الاقتصاد الإسرائيلي ينكمش 20 بالمئة للربع الأخير 2023
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
إسرائيل – أظهرت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي، امس الإثنين، انكماش الاقتصاد المحلي بنسبة 20 بالمئة في الربع الأخير 2023، وسط حرب تشنها تل أبيب على قطاع غزة.
وذكر المكتب في بياناته أن الانكماش المسجل في الربع الأخير على أساس سنوي، جاء مدفوعا بتدهور كافة القطاعات، “في وقت تراجع مستوى الاستثمار بنسبة 70 بالمئة”.
بينما انكمش الاستهلاك الخاص في الربع الرابع بنسبة 27 بالمئة، رافقه انكماش في الاستهلاك العام بنسبة 90 بالمئة تقريبا خلال نفس الفترة، وذلك على أساس سنوي.
وقال مكتب الإحصاء: “انكماش الاقتصاد في الربع الرابع 2023، تأثر بشكل مباشر باندلاع الحرب مع غزة.. تغيرت تركيبة الناتج المحلي الإجمالي بعد التعبئة الواسعة لجنود الاحتياطي، ودفع تكاليف الإسكان البديل، ونقص العمالة في البناء”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين أول تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة أبرزها المجاعة، وتدمير البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية، وهو الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية.
في المقابل، نما الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 2 بالمئة في كامل 2023، لكنه يعكس نموا سلبيا لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1 بالمئة، بسبب النمو السكاني العام الماضي.
يأتي هذا الرقم بعد نمو الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 6.5 بالمئة في عام 2022.
وباستثناء عام 2020 عندما ضرب فيروس كورونا العالم، وانكمش الاقتصاد الإسرائيلي حينها بنسبة 2.5 بالمئة، إلا أن المرة الأخيرة التي انكمش فيها الاقتصاد كان في عام 2009، في أعقاب الأزمة المالية العالمية.
وفي كامل 2023، كانت الضربة الرئيسية التي تلقاها الاقتصاد هي مستوى الاستثمار، الذي انخفض بنسبة 2 بالمئة، ونصيب الفرد من الاستهلاك الذي انخفض بنسبة 2.8 بالمئة.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الاقتصاد الإسرائیلی فی الربع بنسبة 2
إقرأ أيضاً:
أحمد جبريل الـذي أرعـــب إســـرائيل
يمانيون|بقلم السفير| عبدالله علي صبري
منذ أربع سنوات وفي مثل هذه الأيام ودعت فلسطين ومعها الأحرار في العالم قامةً وهامة عروبيةً جسدت الولاء والثبات في أنصع الصور، وحفرت اسمها المطرز بالتضحيات على جدار القضية الفلسطينية، التي ينتمي إليها كل المقاومين والشرفاء في أمتنا العربية والإسلامية وفي العالم.
فقد كان الراحل شخصية ملهمة للأجيال، فكل حياته جهاد وكفاح، ونضال وثبات، وإيمان وصبر، وعزيمة وشموخ واستبسال، منذ التحق بالجبهة الشعبية لتجرير فلسطين وغدا أحد أبرز قادتها، وأول أمين عام للجبهة- القيادة العامة، وكان الحاضر على الدوام في مختلف مفاصل ومحطات المقاومة والكفاح المسلح.
وطوال تاريخ الجبهة الشعبية- القيادة العامة- ورئيسها المؤسس، كانت مواقف البطل أحمد جبريل، ملتزمة بخيار الكفاح المسلح باعتباره الطريق المستقيم المؤدي إلى استعادة الأرض والوطن، وقيام الدولة الفلسطينية على كامل ترابها وحدودها المعروفة من النهر إلى البحر، فلم يساوم أو يهادن ولم ينخرط في مفاوضات السلام والتطبيع.
وكان ذكر أحمد جبريل كفيلًا أن يبث الرعب داخل إسرائيل، فهو الذي خطط لأهم العمليات الفدائية البطولية، وأبرزها عملية ” الطائرات الشراعية ” في نوفمبر 1987، التي كانت ملهمة للمجاهدين في مفتتح معركة طوفان الأقصى 7-أكتوبر-2023، كما كان رحمة الله عليه مهندسا بارعا لصفقات تبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني، التي أفضت في إحداها إلى الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس.
التزم خط المقاومة وهو في الأردن حتى ضاقت به وبرفاقه المملكة الهاشمية. وحين غادرها إلى بيروت كان ذلك المقاوم الذي لا تلين له عريكة، وواصل مسيرة النضال حتى اجتياح إسرائيل بيروت 1982، حين فرضت إسرائيل بدعم أمريكي على الدول العربية إخراج الثوار الفلسطينيين من لبنان. وفي سوريا مضى أحمد جبريل على طريق الانتصار لشعبه وأمته، حتى الرفيق الأعلى.
ومن مواقفه الناصعة أن كان من أوائل قادة العمل الفلسطيني ورموز المقاومة إدانة للعدوان السعودي الأمريكي على بلادنا، ورفضا لما يسمى تحالف ” عاصفة الحزم “، فقد كان يدرك مدى ما جنته الرجعية العربية على القضية الفلسطينية، وإلى أي مدى كانت الرياض تعبث بالمشهد السياسي العربي..
كما كان الراحل من أشد المعجبين بالموقف اليمني المناصر للقضية الفلسطينية، وللخروج الشعبي الكبير الذي امتازت به اليمن طوال العشرية الأخيرة. وكان كذلك كثير الثناء والإعجاب بالسيد عبدالملك الحوثي، وبمواقفه المشهودة إلى جانب القضية الفلسطينية قضية وشعبا ومقاومة.
ونحن إذ نكتب عن شخصية الراحل الكبير، نستذكر بكل إجلال وتقدير تاريخ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة-، ونضالات منتسبيها التي لم تتوقف منذ ما قبل واقعة ” الطيران الشراعي” التي مهدت للانتفاضة الفلسطينية الأولى في وجه الكيان الصهيوني/ انتفاضة الحجارة 1987، وحتى المشاركة الفاعلة في معركة سيف القدس 2021، التي كانت آخر محطات جبريل النضالية.
هذه المعركة التي أثبتت صلابة وبأس المقاومة الفلسطينية وقرعت جرس الإنذار في مسامع الأعراب المتخاذلين، والأمريكان المتآمرين، والإعلام المتصهين في الغرب والشرق، وأعلنت عن مسار مقاوم متجدد لا سبيلَ أمام سالكيه ولا اختيار أو خيار لهم سوى الشهادة أو الانتصار.
وفي معركة طوفان الأقصى كانت الجبهة الشعبية إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية جزءا لا يتجزأ من ملحمة غزة البطولية والأسطورية..من شجاعة وإقدام أبطالها المجاهدين، ومن صمود وثبات الحاضنة الشعبية، التي واجهت أبشع جرائم العصر ومجازر الإبادة والحصار والتجويع الممنهج، فلم ينزحوا من غزة إلا إليها، ولم يفارقوا الأرض إلا إلى السماء، فكانت وستبقى فلسطين عنوان المجد والفداء، وكان وسيبقي أحمد جبريل أحد رموزها الخالدين.