجية والبحث في "European Schoolnet"، إلى أن التباينات الواسعة تعكس بيئة كل بلد وسياساته وثقافته التعليمية، مع تبنّي بعض الدول موقفا وطنيا أكثر احترازاً؛ فإتاحة الدعم العملي مثل التدريب والبنية التحتية تُعد عاملا مسرّعا حاسما، وتؤكد بيانات TALIS أنه في الأنظمة ذات الاستخدام الأعلى، يكون المعلمون أكثر احتمالا لتلقّي تعلّم مهني في الموضوع. وعلى سبيل المثال، بدأت فرنسا هذا العام تنفيذ تدريب وطني على الذكاء الاصطناعي في المدارس العامة (بعد جمع بيانات TALIS)، مضيفين: "الحذر، وغموض القواعد، ومحدودية البنية التحتية عوامل محتملة تفسّر بطء الاعتماد، خاصة في مجال جديد وجدلي مثل الذكاء الاصطناعي". كما تشير مارتينا دي ريدولفو، منسقة السياسات في اللجنة النقابية الأوروبية للتعليم (ETUCE)، إلى أسباب إضافية مثل توفر وجودة التدريب، وعبء العمل، ونقص المعلمين، والدافع الشخصي والفضول، وقالت لـ "Euronews Next" إن هذه العوامل تسهم في الفجوة بين الأنظمة.

لِمَ يستخدم المعلمون الذكاء الاصطناعي؟

من بين المعلمين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي، يقول في المتوسط داخل الاتحاد الأوروبي (EU-22) قرابة الثلثين (65 في المئة) إنهم يوظفونه للتعلّم بكفاءة عن موضوع ما وتلخيصه، ويستخدمه 64 في المئة لتوليد خطط دروس أو أنشطة، ما يدل على أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم أساسا في تحضير المعلم نفسه. وتشير النتائج أيضا إلى أن الاستخدامات المباشرة داخل الصف أو المواجهة للطلاب أقل شيوعا، وأن مهام التقييم هي الأقل استخداما؛ ويرجّح هيرتز وبيلجين أن كثيرا من المعلمين سيواصلون استخدامه "خلف الكواليس" في الحاضر والمستقبل القريب، فيما يرى روتشن في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساند المعلمين في الأعمال الإدارية، بما يحرّر وقتهم وطاقتهم لمهام أقرب إلى التدريس المباشر.

أغراض أخرى ونِسَبها:

مساعدة الطلاب على ممارسة مهارات جديدة في سيناريوهات واقعية (49) دعم الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة (40) الضبط التلقائي لصعوبة مواد الدروس وفق احتياجات تعلم الطلاب (39) توليد نص لتغذية راجعة للطلاب أو للتواصل مع أولياء الأمور/الأوصياء (31) مراجعة بيانات مشاركة الطلاب أو أدائهم (29) تقييم أو تصحيح أعمال الطلاب (26) ما التالي للذكاء الاصطناعي في المدارس؟

يتفق الخبراء على أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم ينمو بثبات وسيواصل التوسع، مع التحذير من ضرورة الاستخدام المسؤول ووضوح الإرشادات والوعي بما قد ينطوي عليه من مثالب. ويشير هيرتز وبيلجين في "European Schoolnet" إلى أنه مع الوقت سيتفاعل الذكاء الاصطناعي مباشرة أكثر مع الطلاب، مثلا عبر اقتراح أنشطة مُصمَّمة شخصيا أو تقديم تغذية راجعة آنية، لكنهما يقولان: "ينبغي أن يظل المعلم الطرف الرئيسي بين الطالب والتكنولوجيا حفاظا على استقلاليته وإشرافه الأخلاقي ودوره الرعائي". وتشدد اليونسكو على الدور المحوري للمعلمين مع اتساع استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، إذ قال متحدثها: "يجب أن تُكمل أدوات الذكاء الاصطناعي عمل المعلمين لا أن تستبدلهم، وأن يتوافق استخدامها مع المعايير الأخلاقية والأهداف التربوية، مع الحفاظ على استقلالية المعلمين والمتعلمين وخصوصيتهم". وتتوقع دي ريدولفو اتساع الاستخدام بين المعلمين والطلاب، لا سيما مع الأدوات التوليدية، لكنها تبرز هاجسا آخر: "نظرا إلى النقص الحاد في المعلمين الذي نواجهه في أوروبا، نرى مخاطر ملموسة على تأهيل المهنة ومهاراتها"، كما لفتت إلى قيد في مسح منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: فالبيانات لا تقول شيئا عن وتيرة هذا الاستخدام، ولا عمّا إذا كان المعلمون يستخدمون الذكاء الاصطناعي بانتظام أم جرّبوه مرات قليلة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • تباين حاد في استخدام الذكاء الاصطناعي.. ما هي الدول التي تتقدم بخطى سريعة؟
  • OpenAI تطور آلية "الاعتراف" لتدريب الذكاء الاصطناعي على الكشف عن أخطائه
  • كيف نجح الشعر في كسر قيود الذكاء الاصطناعي وإنتاج محتوى محظور
  • ميادة الحناوي تكشف حقيقة استخدام الذكاء الاصطناعي في حفلاتها
  • هيئة المراجعين الداخليين تطلق أداة الذكاء الاصطناعي “سارا”
  • رغم الاعتراضات.. “فيفا” يقترب من تغيير قواعد الركلات الركنية في مونديال 2026
  • أنثروبيك تدرس طرح أسهمها للاكتتاب الأولي وسط احتدام المنافسة في الذكاء الاصطناعي
  • المملكة تشارك في قمة “الذكاء الاصطناعي حول المستقبل”
  • ميسترال رائدة الذكاء الاصطناعي في أوروبا تطرح نماذج متقدمة جديدة أصغر حجما: إليك ما تحتاج معرفته
  • الذكاء الاصطناعي في المدارس: أي الدول الأوروبية يعتمد معلموها هذه التقنيات أكثر من غيرها؟